تمرُّ علينا في الرابع و العشرين من شهر نيسان، الذكرى السنوية العاشرة لرحيل زميلنا و رئيس مجلس أمناء منظمتنا منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف المرحوم اكرم كنعو- أبي لقمان
ولد الراحل أكرم كنعو في قرية معشوق عام ١٩٤٩ و أتم دراسته الابتدائية في مدرسة قريته، والإعدادية في ديريك، و انتقل بعدها إلى قامشلي لاتمام دراسته الثانوية، وكان قد انتسب إلى صفوف الحركة الكوردية منذ ان كان يافعاً وفي عام ١٩٦٩ حيث كان في الصف الثاني الثانوي تم اعتقاله مع سته من رفاقه إثر ترديدهم شعارات (عاشت الأخوة العربية الكردية – عاشت المرأة الكوردية مع أختها المرأة العربية ) وذلك في احتفال مركزي بمناسبة عيد المرأة العالمي في سينما حداد في قامشلي، وفي اليوم التالي من الاحتفال تم اعتقالهم من المدرسة، و نقلوا بعدها إلى سجن دير الزور، و من ثم إلى سجن القلعة في دمشق
و في السجن تعرف على كثيرين من سجناء المعارضة المعارضة السورية آنذاك، وخاض معهم نقاشات طويلة، وصار أحد أقرب أصدقاء بعض رموزهم، وبعد سنة و ثلاثة أشهر و أحد عشر يوماً تم الإفراج عنه ورفاقه، وتحديداً في حزيران من عام ١٩٧٠ بعد صدور عفو عام، و تعرض للاعتقال مرة أخرى في ٢٨ شباط من عام ٢٠٠٩ إثر التجمع الاحتجاجي على المرسوم رقم ٤٩ الذي دعت إليه الحركة الكوردية، وحضرته منظمة ماف كعضو مراقب، إذ تم اعتقاله مع عدد من زميلاته وزملائه وزميلاته، في المنظمة، وغيرهم، في مدن كردية مختلفة و أفرج عنهم في اليوم نفسه.
عرف عنه تواضعه، و بياض قلبه، ونظافة يده وسخاؤه وسمو أخلاقه واستقامته، وتكريسه لحياته دفاعاً عن المظلومين والفقراء، و استطاع أن يكسب محبة من عاشرهم
كتب الشعر، وتم دعوته إلى مهرجان دهوك الشعري في العام2008، وغنى بعض الفنانين قصائده كما سعيد كاباري الذي غنى قصيدته “أبريزتي” عام1976، وهي عنوان مجموعته الشعرية التي طبعها رفاقه، بعد رحيله، في-البارتي- عام2019
كما وجمعت الكلمات والبيانات التي ألقيت بعد مواراة جثمانه التراب، وفي مجلس العزاء في كتيب خاص، وفيه حوار مطول أجراه معه إبراهيم اليوسف عن حياته و فترة سجنه ورؤاه!
وكان الراحل أبو لقمان من أوائل الذين انضموا وعملوا في منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف، وهي أول منظمة حقوقية” عاملة فعلياً” في حياة كرد سوريا، وحضر أول جمعية موسعة لها في حي الكورنيش كأحد أهم أعمدة المنظمة وذلك في- قامشلي” ” 2006، وفي جمعية عامودا- 2008- وفي جمعية 2009- وفي آخر جمعية قبيل رحيله في الحي الغربي2010-
وقد صمد الراحل أبو لقمان وزملاؤه أمام تهديدات أجهزة أمن النظام، وتضييقهم، وحصارهم على المنظمة إلى آخر نفس، بل واختراقها، ساعية لضربها، ونسفها، وإمحاء أثرها، لاسيما بعد أن عملت بعيد انتفاضة 2004 والمحطات التالية بكل مهنية وإخلاص.
توقف قلبه عن النبض إثر حادث سير مؤسف على مفرق قرية معشوق في مساء يوم السبت 24 نيسان 2010
وتم مواراة جسده الطاهر في مسقط رأسه قرية معشوق في اليوم التالي25-نيسان- 2010
كان رحيل أبي لقمان خسارة كبرى لأسرته، وذويه، وأهله ورفاقهم وزملائه في المنظمة التي عمل فيها منذ أن انضم إليها وكان أحد أبرز وجوهها الفاعلين. وقد كانت المنظمة قد قررت إحياء الذكرى العاشرة لرحيله في الوطن وخارجه، إلا أنه وبسبب ظروف الوقاية العالمية فقد ارتأى مجلس أمناء المنظمة إحياء ذكراه عبر البث الإلكتروني” الديجيتال” في موعد قريب لاحق، كما أن المنظمة ستطلق على جائزة غير دورية اسم أحد مناضليها الراحلين في كل دورة لتمنح لأحد مناضلي حقوق الإنسان، وأولها لزميلنا أكرم كنعو باعتباره أول راحلي المنظمة!
ولروح زميلنا الغالي أكرم كنعو وفقيدي المنظمة العزيزين: الشيخ عبدالقادر الخزنوي وتوفيق عبدالمجيد المجد والسلام
قامشلو
24-4-2020
مجلس أمناء منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف
http://www.hro-maf.org/
kurdmaf7@gmail.com
https://www.facebook.com/MAF.syria/
البريد الإلكتروني
للاتصال: مسؤول العلاقات
حفيظ عبدالرحمن