اقليم كوردستان قبلة الكوردستانيين.. وخطوات نحو مستقبل أكثر إشراقاً

عزالدين ملا

 

أصبح إقليم كوردستان محط أنظار الجميع داخليا وإقليمياً ودولياً، بفضل دبلوماسية القيادة الشابة في كوردستان، حيث يتحرك القادة الكورد بعقلانية وحكمة أورثها لهم الزعيم مسعود البارزاني والأب الروحي الملا مصطفى البارزاني. حيث علمهم على حب الوطن والدفاع عنه بالعقل والمنطق من خلال السياسة والدبلوماسية، ومعرفة ما لهم وما عليهم لكسب المزيد من الأصدقاء، وكانت النتيجة ما تحققت من إنجازات في الإقليم، يُعد كوردستان العراق نقطة التلاقي والإلتقاء للمصالح والنفوذ. 
ما حصل في الفترة الماضية من نشاط دبلوماسي وسياسي مكثف للرئيس نيجيرفان البارزاني رئيس إقليم كوردستان إلى بغداد وأنقرة تدخل في خانة الدبلوماسية الحكيمة والقوية. 
– زيارته إلى بغداد جاءت بناءً على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث لم يسمح ضيق الوقت لماكرون بزيارة أربيل، واقتصرت زيارته للعراق على بضع ساعات فقط. 
– في إطار زيارته لبغداد، أجتمع مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، من ثم رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، وأيضا زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، وكذلك رئيس الجمهورية برهم صالح. 
– كما زار تركيا استقبل من قبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في القصر الرئاسي التركي. 
– بحث خلال زيارته إلى أنقرة، مع وزير خارجية تركيا مولود جاووش أوغلو، عدة ملفات، بهدف تعزيز وتطوير العلاقات. 

  لمعرفة أكثر عن ذلك  وجّهنا بعض الاسئلة إلى مجموعة من السياسيين والمثقفين: 

  1. ما تحليلكم لكل ما يجري على الساحة الكوردية خلال هذه الفترة؟
  2. كيف تحللون التحركات المكثفة لقيادة إقليم كوردستان داخليا وإقليميا ودوليا؟
  3. هل يمكن ربط ما يجري من تحركات في إقليم كوردستان بالوضع الكوردي في سوريا؟
  4. حسب رأيكم، كيف ترون مستقبل الكورد في المرحلة القادمة؟

  
  
ديناميكية قيادة إقليم كوردستان تأتي من موقع الإحساس بالمسؤولية تجاه القضايا المصيرية لشعب كوردستان 
تحدث عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، نافع عبدالله، بالقول: «لا شك أن الورقة الكوردية باتت من الأوراق الهامة التي يتم التباحث فيها على الساحة الإقليمية والدولية لِما للكورد من أهمية كبيرة من الناحية الجيوسياسية كونها ملتقى القارات الثلاث أوروبا وأفريقيا وآسيا وأيضاً أرض كوردستان غنية بالموارد الطبيعية كالنفط والغاز، وكذلك مهد الأديان اليهودية والمسيحية والاسلام وبناء الحضارات كالسومرية وموزوبوتاميا، من خلال ما استعرضناه نستنتج أهمية موقع كوردستان الواقع في الشرق الأوسط وتقع في وسط الدول مثل تركيا وايران والعراق وسوريا، لذلك تجد تحركات دراماتيكية من قبل الدول العالمية والإقليمية لكسب إقليم كوردستان وقيادته إلى سياساتهم، وكلنا ثقة بأن قيادة كوردستان سوف تضع مصلحة شعب كوردستان فوق كل إعتبارات». 

يؤكد عبدالله: «أن قيادة الإقليم أثبتت جدارتها وقدرتها على إدارة الملفات الهامة والتي أوجبت تحركات سريعة من قيادة إقليم كوردستان، كـ ملف بغداد هولير، وملف بغداد انقرة، وملف انقرة مع كل من اليونان وليبيا وسوريا. وما الزيارة الأخيرة للرئيس نيجيرفان البارزاني الى بغداد تدخل في خانة الحنكة والدبلوماسية ولقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بناء على طلبه وكذلك لقاء كبار المسؤولين العراقيين في بغداد، الرئاسات الثلاث، حيث بحث مع الرئيس الفرنسي الكثير من الأمور العالقة بين بغداد وهولير ورفض  التدخلات الخارجية في العراق، في ظل توتيرٍ شهدته العلاقة بين بغداد وأنقرة جراء العمليات العسكرية التي تشنها الأخيرة ضد حزب العمال الكوردستاني، كما أجرى رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني في زيارة خاطفة إلى تركيا لقاءات مع كبار مسؤولين أتراك، وقد إلتقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته. هذه الزيارة جاءت مكملة للعلاقات الطيبة بين أنقرة وأربيل، رغم ما شابها مؤخرا بعض التوتر نتيجة تصاعد العمليات العسكرية بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني. تأتي أهمية الزيارة لأن تركيا شريك أساسي لإقليم كوردستان في الاقتصاد، وأيضاً لإمكانية التوصل إلى حل ينهي العمليات العسكرية ضد PKK، كما تم بحث ملفات أخرى تجارية ومالية. 

الديناميكية التي تتمتع بها قيادة الإقليم تأتي من موقع الإحساس العالي بالمسؤولية تجاه القضايا المصيرية لشعب كوردستان وتمتين العلاقات بين شعب كوردستان وشعوب المنطقة والعالم والحفاظ على مكتسبات شعب كوردستان بالحكمة والحنكة السياسية». 
عبدالله: «تحدثنا عن الملفات وهنا يجب ان نشير الى التدخل التركي في الشأن السوري والاحتلال التركي لأجزاء واسعة من الأراضي السورية وخاصة المدن الكوردية عفرين وكري سبي وسري كانييه والقصف التركي لمواقع حزب العمال الكوردستاني في كوردستان العراق، من هنا يتبين تشابك الملفات وربطها ببعضها البعض. نحن نرفض الحلول العسكرية لذلك قيادة كوردستان تبحث عن الحلول السياسية عن طريق الدبلوماسية الواقعية والعقلانية التي تنتهجها في حل الأزمات». 

يختم عبدالله: «الدولة الكوردية تسير نحو الوجود بشهادة بعض الشخصيات غير الكوردية، باءت جميع محاولات الأنظمة الغاصبة بالفشل، قاموا بعمليات التعريب والتفريس والتتريك منذ مئة عام ولم ينجحوا  ولم يبق لديهم سلاح إلا واستخدموه ضد الكورد، لم يبق أمامهم سوى الإعتراف بالحقوق القومية للشعب الكوردي كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية وتم تجزأت وطنه كوردستان من خلال اتفاقيات ومعاهدات أقليمية ودولية. آن الأوان للحكومات الغاصبة والمقتسمة لكوردستان ان تعطي الحقوق لأصحابها ويتحقق العدالة وتطبيق العهود والمواثيق الدولية وانصاف الشعب الكوردي كبقية شعوب المعمورة وإقرار حق تقرير المصير لشعب يزيد تعداد سكانه اكثر من ٤٠ مليون نسمة». 

  
اثبت قادة إقليم كوردستان بحضورهم المميز كرجال دولة حقيقيين وبكاريزما وفرضوا حضورهم وهيبتهم 

تحدث الكاتب، وليد حاج عبدالقادر، بالقول: «مما لاشك فيه ولخصوصية الموقع الجغرافي لكوردستان واحترازها على المدخل الرئيسي للفالق الذي بات قاب قوسين من التشظي والتي ستصل ارتداداتها حتى أعالي الشرق الأقصى من جهة وكذلك – وهذا هو الأهم- ما يمور في المنطقة من عواصف بنيوية تؤثر بعنف في المحيط ومعها حنينية بعض دول المنطقة الى مجدها الإمبراطوري ومعها أيضا الفشل الذريع لتشكلات دول سايكس بيكو ونجاح عدد ضئيل من الدول بتجاربها ومنها اقليم كوردستان الذي ضاهى بتجربته رغم الحصار المطوق له، إلا أن مراكز القرار الدولية ووسط براكين الشرق الهوجاء ليست بخافية مطلقا عن أهمية كوردستان الجيوسياسي وبالتماس والتداخل مع أربع دول منخرطة بكليتها في أزمات المنطقة من جهة وأيضا في أزمات أخرى، وقد كان لحضور ودور قيادة كوردستان العراق وحنكتهم السياسية، والأهم نجاحهم في عبور العواصف المتعددة والحفاظ على الحد الأدنى داخليا على مستوى العراق وأيضا الموائمة بين حماية الوجود من جهة والتوافق بين سياسات وصراعات دول الطوق التي لا تنظر لها سوى بعين العداء». 

يتابع عبدالقادر: «أن المنطقة ككل تمور بدواماتها التي تتقلص وتتمدد وكل التقديرات تشي بحقيقة أن الصراع آخذ بالتوسع وأن الكورد هم من أكثر شعوب المنطقة انضباطا رغم كارثية بعض الخلافات البينية، هذا الأمر الذي لا يخفى عن ذهنية القيادة في اقليم كوردستان كونها هي بالذات في عين العاصفة، وفي ذات الوقت الحاضنة- الجامعة لأجزاء كوردستان الأخرى، هذه الحالة تقرّ بها غالبية الدول وعليه فإن تناول قضية أي جزء ستكون هولير كعادتها في الواجهة، لا بل ان جدول أعمال قادتها في زياراتهم الخارجية لا تخلو مطلقا قضايا نقاشية حول ذلك، وعلينا هنا ألا ننسى أمرا جداً حيوي: فقد اثبت قادة كوردستان بحضورهم المميز كـ “رجال دولة” حقيقيين وبكاريزما فرضوا حضورهم وهيبتهم بشهادة العديد من قادة الدول». 
يضيف عبدالقادر: «مما لاشك فيه أن الوضع السوري عامة والقضية الكوردية فيها خاصة هي واحدة من الملفات الرئيسة في غالبية زيارات ولقاءات قيادة كوردستان، كما أن وفودا عديدة تزر هولير لذات الغرض وللإستماع الى طروحات وتصورات قيادة الإقليم في ذلك. رغم المواقف العدائية لكل الدول المحيطة بكوردستان وتدخلاتها، وبالرغم من المآسي الفظيعة إلا أن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء والشعوب ستنال حقوقها، وقضية الشعب الكوردي في كل جزء خرجت من تحت طاقية الإخفاء وباتت في كل جزء عنوان حقيقي لأية توافقات عملية وحقيقية». 
  
إقليم كوردستان يحظى بتأييد دولي ودعم متعدد الجوانب، وحقق قفزات نوعية من التقدم 
  

تحدثت الناشطة الحقوقية، زهرة أحمد، بالقول: «النضال لا ينتهي عند الجبل، والعلم الكوردي الذي تلون بدماء الشهداء وعانق بطولات البيشمركة في الثورات الكوردية، يرفرف بشموخ في سماء هولير ويزين برلمان كوردستان. إنها المدرسة البارزانية في نضالها المشرف، في استراتيجيتها الناجحة للحفاظ على المكتسبات الحقيقية للشعب الكوردي، وفي خوض المستقبل بدعائم متينة تمهد لملامح دولة قادمة. استطاعت القيادة الحكيمة في كوردستان أن تحقق توازناً في المعادلات السياسية، لتحقيق الأهداف السامية للشعب الكوردي. إنها الدبلوماسية الناجحة التي صقلتها المدرسة البارزانية المفعمة بدروس خالدة من التضحية والفداء، منطلقة من المصلحة القومية العليا للشعب الكوردي، لتشكل حصناً منيعاً لتصون كوردستان وأمنها من الاضطرابات الأمنية المتشعبة في العراق ودول الجوار. فكانت كوردستان ولا تزال واحة للأمان وقبلة للتعايش السلمي لكافة المكونات. القيادة الشابة في إقليم كوردستان، وبمرجعية سياسية شامخة: البيشمركه مسعود بارزاني، والإرث النضالي الراسخ للبارزاني الخالد، استطاعت أن تفرض نجاحها وتكرس هويتها الشامخة بالرغم من العوائق الكثيرة، لتكون كوردستان محط أنظار الجميع داخلياً واقليمياً ودولياً». 

تتابع أحمد: «شهدت الساحة الكوردستانية حراكاً دبلوماسياً قوياً على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي. بالرغم من الأوضاع غير المساعدة والعوائق الكثيرة من التوترات الحدودية والملفات العالقة مع بغداد والأوضاع الاقتصادية والشلل الذي أحدثه انتشار وباء فيروس كورونا في مفاصل الحياة، إلا أن النشاط الدبلوماسي لإقليم كوردستان تكلل بالنجاح. تمثل الحراك الدبلوماسي بالزيارات واللقاءات العديدة لبغداد ولدول الجوار واللقاءات الكثيرة مع ممثلي الدول الأوروبية. الهدف من الحراك الدبلوماسي، حماية مكتسبات اقليم كوردستان والدفاع عنها، وضمان الحقوق دستورياً، تعريف العالم بالحقوق المشروعة للشعب الكوردي والملفات العالقة للحصول على الدعم والتأييد الدوليين وتمتين العلاقات الاقتصادية والسياسية وترسيخ العلاقات الإنسانية، وإزالة التوترات الحدودية في محيطه الاقليمي لتحقيق السلام العادل. زيارة رئيس إقليم كوردستان، الرئيس نيجيرفان بارزاني إلى بغداد جاءت بناءً على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكداً بذلك على تمتين العلاقات التاريخية ودعم فرنسا المستمر لإقليم كوردستان كما دعمه لضرورة حل الملفات العالقة مع بغداد. الحوارات مع بغداد كانت موجودة منذ سنوات، لكنها تراكمت بتراكم الملفات ولم تُبد تقدماً ملموساً. حكومة مصطفى الكاظمي مؤخرا أبدت رغبة وحرصا في مواصلة الحوارات الجدية لحل الملفات بالرغم من العراقيل الكثيرة ومن كافة الإتجاهات وداعميها الإقليميين. في كافة الزيارات ومناقشات الملفات العالقة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، أعربت حكومة إقليم كوردستان عن استعدادها التام لحل تلك الملفات استناداً إلى الدستور الاتحادي، وهذا يتطلب من حكومة الكاظمي إبداء استعدادها التام وبإرادة قوية للحل، بعد أن تماطلت الحكومات السابقة، والتي لم تستند إلى الدستور إلا بما يتوافق مع مزاجيتها السياسية، لتتباكى على بنوده، وتفسره بما يتوافق مع مصالحها. لتكون المادة 140 من الدستور الإتحادي وغيرها من المواد الأخرى في زاوية الإقصاء والتناسي. تكللت زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني إلى بغداد واللقاءات والمناقشات الكثيرة والحراك الدبلوماسي الناجح للقيادة الكوردستانية بوضع خارطة طريق لحل الملفات وفق الدستور. مع تأييد دولي بضرورة حل الملفات العالقة بين هولير وبغداد بالاستناد إلى الدستور الاتحادي، يصب ذلك في مكانة اقليم كوردستان دولياً وإقليمياً». 

تضيف أحمد: «المنطقة وبحسب المؤشرات قد تقبل على تغييرات كبيرة، فجاءت الحركات الدبلوماسية لإقليم كوردستان متوافقة مع مرحلة المتغيرات لتكون جزءاً أساسياً من الاستحقاقات. تعمل على تهيئة كل الظروف والاستفادة من كل الإمكانات للاستعداد لما ستتمخض عنها من تطورات على الساحة الكوردية في الخريطة الجيوسياسية لكوردستان، في الوقت الذي تشهد فيه كوردستان سوريا مفاوضات كوردية- كوردية من أجل الوصول إلى اتفاق شامل في النواحي السياسية والعسكرية والإدارية برعاية أمريكية ودعم اقليم كوردستان. أي تقدم في اقليم كوردستان يعتبر قوة وضمان لغربي كوردستان وقوة لقوة مطالبتها لحقوقها العادلة، والتاريخ يشهد بأن الإرادة الكوردية والشعور القومي حطما الحدود وكل الاتفاقيات المؤامراتية. لا يزال إقليم كوردستان الداعم الأول لغربي كوردستان على كافة المستويات. الأمور مترابطة ومتشابكة كوردياً، في إطار الترابط بين الأحداث ونتائجها على بوصلة التغيير في خارطة الشرق الأوسط. الموقف الكوردي القومي الواحد ضمان للحقوق وقوة للمطالب المشروعة. كما دوره الهام لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة». 

  
تختتم أحمد: «بالرغم من أن شيفرة خارطة الشرق الأوسط الجديدة لم تفك رموزها بعد، لكنها توحي بمرحلة من التغييرات والاستحقاقات. مستقبل المنطقة بشكل عام مرتبط بما ستتمخض عنها التغييرات من ولادات جديدة أو “ترقيعات” في خارطتها. مستقبل الشعب الكوردي في المرحلة القادمة مرتبط بمحيطه، وبشكل خاص يتوقف على أمرين هامين: على الصعيد الدولي: الدعم الدولي لحقوق الشعب الكوردي المشروعة، وخاصة تلك التي لها الدور الأساسي في المنطقة ومجريات الأحداث وتوجيهها. على الصعيد الكوردي: وحدة الكورد ووحدة خطابهم السياسي الكوردي وتوافقهم القوي على المطالبة الجدية لحقوقهم المشروعة، هام جداً في هذه المرحلة. لابد أن تتكلل المفاوضات الكوردية- الكوردية باتفاقية شاملة. ومن الضروري أيضاً أن تتبنى أمريكا مخرجات الإتفاقية لدعم حقوق الشعب الكوردي في المحافل الدولية، كضامن حقيقي لتتثبيتها في الواقع المتغير. إقليم كوردستان يحظى بتأييد دولي ودعم متعدد الجوانب، سياسياً، عسكرياً، اقتصادياً وعلى كافة المستويات. وقد حقق الإقليم قفزات نوعية من التقدم، ساعيا من خلال سياسته الحكيمة ودبلوماسيته الناجحة على المستوى الدولي للحصول على دعم وتأييد في المستقبل القريب لحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره بنفسه. في ظل التدخلات المتشابكة والصراعات الدولية والفوضى الخلاقة والحروب والدمار في منطقة شرق الأوسط، لابد من إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط لصالح الاعتراف بحقوق الشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الكوردي. لن يتحقق الاستقرار دون حل القضية الكوردية حلاً عادلاً وفق العهود والمواثيق الدولية». 
  
الخاتمة: 

يمكننا التأكيد أن القضية الكوردية في أيدي أمينة، فالقيادة الشابة في إقليم كوردستان وضعت على عاتقها هموم شعب كوردستان، وتعتبر نفسها مسؤولة عن مصير الكورد ليس فقط في إقليم كوردستان بل في أجزائها الأخرى، لذلك نرى العقلانية والحكمة والحنكة في سياساتها ودبلوماسيتها تجاه كافة القضايا الكوردية. أي تحرك من قيادة الإقليم إلا ولنا نحن الكورد في كوردستان سوريا حصة، لأنهم يعتبرون أنفسهم مسؤولين عنا، وما الحوارات الجارية بين الطرفين الكورديين  التي جرت وحصلت نتيجة جهود قيادة إقليم كوردستان وخاصة الرئيس مسعود البارزاني والرئيس نيجيرفان البارزاني، وما دام هم من استلموا قيادة السفينة فنحن على يقين أن مصيرنا سيكون نحو الأفضل، وما القادم سيثبت مدى حرصهم على حماية الكورد، وسيكون لنا مستقبل زاهر بفضل سياساتهم الحكيمة. 

  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…