إلى المتهافتين والمختبئين خلف رداء «وحدة الموقف الكوردي»

عنايت ديكو
– فقبل الهروب إلى الأمام وتوزيع نياشين الهزائم على الآخرين، وإطلاق صفة العمالة والتبعية عليهم، واتهامهم بالتهرّب من وحدة الصفّ والموقف، ومن المسؤولية التاريخية، لا بد لكم من شراء مرآةٍ كبيرة وضخمة وعاكسة بحجم صورة القائد الضرورة ” عبد الله أوجلان ” التي قصفتها الطائرات التركية في عفرين، والتي كلفت خزينة الشعب المسكين مئات الآلاف من الدولارات ولربما الملايين، والتي كانت تعتبر رمزاً من رموز القوة والجبروت الحزبي الآيكولوجي والسلطة والحكمدارية، وكانت تعتبر أيضاً في يومٍ من الأيام، أضخم وأكبر المجسمات الرخامية في كل سوريا.
– أجل … عليكم بالوقوف أمام تلك المرآة لتشاهدوا ثقافة الرعب التي أنتجتموها ، ولتشاهدوا تجاعيد السجون التي بنيتموها على وجوهكم، وثقافة إمحاء الآخر التي تتقطر من بين أجفانكم، ولتقوموا بمراجعات نقدية شاملة وكبيرة، أقلها الاعتذار التاريخي والاعتراف بالهزيمة العفرينية الأليمة ومحاسبة المتسببين أمام هذا الشعب الصبور والمقدام .
– في البداية وقبل أن تصطادوا في المياه العكرة … وقبل إطلاقكم لصفة العمالة والارتزاق والارتهان إلى هنا وهناك، وقبل أن تدفعوا بعصاباتكم الشاردة نحونا، سنقولها لكم : افعلوا ما يحلوا لكم … فلا يوجد شخصٌ كوردي واحد على وجه الأرض ولا يريد الوحدة الكوردية وترتيب البيت الكوردي باستثنائكم أنتم …؟ فالشعب الكوردي هو واحد .! فأنتم مَنْ رفضتم وترفضون كل دروب الوحدة والتقارب الكوردي – الكوردي، وأنتم من ضربتم بعرض الحائط كل التفاهمات والاتفاقيات البينية، والتاريخ القريب بيننا هو خير شاهد.
– ثانياً:
– المبادرة التي أطلقها السيد ” مظلوم عبدي ” بشأن وحدة الصف والموقف، هي مبادرة غير واضحة وضبابية وتفتقر إلى الكثير والكثير من الأسس والأساسات والأوتدة والأعمدة. فمثلاً ، كيف لإنسان عسكري وبرتبة عسكرية مثل السيد ” عبدي ” القيام بطرح مشروعٍ سياسي بين الفرقاء ، فكان لزاماً أن تخرج هذه المبادرة من القيادة السياسية للـ ” PYD ” حصراً وليست من القيادة العسكرية، وإن أراد السيد ” مظلوم عبدي ” طرح شيء ما، أو بناء جسمٍ أو تشكيل عسكري … فباستطاعته مخاطبة نظرائه الضباط في ” بيشمركة روج ” لا أكثر.
– ثالثاً :
– فالذين يتهافتون ويركضون إلى الأمام ، نقول لهم : لا تتعبوا أنفسكم يا سادة يا كرام ، فالإدارة الذاتية هذه، هي ليست بطرفٍ كوردي كما تتزعمون وتريدون أن تلبسوها لباساً كوردياً، وهي ذاتها تخلع كورديتها، وتقول بأنها ليست إدارة كوردية أبداً، فلماذا تطلبون من المجلس الوطني الكوردي بوحدة الصفّ والموقف وترتيب البيت الكوردي الداخلي، والمجيء إلى ميدان السراب، بينما الطرف الثاني لا يمثل طرفاً كوردياً، وهناك الآلاف من الوثائق والمقابلات والفيديوهات تؤكد هذا الحديث … أيعقل أن نرمي بتاريخ السنوات الماضية جانباً، وأن نقول للشارع الكوردي، تعالوا إلى الحوار ، وأن الشيخ ” دحام الحميدي ” يريد أن يحقق لنا الوحدة الكوردية، ويريد ترتيب البيت الكوردي الداخلي وهو مَنْ سيوقع على الاتفاقية بين الطرفين .؟
– رابعاً:
– يا جماعة الخير … أعطونا مثالاً واحداً عن نضالكم الوحدوي، ودفاعكم المستميت هذا عن وحدة الموقف الكوردي والكوردستاني وفي كل أجزاء كوردستان، فخلال عمركم والذي يمتد لأكثر من أربعين عاماً … لم نشاهد أي عمل وحدوي أو جبهوي من جانبكم تجاه الحركة الكوردية برمتها، فهل لكم أن تزودونا باتفاق واحد ، قد حصل بينكم وبين أي طرفٍ كوردي آخر ، وقد التزمتم به لأكثر من شهرين .؟
– خامساً :
– هناك مسلمات للتقارب بين الأشخاص والناس والمجتمع والمؤسسات والأطراف والأحزاب والدول .
فإذا كنتم فعلاً مصممين على التقارب الكوردي – الكوردي … ؟ عليكم بالشروع أولاً في بناء الثقة بين الأطراف وكسب احترام الشارع الكوردي العريض، وإشراك المستقلين في بناء هرم التقارب، واسكات صوت المدافع النتنة، والشبيحة، والمفرقعات الحزبية.
– سادساً :
– إطلاق الحرّيات العامة وإسكات البلطجية الحزبية، وخاصة البلطجيات الإعلامية والتي كانت لها الدور الرئيس والسيء، في تفتيت البيت الكوردي الداخلي، ولجم عصابات الكف الأسود، والتي عاثت دماراً وفساداً خلال السنوات الثمانية الماضية، و كانت تعمل كرأس الحربة في تفتيت المجتمع، والقبض على النشطاء الكورد، والزج بهم في المعتقلات والسجون والزنازين .
– سابعاً :
– إسكات المدافع الخلبية والإعلامية، وانتهاج سياسة كوردية واضحة المعالم، واكثر انفتاحاً تجاه المخالفين والمعارضين، ووضع خطوطٍ حمراء حول كلمة ” الكورد ” في سوريا، والعمل على احترامها، وإعلاء شأنها في كل المنصات والجغرافيات.
– ثامناً:
– تبييض السجون وكشف مصير المفقودين الكورد من الضباط والنشطاء ومعتقلي الرأي، وتشكيل لجنة حقوقية محايدة، للنظر في هذه القضية الشائكة، وتقديم المتسببين الى العدالة.
– تاسعاً :
– منذ بداية الثورة وإلى اليوم، لم نسمع من طرفكم ومن طرف كل المسؤولين السياسين والعسكريين في حكمداريتكم الرشيدة، غير لغة الشتم والسبّ والقدح والذمّ ،وتوزيع جبل الاتهامات على خصومكم السياسيين، في المجلس الوطني الكوردي الـ ” ENKS “. فما دام الوضع هكذا، وما دام هؤلاء الناس يحتلون أعلى درجات الخيانة والعمالة والارتباط بالعدو، ومن طرف ثانٍ، هم عملاء وخونة ومرتزقة ومأجورون عند الأتراك وغيرهم ، وأنهم فقط أصحاب الكرافيتات والهوتيلات ولا يهمهم الوطن والوطنية .؟ فلماذا كل هذا التهافت والركض والزج بالصيصان في المعارك الجانبية … يا أخي اتركوهم ليتمتعوا بعمالتهم للعدو وشأنهم .؟
– عاشراً وأخيراً :
– إنشاء صندوق مالي من عائدات البترول، لمساعدة النازحين والمحتاجين والمناطق المتضررة، وعلى رأسها عفرين ، ووضع مسألة عفرين وتحريرها على رأس السلم في جدول الأولويات من الأعلى، وفي برنامج التقارب ووحدة الموقف، ورفع كافة التقارير والأراشيف المتعلقة بالتجاوزات والجرائم والفظاعات والانتهاكات التي ارتكبت بحق أهلنا في عفرين على يد عصابات الجيش الحرّ المدعومة من تركيا إلى المؤسسات الإنسانية والحقوقية المعنية والدولية.
– الكلمة الأخيرة … بشار الأسد لم ولن يبقىٰ في الحكم ….!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…