لا تترشح يا مشرشح!

فيصل القاسم
في المملكة الوراثية البهرزية أو ما كانت تعرف سابقا بـ«المرحومة» سوريا، والتي تحكمها، باسم البعث والعروبة والإسلام، عصابة خانقين الكاكائية الدخيلة لنصف قرن بالتمام والكمال، وبعد عقود من الاستفتاءات (البيعات) السخيفة والهزيلة والبائسة المضحكة التي كانت تنظمها أجهزة المخابرات بطريقة كوميدية رديئة، تنازل آل البهرزي (الأسد) زوراً وبهتاناً، وقبلوا بمنافسة مرشحين في الانتخابات الرئاسية بعد أن كان حافظ البهرزي، مؤسس «الخربة» ومن بعده وريثه القاصر فيلسوف عصره بشار، وعلى الدوام، هو المرشح الواحد الأوحد الذي لا شريك له ولا يتناطح فيها «تيسان». 
وحتى هذا القبول على مضض كان بإشراف أجهزة المخابرات، أو ما يعرفه السوريون بـ«كلاب الصيد» المسعورة. فبعد الثورة جرت أول بيعة رئاسية بمرشحين منافسين لبشار اختارهم هو بنفسه طبعاً، ولا أستبعد أن هذين المرشحين قد صوّتا لبشار في «الانتخابات»(البيعات). واليوم يحاول بشار البهرزي «الدخيل المتطفل» الذي لا ينتمي لسوريا ولا للعلويين ولا للعرب ولا للإسلام حسب أصول العائلة الكاكائية الهاربة من خانقين، يحاول أن يعيد الكرّة بإجراء نسخة مهترئة ومبتذلة من «البيعات» السابقات وسط استهجان مؤيديه قبل معارضيه، فـ»بأي عين» كما تقول الأمثال الشعبية، لطاغية «شرشوح» و«مبهدل» مثله، فعل «السبعة وذمتها» بسوريا والسوريين، أن يطرح نفسه للرئاسة، مجدداً، بعد كل ما اقترفت، وجنَت يداه من كوارث وأهوال وآثام عِظام؟ ومن هنا فقد جاء «الرد» والشعار الأول ضد حملته الانتخابية من شباب السويداء، النشامى الأبطال ورثة الملاحم والكرامة والشهامة وحملة تاريخ من العزّة والبطولات والأمجاد، حيث كتبوا مخاطبين «الشرشوح»: «لا تترشح يا مشرشح».
والسؤال الذي سيقفز لذهن كل سوري، بعدما يفرك رأسه كثيراً، ويضرب يديه كفاً بكف، وتجحظ عيناه طويلاً لهول الصدمة لسماع النبأ: ما هو البرنامج الانتخابي الذي سيخوض هذا المجرم التاريخي بموجبه الانتخابات المزعومة؟ فمن عادة المرشحين أن يتنافسوا فيما بينهم بالبيانات والوعود الانتخابية والإنجازات التي حققوها، ويتعهدوا بتحقيقها مستقبلاً لناخبيهم؟ ما هي إنجازات بشار البهرزي عدو سوريا الأول وقاتل السوريين؟ هل سيقول لهم مثلاً: انتخبوا مرشحكم الذي شرد نصف الشعب السوري وجعلكم تتسولون رغيف الخبز وشفط هو وعصابة خانقين البهرزية آخر دولار من الخزينة؟ انتخبوا مرشحكم الذي قتل وعذّب واعتقل وشوّه ملايين السوريين؟ انتخبوا مرشحكم «القاتل» الذي وعدكم في أحد خطاباته السابقة بأنه سيصنع «المجتمع المتجانس» الذي يعني حرفياً قتل وتهجير واعتقال وتعذيب وتشويه أكثر من خمسة عشر مليون سوري؟
انتخبوا مرشحكم الذي ضحى بشباب الطائفة العلوية، التي ادعى الانتساب لها، على مذبح عائلة آل البهرزي؟ ألم تصبح طائفة بلا رجال لأن بشار استخدم رجالها وشبابها كوقود في معركته الجهنمية ضد السوريين؟ هل سيقول: انتخبوا مرشحكم «الفاشل» الذي دمّر جيشاً وترسانته العسكرية التي اشتراها من قوت الشعب السوري من أجل أن يحتفظ بعرشه الذليل الذي يحرسه الغزاة الروس والإيرانيون والكوريون الشماليون وحتى وحدات حماية إسرائيلية محترفة داخل القصر الجمهوري، وحوّل الجيش والأجهزة الأمنية والمؤسسات الوطنية إلى هراوات وأدوات قتل وقهر وإرهاب وإرعاب وتعذيب تفتك يومياً بالمواطنين وتطارد الشرفاء الوطنيين؟
حوّل الأسد الجيش والأجهزة الأمنية والمؤسسات الوطنية إلى هراوات وأدوات قتل وقهر وإرهاب وإرعاب وتعذيب تفتك يومياً بالمواطنين وتطارد الشرفاء الوطنيين؟
انتخبوا مرشحكم الذي رفع الجهلة والحثالات والرعاع الأمّيين وأشباه المتعلمين والخونة والعملاء والجواسيس وأذلّ وسجن المبدعين والشرفاء والتكنوقراط وألغى الطبقة الوسطى وطفـّش العلماء والعباقرة المبدعين؟ انتخبوا مرشحكم الذي بات جنوده الجياع (جيش البطاطا المسلوقة) المصابون بالحرب يتسولون في الشوارع من أجل بضع ليرات سورية؟
انتخبوا مرشحكم «المرابي» الإرهابي الذي يستخدم الكهرباء كسلاح و«قانون طوارئ يومي» ومنع تجول وإقفال دائم وزرب لـ«القطيع» لترهيب وتركيع حاضنته الشعبية في الساحل السوري وبقية المدن السورية التي إما ساندته أو وقفت على الحياد، وبنفس الوقت يبيع الكهرباء للدول المجاورة ويضع ريعها «الكهرو- دولار» في جيبه وجيوب عصابة خانقين؟ هل سيرفع شعار: سنسرق البلد كما عهدتمونا من الجد للولد عبر مرشحكم اللص «الحرامي» الذي أودى بالليرة السورية إلى الهاوية وجلب لها حتفها وأصبحت لا تساوي ثمن الورق الذي طبعت عليه؟ هل سيرفع شعار: انتخبوا مرشحكم الذي جعل الفجل والبقدونس والبصل حلماً بعيد المنال لملايين السوريين من مؤيديه قبل معارضيه؟ هل سيرفع شعار: انتخبوا مرشحكم «المافيوزي» الذي يستخدم عصابات الخطف والمرتزقة المأجورين وميليشيات خارجية وشراذم القتل والمخدرات في السويداء والساحل السوري لترهيب الشعب وابتزازه وتركيعه بإدارة مخابراتية لا تخطئها عين؟ هل سيرفع شعار: انتخبوا مرشحكم «التاجر» الذي باع سوريا للغزاة والمحتلين كالروس والإيرانيين والأمريكيين؟
هل سيرفع شعار: انتخبوا مرشحكم «السمسار» الذي يعمل على تقسيم سوريا كي يبقى حاكماً على شريط منها، وأن يترك بقية المناطق للعابثين والغزاة الذين يعبثون بالأرض السورية وثرواتها؟ هل سيرفع شعار: انتخبوا مرشحكم «الذليل» المستعد أن يبيع سوريا والسوريين من أجل أن يبقى حتى لو مختاراً لحي المهاجرين؟ هل سيقول: انتخبوا مرشحكم «الوكيل» الذي رشحته ودعمته روسيا وإيران وإسرائيل ليكون ذراعها لتدمير سوريا وتهجير شعبها ونهب خيراتها؟ هل سيقول: انتخبوا مرشحكم «التابع» ذيل الكلب كما وصفته الصحافة الروسية نفسها؟ هل سيقول: انتخبوا مرشحكم الذي سمح للقوات الروسية الغازية أن تجرب كل أسلحتها الجديدة على أجساد السوريين وأرضهم؟ هل سيقول: انتخبوا مرشحكم زوج «الست السنكوحة» شبيهة ماري انطوانيت التي وضعت كل مقدرات الدولة السورية الاقتصادية في أيديها وأيدي عائلتها وأقربائها وراحت تقاسم السوريين المنتوفين حتى حبة الرز ورغيف الخبز وليتر البنزين عبر ما يسمى بـ«البطاقة الذكية» التي تستخدمها سلاحاً للنهب والسلب بعد أن كان يستخدم آل مخلوف «البونات» من قبل كوسيلة للتحكم بأكل السوريين ومشربهم وأبسط حاجياتهم اليومية؟
ما هو البيان الانتخابي لبشار البهرزي؟ نتحداه أن يكون لديه أي شيء يقوله، أو أن يقدّم أي بيان انتخابي. وما الذي سيفعله في «البيعة» القادمة، وما هو طموحه ومبتغاه سوى أنه يريد، فقط، أن يبقى رئيساً ومتزعماً وحامياً لرؤوس مافيات النهب وعصابات السلب والتشليح والتعفيش؟
نتحداه أن يتجرأ وينشر بيانه الانتخابي، فماذا الذي تبقى عنده، بعد هذا السجل الدموي الأسود الحافل الطويل ليقدمه للشعب السوري؟
وهكذا ووفقاً للمعطيات والوضع الراهن على الأرض، فإن إجراء أية «انتخابات» مزمعة طبقاً لتوافقات وموافقة وصمت إقليمي ودولي، لن تكون سوى «إعادة تعيين» و«تنصيب» مرة أخرى ومجرد تفويض آخر يُمنح له، كما مُنح لأبيه، لاستلام رقاب السوريين مجدداً للتنكيل بهم وقهرهم وإذلالهم والفتك بهم وهي إعادة تعويم له و«بيعة» جديدة كالعادة يواكبها هتاف وزفاف، ممهور ومكتوب بنجيع الدماء…
كاتب واعلامي سوري

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…