هل الكورونا مشروع تكتيكي بذخيرة بيولوجية ؟

شريف علي
الاوبئة الفايروسية التي تسببت في كوارث للبشرية لم تكن حديثة العهد،والضحايا في اقل حالاتها لم تكن اقل من عشرات الملايين خلال فترات تفشيها الى ان كان يتم ايجاد لقاحات لها ،واذا كانت الانفلونزا الاسبانية التي اجتاحت العالم في عام 1918 اكثرها فتكا بالبشرية فان الاوبئة التى اعقبتها لم تكن اقل منها تاثيرا ،حيث تشير الاحصائيات التي حصدها الفايروس المسبب لمرض نقص المناعة( الايدز) ما لا يقل عن الخمسين مليون انسان حول العالم ، هذا ناهيك عن انواع شتى من الانفلونزا التي تسببت ولا تزال بوفاة مئات الآلاف سنويا حول العالم.الان، 
وفي وقت وصلت فيه البشرية الى مستويات متقدمة من التطور العلمي والتكنولوجي بدأ فايروس من سلالة الحالات السابقة تحت اسمcovid-19 المسبب لمرض كورونا يغزو العالم وسط عاصفة اعلامية غير مسبوقة وحالات تأهب قصوى على مستوى العالم ككل وفي مقدمتها البلدان التي تحتل المراتب الاولى على صعيد التطور العلمي والرعاية الصحية وتقنية الاكتشافات الدوائية تحديدا الى درجة اعلنت العديد منها عجزهاعن مواجهة هذه الجانحة مستنجدة بالآخرين.فهل من امور وراء كواليس وباء الكورونا؟حقيقة الامر الحاصل ان البشرية باتت امام عدو غير مرئي،وليس من سلاح مجد وفعال في مواجهته،سوى اجراءات لا تتجاوز حد الوقاية،الامر الذي يتطلب من كل انسان الحذر  باقصى درجاتها،حرصا على سلامتة وسلامة المجتمع ككل.لقد بدأ الحديث عن فايروس الكورونا منذ اواخر العام الماضي عندما اعلنت السلطات الصينية عن اكتشافها  لفايروس ينتمي الى سلالة تحملها بعض الكائنات من زواحف وطيور و قد يكون انتقل الى الانسان جراء تناول الانسان لها ،لكن الملفت للانتباه ان مجرد اكتشاف الفيروس اعتبره الخبراء عاملا وبائيا في العديد من وسائل الاعلام الغربية حتى قبل ان يبلغ تعداد الاصابات المرحلة الوبائية،وحينها صرح احد كبار المسؤولين الصينيين انه في حال التاكد ان انتشار هذا الوباء في الصين وتداعياته المدمرة للاقتصاد الوطني  يعود الى جهات معادية فان الصين سوف ترد عليهم بضربات اشد تدميرا في اشارة الى امكانية استخدام سلاح تدميري شامل. 
ان خارطة انتشار هذا الوباء حول العالم  ودرجة تاثيرها على مناطق انتشارها،إلى جانب التسخير الاعلامي الهائل للبحث فيها وتوضيح مخاطرها وطرق الوقاية منها،والاكثر من ذلك تحول كبريات المدن العالمية الى مدن اشباح كتلك التي تصمم في افلام الخيال العلمي، كل ذلك يرجح صحة ما اوردتها  احدى الصحف الامريكية حينها مشيرة الى ضلوع استخباراتي ضمن اطار الصراع الخفي لقوى عظمى في ظهور الجائحة و يعكس /ربما قضايا اكثر اهمية وابعد تأثيرا وعلى المدى الأبعد لدى البلدان الأوربية وامريكا على الصعيدين الاقتصادي والامني ،من مسألة انتشار الوباء عالميا. 
ففي الوقت الذي اصبحت فيه البلدان الاوربية تعاني من ازمة الموارد البشرية الشابة مع ،وفتحت ابوابها امام تدفق اللاجئين من البلدان الفقيرة حيث تسود غالبيتهاصراعات وحروب داخلية طفت على السطح مسألة تزايد نسبة الشريحة العمرية فوق الستين عاما بين السكان وهي التي تحمل الدولة مسؤوليات اقتصادية باهظة تجاهها الامر الذي تطلب حلولا لتخطي هذه المعضلة الاقتصادية،وهذا الاحتمال يلتقي  اولا مع ما دعت اليه الحكومة الايطالية منذ بداية الازمة بتركيز المعالجة على من هم دون الستين سنة،بالنظر لتدني نسبة الشفاء بين كبار السن وهو ما يحظى بتاييد خبراء الصحة حيث ضعف مناعة الانسان لمقاومة الفيروسات في ذلك العمر فما فوق، الحكومة التركية من جهتها اعتمدت هذا المنحى من خلال دعوتها بضرورة التزام كبار السن تحديدا بالحجر الصحي اكثر من غيرهم.ناحية اخرى تسترعي الإنتباه فيما اذا تم تتبع مجريات تطور انتشار الوباء منذ البداية من المنظور العسكري  والاجراءات العسكرية التي تم اتخاذها من قبل العديد من حكومات البلدان التي طالها الوباء وفي مقدمتها الامريكية والاوربية.حيث تم زج المؤسسات الامنية والقطعات العسكرية ضمن البرنامج الاحترازي لمواجهة الوباء،وهذا ما يمكن النظر اليه من ناحيتين:
الاولى ومع تزايد صراعات الدول الصناعية الكبرى على مناطق نفوذ جديدة في العالم في ظل الاستخدام السلاح الالكتروني المتطور في الحروب مع انحصار دور المنظمات الدولية في حل الصراعات تزايدت معها المخاوف من استخدام اسلحة التدمير الشامل من كيميائية وبايولوجية بانواعها المختلفة -حتى وان كانت في نطاقات اقليمية، الامر الذي يتطلب اجراءات وقائية متشددة لحماية القوات و السكان المدنيين من اسلحة غير مرئية،وهنا تبرز اهمية الترتيبات التي اتخذت على صعيد الحركة والتنقل البشري من حيث حظر التجوال ان كان بين الدول او داخل الدول ذاتها ولفترات طويلة  كحالة تدريبية للسكان على مستوى الدول، على اهم السبل للوقاية من تلك الاسلحة.
اما الناحية الثانية،ومع ما شهدتها البلدان الغربية من نهوض حضاري على المستوى الاجتماعي والسياسي  الى درجة باتت تهدد فيه سلطة وهيبة جهاز الدولة ذاته والطبقة السائدة امام سلطةالقوانين والتشريعات التي ترسخ من كيان المواطن ذاته،ارادت تلك الطبقة استغلال هذه الازمة الوبائية لاعادة الاعتبار لسلطة الاجهزة الامنية للدولة على المواطنين من خلال ابراز دور تلك الاجهزة في فرض حالةالحجر العام في البلاد.
قضايا تلتقي جميعها في ذات المنحى التي تعكس الطبيعة الاساسية للصراع بين القوى المهيمنة وتلك التي تسعى للهيمنة على موارد العالم ومنابع الثروة
 والاهم من ذلك القرار السياسي الذي يتحكم بدفة السياسة الدولية،والتاثيرات القاتلة لمثل هذه الاسلحة عل اقتصاديات الدول خاصة قطاعاتها الانتاجية،حيث باتت الكثير من الدول على حافة الركود الاقتصادي  لكن بغض النظر عن كل ما سبق من تاويلات لخبايا هذه الازمة الوبائية التي اجتاحت بلدان العالم برمته  الصناعية الغنية منها قبل الفقيرة ، والتداعيات المدمرة التي تخلفها يوما بعد يوم على مختلف الجوانب الحياتية للانسان، رغم ان الاحصائيات الميدانية تشير الى ان نسبة الوفيات من بين المصابين لا تتجاوز ال 2% في غالبية الدول التي طالها الوباء،     الا انه لابد الاخذ بالممكن الذي يقي المرء قبل كل شيء من الاحتراق بهذا النار الذي يهدد وجود الانسان ذاته، ان كان على المدى البعيد ،وايا كانت اسباب اندلاعه.واول هذا الممكن هو الوقاية،في ظل غياب اي علاج فى المدى المنظور.
====================
18-3-2020

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…