يزعم السيد سليمان في مقال له بعنوان: الأكراد والحضارة الآشورية. قال ممثل (سلطة الاحتلال الأمريكي للعراق) في كلمة له ألقاها في افتتاح المؤتمر(الآشوري السرياني الكلداني) في تشرين الأول 2003 في بغداد، قال: “الحضارة الآشورية العريقة تمتد الى أكثر من 6000 عام في هذه الارض- بلاد مابين النهرين. أما حضارتنا الأمريكية لم يتجاوز عمرها 300 عام”.
ردنا على الجزئية أعلاه: لم يقل سليمان من هو هذا الممثل لسلطة الاحتلال؟ ما هو اسمه؟. ثم، ما هو هذا المؤتمر؟ هل كان عن شعب ما؟ أم عن أقلية ما؟ أم عن طائفة عقدية ما؟ الخ. أيضاً، ما هذا الاسم الثلاثي؟ “الآشوري، السرياني، الكلداني، هل يوجد في العالم مكون عرقي أو ديني أو أو أو باسم ثلاثي بصيغة آشوري، سرياني، كلداني؟!. ثم، هل أن الطوائف الثلاثة المذكورة تقبل أحدهم الآخر حتى أنت يا سليمان تدمجهم معاً بين هلالين وتظهرهم للقارئ كمكون واحد!!! هل أن السرياني يقبل بالذين يسمون أنفسهم آشوريون؟ وهل الكلداني يقبل بالسرياني؟ وهل كلاهما يقبلان بمن يسمي نفسه آشوري؟ بالطبع لا. يا هذا، لا تتكلم وكأنك تعيش في كوكب آخر لا يطلع أحد على كتاباتك..؟. ثم، تنسب لممثل سلطة الاحتلال بأنه قال الحضارة الآشورية تمتد إلى أكثر من 6000 سنة. أولاً: الذي تنسب له الكلام شخص سياسي ليس مختصاً بالتاريخ، وليس له باع بعلم التاريخ حتى يكون كلامه حجة؟. ثم، هل يستطيع الكاتب المدعو سليمان، أن يأتي لنا بوثيقة تاريخية عبارة عن ورقة، أو قطعة نحاس، أو جدار، أو مؤرخ معتبر قال: أن الآشوريين كانوا في نينوى في التاريخ الذي نسبه لذلك الأمريكي؟؟ نحن نطلب منه أن يأتي لنا بوثيقة أو قول لمؤرخ معتبر يقول أن الآشوريين الذي أفنوا من الوجود عام 612 ق.م. وجدوا على أرض نينوى قبل 6000 عام؟. أليس هؤلاء الآشوريون جاءوا من شمال الجزيرة العربية؟، واستوطنوا أولاً في أرض بابل، ثم هاجروا نحو كوردستان. ألم، تسمى اللغة الآشورية ضمن مجموعة اللغات الجزرية؟ يا ترى لماذا سميت لغتهم بأنها لغة الجزيرة؟ بكل بساطة لأنهم عنصر سامي جاءوا من شمال جزيرة العرب، فلذا سميت لغتهم باللغة الجزرية نسبة لها. ثم، أن سليمان النسطوري ملزم أن يقول لنا بأية لغة تكلم أهل آشور قبل فنائهم من الوجود؟ وأنتم النساطرة بأية لغة تتكلمون اليوم؟. سؤال يبقى قائماً حتى يجيب عليه الكاتب النسطوري.
ويضيف السيد سليمان: اعتراف الأمريكي بعراقة وعظمة (الحضارة الآشورية)، لم يقلل من شأن ومكانة (الولايات المتحدة الأمريكية) كأعظم دولة في العالم.
توضيحنا عن ما زعم سليمان أعلاه: لا أدري عن أية حضارة يتكلم سليمان؟! كيان آشوري كان قائماً على الظلم والجور، على قطع رؤوس معارضيه وتعليقها على جدران المنازل، وسلخ جلد أسراهم وهم أحياء، وسبي شعوب بأكملها من بلدانهم إلى بلدان أخرى، كالكورد في إيلام (عيلام) في شرقي كوردستان، واليهود في إسرائيل. ثم، ما علاقة الآشور بكم أنتم النساطرة؟؟!!. إن ملك آشور كما جاءت في التوراة كان يفتخر بأنه لم يدع أحد في إيلام (عيلام) إلا ومرره تحت السيف، أي: قطع رقبته بالسيف الخ الخ الخ. هذا كان غيظ من فيض عن حضارة آشور يا سليمان؟؟!!. إن هذه الجرائم النكراء، التي قام بها الآشوريون، هي التي دفعت الكورد كي تتحد قبائله ضد آشور ويقضوا عليها وينهوها من الوجود نهائياً عام 612 ق.م. . ربما لا يصدقني الكاتب، دعني اقتبس له جزءاً مما كتبت سابقاً عن آشور حتى يعرف هو ومن يحمل أفكاره… أن لا علاقة لهم كنساطرة بكيان آشور القديم لا من بعيد ولا من قريب. أضع أمامه من سفر ناحوم، تنبؤ رباني صدر على لسان أحد أنبياء اليهود في نينوى وهو النبي (ناحوم الالقوشي) حين قال: يقول الرب: مع إنكم أقوياء وكثيرون فإنكم تستأصلون وتفنون. ويضيف الرب على لسان نبيه (ناحوم): وها الرب قد أصدر قضاءه بشأنك يا آشور: لن تبقى لك ذرية تحمل اسمك وأستأصل من هيكل آلهتك منحوتاتك ومسبوكاتك وأجعله قبرك لأنك صرت نجسا. ويقول النبي ناحوم: فيا يهوذا واظب على الاحتفال بأعيادك وأوف نذورك لأنه لن يهاجمك الشرير من بعد، إذ قد انقرض تماماً. يا سليمان، هذا هو الكتاب المقدس يقول: قد انقرض تماماً. لم يعد لآشور والآشوريين وجوداً على الأرض.
وفي جزئية أخرى يزعم سليمان: للأسف، الأكراد مازالوا أسرى “عقدة النقص” تجاه حضارة الآخرين، وبشكل أكثر تجاه الحضارة (البابلية – الآشورية). فبدلاً من أن يعترفوا ويفتخروا بها، يسعون، بطرق واشكال مختلفة، الى طمسها وتشويهها.
ردنا على ما جاء أعلاه: يا هذا، اذهب وابحث جيداً في بواطن كتب التاريخ، حتى تعرف من لديه عقدة النقص؟؟. لأنه، رغم التزوير والتشويه الذي تعرض له تاريخ الشعب الكوردي، لكن لا زالت صفحات التاريخ تحمل شيئاً عن عراقة الشعب الكوردي وتاريخه المشرف. يظهر أن أستاذ سليمان النسطوري لا يعرف أو يعرف ويحرف أن الكثير من آثار العراق وجزء من آثار شمال سوريا كوردية، لكنها سرقت و أعطيت أسماء أخرى ليست لها علاقة بالكورد؟؟ مثال آثار الساسانيون في كوردستان والعراق، أو الآثار الكوردية القديمة في غرب كوردستان (سوريا)الخ. يا سليمان، أنك تذيل اسمك بعدة ألقاب أكاديمية، دعك من عقدة النقص والعناد، ألم تفكر للحظة، كيف بشعب كوردي، ذكر اسمه في ألواح سومر، ومع نبي إبراهيم، ومع النبي نوح الخ الخ الخ ليست له حضارة وتاريخ؟؟.ثم، أين حاول الكورد طمس تاريخ بابل وآشور؟؟ يا حبذا تذكر لنا قلماً كوردياً واحداً حاول طمس تاريخ بابل وآشور كما زعمت يا سليمان؟.
وفي نعرة جهل أخرى يزعم سليمان: الأكراد بدأوا بإعادة كتابة تاريخهم بما يتوافق مع مزاعمهم حول تاريخ المنطقة وبما يخدم مشروعهم القومي. خطوتهم الأولى بهذا الاتجاه تمثلت باعتماد تاريخ (سقوط الدولة الآشورية – 612 ق.م) على أيدي (الميديين الفرس)، بداية لـ “التقويم الكردي”، من غير أن يكون للأكراد (جغرافية سياسية- ارض) خاصة بهم محتلة من قبل الآشوريين.
توضيحنا على نعرته الغبية: أولاً: الكورد لم يبدأوا بعد بإعادة كتابة التاريخ، رغم أنهم بأشد الحاجة إليه، أ تعرف لماذا؟ لكي يعيدوا تاريخهم المنهوب، الذي نسب إلى غيرهم ظلماً؟. على سبيل مثال وليس الحصر، ها أنك تنسب الميديين الكورد إلى الفرس!! مع أن الفرس أنفسهم يقولون أن الميديين كانوا في كوردستان؟ أدعوك أن تذهب وتقلب المصادر الفارسية وحتى العربية المعتبرة والمعتمدة حتى تصحو من غفوتك يا سليمان. لاحظ كلام الطبيب الألماني الذي ذكره المؤرخ الدكتور (كما مظهر أحمد) في كتابه (كركوك وتوابعها حكم التأريخ والضمير ج الأول ص 59) ينقل عن مذكرات هذا الطبيب الذ زار كركوك وتوابعها عام (1574م):بدأنا مسيرتنا (من بغداد) في اليوم السادس عشر من شهر كانون الأول (سنة 1574) متجهين نحو كركوك التي تبعد مسيرة ستة أيام، وتقع على حدود ماذي (ميديا) الخ. الآن اذهب يا سليمان وألقي نظرة على خارطة المنطقة حتى تعرف أين كركوك التي تقع على حدود ميديا؟. تصور، بعد أفول نجم ميديا بأكثر من 2000 سنة يعرف العالم أن كوردستان هي ميديا. كي لا أرهق القارئ العزيز، دعني أضع أمامك يا سليمان وأمام القراء عدة مصادر تبين لك من هم الميديين، وذلك من خلال ما قاله المستشرقون الأوروبيون الذين قالوا: أن الميديين من القبائل الكوردية، من هؤلاء الفطاحل، الپروفیسور (SAYCE)الذي يقول: إن الميديين هم من القبائل الكوردية. جاء هذا نصاً في كتاب (تاريخ مشاهير الكورد) تأليف (بابا مردوخ) المجلد الثالث، الجزء الثاني، صفحة (1). وجاء أيضاً في كتاب (تاريخ الدول الفارسية في العراق) لـ(علي ظريف الأعظمي) صفحة (9) طبع مطبعة الفرات في بغداد سنة (1927) ما يلي: الميديون سكان ميديا أو ميدية أو بلاد مادي ويقال ماذي وهي التي عرفت أخيراً باذربايجان والعراق العجمي معاً، ويقال لها مدية أيضاً، ويسمى هذا الإقليم بلاد الجبل أيضاً ومن أقسامها شهرزور وحلوان – مدينتان في كوردستان- وهم، أي الميديون من الجنس الآري أخوان الفرس والأفغان والأرمن وغيرهم من الآريين ومن بقاياهم الآن الأكراد. وكانت لهم دولة قديمة كبيرة خضع لحكمها الفرس مدة ثم استولى عليها كورش الفارسي. انتهى الاقتباس. ها، ماذا تقول الآن يا سليمان؟ هذا مؤرخ عربي ليس كوردياً حتى نقول أنه يزور التاريخ؟. وقبل الأعظمي، قال المؤرخ الإيراني الفارسي (حسن پیرنیا) في كتابه المعروف (تاريخ إيران من البدء حتى نهاية الحكم القاجاري) صفحة (48): إن الميديين كانوا من العنصر الآري الذين أسسوا في بداية القرن السابع قبل الميلاد دولة ميديا، وكان موطنهم آذربايجان وكوردستان. ثم يقول بيرنيا في ص (57): إن الكتاب المقدس الزرادشتي (أفستا) كتب باللغة الميدية، ويضيف: هناك مَن يقر- المؤرخون والمستشرقون- أن اللغة الكوردية المعاصرة مشتقة من اللغة الميدية. هذا كلام صدر من مؤرخ فارسي يسمى بأبي التاريخ الإيراني. هل صار عندك علم اليقين أن الكورد قبل غيرهم يحتاجون إلى كتابة التاريخ؟. ثم، كيف تزعم أن الكورد اعتمدوا تاريخ سقوط الدولة الآشورية! لو جمعنا 612 ق.م. مع 2020 ميلادي يكون الناتج 2632 بينما التاريخ الكوردي المعتمد هو 2720 أين تضع الفارق 88 سنة حدود قرن من الزمان؟؟. لنفترض جدلاً أن الكورد اعتمدوا تاريخ سقوط آشور كما تزعم، أليس هذا اعتراف منك بأن الكورد هم من أسقطوا آشور وفرحاً بانتصارهم على آشور الظالمة اتخذوا يوم سقوطها الأبدي تاريخاً لهم؟؟. وفي جزئية أخيرة في الفقرة أعلاه، ينفي وجود وطن للكورد محتلة من قبل الآشوريين؟. يا ترى، ماذا يسمي الإتاوات السنوية التي فرضتها آشور على الإمارات الكوردية في الجبال؟، ماذا يسمي سليمان احتلال إيلام وقتل جميع سكانها؟، للعلم، إلى اليوم يوجد منعطف في إحدى طرق إيلام الجبلية يسمى المنعطف الآشوري، يسموه الكورد في إيلام” پیچ ئاشوری= Pych Ashwry” ربما بقايا من بقاياه. دعني أضع أمامك مصدران ألفهما اثنان من الذي ابتكروا اسم آشور أو آثور في القرن التاسع عشر. الأول كتاب ألفه عدو الكورد (سي جي أدمونز) الذي عمل في العشرينات القرن الماضي كضابط في كوردستان و أصبح فيما بعد مستشار وزارة الداخلية في العراق بين أعوام 1935- 1945 وكتابه اسمه (كورد و ترك وعرب) ترجمه الأستاذ (جرجيس فتح الله) يقول في ص (380):” كان المستوطنون الآثوريون الجدد قد ضبطوا- استولوا- كثيراً من القرى الكوردية التي هجرها أصحابها الشرعيون أثناء الحرب، و راحوا بتشجيع من بعض الإنجليز المتهورين المتحمسين لقضيتهم في إنجلترا يقاومون كل الجهود المبذولة لإيجاد مواضع سكنى لهم في أماكن أخرى ليفسح المجال لأصحاب القرى الشرعيين في العودة إلى موطنهم، وآخرون منهم كانوا قد وجدوا لهم ملجأ في قرى عامرة أرادوا تطبيق حكاية الجمل الذي دخل خيمة البدوي. فراحوا يهددون بطرد أصحابها الأصليين بسبب وجود هذه الأقلية القومية الدينية” انتهى الاقتباس. وكذلك يقول (اي ام هاملتون) في كتابه (طريق في كوردستان) هامش ص (189) يقول:” إن نية الحكومتين العراقية والإنجليزية إسكان بعض الآثوريين في منطقة بارزان وقراها” الخ.
“الكذب لا يخفي الحقيقة، إنما يؤجل انكشافها” (ألدوس هكسلي)
03 04 2020
يتبع