د. آلان كيكاني
سأسمح لنفسي، انطلاقاً من كوني طبيباً، القول أنَّ تسعين بالمائة من الآفات التي تصيبنا على مدار حياتنا يمكن الوقاية منها. غير أنّ هذا ليس بالأمر السهل، إذ كيف لنا أن نمنع أطفالنا من تذوق الآيس كريم في رمضاء الصيف، مثلاً، حتى لا يصيبهم التهاب في لوزاتهم وبلاعيمهم؟ وهل في وسعنا تفادي الاحتكاك مع الناس، وتحمل غلاظاتهم، والاستماع إلى سخافاتهم، كي لا يصيبنا ارتفاع في ضغط الدم؟ وبأية وسيلة يمكن أن نقاوم تناول هذا الكم الهائل من المأكولات المهندسة وراثياً، ونتجنب هذا النوع من الأشعة، أو ذاك، حتى لا نكون عرضة للإصابة بالسرطان؟
ورغم هذا، ثمتَ الكثير من الأمراض التي بمقدور أيّ فرد منا تحاشيها بسهولة، وخاصة الإنتانية منها، أي تلك التي تسببها أحياء دقيقة من قبيل الفايروسات والبكتيريا والطفيليات. فمن منّا غير قادر على تجنب الإصابة بالإيدز، مثلاً؟ ثمّ من منا لا يستطيع الابتعاد عن التدخين كي يحمي نفسه من مضار هذا السم التي قد تكون مهددة للحياة؟ وعلى اعتبار أنّ كورونا هو موضوع الساعة، فلي هنا بضعة نصائح قد تفيد القراء في تجنب هذا الوباء.
فما لم تكنْ ممارساً صحياً، تقتضي طبيعة عملك التواجد اليومي في أماكن موبوءة بالفايروس ما عليك إلا اتباع التعليمات التالية:
1 – إذا أردت السلامة من شر هذا الفايروس، اعتبرْ كل الناس من حولك مصابين به حتى إذا لم يكن لديهم أعراض، فعدد الحاملين للفايروس دون أن تظهر عليهم الأعراض يفوق عشرة أضعاف الأفراد الذين تظهر عليهم الحمى أو الصداع أو السعال. لهذا اترك مسافة مترين بينك وبين مخالطيك، بمناسبة ودون مناسبة، وهي كافية لوقايتك.
2 – لا تحشر نفسك في الأماكن المزدحمة أبداً، فربما تكون جرعة الفايروس المتطاير مع الرذاذ الخارج من أفواه الناس نتيجة كلامهم أو سعالهم أو عطاسهم كافية لإحداث الإصابة لك، حتى لو توخيت مسافة الأمان التي ذكرتها آنفاً.
3 – وأنت خارج بيتك، إياك أن تلمس كل ما يحيط بك دون مناسبة، وإذا اضطررت إلى اللمس، كأن تشتري اغراضاً، أو تتعامل مع ملفات ورقية، أو زرت مكتباً أو عيادة، فلا تلمس بعدها وجهك، وخاصة عينيك وأنفك وفمك، حتى تغسل يديك بالماء والصابون لمدة 40 ثانية، أو تعقم يديك بمحلول مطهر نسبة الكحول فيه تتجاوز الـ 60 % لمدة عشرين ثانية.
4 – غطّ فمك وأنفك بمناديل ورقية (الكلينكس) عند كل سعال وعطاس، ثم ضع المحارم بإحكام في سلة النفايات. وإذا لم يكن لديك محارم غطّ فمك وأنفك بمرفقك. وفي أقرب فرصة أرم قميصك الذي عطست في كوعه في الغسالة.
5 – تخلَّ عن بعض العادات السيئة، مثل لمس الأنف أو الفم أو العينين بتواتر، وتخلص من عادة المصافحة والتقبيل غير المبررين.
6 – إذا شككت بنفسك، كأن تبدأ عليك الحمى، مثلاً، تجنب مشاركة الأطباق، والكؤوس، والأسرة، والمناشف، وإلى ما هنالك من الأدوات المنزلية، مع افراد أسرتك.
7 – طهّر، وعقم السطوح من حولك باستمرار، كسطح المنضدة أو الترابيزات، أو الغسالة أو الفريزر….
8 – تجنب التنقل بوسائل النقل العام قدر الإمكان، فهي تشكل إحدى أكثر البؤر التي يمكن أن تكون مصدراً للعدوى.
9 – عندما تضطر إلى الاقتراب من الناس إلى مسافة أقل من مترين، كما في حالات التسوق، ما عليك إلّا أن تضع القناع الواقي، وهو قد يحميك ممن حولك بقدر حماية مَنْ حولك منك. فلربما تكون أنت أو أحد ممن حولك حاملاً للفايروس.
10 – ليكن حرصك مضاعفاً عندما يكون في بيتك مسنٌّ لديه أمراض مزمنة، فإنك، بصريح العبارة، ستقتله إن جلبت له الفايروس إلى البيت.
11 – أنا على يقين أنّك سألت نفسك السؤال التالي: لماذا انتصرت الصين وكوريا الجنوبية على الفايروس في حين فشلت أعظم الدول وأرقاها؟ السرُّ يعود إلى الانضباط الفائق الذي يتميز به الصينيون والكوريون. في حين تعصف بنا الفوضى واللامبالاة. وحتى الأوربيون والامريكيون فيهم شيء من الفوضى، وهم ليسوا على استعداد للتضحية بسعادتهم تحت أي ظرف من الظروف… لهذا عليكم بالانضباط والتمشي وفق التعليمات التي تصدرها وزارات الصحة في بلدانكم، ومنظمات الصحة العالمية.
ووقاكم الله وإيانا من كل شرّ.