فقاعات إعلامية

جمال حمي
الأمر لايحتاج منك بأن تكون عبقريًا حتى تعرف صدق مظلوم عبدي من كذبه ، لأن الكذب له علامات والصدق له علامات أيضًا ، فلوكان عبدي ومن خلفه صادقين في دعواتهم إلى توحيد الصفوف ، فكان بمقدورهم أن يظهروا حسن نواياهم ، فمثلًا كان بإمكانهم الإفراج عن سجناء الرأي والسياسيين الكورد من معتقلاتهم وسجونهم والكشف عن مصير الضباط الكورد المنشقين الثمانية وغيرهم من المفقودين ، وإعلان فك كافة إرتباطاتهم مع قنديل ، أما الدعوة لتوحيد الصف من غير خطوات إيجابية إلى الأمام تثبت حسن نواياهم ، فما هي إلا فقاعات إعلامية ولذر الرماد في العيون ومناورة سياسية مكشوفة ولتسجيل نقاط سياسية على الطرف الآخر ، كأن يقولوا : نحن دعوناهم ولكنهم لم يستجيبوا لنا !
فنحن إختبرناهم طوال السنين الماضية ونعرف أنهم عادةً يطلقون فقاعات إعلامية تدغدغ المشاعر وتلهب العواطف كلما ضاقت بهم الدنيا .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس كوردستان.. الدولة التي ستنهض من رماد الاستبداد ستكون ركيزة الديمقراطية والاستقرار في المنطقة. العوامل الذاتية لإقامة كوردستان كدولة ديمقراطية باتت شبه متكاملة، والطموح إلى القيم الحضارية لم يعد مجرد حلم، بل واقع يتشكل بخطوات ثابتة. منذ فترة وأنا أتابع عن كثب معظم الحوارات والتصريحات الصادرة عن قيادة إقليم كوردستان، بدءًا بحوار السيد مسعود برزاني الأخير، مرورًا بتصريحات…

محمد صالح شلال الشباب هم عماد أي أمة وأساس تطورها وازدهارها، فهم الفئة الأكثر طاقة وحيوية وقدرة على الابتكار والتغيير. يشكل الشباب نسبة كبيرة من المجتمع، ولذلك فإن تمكينهم وإشراكهم في بناء المجتمعات يعد ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة والنهضة الشاملة. إن الدور الذي يلعبه الشباب في المجتمع لا يقتصر على مجال واحد، بل يشمل جميع القطاعات، سواء…

عبدالباقي اليوسف تثير الدعوات التركية المتكررة للمصالحة مع الكورد الكثير من الشكوك والتساؤلات، خاصةً في ظل تاريخ طويل من الصراعات والخلافات. فهل يمكن الوثوق بالنظام التركي عندما يتحدث عن “الأخوة” مع الكورد؟ وهل هذه الدعوات تعبر عن نوايا صادقة أم أنها مجرد تكتيك سياسي لتحقيق أهداف أخرى؟ يثبت التاريخ الحديث أن النظرة التركية للكورد غالباً ما تكون مشوبة…

خورشيد شوزي الإعلام، بوصفه السلطة الرابعة (كما يسميه البعض) في المجتمعات الحديثة، لم يكن يوماً مجرد ناقل للأخبار، بل هو فضاء مفتوح تتقاطع فيه الحقائق مع المصالح، وتنصهر فيه الموضوعية مع التوجهات السياسية والأيديولوجية. في عالم مثالي، يُفترض أن يكون الإعلام حارساً للحقيقة، يضيء زواياها المظلمة، ويكشف زيف الادعاءات والتضليل. لكنه، في كثير من الأحيان، يتحول إلى أداة…