إبراهيم اليوسف
ذكرني الفيس، بمقال- سريع- من المقالات التي كنت أكتبها في بدايات الثورة السورية الموؤودة، إذ إن هذا المقال مخصص عن غزو بعض كتائب الحرِّ ل”سري كانيي”، بدعوى: تحريرها، وكان هناك الشباب الكردي المتطوع الذي دافع عنها- وكانوا نواة المقاومة وأعرف بعض رموزهم- فدحروا تلك القوات، واستشهد بعضهم، من بينهم أكثر من صحفي: صديق”عابد خليل” و آخرابن الصديق حليم أبو زيد: الأول على أيدي الفصائل المجرمة، والثاني على أيدي نويات ب ك ك آنذاك، وهو يؤدي دور المصالحة بين الفصائل والمقاومة
في المقال: أبين خصوصية مناطقنا، وموقفي من الغزو، وإشاراتي إلى وحدة الكرد، وكان ذلك في ذروة”عملقة” صورة فصائل الحر، بينما أبديت موقفي، كما سأبين بعد ذلك في منشورات حادة موقفي الصارم نفسه، بل ماهو ملفت حديثي عن مزاعم تركيا بالوقوف مع السوريين، بأنها عبارة عن مفرقعات، ناهيك عن إشاراتي الواضحة أن هؤلاء الميليشيات كانوا ينفذون ما يخدم النظام، ولربما بالتنسيق بينه وتركيا، لكن الأكثرأهمية في المقال دعوتي إلى ضرورة الالتزام باتفاقية هولير، ووحدة الصف الكردي التي تطرح-شعبياً- ولابد من ركائز وأسس لها، على خلاف مايطرح تحت وطأة عواطفنا الجامحة، بعد كل ما ارتكب، وجرى، وهي-بدورها-ضرورية كوقود، لابد من استثماره في وجهه الصحيح، ولي متابعات أخرى بهذا الخصوص:
أعيد نشر المقال كما نشر في صفحتي الفيسبوكية
٩ نوفمبر ٢٠١٢
سري كانيي:
إبراهيم اليوسف
هزَّتنا، جميعاً،الأنباء التي وردت حول اقتحام بعض كتائب الجيش الحر لمنطقة”سري كانيي” رأس العين، بغرض مايسمى ب”تحريرها”، وهي المنطقة التي آوت آلاف الأسر، منذ بداية نزوحات بعض المحافظات السورية، وحتى هذه اللحظة، أسوة بغيرها من المناطق الكردية التي أسهمت من جهة في الانخراط في الثورة السورية، كما أنها تحولت، من جهة أخرى، إلى أشبه بمناطق آمنة، لأمثال هؤلاء الأخوة السوريين، وصارت المدن الكردية تسمي هؤلاء الأخوة بأهل الدار، وليس بنازحين، أوضيوف، إلى تلك اللحظة التي سيسقط فيها النظام .
مفرح، بالتأكيد سقوط أي معقل من معاقل النظام الدموي في سوريا، بيدأن الأوضاع التي آلت إليها المناطق الكردية، تدعوإلى ضرورة الدعوة إلى أن يكون التعامل معها على نحو جدّ حسَّاس، لأن النظام-من جهة-في انتظارأية ذريعة، كي ينكِّل بالمناطق الكردية، بالإضافة إلى أن تركيا، تعتبرذلك فرصة ذهبية لها، لتنفذ أجنداتها ضدأبناء شعبنا، لغايات تتعلق بسياساتها، وموقفها من القضية الكردية بشكل عام، ولعلَّ هذا من بين الأسباب الرئيسة التي تجعلها ألا تكون جادة، في إفهام النظام الدموي أن التهديدات التركية له، ليست إلا عبارة عن مفرقعات لا أثرلها، وهو ما أدى إلى تغوُّل هذا النظام.
اتصلت مع عدد من الأصدقاء في مدينة سري كانيي، لأعلم أن هناك مئات الأسرقد نزحت عن المدينة، بما ينذربتكرار تجربة” تل أبيض” التي كانت الأولى، ولاتزال- في شرب هذا القدح المرِّ، ودفعت الضريبة غالية، بل و ما هي تصريحات بعضهم بدخول مدينة”قامشلي”، دون أي مسوِّغ، ناهيك عن عملية التفجيرالتي تمت فيها، وغيرذلك،إلا محاولة لسفك الدم الكردي، وهوما ظهربمأساوية عالية-من قبل- في الأشرفية، حيث ثمة من لايهدأ له بال، من دون إفادة النظام، في ضرب المكونات السورية، ببعضها بعضاً، الأمرالذي يخطط له النظام بوتيرة عالية.
حقيقة،ليس أمام شعبنا الكردي في سوريا، غيرخيارواحد، تكمن فيه نجاته، وهوالاعتصام بحبل” وحدة الموقف”، حيث بات يبدولجميعنا، أن تفرقنا سوف يزلق بنا إلى المصيرالمؤلم الذي يخطط له بعضهم ضدنا، وسوف ندفع الضريبة-باهظة- لاسمح الله ،في هذه الحالة. لذلك، فإن العودة إلى مقرّرات هولير، وتنفيذها، حرفياً، بالإضافة إلى توسيع تلك الدائرة، إلى الدرجة التي لابد أن تشمل كل أبناء شعبنا الكردي، لهي أم المهمات الوطنية الكبرى، وعلينا أن نزيل كلّ الحواجز الوهمية التي تحول بيننا،حتى نكون في مستوى اللحظة الأكثرحساسية وخطراً…!.
8-11-2012