صلاح بدرالدين
تسميم نافالني بمادة نوفيتشوك
إعلان الحكومة الألمانية أمس الأربعاء أن المعارض الروسي، أليكسي نافالني، قد تسمم بمادة مؤثرة على الأعصاب ..
وتعرف المادة السامة المؤثرة على الأعصاب باسم “نوفيتشوك”، وتعني الكلمة “الوافد الجديد” باللغة الروسية، وتشير إلى مجموعة من المواد الكيميائية طورها الاتحاد السوفيتي، في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في مختبر في أوزبكستان، قبل تفكك الاتحاد عام 1991
وتعتقد وكالات الاستخبارات الغربية أن مادة نوفيتشوك قد تم تعديلها، منذ ذلك الحين، لتصبح سلاح اغتيال يصعب اكتشافه في تقنيات سرية يمارسها عملاء المخابرات العسكرية الروسية، بما في ذلك تلطيخ مقابض الأبواب بها .
ويمكن أن توجد مادة نوفيتشوك في كل من الأشكال السائلة والصلب
ويُعتقد على نطاق واسع أن اثنين من عملاء المخابرات الروسية قاموا، بتسميم المنشق الروسي سيرجي سكريبال وابنته، في مدينة سالزبيري البريطانية في عام 2018، باستخدام مادة نوفيتشوك
المادة السامة المؤثرة على الأعصاب نوفيتشوك)
لكن مادة نوفيتشوك، على عكس السموم الموجودة بشكل طبيعي والتي يمكن تصنيعها من المنتجات
الطبيعية الموجودة في الريف، ليست شيئا يتم تحضيره بشكل عرضي من قبل هواة.
إنها سلاح كيميائي من الدرجة العسكرية، يميل إلى توجيه أصابع الاتهام نحو الدولة الروسية.
.
يناقش حلف شمال الأطلسي قضية تسميم المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني خلال اجتماع استثنائي يعقد الجمعة.
ومَرِض نافالني (44 عاما)، المحامي الذي يعد بين أشد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما كان على متن رحلة جوية الشهر الماضي وخضع للعلاج في مستشفى في سيبيريا قبل إجلائه إلى برلين.
واستُخدمت المادة ذاتها ضد العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بلدة سالزبري الانكليزية قبل عامين. وأثار الإعلان الألماني تنديدات واسعة النطاق بحق روسيا..
ولا يزال المحامي الذي يتمتع بالكاريزما يخضع للعلاج في قسم العناية المشددة في مستشفى “شاريتيه” في برلين حيث يتنفّس بواسطة الأجهزة.- أ. ف. ب.
وأكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع استثنائي عقده “مجلس شمال الأطلسي” أن جميع الدول متفقة على إدانة الهجوم “المروّع” الذي تعرّض له نافالني.
وقدّمت ألمانيا، حيث يخضع نافالني للعلاج، إيجازا لباقي الدول الـ29 الأعضاء بشأن القضية بينما أشار ستولتنبرغ إلى وجود “إثبات لا شك فيه” بأنه تم استخدام نوفيتشوك ضد المعارض .
التعليق
تم استخدام نوع آخر من السموم من جانب أجهزة بعض الدول الاشتراكية الأخرى – سابقا – ابان الحرب الباردة وبينها جمهورية ألمانيا الديموقراطية وقد عرف نوع باسم مادة ( السيانيد) المستخرج من ثمار فاكهة التفاح وقد منحتها لأجهزة النظامين البعثيين الحليفين لها في سوريا والعراق وبدورهما استخدمتهما ضد معارضي النظامين وكان للعديد من قادة الحركة الكردية في البلدين منها نصيب .
ماأعلن حينها أن عددا من أعضاء قيادة ( الحزب الاشتراكي الكردستاني – العراق ) الذي أسسه الشهيد صالح اليوسفي تعرضوا للتسمم بتلك المادة وبينهم د محمود عثمان وهم في المناطق المحررة من كردستان على أيدي عملاء عراقيين وتم انقاذهم باعجوبة .
في سوريا تعرضت شخصيا للتسمم عام ١٩٨٠بمكتب – العميد محمد ناصيف – في دمشق عندما أجرينا – الحوار الأول والأخير – الفاشل مع نظام حافظ الأسد بوساطة الصديق الراحل د جورج حبش زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي أعلنا عنه مفصلا في حينه ببلاغ اللجنة المركزية المنشور بصحيفة حزبنا – اتحاد الشعب – سابقا – كما نقلته أكثر تفصيلا في جزئين من كتب مذكراتي حيث كنا بحوار مع عضو القيادة القطرية – احمد دياب – المكلف من رئيسه ودخل على الخط الضابط الأمني المقرب من الأسد – ناصيف – بدعوى التعارف وفي مكتبه دس السم في كأس الماء وفنجان القهوة ولحسن الحظ لم اشرب الماء الا قليلا وأخذت فقط شفة واحدة من القهوة لانها كانت – زيادة سكر – ثم بعد المغادرة وطوال طريق دمشق – بيروت ومعي الرفيق أبو الطيب عضو المكتب السياسي للجبهة المكلف من د – حبش – لمرافقتنا بناء على طلبنا لان النظام لا يؤتمن عليه كنت اشعر بضيق النفس والتعرق ووصلت بيروت وقررت التوجه باليوم الثاني الى بلغاريا ثم برلين – المانيا الديموقراطية .
كانت علاقاتنا حسنة مع المانيا الديموقراطية ونتلقى منها منح دراسية وعلاجية سنويا وكنت اجري فحوصاتي الدورية هناك من خلال ( اللجنة الألمانية للتضامن مع شعوب آسيا وافريقيا ) الرديف للحزب الاشتراكي الحاكم ثم توجهت الى برلين وطلبت الفحوصات السريعة وبالنتيجة أخبرني الأطباء انني تناولت مادة سامة ولكن ليس بالكمية اللازمة المطلوبة وشرحوا لي أن هذا السم له ثلاثة وظائف أو درجات : قاتل فوري – قاتل خلال ثلاثة اشهر – مؤثر على الاعصاب بهدف التخويف ثم تعالجت للاحتياط ثلاثة اشهر هناك وبعد انهيار المانيا الديموقراطية وتوحد الالمانيتين التقيت بالرفيق – كراوسة – رئيس اللجنة وخلال الحديث أسر لي أن تلك المادة السامة التي ناولوك كان من صنع بلادنا .
وقد علمت أن نفس جهاز – محمد ناصيف – قد سمموا الشهيد الصديق حميد سينو عندما كان معتقلا لديهم والذي غادرنا وهو مازال بمقتبل العمر عليه الرحمة .
الفرق بين مايجري الان وبين ماجرى لنا كبير جدا فبعد تعرضنا للتسمم لم تستنفر الدول ولم تعقد اجتماعات الناتو للرد ومحاسبة الفاعلين ولم تتوجه الأنظار بالرغم من أن الاشقاء اعلنوا تعرضهم لسموم النظام الدكتاتوري ببغداد كما اعلنا نحن أيضا عن التعرض لسموم نظام الأسد .