الكاتب والصحفي أكرم الملا في السنوية الأولى وذكراه العطر.. مثال الصحفي الخلوق والمبدع

عزالدين ملا
مرّ عام على رحيل الكاتب والإعلامي اللامع أكرم الملا، وهو ابن العائلة الوطنية، تربى منذ صغره على نهج الكوردايتي،  نهج البارزاني الخالد، غادرنا ذلك الشخص ذو الهيئة المهيبة والملامح الهادئة المتزنة والخلوقة القريبة إلى القلب، كان إنساناً طيباً رؤوفاً.
اكرم الملا ابن العائلة الوطنية، تربى منذ صغره على نهج الكوردايتي،  نهج البارزاني الخالد، وأكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس بلدته الدرباسية، وتابع دراسته الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية بجامعة حلب. وكان عضواً نشيطاً في فرع الطلبة لحزبه الديموقراطي الكوردي في سوريا (البارتي)، 
ولكن حبه لدراسة علم الصحافة والإعلام جعله يسافر الى روسيا ليكمل دراسته في جامعة موسكو، قسم الاعلام والصحافة، وحصل على شهادة الماجستير وبعدها عاد للوطن وانتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب، وقام بتحرير جريدة الحزب، وبعد المؤتمر التوحيدي عام 2014، عمل الفقيد في الهيئة الاستشارية ومديراً لمكتب الاعلام المركزي، وأشرف على العديد من الدورات الإعلامية في المكتب المركزي وتأهيلهم للقيام بواجباتهم.
أكرم الملا كان كاتباً موضوعياً وإعلامياً، ترك بصمة واضحة خلفه في عالم الاعلام والسياسة، وكان صدقه مع نفسه أولاً ومع الآخرين ثانياً جعله علماً وليس إعلامياً. 
 كان له من الوعي القدرة على تحليل الأحداث السياسية على ارض الواقع، وامتلك بُعداً للنظر في المسائل وابتعد عن السطحية. لم يكن يهتم بالظهور في أي مشهد إعلامي، واكتفى بالعمل في مجاله بهدوء وتفان وتقديم المشورة، وجَسَّدَ رأيه بصدق عن السياسة والسياسيين.
1- نرجو أن تحدثنا عن شخصية أكرم الملا كـ إنسان؟
2- شخصية أكرم الملا كـ إعلامي؟ 
3- كيف كان الفقيد الراحل ينظر الى السياسة؟  
4- ماذا تقول عن فقداننا لشخص كـ أكرم الملا لهذا الجيل وللأجيال القادمة؟
ناقد من الطراز الممتاز
تحدث عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، فيصل نعسو، بالقول: « في البداية أشكر صحيفة كوردستان على اختياري من أصدقائه للحديث عن العزيز الراحل أكرم الملا، أعرفه منذ سنوات طويلة، لأنه أمضى حياة طويلة في النضال السياسي منذ أن كان عمره ستة عشر عاما وخاصة نضاله ضمن صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، حيث بقيّ على النهج القويم نهج البارزاني الخالد، هذا ليس جديداً على الإعلامي أكرم الملا، لأنه من عائلة وطنية تربى نهج الكوردايتي، عملنا معا وتحملنا معا الحلوة والمرة، كنا نجتمع معا ونخرج معا إلى شوارع قامشلو وخارجها، ويمكن أن أقول لم يبقَ شارع أو زقاق كوردي إلا ونحن ناضلنا فيها معا ».
يتابع نعسو: « أكرم الملا معروف عنه أنه ناقد من الطراز الممتاز حيث كان ينقد بطريق سلسة بحيث أن لا يعكر صفو من حوله حتى الذي لم يكن يتفق معه، فقط كان يريد أن يوصل فكرة دون تشنج الذي لا يوافقه، كنا نستفيد كثيراً من نقده البناء ومن تعامله السلسل الذي يدخلنا في أجواء من المرح والبساطة ».
أضاف نعسو: « كتابات أكرم الملا في مجال السياسة والنقد كانت بعيدة عن الانفعالات، حيث كان يُمرر أفكاره وطروحاته بطريقة يتقبلها الجميع، لذلك كان مقالاته محل اهتمام لشريحة واسعة من السياسيين وخاصة الإعلاميينا الشباب، لذلك كان العزيز أكرم الملا من المحبين لإختصاص الصحافة الإعلام عندما انتقل إلى جامعة حلب لدراسة الإختصاص اللغة الإنكليزية لم يستمر هناك، سافر إلى موسكو لدراسة اختصاص الإعلام، هناك أصبح ممثل حزبنا وإقامة علاقات كثيرة مع شخصيات أكاديمية ومثقفة، حيث قام بإيصال صوت الكورد إليهم، وبعد أن أنهى دراسته هناك عاد إلى وطن بلدته الدرباسية واستمرّ في نضاله ضمن صفوف حزبنا، وكان ذا أخلاق عالية والدليل عندما كان ضمن المنظمة المنطقية بقيّ فيها قرابة 25 عاما ولم يتشاءم، ولم يُقل في أي مرّة أن لدي إمكانات أو لديّ شهادة ماجستير بل على العكس كان أكثر إصرارا تصميما في نضاله، كان أفكاره جميها في خدمة الكوردايتي ونهج البارزاني الخالد، واستمرّ هكذا حتى عام 2007 حيث انتخب عضوا في اللجنة المركزية واستمر نشاطه السياسي والإعلامي وكان نشيطاً ».
يؤكد نعسو: « أن أكرم الملا كان صريحا مع أفكاره السياسية ومع أصدقائه وبقي في نضاله ضمن اللجنة المركزية حتى عقد المؤتمر التوحيدي عام 2014 في هولير بإقليم كوردستان لم يتم انتخابه في اللجنة المركزية، حيث أصبح عضو هيئة استشارية، ولم ييأس لذلك بل استمر في نضاله وفي مهامه كإعلامي وسياسي، وعمل على تدريب الكثير من شباب وبنات الكورد على مهنة الإعلام وإخلاقياته، وكان أكرم الملا مستشارا للعديد من السياسيين والقياديين، يقدم لهم المشورة، صحيح أن أكرم الملا رحل عنا بجسده ولكن ذكراه وأفكاره وأخلاقه بقيّ لدى الجيل الجديد وأيضا لدى جيلنا ».
ختم نعسو: « رغم ابتعادي عن كوردستان سوريا لم يتوقف تواصلنا أنا وأكرم الملا، كُنا دائم اللقاء عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي واستمر نضالنا معا على نهج الكورديتي. رحيل العزيز أكرم الملا خلق فراغا في الحركة الكوردية وأيضا داخل حزبه وعائلته، وفي النهاية اتمنى الرحمة والمغفرة لروحه الطاهرة ».   
أكرم الملا الإعلامي
وتحدث الكاتب والصحفي صبري رسول والذي عمل مع المرحوم في مكتب صحيفة كوردستان بقامشلو لسنوات:
يفتقد المجتمع الكردي إلى التنّوع في الكتابة السياسية، الأقلام التي تجيد الكتابة بعمق في الشؤون السياسية الكُردية وغير الكردية قليلة أصلاً، وكانت قبل الأزمة السياسية شبه معدومة، السّياسي والكاتب السّاخر العميق أكرم ملا أحد هؤلاء الذين خاضوا تجربة الكتابة والصحافة بمهنية ومهارة وجرأة وفي أجواء مرعبة، في حين لم يكن الكثيرون يملكون الجرأة لإظهار انتمائهم القومي للكرد. في ذكرى السنوية الأولى لرحيله نفتقد هذه الّشخصية الذي كان له حضورٌ خاص في المجالس العامة والخاصّة، حيث كان يملك القدرة في سرد أحداثٍ بشكل كبير، ويجيد في ربطها وإسقاطاتها على الواقع.
كان يختزل الهم الإنساني في عبارات ساخرة، السّخرية الإيجابية، والسّخرة المرّة، ويتابع الهمّ اليومي للناس البسطاء من خلال نصوصه اليومية على صفحات التواصل الاجتماعي، أو من خلال مقالاته، ….
واضاف رسول: لا يختلف اثنان ممن تعايشوا مع أكرم ملا على أنّه كان ماهراً في فنون الإعلام، ويشهد على ذلك الكثير ممن تدربوا على يديه، فمن خلال مشاركتنا في تدريب بعض الشباب في إعلام منظمات الحزب في عدة مناطق، كعامودا وقامشلو ودرباسية ورميلان وتربه سبي … إلخ كان سلساً في أسلوبه، يقدم المعلومة بأسهل طريقة، حاضر البديهة، متمكناً من مادته. 
كان يبدو من خلال كتاباته بأنه يمتلك ثقافة واسعة، وتميّز ببعد النّظر، ودقة الملاحظة، والجرأة في الطرح. 
وعن رؤيته السياسية قال رسول : كان رؤيته السياسية تستند إلى وقائع ومعطيات التي يمكن تفكيكها وربطها بالمواقف السياسية، ولا ينظر إلى الأمور كتخمينات شخصية وتوقعات فقط. 
وعن خسارة الملا في هذا الوقت الكردي العصيب قال رسول : 
رحيل أكرم ملا كان خسارة كبيرة للإعلام الكُردي، خاصة أن الإعلام الكردي فقيرٌ بأعلام بارزين، ويعاني من أزمة كبيرة، تتمثّل في غياب المراكز والمعاهد الإعلامية التي تؤهل القادمين إلى هذا الميدان، في هذه المرحلة يمكن أن نشعر بالحاجة إلى مثل هذه الشخصيات.
قراءته للأحداث كانت هادئة، عميقة، وهي نتيجة طبيعية لمطالعاته وثقافته السياسية والإعلامية، كنا نناقش كثيراً من الأحداث، الآنية والبعيدة، والخاصة بالكُرد والعامة بالمنطقة، كنا متقاربين جداً، في الرؤية والموقف، والاختلاف معه في أي قضية لم يشكّل عقبة في تعامله اللين.
رحيله كان مؤلماً لي، بكلّ ما للكلمة من معنى، له المغفرة ولروحه السلام. 
 
الصحفي البارع والإنسان النبيل
تحدث نقيب صحفي كوردستان سوريا، عمر كوجري، بالقول: «لا أستسيغ الكتابة عن الراحلين، ولكن يشاء القدر، ومنذ زمن طويل أن يفجع قلبي بأحبتي الذين يرسمون لي في قلبي وردة دامية، ويجرحون روحي، ويلوّحون بتلويحتهم الأخيرة، وأنا في لحظة توق واشتياق، وقلبي ما بين مصدّق ومكذّب لخبر الوداع الأخير، والتلويحة الأخيرة.
الصديق والأستاذ والزميل القدير الراحل أكرم الملا هو من أحد هؤلاء الأحبّة الذين سكنوا القلب، وأقاموا في منزل الصداقة الحية.. النابضة بكلّ معاني الجمال، ومعاني الاشتهاء لخوض غمار هذي الحياة، وترك أثر جميل، أو آثار أبهى كل يوم، قبل أن يحين الأوان، وحينها لا مفر ..لامفر.
كأنّ قدرَ الطيبين أن يطفئوا شمعتهم بأنفسهم، وبرضاهم ويديروا، ويخبئوا بعيداً عنا دمعتهم، ويودّعوا ولعهم وتعلّقهم بهذي الحياة في إغماضة عين، ومن دون مراسيم الوداع، وبكاء الأعين، والتلويحة الأخيرة لليد الراجفة يرحلون. يرحلون عنا إلى صمت، ووحشة تذبح قلوب الأحبة، وحشة لن تنفرج بقدوم قريب بأي شكل ولون.
لظروف المكان الأكثر وحشةً ووجعاً، لم التقِ الصديق والأستاذ أكرم، ولم أعهد المسامرة معه عن قرب في مبنى واحد، ومكتب واحد، فقد كان لقاؤنا في هولير عاصمة الحزانى الذين تقطّعت بهم سبل اللقيا، ففيها يلتقون، ويتسامرون في دوحة الحياة، ولكن لحين قصير، فيمضي قطار الأمكنة كل إلى مأواه .. ومسكنه ».
يتابع كوجري: « على قلة المرات التي التقيت فيها مع الأستاذ أكرم تلمّستُ طيبةً ونبلاً وحسن معشر، وصاحب نكتة وقلب أبيض إلى حد بعيد.
 مقالات الأستاذ أكرم وخاصة في زاوية «العدسة» التي كان يخصُّ بها صحيفتنا «كوردستان» فقد كنت وإياه نتناوب في كتابة الزاوية وتحريرها، علمتنا الكثير من فن كتابة المقال السياسي، وكذا فن كتابة العمود الصحفي، هذا الفنّ مستحدثٌ في الصحف الكردية التي تصدر في غربي كوردستان، ويحتاج الى مهارة عالية، وثقافية رفيعة، وسمو مهني كبير حتى ينجز الصحفي ويبرع الصحفي فيها، ونستطيع التعرّف على أسلوبه وطريقة وأداء كتابته المميزة حتى من دون أن نقرأ اسم الكاتب في أعلى أو أسفل الصفحة، مميّزاً في اختيار مواضيع مقالاته، بحيث تواكب الحدث الآني، ولكنه لم يكن يكتفي بعرض الحدث، بشكله الواقعي الحرفي، وكان كل جملة تحتمل على تحليل معمق واستشراف كبير، بما يمكن أن تؤول إليه الأحداث وخاصة حينما كان يوجّه عدسة قلمه أو كاميرته نحو الأحداث الساخنة التي كانت ومازالت تتماوج، وتتلاطم في غربي كوردستان موطنه، رغم أن باقي أجزاء كوردستان كان لها نصيبها الوافر من كتابات ومقالات الأستاذ الملا..وقد ركز اهتمامه الكبير بالحدث الأهم في القرن العشرين بالنسبة للكرد جميعاً، وهو إعلان الرئيس مسعود بارزاني في العام 2017 وبإرادة حرة من شعبنا وأهلنا في جنوبي كوردستان، بالاستفتاء على استقلال كوردستان، والذي حظي بمحاربة من أعداء الداخل، وكذا الدول الاقليمية، والدول ذات التأثير المباشر في الحدث العراقي بصورة عامة، سواء في زاويته أو المقالات الطويلة التي كان يكتبها، وينشرها إما في صحيفتنا «كوردستان»  أو في المواقع الالكترونية الكردية، أو العربية المهتمة بالشأن الكردي والقضية الكردية ».
يضيف كوجري: « ركّز الأستاذ الملا في مقالات عديدة حول الحدث الأكثر ألماً.. احتلال عفرين، وبعدها كري سبي وسري كانييه، وفضح قوة الاحتلال التركية، والفصائل الإرهابية الراديكالية التي عملت تحت إمرة السلطان العثماني الجديد، والذين تحوّلوا فيما بعد الى مرتزقة في أكثر من مكان ملتهب سواء في ليبيا، أو أرمينيا أو غيرها من المناطق التي ذهبوا اليها غازين، ولم يعودوا الى وطنهم سوريا في نعوش محترمة، بل ضاعت جثثهم في جوف الأرض التي نووا نصرة معلمهم العثماني فيها..وبالتالي خسروا شرف أن يكونوا ثواراً حينما أداروا ظهورهم للشام وللنظام في دمشق، وصاروا أداوت رخيصة بيد الغازي الجديد. يبقى الكلام عن الأثر الطيب الذي خطه بكل خصاله المرحوم أكرم الملا في حياته على صعيد الكتابة، والسمعة الطيبة، والسماحة والخلق العظيم، يبقى الكلام عاجزاً عن الإيفاء بجمال روح فقيدنا الكبير الملا.. المجد لروح النبل في كلّ حرف كتبه..الصحفي البارع، والإنسان النبيل أكرم الملا.. العزاء لشعبنا الكوردي في غربي كوردستان ». 
رحيله خسارة كبيرة للحركة الكوردية
تحدث السياسي، قدري جان الملا، بالقول: « كان الراحل الكبير اكرم الملا انسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى يحمل في صدره قلبا طيبا رؤوفاً، يتحلى بمعاني الطيبة والاتزان والهدوء، كان انسانا جامعا للصفات والأخلاق الحميدة التي رفعت من شأنه بين محبيه وأصدقائه وزملائه وهذا ما دفع الناس الى تقديره واحترامه بشدة ».
يتابع الملا: « عمل في مجال الإعلام وتميز فيه لدرجة أنه كان من أبرز الإعلاميين المخضرمين في مجال الإعلام والصحافة، كان الفقيد الراحل مخلصاً ومتفانياً في عمله ومشجعاً وداعما للأقلام الناشئة ودعم بذلك قضيته الكوردية وأغناها بمجاله ولم يتقاعس في الدفاع عنها يوماً، بل بذل قصارى جهده في إيصال صوت الشعب الكوردي من خلال قلمه الى العالم ».
يضيف الملا: « كان أكرم الملا في مجال السياسة حكيما وذا نظرة واقعية يقرأ ما بين السطور ويُبدي آراءه بكل وضوح وشفافية ويكتب عنها في زاويته ومقالاته، وكلما تطلب الأمر لم يتوان ولم يبخل على الحركة الكوردية بالنصح والتوجيه ».
يختم الملا: « كان رحيله خسارة كبيرة وفادحة للقضية الكوردية وحركتها السياسية والإعلامية لأنه كان مدرسة نضالية كوردوارية صانعة للاجيال الحالية والقادمة ».
إعلامي ناجح وسرعة البديهة
تحدثت الصحفية، آرين طاهر، بالقول: « الإعلامي أكرم الملا لا يسعني أن أتحدث عنه كانسان لأنه يضاهي الوصف بأخلاقه العالية وتعامله الحسن كان رحمه الله جميل الخلق، إيجابيا، يرسم الابتسامة دائما، كان متفائلا يتعامل بنقاء وطيبة قلب. كان إعلاميا ناجحا متألقا يمتلك سرعة البديهة استطاع التعامل بذكاء مع مختلف طبائع الناس، نبعت تجربته الإعلامية من رحم نهضة فكرية ثقافية، كان ينظر في الأحداث نظرة ثاقبة محاولا الابتعاد عن الأخطاء. لامست القضايا الإعلامية شغف قلبه، برع في مجال الإعلام فكان بارعا محنكا نجح في تسيير الأمور الإعلامية ». 
تتابع طاهر: « كان سياسيا محنكا يتكلم في جموع الناس بكلام بليغ يبعث فيهم الحماسة، كان مفاوضا ناجحا يحقق الهدف من الحوار بأقل الخسائر أو التنازلات، كان قادرا على استغلال كل فرصة تمر به بتحقيق أكبر فائدة، كان ذلك الرجل الحماسي الغيور على قوميته القادر على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب دون تردد ». 
تختم طاهر: « يعتبر غيابه عن الساحة السياسية والإعلامية وخاصة في ظل الظروف الراهنة من أكبر الخسائر لأنه اجتمع في شخصه صفات يحتاج لها واقعنا المرير من إعلام متميز وسياسة ناجحة ».
الخاتمة:
ان رحيل هذا الكاتب الجسور في هذه المرحلة الحساسة والأوقات العصيبة التي تمر بها سوريا عامة والمناطق الكوردية خاصة خسارة، واقول وبكل حزم للجيل الجديد ان يأخذوا من الفقيد شخصيته وأخلاقه  الطيبة مثالاً ليحتذوا بها، خسارته كبيرة، ولكنني ارى في كل شاب وشابة ان يأخذوا من اخلاقه نهجا يتمسكون به، فالقيادي الجسور أكرم الملا لم يكن شخصا عاديا ابدا.
رحل الاستاذ أكرم الملا عن عالمنا جسداً، ولكن روحه ما زالت بيننا وذكراه في قلوبنا، سنبقى أوفياء لقضيته الذي ناضل في سبيلها قُرابة 50 عاماً، فالتهنئ روحك بسلام، عشت مخلصاً ووفياً، ورحلت عظيماً.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…