الكلام المسيء من طبع السّيّئ

عمر كوجري
اشتغلت وسائل إعلام كردية، ومنصات التواصل الاجتماعي، خلال أيام عديدة، وبلغ الأمر خطورته الملحة، ممّا حدا حتى بالمتحدث باسم رئاسة اقليم كوردستان ليرد على الكلام غير المسؤول، الكلام الذي كان له رسالة محددة وهي بالفعل نسف المحادثات الجارية بين المجلس الوطني الكردي، وأحزاب الوحدة الوطنية.
هذا الكلام.. الركام الذي لو خرج من فم شخص بمستوى “سياسي” أقل لأمكن تأويل الأمر على أنه رأي محدود الأهمية والتأثير، ولكن أن تخرج من فم من هو رئيس الوفد المفاوض مع المجلس الوطني الكردي في سوريا، فهذا يعني محاولة لدق مسمار عنيف على جدار الحوار، ووقفه بالمطلق وبشكل نهائي.
توزّع المراقبون السياسيون، وحتى المهتمين غير المتخصصين بالشأن الكردي في غربي كوردستان حيال التصريحات الشنيعة من المدعو إياه، البعض قال كان ذلك جس نبض المجلس ومدى استيعابه لصدمة التّصريح المسيء، ومن العسير ألا يخرج منه إلا برد فعل مناسب وقوي، ووفق شروط جديدة لإعادة المفاوضات الى سكّتها المعتادة بانتظار الامريكان..وكذلك اختبار الجدية الامريكية حيال هذه المفاوضات، وكانت تكهنات كثيرة تولّدت عن الموقف الامريكي في توقيت الاستلام والتسليم الحالي بين إدارتين سياسيتين مختلفتي الأفكار من حيث الاولويات بالنسبة لواشنظن..ولكن السفارة الامريكية في دمشق والتي علقت أعمالها ومقرها فيها منذ العام 2012 والى الآن سارعت للقول إنها تؤيد وبقوة استمرار المحادثات، وقالت ” تدعم الولايات المتحدة الحوار الكردي-الكردي وتتطلع إلى استمرار تقدّمه.”
ثمة من قال إن هناك تضخيماً لتصريحات ” المدعو خليل” وهذه ليست المرة الأولى التي تطلع من فمه مثل هذه الكلمات، وبالتالي ” هذه أخلاقه” ومن العبث إشغال العالم والميديا بها، وهو لم يرعوِ، ولن يكف مستقبلاً عن هذا الهراء، فلماذا صرف مجهودات إضافية، ومنحه قيمة وقدراً ” لا يستحقه” !!؟ فالكلام المسيء من طبع السيئ!!
إثارة وفضح مواقف كهذه، وعلى مستوى الإعلام يخلق رأياً عاماً بالضد من صاحبها، حتى من رهط مؤيديه ومريديه، لربما يعود من ” غيه” ولو أن هذا التصور مستبعد من شخص مستبد، لا يعترف بالخطأ، ويعادي كوردستان بكل مافيه، رغم ادّعاء مؤيديه أنه ” كان مناضلاً يوماً” ولم يوفّر حتى علم كوردستان، والرموز الكوردستانية العالية من سبابه، فمن الطبيعي عدم التفاجؤ بمسباته بحق شباب نذروا دماءهم لأجل رفعة الوطن الكوردستاني، وهم البيشمركة الميامين، بيشمركة روج الذين رووا تربة الجزء الجنوبي من القلب .. كوردستان بدمائهم العطرة.
هم مستعدون في الوقت عينه للدخول الى موطن آبائهم وأجدادهم، ويدافعوا عنه، رغم كل العراقيل التي توضع في طريقهم من جانب من يفترض بهم الترحيب بهذه القوة العسكرية المجهزة والمدربة على أيدي ضباط كوردستانيين، وضباط من التحالف الدولي.
زاوية العدسة – كوردستان العدد 648

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…