وليد حاج عبدالقادر – دبي
في المعتقدات الوضعية منها والسماوية ، سيلاحظ المتابع في جوهر معظمها ذلك التوافق الذي قد يمط في بعض من جوانبها أو تتقلص في بعضها أيضا ، ولكن يفترض فيها ان تتقاطع بالعمق الأساسي خاصة عند ملاحظة : أنه / .. ليس ثمة تناقض بين مختلف الديانات التي تعد ديانات حقيقية – هذا إذا تجاوزنا – الشكليات التي غالبا ما يعطيها المؤمنون أهمية كبيرة – .. ولكي نقتنع بهذا ينبغي أن ننظر بعمق أكثر في جوهر الديانات / وهذا الكلام منقول بحرفيته من كتاب أسرار الديانات القديمة ل أ . س . مينوليفسكي ترجمة د . حسان مخائيل اسحق . دار علاءالدين 2012 .. وعليه فإن الذي يزنر إن لدينه أو ايديولوجيته بدائرة من الصواعق ويسعى لحرق كل مختلف دون أن يفهم من جوهر دينه – ايديولوجيته أية شيء ، والتي قد تمرر عليه من خلال الطوباية المقدسة ووفق قاعدة لوران لوبو المرياعية – وهل الرفاق يخطئون ؟ بالتأكيد لا ! أي رفاق كانوا ويكونون ! .
ان الرهان ضمن منطق الوحدة والإختلاف على أنه يعني فقط انكسار الآخر له تفسير واحد : فظاعة الإنكسار الداخلي لدى حامله ! الى درجة التصدع البنيوي ولحد الإنفصام ! .. والمراهنة هنا ايضا / وبصورة أفظع / ومن داخل الإنتماء الطبيعي الواحد الذي يسعى لفرض الهيمنة بمنطق القولبة او / فليندحر / دليل قوي على حجم المأزق النفسي والعقلي ومعها فرط القوة المهزوزة اصلا من جهة وهشاشة كما ضعف الإيديولوجيا والتي يتم تحميلها بالأصل مماهو ليس فيها وبالتالي حالة الخض الفكري الممزوج بتناقض عجيب وغريب يكاد ان يبدو حامليها وكأنهم في كل ساعة بموقف متناقض ! أن تصنع وطنا من ورق وكراتين تعبئها بقوالب إنسانية منمطة فأنت لا تبني مطلقا سوى مستوطنات مسورة بأيديولوجيا واهنة لا تنتج سوى أناس خاملين لا يستطيعون سوى الزعيق لإثبات وجودهم او ؟ ماعليكم سوى مراجعة تجربة الخمير الحمر وبول بوت ، ومثال آخر ! لنعد الى التجربة الفلسطينية التي أفرزت بسلبياتها كثير من الأمور الإيجابية أيضا ولن تكون آخرها : .. إنا هنا باقون … كالجدار .. ننشد الأشعار …. / وحتمي لا كخمول تراكمي خاصة في الوقت الذي نتمزق فيه الما مرتين !! الأولى على همجية استهدافنا الممنهج حقوقيا وإعادة تعويمنا نطاقيا الى درجة باتت الخرائط بجغرافياتها تنساح امام حرب الإستهداف وبطبيعتها الوأدية الشاملة ! وفي عين الحالة أمام انكشافنا المؤلم لا ضعفا ولا جبنا بقدر ماهي الطاقات والإمكانات التي نبعثرها هنا وهناك !! وعليه ؟! أو ليس من الأفضل بدل لطم الخدود والندب أن نتساءل ؟ الى متى سنظل ندور في دوامتنا ؟ ومن ثم نسهل الأمر لأعدائنا ونفتح لهم الثغرات ونوجد – نوفر سبل الإنهزام الداخلي فينا ؟. ومعها هدر الدم الكردي وحقوقه و .. بصمتنا بتعليلاته !! نعم .. سنكون كلنا مزاودين !! لابل وجميعنا سيكون مساهما إن في سفك الدم الكوردي أو هدر حقوقه ؟ !! ولن ينفعنا لا اتهام إدوغان ولا فقيهستان ؟! .. وبكلمة مختصرة : إن الرد على الهمجية واستهداف القضية القومية الكردية هو في وحدة الصف المؤسس على أرضية صريحة وواضحة إن في البينيات القومية أو على الأرضية الوطنية السورية وكبرنامج عملي يكون من أهم أهدافه إسقاط كل الذرائعيات التي تأسست عليها عقبات الحد من وحدة الصف . وهنا ؟ علينا ان نعي وببساطة بأنهما : قضيتان أساسيتان يحاول العصبويون / الحزبيون ممن لا يرون أبعد من مناخير / مناشير أحزابهم فيزجّونك بخانة القمع الفكري او الإعتقال الحقيقي منه والرمزي متمسكين بتقية تنصل منها عتاة العصبويين والمتمثلة بمبدأ : إما كل شيء مباح لنا أو أنك – خائن مرتزق متواطئ – وهنا ألا يحق لك أن تصرخ بكل قوتك : ما أجهل وما أقبح السياسة حينما يتعاطاها أمثال هؤلاء الجهلة ؟ ! . ومع هذا : إن الركوض وراءا بالقفز على كامل الحقيقة سواءا باجتزائها أو التعتيم عليها هي مسوغات لإنهزامية داخلية يشعر بها كل من يركب مثل موجات هذا الزحف الما ورائي ، وعليه وأمام السؤال الملح حول قضية المشاريع الدستورية ! بطروحاتها وهذا الخلط المتقصد في أوراق اللعبة السياسية إن من ناحية الهيمنة بما يشبه السيطرة العسكرية عليها – وهذا ما هو عليه الواقع – وبالتالي التصميم على بلبلة كما تشتيت طاقات الحركة – الكردية – في محاولة وأد مدروسة وممغنطة أيضا يترافق معها ابتزاز – رهابي – للورقة الكردية – المغيبة حتى اللحظة – وكوجهة نظر مفترضة لحل القضية الكردية والتي على قاعدتها سيفترض الوصول الى تقاطعات مع أطر المعارضات الأخرى والتي ستكون الأقرب في مخرجاتها للحلول بما فيها من اقرارات حقوقية جاذبة ، وهنا ! وأمام كم العديد من المشاريع ووجهات النظر ؟ أوليس من حقنا التساؤل ؟ في أية حفرة تم دفن مشروع الفدرالية التي أقرتها الهيئة الكردية العليا قبل تغريبتها الأخيرة ؟ ولماذا نسعى – نساهم في دبلجة هذا الطرح ونوائمها لتتوافق مع مصطلحات مفرغة تماما من مفاهيمها الإقرارية بالخصائصيات المتعارفة عليها وفق القوانين الدولية ؟ . ومن البداهة إن من أهم المرتكزات التي ستساهم في تأسيس هكذا تصور يتمثل ببساطة في صدقية الجهة – الجهات التي تطرح مثل هكذا مشاريع ، وكخطوة تأسيسية حقيقية ، يفترض بها أن تقوم بتهيئة المناخ السياسي بإزالة كافة الممارسات التي جندتها وأوجدتها في الساحة السياسية الكردية من خلال التفعيل المسؤول والجاد للوصول الى التفاهمات البينية والتراجع العملي عن الهيمنة والإستئثار والإحتكار بطوباوياتها المختلفة ، ومن ثم التوكيد على أن قضية الشعب الكردي في سورية. هي قضية ارض وشعب وكل مسعى للأطر السورية المعارضة التي تحاول في مقارباتها وبعناوينها المتعددة من خلال طرح مشاريعها للحلول وفي
تجاهل – تعويمي برأيي – هو اجتزاء معرفي يستهدف في الأساس تحنيط تطويبي وبصيغ استدلالية تشي – تماما – وإن تمايزت في بعض من جوانبها عن مشاريع – الخيم الأخرى – بمعرفاتها القومية والدينية وان نحت او تمظهرت في حالتيها بالبعد الثقافي ..