ما بين «الفيلق الخامس» و«الطابور الخامس»

حسين جلبي
يبدو بأن التسمية الرسمية الجديدة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بعد أن ارتبطت رسمياً بنظام الأسد هي “الفيلق الخامس”، ويبدو بأن إختيار النظام لتلك التسمية لم يأتِ من فراغ، بل أراد من خلالها الربط بين الحزب ومصطلح “الطابور الخامس” السيء الصيت، كما أشار أحد الأخوة في تعليق له على منشور لي.
من جهة أُخرى، سوف لن توقف التطورات الأخيرة بين الطرفين أعلاه؛ عجلة الموت الكُردي مثلما تفائل البعض. فبعد أن استخدم التحالف الدولي بقيادة أمريكا قوات “قسد” للقضاء على “داعش”، وفقد الكُرد الكثير من أبنائهم مجاناً في سبيل ذلك، سوف يستخدم نظام الأسد “الفيلق الخامس” لملاحقة خصومه في كل مكان، وقد تكون هناك معركة قادمة في إدلب، سيخوضها بهذا الفيلق الجديد، كما قد يرسل قسماً منه إلى قنديل لمشاكسة الأتراك من هناك.
أما عفرين والمنطقة التي دخلها الأتراك وحلفائهم إليها خلال الأيام الأخيرة، فلن يكون على أجندة نظام الأسد، التعرض للأتراك فيها.
النزيف الكُردي السوري مستمر حتى النهاية.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس كوردستان.. الدولة التي ستنهض من رماد الاستبداد ستكون ركيزة الديمقراطية والاستقرار في المنطقة. العوامل الذاتية لإقامة كوردستان كدولة ديمقراطية باتت شبه متكاملة، والطموح إلى القيم الحضارية لم يعد مجرد حلم، بل واقع يتشكل بخطوات ثابتة. منذ فترة وأنا أتابع عن كثب معظم الحوارات والتصريحات الصادرة عن قيادة إقليم كوردستان، بدءًا بحوار السيد مسعود برزاني الأخير، مرورًا بتصريحات…

محمد صالح شلال الشباب هم عماد أي أمة وأساس تطورها وازدهارها، فهم الفئة الأكثر طاقة وحيوية وقدرة على الابتكار والتغيير. يشكل الشباب نسبة كبيرة من المجتمع، ولذلك فإن تمكينهم وإشراكهم في بناء المجتمعات يعد ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة والنهضة الشاملة. إن الدور الذي يلعبه الشباب في المجتمع لا يقتصر على مجال واحد، بل يشمل جميع القطاعات، سواء…

عبدالباقي اليوسف تثير الدعوات التركية المتكررة للمصالحة مع الكورد الكثير من الشكوك والتساؤلات، خاصةً في ظل تاريخ طويل من الصراعات والخلافات. فهل يمكن الوثوق بالنظام التركي عندما يتحدث عن “الأخوة” مع الكورد؟ وهل هذه الدعوات تعبر عن نوايا صادقة أم أنها مجرد تكتيك سياسي لتحقيق أهداف أخرى؟ يثبت التاريخ الحديث أن النظرة التركية للكورد غالباً ما تكون مشوبة…

خورشيد شوزي الإعلام، بوصفه السلطة الرابعة (كما يسميه البعض) في المجتمعات الحديثة، لم يكن يوماً مجرد ناقل للأخبار، بل هو فضاء مفتوح تتقاطع فيه الحقائق مع المصالح، وتنصهر فيه الموضوعية مع التوجهات السياسية والأيديولوجية. في عالم مثالي، يُفترض أن يكون الإعلام حارساً للحقيقة، يضيء زواياها المظلمة، ويكشف زيف الادعاءات والتضليل. لكنه، في كثير من الأحيان، يتحول إلى أداة…