عبدالوهاب طالباني: الاستفتاء نصر تاريخي كبير للكورد.. ومن تآمروا على بيع كركوك كانوا كرداً

حاوره: عمر كوجري
قال الكاتب والصحافي الكوردي عبدالوهاب طالباني في حوار خاص مع صحيفتنا «كوردستان» اعتبر الاستفتاء بمثابة خزين نصر تاريخي كبير للكورد سيستفيد منه يوماً ما، وربما ذلك اليوم لن يكون بعيداً، وقد أيدت الإستفتاء  بكل ما أملك من طاقة، وصفقت له، وما زلت عند موقفي، وأتشرف به، كان إنجازاً رائعاً، وكما دافعت عن الحكم الذاتي بعد اتفاقية  آذار 1970 وبكل قوة فقد كانت تلك الإتفاقية أيضا ً مهمة جداً لتلك المرحلة.
وفي سؤال عن انطباعه بتدخلات العمال “الكردستاني” في باشوري كوردستان، أفاد طالباني” في رأيي أن حزب العمال “الكوردستاني” هو حزب  كوسموبوليتي “لا قومي” يساري متطرف، ينفذ سياسات الدول المحتلة لكوردستان في منع أي جهد قومي كوردي يصب في هدف تأسيس كيان سيادي كوردي على أي جزء من أجزاء  كوردستان. ونقطة آخر السطر.
  وقال عن صفقة بيع كركوك للحشد الشعبي” الذين أمروا على  بيع كركوك لم يكونوا افغاناً ولا يابانيين، ولا استراليين، بل كانوا “كوردا” ثم عرباً وإيرانيين وبعلم “الدول الكبرى” مع الأسف، إن تلك القصة ستبقى ماثلة في التاريخ الكوردي بصورتها الشنيعة، ولن تمحى بالتقادم.
وفيما يلي الحوار الكامل مع السيد الطالباني: 
 *لعل السؤال الذي يتبادر للذهن للوهلة الأولى: كيف تقضي وقتك هذه الأيام مع جائحة كورونا؟
منذ ظهور هذا الداء الوبيل، اضطررت أن الجأ إلى معتكفي في البيت، فقد فرض علينا الإقامة الإجبارية وكان لابد أن نتكيّف مع الوضع، وننظم حياتنا بطريقة تبعدنا عن الكآبة والقلق، قبل الكورونا كانت عندي مشاريع سفر إلى  أوربا  وكوردستان، لكن الكورونا ألغى كل شيء، وما كان يمر يوم دون أن أذهب إلى مقهاي المفضّل، فاستمتع بشرب القهوة مع صديق، أو قراءة صفحات من كتاب،  أو تصفُّح الفيسبوك كالعادة، أو الذهاب إلى المكتبة العامة أو زيارة بعض الأصدقاء أو “التسكع” على ضفاف المحيط الباسفيكي، أما في زمن الكورونا فقد تغيرت الحال، ولكن مع الأيام روضناه مع مزيد من القراءة والرياضة ومتابعة الأخبار، وخلال الفترة السابقة التي تقرب من سبعة أشهر قرأت عدة كتب، وشاهدت مجموعة من الأفلام الجيدة، الآن تقريباً انقشعت غيوم الكورونا عن استراليا، وقد بدأت الحياة تدبُّ من جديد، ونرجو لأهلنا في كوردستان أيضاً السلامة والصحة، وترجع الحياة بهيجة وسعيدة، وأن تذهب هذه الغيمة السوداء بلا رجعة.
*منذ زمن طويل تشتغل في الحقل الصحافي، هل لك أن تحدثنا بتكثيف عن هذه التجربة؟
  قصة عملي في الصحافة طويلة ومتشابكة ومرتبطة بتقلبات الأوضاع السياسية وعدم استقرارها في كوردستان والعراق، مما جعلتني أنتقل كثيراً، هذه القصة فيها الكثير من المحطات الأليمة والمخاطر والتعقيدات، لكن أحاول أن أقفز عليها لأتركها  لكتاب اؤلفه الآن، وقد أنجزته  تقريبا، أختصر ُ القصة لكم قدر المستطاع، فأعرف نفسي ككاتب وصحفي مخضرم، ولكني في الحقيقة خريج قسم الإحصاء بكلية الإدارة والإقتصاد  في جامعة بغداد عام 1971، وقد اشتغلت في تخصصي لفترة قصيرة نسبيا، ولكني أيضاً درست الإعلام لفترات قصيرة في مدرسة الصحافة العالمية التي كانت في “براغ” ثم انتقلت بعد سقوط السوفييت الى  باريس، وقد عملت في كثير من المؤسسات الإعلامية والصحفية، وكتبت في كثير من الصحف العربية والكوردية، البدايات كانت مع العمل الإعلامي في الإذاعة  الكوردية في بغداد، حيث عملت هناك مذيعاً ومقدّم برامج من 1967 الى 1971 ثم انتقلت إلى جريدة “التآخي” جريدة الحزب الديمقراطي الكوردستاني” في ملحقها الكوردي التي كان اسمها  “برايه تي” واستمررتُ إلى شهر آذار عام 1974 حيث اندلعت الثورة من جديد في كوردستان، فالتحقت بالثورة مع كثير من الكتاب والزملاء الصحفيين الآخرين،  وتعينت مذيعاً باللغة العربية في الإذاعة، وفي الشهر العاشر من عام 1974 تم نقلي إلى إذاعة الثورة في منطقة “خانقين” ، وكنت مديرها الإعلامي، وكانت تلك الإذاعة  موجهة الى بغداد وذلك لقرب المنطقة نسبياً منها، واستمررت بالعمل هناك الى يوم حدوث النكسة واتفاقية الجزائر المشؤومة، حيث التجأنا إلى إيران وبعد فترة اضطررت  للعودة إلى العراق مع عشرات الآلاف من اللاجئين، وبعد نفيي إلى جنوب العراق وقضائي ثلاث سنوات في مدن الجنوب، عدت إلى بغداد، واستطعت بعد عدة وساطات أن أنتقل إلى دار الثقافة والنشر الكوردية لأعمل هناك في صحافتها التي كانت تتكون من جريدة “هاوكاري” الاسبوعية ومجلة “به يان” ومجلة ” روشنبيري نوي” وبعد التحاقي بخدمة الاحتياط، نسبت إلى جريدة “العراق”  التي كانت تصدر بالعربية، ومعها ملحق كوردي بإسم ” پاشكو” وأنيطت بي “تنسيبا” رئاسة تحرير جريدة كوردية بإسم “ئاسو” التي استمرت فقط لسنة واحدة ثم أغلقتها السلطة، وبعد تسريحي من خدمة الاحتياط، رجعت إلى دار الثقافة والنشر الكوردية، فوجدت حالة لا يمكن التعايش معها وضغوطات لا تحتمل، فقدمت استقالتي من الوظيفة دون أن أكمل الفترة التي أستحق فيها الراتب التقاعدي، وعملت بعدها بالقطعة “معاوناً لمدير مطبعة” لمجلة “آفاق عربية” وكنت أعرف مديرها العام الدكتور محسن الموسوي الذي كان رئيساً لإتحاد أدباء العراق، وكنت عضواً في الهيئة الإدارية لإتحاد الأدباء الكورد، وبعد بروز ضغوطات من قبل السلطة عليّ وتزايد شكوكهم حول تصرفاتي وعلاقاتي، وتفتيش بيتي في بغداد من قبل الأمن العراقي، وبعد ذلك صدور أمر بإلقاء القبض علي، أستطعت وبمساعدة من قياديين في كوردستان الهرب من بغداد والوصول إلى  كوردستان قبل أن تصل يد الأمن العراقي إلي.
   في كوردستان لم أستطع البقاء لأني كنت أشمُّ رائحة الحرب الداخلية، وفي بدايات عام 1993 ذهبت إلى سوريا، واستقررت في مدينة دمشق، وهناك بدأت أكتب في الصحف اللبنانية، وبعد سنتين ونصف في دمشق، التجأت إلى استراليا، وهنا بدأت العمل الصحفي والإعلامي من جديد، فأصدرت جريدة اسبوعية كوردية بإسم ” چرا” أي “القنديل” إلا أنني لم أستطع المضي بها لأسباب مالية إلا لستة أشهر ثم توقفت، ثم عملت في جريدة “التلغراف” اللبنانية وهي أقدم  جريدة عربية تصدر في استراليا، ثم عملت في جريدة “الديار” ثم مراسلاً لراديو “مونت كارلو” ثم بدأت بكتابة عمود اسبوعي في جريدة “بانوراما” العربية الاسترالية، ثم كاتباً لعمود صحفي في جريدة “العراق” العربية الاسترالية، وكنت في كل كتاباتي في تلك الصحف أُثير المواضيع الكوردية سياسة وثقافة، كما عملت مراسلاً لجريدة “التآخي” لحوالي السنتين، وبعدها مراسلاً لمجلة “الصوت الآخر” وكان لي مقال اسبوعي فيها إلى يوم توقفها عن الصدور.
*عملت لزمن طويل وكتبت في إعلام البارتي الكوردستاني:  كيف رأيت العمل على المستوى المهني؟
في جوابي لسؤالكم السابق تقريباً مررت على عملي ودوري في صحافة البارتي التي أتشرف به، وارتباطي به فكرياً وصميمياً، وبصورة عامة أستطيع أن أقول بأن صحافة البارتي تمثل ديناميكية الفكر القومي الديمقراطي الكوردي وحركته التاريخية، لهذه الصحافة خط عام يتشارك فيه كل المؤمنين بالكوردايتي وبمدرسة القائد الرمز الخالد مصطفى بارزاني وبالثورة الكوردية التي قادها منذ الأربعينيات، ولعبت هذه الصحافة دوراً كبيراً في حشد غالبية الرأي العام الكوردي حول فكرة الحقوق الكوردية، هنا أقول لك شيئا أعتبره مهماً  وهو أن البارتي كان له مدرسة رائعة ومقنعة في الإعلام الجماهيري، وقد بدأها ببيانات أو كراسات كانت تطبع على أجهزة الرونيو البسيطة جداً، قبل أن يذهب البارتي إلى المطابع والصحف والإذاعة والتلفزيون، وفي رأيي أن ذلك الإعلام  كان أكثر  تأثيراً طبعا بمقاييس ذلك الوقت رغم بساطته من كل الذي نراه حالياً، أتذكر  أننا في كركوك وقبل أكثر من ستين عاماً حينها كان هناك بيان يطبع على جهاز الرونيو، ويصدر بلغة بسيطة مقنعة، يوزّعه متطوّعون شباب صغار، وكنت من بينهم  في كل مكان،  وتتلقفها الأيادي بلهفة. 
* كنت مناصراً كبيراً لضرورة إنجاز الاستفتاء على استقلال كوردستان حتى النهاية، وكتبت عدة مقالات في هذا الشأن، كيف تقرأ انطباعاتك الآن؟
– اعتبر الاستفتاء بمثابة خزين نصر تاريخي كبير للكورد سيستفيد منه يوماً ما، وربما ذلك اليوم لن يكون بعيداً، وقد أيدت الإستفتاء بكل ما أملك من طاقة،  وصفقت له، وما زلت عند موقفي، وأتشرف به، كان إنجازاً رائعاً، وكما دافعت عن الحكم الذاتي بعد اتفاقية آذار 1970 وبكل قوة فقد كانت تلك الإتفاقية أيضاً مهمة جداً لتلك المرحلة، ولكن ثمة حقيقة أخرى يجب أن نعترف بها ، وهي أن  بعد الاستفتاء انتهينا إلى الطريق الأوحد الذي لا بدّ منه وهو العمل من أجل  الاستقلال. صحيح جداً أن “الجيوبوليتيك” غدرت بنا، ومع مئات الآلاف من الضحايا الذين قدّمهم شعبنا بسخاء نادر، الا أن التمسك بشعارات ما قبل الاستفتاء  قد قضمت من جوهر إرادتنا، وكان هناك بعض السياسيين الأجانب كانوا يقولون لنا “أين هدفكم الإستراتيجي؟ إنكم تناضلون من أجل حقوق تؤكدون لتحقيقها داخل بلدان إسمها العراق أو إيران أو تركيا أو سوريا “…هكذا فهمنا العالم، إذن نحن من أخطأنا في إيصال رسالتنا، لكن إستفتاء الاستقلال كان رسالة صائبة أولى ومباشرة لهم، فاصطدمت بالمصالح الدولية القذرة، فأعطت الدبابة الأشهر لإرهابيي الحشد الشعبي، وبعزيمة حب الإستقلال تم تدميرها على بعد 40 كيلومتراً من أربيل العاصمة بيد البيشمركة الأبطال. 
*قلت في مقالة لك” لم تستطع حتى شلل الخيانات أن تخفي رأسها كالنعامة، فطلعت لتقول هي الأخرى “نعم” فقالوا “نعم” في الشمس، لكنهم سرعان ما تنكروا لها بعد انفضاض غبار المعارك لأنهم كانوا في الليل يبنون شباك عناكب غدر في الخفاء” أليس هؤلاء من باعوا كركوك والعديد من مناطق كوردستان للحشد الشعبي والنظام الإيراني؟
– الذين أمروا على بيع كركوك لم يكونوا افغاناً ولا يابانيين، ولا استراليين، بل كانوا  “كوردا” ثم عرباً وإيرانيين وبعلم “الدول الكبرى” مع الأسف، إن تلك القصة ستبقى ماثلة في التاريخ الكوردي بصورتها الشنيعة، ولن تمحى بالتقادم، إنه  انحطاط والتصاق بالقاع، عندما نقرأ تواريخ الشعوب، طبعاً نرى أمثلة كثيرة حول انحطاط البعض ضد مصالح شعوبهم، ولكن لن ترى أسوأ مثل الذي حدث عندنا أبداً. 
 
*برأيك لماذا تختلف الأحزاب الكردية في جنوبي كوردستان فيما بينها، وتذهب إلى بغداد بأجندات مختلفة مما يضعف موقف البارتي الكوردستاني مع بغداد..؟
– هذه لعبة قديمة جديدة ولها أسبابها، والدخول في تفاصيلها يحتاج صفحات وليس الآن وقتها، لكن بكل اختصار إن إقليم كوردستان كيان دستوري، ولا يمثله في المركز أحزاب، إنما  يمثله من يمثل حكومة كوردستان، من يذهب إلى بغداد بإسم  حزب فهو لا يمثل الإقليم، بل يمثل حزباً معيناً أو ربما جناحاً معيناً في حزب معين، وبالتالي لا ينتج عن الزيارة أي  شيء منعكس على الإقليم، والخبثاء داخل حكومة بغداد وهم كثر قد يشجعونهم على الفعل المدمر لوحدة شعب كوردستان، ولكنها أي الحكومة المركزية لا تستطيع وفق الدستور أن تشتري منهم شيئاً حقيقياً، فتبقى تلك الجولات  الأحادية  كجرس في البرية، لكنّ جرساً منبهاً في حالتنا! والحكومة في بغداد تعرف أين “الثقل”  في كوردستان؟ فمن أجل مصلحتهم لا يستطيعون القفز على الواقع الموجود في كوردستان لأنهم يعرفون جيداً أن ذلك القفز ربما سيؤدي بهم إلى  قصص أخرى  في مسلسل الفشل. 
*برأيك لماذا الحكومات العراقية المتعاقبة لا تريد القيام بمبادرات الحل الجذري مع كوردستان، وتحارب الكوردستانيين في لقمتهم، وتمنع عنهم دفع الرواتب وغيرها من السلوك اللاإنساني؟
حكومة العراق من 1921 ولحدّ الآن غير مقتنعة بالحقوق القومية لشعب كوردستان، والإنجازات التي تحققت في كوردستان لم تنلها كوردستان  كعطاء أو منحة من حكومة العراق بل حصلت عليها نتيجة للنضال الثوري المسلح، وبحر من الدّماء والتّضحيات الغالية، ومنذ 1921 هذه النخب تنهب كوردستان، وتقتل كوردستان وتعرّب كوردستان، وكل النُّخَب التي حكمت العراق كانت نخباً فاشية عنصرية، قد يُظهر بعضهم وفي مرحلة معينة نوعاً من المرونة، ولكنهم في الواقع لا يضمرون إلا الشر، هناك فكر عنصري وثقافة رجعية فاشية تربت عليها النخب العراقية الحاكمة، نرجو أن يتخلّصوا منها، ومن أجل سلام  العرب والكورد..أرجو أن تكون تجارب مئة عام من الحروب وتجنيدهم الآلاف من المرتزفة لصالحهم والقتل والقصف والانفالات كافية لإقناعهم أن لا مجال لتحقيق أحلامهم في القضاء على الفكر القومي الكوردي وكوردستان. وأن  يجنحوا للسلم والحوار البناء، ولا أعتقد أن كوردستان تحب الحرب والنزاعات، الكورد يحتاجون السلام أكثر من الآخرين ويناضلون من أجله.
* حزب العمال “الكردستاني” متواجد في مناطق واسعة في جنوب كوردستان في مناطق العمادية وشنكال وتسبب في تهجير المواطنين من عشرات القرى الحدودية مع تركيا، ورغم المناشدات الكثيرة من الرئيس مسعود بارزاني إلا أنه مازال متواجدا بعناصره في قنديل، السؤال: ماذا يفعل هذا الحزب في كوردستان رغم الأذى الذي يتسبب به لأهلنا في جنوب كوردستان؟؟
  في رأيي أن حزب العمال “الكوردستاني” هو حزب  كوسموبوليتي ” لا قومي” يساري متطرف، ينفذ سياسات الدول المحتلة لكوردستان في منع أي جهد قومي كوردي يصب في هدف تأسيس كيان سيادي كوردي على أي  جزء من أجزاء  كوردستان. ونقطة آخر السطر.
* رغم الاختلافات الشديدة للأنظمة المحتلة لكوردستان إلا أنها تجتمع على “كلمة سواء” ضد الكرد، لماذا نحن الكرد لا نستقبل هذه الرسالة بشكل صحيح؟
نحن نستلم تلك الرسائل، ولكن أعتقد أننا لم نستطع وضع مخطط عملي وعلمي استراتيجي بعيد المدى لمجابهته، هذه أولاً، وثانياً يجب أن نحسب الموقف الدولي والإقليمي المعقد والشائك من قضية كوردستان، وثالثاً من تقصد بنحن الكورد؟ أنا الذي أرى أن يستلم الرسالة هم البارتيون فقط في أجزاء كوردستان ومناضلون كأشخاص في أحزاب أخرى، وبعض اليساريين الذين يقتربون من ضفاف القومي الديمقراطي الكوردي.
*في غرب كوردستان حالياً، حوارات جادة برعاية أمريكية بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي للاتفاق حول مشروع كردي موحد، ما انطباعك عن هذه الحوارات، وللعلم ثمة 3 إتفاقيات  سابقة برعاية الرئيس البارزاني لم تفض لحل جذري بين الطرفين.
أتمنى أن تنجح تلك الحوارات في خلق مناخ ملائم كوردي والاتفاق على المشتركات دون إلغاء أحد غربي كوردستان أمام مفترق طرق، وله الكثير من فرص النجاح لإنجاز عمل قومي كبير لشعبنا هناك، وأعتقد جازماً أن جنوب كوردستان سيكون الداعم لهم دائماً، ولكن المشكلة أيضاً تكمن في هيمنة أيديولوجيا غير قومية على القرار النهائي هناك، فلو تخلص ال ” ب ي د” من تلك الهيمنة لأصبح الأمر سهلاً، الأمر يحتاج إلى الكثير من العقل والتروي والدبلوماسية الهادئة دون أي اثارات.
*حالياً، الحكومة التركية وبالتعاون مع ميليشيات عميلة لها تحتل عفرين وسري كانييه وكري سبي، هل تتوقع أن يتكرر سيناريو شمال قبرص في هذه المناطق الكوردستانية؟
– السؤال الأبرز الذي يتبادر إلى الذهن حول التواجد التركي في سوريا عموماً وغربي كوردستان خصوصاً هو: ما الهدف من هذا التواجد؟ أنا أعتقد  أن  للترك ثلاثة أهداف وربما أربعة، الهدف الاول هو منع تأسيس كيان كوردي في غربي كوردستان، والهدف الثاني هو السيطرة النهائية على أقسام من سوريا وضمّها إلى تركيا بحجج وجود التركمان أو وثائق عثمانية وما شابه “سيناريو شمال قبرص” وثالثاً هدف اقتصادي بإجبار سوريا أو  أميركا  للاستيلاء على حصة من بعض آبار النفط، أما جلب تركيا للمرتزقة، فهو من أجل الاحتفاظ بجيشه وعدم التضحية بهم وعدم إثارة الرأي العام التركي نتيجة لمقتل الجنود، فما دام هناك من يكون مستعداً للقتال والموت مقابل حفنة دولارات، فما المانع أن  يجمع منهم عشرا ت الآلاف، ويدفعهم إلى أتون المعارك؟
*الجالية الكردية في أووربا وباقي المهاجر كبيرة، ومنذ زمن طويل الكرد متواجدون في الساحات العالمية، لكن حتى الآن الثقل الكردي ضعيف، بالمقارنة مع جاليات لشعوب أقل عدداً، برأيك ماهي الأسباب التي تجعل الورقة الكردية في الخارج قليلة الإعتماد عليها؟
 المشكلة أن العاهة التي نشكو منها في الداخل انتقلت الى الخارج أيضاً. فمثلاً تتلقى دعوة لحضور كونفرانس تدعو لها الجهة الفلانية الكوردية، فيبدأ النقاش، وما ترى نفسك إلا  داخل دائرة محاطة بالكثير من المحرمات أن تقولها..ما هذا؟ والعلاج هو أن  تتحد المنظمات التي لها برنامج قومي واضح في عموم بلاد الشتات، ومن كورد أجزاء كوردستان كلها، وتأليف قيادة جماعية لها لقيادة العمل القومي في أقطار العالم، وهذا يحتاج إلى دعم من الجاليات أولا ًُ، وثانياً من حكومة كوردستان، كان هناك توجُّه في هذا المجال لدى بعض الطيبين من كوردنا في أوروبا قبل الكورونا، لا أدري أين  أصبح الآن ؟
* ثمة حضور كتابي غزير لكم: كيف تنظرون إلى دور الكتاب الكرد؟
– التعامل مع الكاتب والمثقف ليس سهلاً ليس في كوردستان بل على نطاق العالم، انه يفكر بطريقة  أُخرى غير طريقة السياسي، له أدواته الخاصة وعالمه الخاص وأحلامه الخاصة، ولكن عموماً أعتقد  أن الكاتب الكوردي إنسان  معذب، ويتلوى من ألم  المشهد، وقد قدم الكتاب الكورد الكثير للقضية، وما زالوا، الكاتب الكوردي يعيش في صميم الحكاية، ويعبر عنها بطريقة لا يفهمها معظم السياسيين..!
*كيف تقومون واقع- كوردستان سوريا- وما آفاق مستقبل الكرد في هذا الجزء؟
هناك الآن أمر واقع في كوردستان سوريا، الأمر الواقع في رأيي الآن لا يمثل النسغ القومي الديمقراطي الكوردستاني، رغم أن  كل هذا الموجود هناك نتج معظمه عن سفح الدماء الكوردية والقرابين الكوردية، ولكن أشعر أن هناك لدى الطرف الآخر إحساساً من أنه لا يمكن أن يمضي بالقارب إلى الأمام لوحده ووسط كل التعقيدات السورية والإقليمية والدولية وبالمنطلقات نفسها، يجب أن يغير، حتى يكون مرآة للواقع، وليس أمراً واقعاً، وهذا إن صح هو إحساس إيجابي وحسن، هناك حوالي مليون كوردي من غربي كوردستان مهجّرون خارج بلدهم، والسبب هو الحرب، نعم، لكن ايضا لعدم رضاهم عن هذا الأمر الواقع. أتمنى أن تتغير الحالة ويجتمعوا كلهم على مصلحة شعبنا، ويقرروا الأفضل  لهم، ككوردي أرحب بما يقررونه كلهم، نعم كلهم.
*لكم علاقات مميزة مع كتاب كورد في أجزاء كوردستان الأخرى: كيف تنظر إلى هذه العلاقات ودورها في خدمة قضيتنا؟
– يشرّفني أن تكون لي علاقات مع العديد من الأسماء اللامعة من كتاب وشعراء وصحفيين كورد وكورستانيين وعرب أحرار أيضاً وأن نوظف تلك العلاقات لصالح قضيتنا، أرى أن الكل يعمل من جانبه، وبعض كتاباتهم ونتاجاتهم، وقدر سماح الوقت أشاركهم في رؤاهم، ويشاركونني فيما أقول، وقد نختلف هنا أو هناك، ولما كنت  أعيش  في جزيرة الواق واق فالفضاء الأزرق الذي يسمى الفيسبوك يجعلنا كأننا دائما مجتمعون، رغم أن لا فيدراسيون يجمعنا، ولكننا مجتمعون رغم كل هذا. وأنتم أسرة تحرير صحيفة «كوردستان».. كل الشكر والتقدير لكم.
عبدالوهاب محمود طالباني- بروفايل
من مواليد 1946 كركوك
اكمل دراسته الجامعية “بكالوريوس احصاء تطبيقي” من جامعة بغداد عام 1971
 خدم مرتين في الحركة التحررية الكوردية:
 المرة الاولى في منطقة كركوك عام 1963
والمرة الثانية عام 1974 مذيعا لاذاعة الثورة الكوردية في چومان ثم في منطقة خانفين .
وساهم في مجال الثقافة الكوردية والعربية  منذ عام 1967
عمل في صحف “التاخي” و “هاوكاري ” ومجلة ” به يان” وجريدة ” العراق” وملحق ” برايه تي ” و ” باشكو” .
حصل على شهادة اولية في الصحافة من مدرسة اتحاد الصحفيين العالمي في براغ عام 1984 
رأس تحرير جريدة “ئاسو” في عام 1989 الكوردية الاسبوعية التي استمرت لمدة سنة ثم اغلقتها الحكومة .
وفي استراليا عمل محررا في “التلغراف” ثم رئيسا لتحرير اسبوعية”چرا” الكوردية التي صدرت عن دار التلغراف في سيدني ايضا عام 1998،
مديرا لتحرير لجريدة “الديار” اليومية التي التي صدرت في سيدني. 
عمل مراسلا صحفيا  لمجلة “صوت الاخر”  في سيدني  التي كانت تصدر باللغة العربية  من قبل المكتب الاعلامي المركزي  للحزب الديمقراطي الكوردستاني في اربيل من 2014 الى 2017
وكاتبا لعمود صحفي وتقارير صحفية لجريدة التاخي اليومية. 
وكتب مقالات شهرية في جريدتي “التلغراف” و” العراق”  الاسترالية.
سكرتير  للجمعية الكوردية الموحدة في استراليا.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…