المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة

حسن قاسم
السيد محمد صالح عبدو الرئيس المشترك لهيئة التربية في الادارة الذاتية في روجافاي كوردستان المحترم 
بعد التحية : 
لقد تابعت باهتمام ما دار من حديث حول النظام التربوي المتبع خلال ندوة حوارية أقامتها قناة روداو الفضائية كنتم أحد المتحاورين والمدافعين بقوة عن ما اتخذتم من تدابير في سير العملية التربوية، وإنني بحكم تجربتي التي تربو على أربعين عاما في المجال التربوي بين مدرس ومدير ومناقشة المناهج في دول عديدة منها سورية وقطر والعراق واطلاعي الكامل على تجارب دول أخرى في المجال التربوي والتعليمي أود إرضاء ضميري تجاه شعبي في ضرورة الوقوف عند بعض النقاط الواردة التي تطرقتم إليها في تلك الندوة علها تساهم في تصحيح جزء من الخلل الموجود كأداء واجب اخلاقي  مفروض علينا نحن أبناء هذا الشعب العظيم الذي يستحق منا كل الوفاء والتضحية آخذا بعين التقدير للجهود الكبيرة التي بذلت بغض النظر عن بعض النواقص التي طرأت هنا وهناك وارجو تقبل ملاحظاتي مراعاة للمصلحة الوطنية العليا لشعبنا
١- تحدثت بأنكم استعجلتم بالخطوات في بناء النظام التعليمي بشكل مقصود حتى اذا فاوضتم النظام مستقبلا يكون لديكم شيء تتفاوضون عليه وهذا يتوافق مع مبدأ ماكيافيلي الغاية تبرر الوسيلة حتى اذا كان حجم التضحية كبيرة وهو المغامرة بمصير جيل كامل فهل إدخال تعليم الطلبة ومستقبلهم  إلى البازارات  السياسية هو  أمر صحي اظن ان ذلك يؤدي إلى تراجع فظيع في مستوى التعليم ويقود إلى التجهيل فقطاع التربية هو أهم قطاع يتوقف عليه تطور المجتمع وتقدمه وترتكز على أسسه  أعمدة الحضارة والرقي ويفتح الطريق نحو تحرر الشعوب من الظلم والاضطهاد 
٢ – تحدثتم عن التوأمة كمخرج لاستكمال الطلاب دراستهم الجامعية وهنا ادخلتم نفسكم في مأزق الخروج منه يتطلب بذل الكثير من الجهد واللوائح التنظيمية للجامعات ترفض التوأمة ما لم تنتسب الجامعة إلى كيان سياسي معترف من قبيل الدولة أو الإقليم الفيدرالي المعترف به دوليا لذلك لن تقبل أية جامعة في العالم أن تتفق معكم على مبدأ التوأمة ما لم يتم الاعتراف السياسي بادارتكم الذاتية من قبل منظمات التربية والعلوم الدولية كاليونيسكو واليونيسيف وان حدث ذلك ستعرض الجامعة التي تتوئم معكم نفسها إلى مسؤولية كبيرة تصل إلى حد سحب ترخيصها وعدم الاعتراف بها .
٣- مسالة تعليم اللغة الكوردية تكلمنا عنها كثيرا وهي فخر لنا جميعا لكن كانت العملية تتطلب الإدخال التدريجي ووضع خطة متكاملة لتنفيذها فكما تعلمون مدى صعوبة تطبيقها على طالب في الصفوف العليا خصوصا في المرحلة الثانوية 
٤- بخصوص المناهج اقترحنا عليكم على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أنه يجب توفير غطاء سياسي للحصول على المناهج الدولية المعترفة التي تمنحها وكلائها في الشرق الأوسط وحقوق الترجمة محفوظة إلى كل اللغات بما فيها اللغة الكوردية عندها لم نكن بحاجة آلى مشاكل الاعتراف  وهذا ما اتبعته قطر والإمارات وإقليم كوردستان لكنكم اتبعتم مناهج مؤدلجة  ليست بالمستوى العلمي المطلوب بالمقارنة مع المناهج الحديثة والمتطورة .
٥- قارنتم تجربتكم بما هو متبع في سويسرا دون أخذ بالاعتبار الفارق الحضاري والتسابق الزمني بيننا وبينهم والمستوى العلمي والتقني الذي يميزهم في ظل حياة هادئة ومستقرة ونظام ديمقراطي رشيد بينما يخيم علينا اجواء الحروب والنزاعات وتهديدات الأنظمة الغاضبة لكوردستان بين حين وآخر لاقتلاعنا من جذورنا .
٦- اغلقتم جميع المدارس وفرضتم عليها شروط تعجيزية وفوتتم على الطلبة فرصة حرية الاختيار في دراسته مما حدا بمعظم مسؤولي الإدارة إلى دفع أبنائهم باتجاه مدارس النظام او إلى الداخل السوري او ابتعاثهم إلى الخارج .
 دون الالتفات إلى تجارب غيركم في هذا المجال فكما يقال ان المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة و كان عليكم الاقتداء بالتجارب الرائدة للدول المتقدمة تعليميا في محيطكم لضمان النجاح والتغلب على حالة القلق الذي تعيشه عوائل الطلاب اللذين هم من الطبقات الفقيرة اصلا والخوف من ضياع مستقبلهم .
اخيرا ارجو ان يتسع صدركم لقبول هذه الملاحظات التي برأي لو تم تدارك الوضع في تطبيقها فإنه سيتم توفير الكثير من الجهد في تصحيح ما يمكن تصحيحه مع تمنياتي لكم بالتوفيق 
حسن قاسم
رئيس اتحاد معلمي كوردستان سوريا في إقليم كوردستان

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…