وكيل النظام والمجلس الكردي

تجمع الملاحظين: كاوار خضر

يشكو الأستاذ عبدالرحمن آبو من النظام ومن وكيله قائلا: «فالنظام الديكتاتوري… يتصرّف في الابقاء على نفسه…، وكذلك سلطة الوكالة في كوردستان- سوريا هي صورة مصغرة لحكام دمشق،… لا صوت يعلو فوق سلطة الوكالة طالما مرآتها دمشق». مؤكدا بهذا أن الحاكم الفعلي هو النظام في المنطقة الكردية؟ 
طالما هذا مؤكد، ليس من قبل شخص عادي: نتساءل ما الفائدة من مفاوضات وحدة الصف الكردي مع الوكيل! عليكم بدمشق؟ أو طالبوا أميركا وفرنسا ألا يجعلا وكيل النظام طرفا مفاوضا وأساسيا في وحدة صفنا! على أقل تقدير عليكم بروسيا وإيران بدلا من أميركا وفرنسا.
نحن كجماهير وكشعب نطالبكم إما أن تأتمروا بأوامر روسيا وإيران، أو أن تشترطوا على أميركا وفرنسا أن تكفا عن التعاون مع هذا الوكيل! هذه الصراحة العارية تدعونا مثقفين وكتابا وجماهيرا أن نشجع أمثال الأستاذ آبو على الاستمرار في صراحتهم هذه!
عن جوهر أميركا يقول آبو: «أمريكا دولة المصالح، تأكل من هذا وذاك،… فحسب مصالحها تقوم بترتيب الأوضاع والأمور في جميع بؤر التوتر في العالم». أين مصالح الكرد؟ 
نكرر مرة أخرى من المفروض أن يكون مطلب المجلس هو استبدال الوكيل بغيره، بشرط أن يكون هذا الغير طرفا كرديا غير تابع للنظام وإيران وروسيا، وتركيا. كلنا عانينا عندما ضحى الوكيل باثني عشر ألف من القتلى وخمسة وعشرين من الجرحى والمعوقين من خيرة أبنائنا وبناتنا. نناشدكم ألا تكرروا ما فعل بنا الوكيل. لو أنكم أصريتم على أميركا وفرنسا باستبدال الوكيل، لفعلتا. 
يبدو أن الضعف الكامن في نفوسنا يدفعنا أن نأتمر بأوامر الغير ولمصالح الغير؟
وفي موضع آخر يصرح آبو بمعرفة أميركا بالفرق القائم بين المجلس والـ(ب. ي. د.) قائلا: «تعرف وباليقين الكامل المسافة العكسية التي تفصل بين المجلس الوطني الكوردي في سوريا كعنوان وحامل للمشروع القومي الكوردي- الكوردستاني، وبين حزيبات PYD ومشروعهم غير المنطقي (الأمة الديمقراطية)».
بالنظر إلى هذه التصريحات المسؤولة لم يبقَ لنا سوى مناشدة مثقفينا وكتابنا وجماهيرنا بالضغط على المجلس الكردي أن يقاطع المفاوضات إلى أن تستبدل أميركا وفرنسا وكيل النظام، وإيران، وروسيا بغيره من الكرد المعتبرين جماهيريا وشعبيا. وأي تقاعس من قبلنا جميعا يجعلنا شركاء سواء بسواء فيما هو قائم. وهذا الضغط سيشجع أمثال آبو وغيره أن يرفعوا أصواتهم عاليا.
نثمن موقف أعضاء المجلس لصراحتهم عن حقيقة أميركا وفرنسا تجاه قضيتنا، ونشكرهم عليه. ربما هم بحاجة إلى مؤازرتنا لموقفهم هذا، وعلينا ألا نتخلف عن ذلك بالمطالبة لوقف المفاوضات إلى أن يُستبدل الوكيل.
لنا تتمة لهذا الموضوع المطول في العدد المقبل.
rawendkurd3@gmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…