الحركة الكردية والحزب الشيوعي السوري «3»

 صلاح بدرالدين
إزاء كل تلك  الممارسات ( التي أوردناها بالحلقة السابقة )التي تعتبر إجرامية والسياسات المدمرة من جانب نظام الأسد الاب والابن خلال كل هذه السنوات الخمسين تقريبا لم نسمع أي موقف رسمي مغاير مختلف أو مناقض أو ناقد من كل تلك القضايا وماأكثرها من جانب الحزب الشيوعي الذي تحول أحزابا للأسف فقاطع ذلك الحزب أي طرف سوري ينتقد النظام ويسعى الى تغييره بل ناصبه العداء ، ولم يعترف بوجود شعب كردي سوري يقيم على جزء من وطنه التاريخي كردستان ويستحق حق تقرير المصير مثل سائر شعوب العالم ، ورفض التوقيع مع أحزاب الحركة الكردية السورية على مذكرة احتجاجية تدين النظام العراقي حول مجزرة حلبجة ، وكان موقفه من الثورة الكردية بقيادة الزعيم مصطفى بارزاني مطابقا لموقف النظام الحاكم  وهذا غيض من فيض المواقف اللامبدئية . 
  كنا كحزب طيلة تلك المدة نجاهر بمو اقفنا المبدئية الثابتة خلال لقاءاتنا بالحزب الشيوعي حول شعبنا وقضيتنا الخاصة والقضية السورية عامة ، وحتى لايفسر البعض مانرمي اليه خطأ ويتهمنا ( بمعاداة الشيوعية ) نقول نحن التزمنا بالنظرية الماركسية وكنا فصيلا كرديا من اليسار القومي الديموقراطي وصادفنا أجنحة من ذلك الحزب أكثر انفتاحا مثل جناح ( مراد يوسف – منظمات القاعدة ) وكذلك الامر بالنسبة لمجموعة المناضل الشيوعي الصلب – جريس الهامس – الذي تعاوننا سوية ودافع كمحامي عن معتقلينا حتى ظهرت – رابطة العمل الشيوعي – التي اتخذت مواقف مبدئية تجاه شعبنا وقضيتنا وأقرت حق تقرير مصير الشعب الكردي في سوريا ونشرت ذلك في وثائقها .
  من جانب آخر كنا نرغب أن يتراجع النظام عن مواقفه الدكتاتورية الاستبدادية ويعود الى الشعب السوري ليقرر مصير البلاد ولو فعل ذلك مبكرا لما حصل كل تلك الجرائم منذ اكثر من عشرة أعوام وحتى الان ( ملايين الضحايا والمهجرين وتدمير اكثر من نصف البلاد واحتلالات وخرق السيادة والتمزق والفتن والانقسامات .. ) – من المؤكد ان شركائه في الجبهة والحكم يتحملون أيضا بعض المسؤوليات – ولم نقف يوما عائقا أمام خيار إيجاد حل للقضية الكردية على أساس الاعتراف بالكرد وجودا وحقوقا وتثبيت ذلك بالدستور بعد إزالة آثار الاضطهاد القومي الذي مورس لعقود وقد تجاوبنا بداية الثمانينات مع توسط أصدقاء فلسطينيين وتحاورنا ( للمرة اليتيمة الأولى والأخيرة ) مع القيادة السورية على أعلى المستويات وعلمنا مسبقا ولاحقا كذب وخداع هذا النظام الاجرامي الماكر .
    ” وثيقة ” 
نص التقرير الذي رفعته لجنة العلاقات الخارجية لدى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي في 13 – 4 – 1984 الى لجنة المكتب السياسي للشؤون الاستراتيجية والايديولوجية.
“مترجم عن النص الروسي الأصلي الموجود بحوزتنا (المؤلف).”
( حول السؤال عن حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا  
اضافة الى المعلومات التي تملكونها من المصادر المختلفة, نرى من الضروري إضافة بعض النقاط الجزئية التي تسلط الضوء على الموقف السلبي الذي تكون حول هذا الحزب في الاتحاد السوفيتي وبصورة خاصة من قبل المجلس السوفيتي العام لشؤون طلبة الاجانب, والمجالس التابعة له.
اصبح معلوما لدينا بأن /رمو شيخو/ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري قد أبدى في حديث شفهي عام /1982 موقفه السلبي من الامين العام للحزب الكردي صلاح بدرالدين الذي لا يستطيع أن يطيقه وخاصة بسبب وعيه السياسي العالي, حيث أن مقالات صلاح بدرالدين تنشر دائما في الصحافة الدورية التقدمية اللبنانية والفلسطينية.
في عام 1983 اتهم / رمو شيخو/ الحزب الكردي بالارتباط مع الاشتراكية الدولية ولم يقدم اية دلائل تثبت ذلك. مازالت الدعاية مستمرة من عام 1977 من قبل الاطراف والعناصر ذات المصلحة لتلبيس تهمة ارتباط صلاح بدرالدين مع الرئيس العراقي صدام حسين, وعملياً لا تقدم اية حجج مقنعة.
لا يجوز النظر بشكل جدي الى الاتهامات السياسية المبنية على الاغراض الشخصية لمسؤولي المجموعات المختلفة والمتباينة, هذا يعني ان هذه الاتهامات مبنية بقدر اكبر على النواحي العاطفية لبعض القضايا المرتبطة بالوضع الداخلي في العراق.
يتكون لدينا نظرة بأن وظيفة هذه الجوقة هي عزل الحزب الكردي عن الاتحاد السوفيتي, وتغذية الرفاق السوفييت بالمعلومات الخاطئة حول حقيقة خط ومواقف هذا الحزب.
صدام وصلاح لم يلتقيا أبداً وجها لوجه. أما اللقاء على مستوى منظمة البعث في لبنان لا يجوز تقييمه كأتفاق بين الحزب الكردي وفرع البعث العراقي, والاكثر من ذلك كموافقة… على قتل الاكراد.
من الضروري بحث كل هذه الوقائع بشكل دقيق ومفصل, لا من موقف الحزب الشيوعي السوري والقوى الواقفة من ورائه, والتي لها مصلحة في ذلك, وإنما من موقف الحفاظ على التحالف مع القوى الديمقراطية المستعدة للتعاون مع الطرف السوفيتي, أن تعقيدات القضية الكردية لا يمكن أن تكون عقبة امام هذا البحث والتوضيح.
نذكركم بانه في عام 1976 كان للقوى الوطنية اللبنانية علاقات جيدة مع العراق, اما العلاقات مع سورية فكانت متدهورة, على مستوى منظمة الحزب الكردي في لبنان (قاتلت في صفوف القوى الوطنية اللبنانية ضد الميليشيات مما أثارت غضب الميليشيات واصبحت تتهجم عليهم بشكل حاد) لم تستطع أن تقف ضد القيادة العراقية, أما على مستوى الحزب (توجد مواد) أبدى عدم رضاه على سياسة تهجير الاكراد الى المناطق الجنوبية العراقية, وابدى دعمه للحركة الكردية في العراق.
لجنة العلاقات الخارجية لدى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي )
  بتصرف عن : كتابي – الحركة الوطنية الكردية السورية – مذكرات – الجزء الثاني 
 منشورات : رابطة كاوا للثقافة الكردية – أربيل – كردستان العراق – ٢٠١١

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…