عزالدين ملا
المشكل السوري ما زال يراوح في أزقة مؤتمرات واجتماعات الدول الكبرى والاقليمية، فقبل أيام عقد مؤتمر استانا 13 بحضور الدول الثلاث التي تسمي نفسها بالضامنة، روسيا وتركيا وايران وبحضور العراق ولبنان بصفة مراقبين، وكان نقاط البحث، منطقة إدلب واللجنة الدستورية حسب زعمهم، وإذا ما قُورن مؤتمر استانا 13 عن مؤتمراتها المتسلسلة التي سبقتها، أنها كانت أشد لهجة على الموضوع الكوردي في المناطق الكوردية.
كما لم تنقطع اجتماعات أمريكا مع تركيا على مدار الفترة الماضية عن هيكيلية المنطقة الآمنة ومدى عمقها، هذه المناقشات التي تحدث دون الرجوع إلى مكونات المنطقة المعنية بها:
جاء في البيان الختامي لمؤتمر أستانا العديد من التوصيات، ما تحليلكم عنها، وكيف تنظرون إلى ذلك البيان كورديا؟
عن ذلك تحدث عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، محمد علي ابراهيم: مؤتمر استانا أنهت أعماله في بداية شهر أغسطس الجاري بإصدار بيان تضمن العديد من النقاط خاصة التي كانت في أولويات جدول عمل المؤتمر – المعتقلين – وضع إدلب – اللجنة الدستورية. إلا أنهم اي الدول الثلاث لم يحرزوا تقدما ملحوظا في النقاط الرئيسية الثلاث بل تم تجاوزها دون حلول نهائية حيث
– وضع المعتقلين الاكتفاء بالترحيب بعملية الإفراج المتبادل عن المعتقلين دون وضع برنامج زمني محدد لتنفيذه.
– وضع إدلب أعربت الدول الضامنة الثلاث على تهدئة الوضع في إدلب ومناطق خفض التصعيد وتنفيذ الاتفاقيات السابقة المتعلقة بإدلب إشارة واضحة بعدم تنفيذها سابقا بل المحاولة من التنفيذ.
– اما اللجنة الدستورية فليست أكثر حظا من النقاط السابقة حيث أبدوا استعدادهم لتسهيل عقد اجتماع اللجنة في اقرب وقت ممكن وهذا يعود إلى الخلاف الذي لم يصلح مع موقف ممثل الأمم المتحدة سيما الاسماء المرشحة الستة وتثبيتها.
واضاف: خلاف النقاط السابقة اتفقت الدول الضامنة الثلاث على الوضع في كوردستان روج افا، حيث رفضهم القاطع لكل المحاولات لإيجاد واقع جديد في شرقي الفرات والمقصود هنا اية صبغة كوردية ومن قبل اي طرف كوردي (حسب البيان) كونها تمس سيادة الدولة السورية وتهديد أمن دول الجوار. لم يحقق المؤتمرون اي نجاح بل تكلل الاتفاق فقط على الموقف الموحد من كوردستان روج افا.
فيما قال السياسي عبدالرحمن كلو: ربما من الواجب التذكير أن المنطقة تعيش مرحلة رسم الديموغرافيات الجديدة بعد انتهاء الحرب على الإرهاب، وهي مرحلة ليّ الأذرع فيما بين المشاريع الإقليمية والدولية على الساحتين السورية والعراقية، ورغم ضبابية اللوحة في بعض الجوانب، لكن المشهد العسكري والسياسي يشير وبكل وضوح إلى ان الاستراتيجية الأمريكية هي التي تتسيد السيطرة على كل مفاصل سيرورة المنطقة والأخذ بها إلى الحالة المرسومة لها أمريكيًا.
تابع: وبغض النظر عن محتوى البيان الختامي للجولة ١٣ لأستانا من العبارات والجمل الإنشائية أو التوصيات فإنها في المضمون تبقى مكررة لسابقاتها لأن كل جولات أستانا لم تكن سوى محاولات روسية بمساعدة تركية إيرانية لتغيير مسار الحل السياسي وتحريفه عن جنيف والقرار الأممي ٢٢٥٤، وجولات أستانا بالأساس ما هي اتفاقات عسكرية وأمنية تكتيكية من جانب الثلاثي “الضامن” للنيل من القرارات الدولية ذات الصلة بالحل السياسي للأزمة السورية.
فيما يضيف عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، علي ابراهيم: في الحقيقة لم تعد الأزمة السورية أزمة سورية داخلية فحسب، بل تحولت إلى تصفية حسابات بين الدول، وأضحت سوريا ساحة لـ جذب الإرهاب العالمي، بمعنى آخر “مصيدة الذئاب”.
من الصعوبة بمكان، حل الأزمة السورية بمفردها دون إيجاد حلول للعديد من المشاكل في المنطقة. في قناعتي سيكون الحل شاملاً لعدد من القضايا، أغلبها / كلها مرتبطة بالمحور الإيراني، بدءًا من مشكلة الحوثيين في اليمن ومروراً بالحشد الشيعي في العراق، وانتهاء بحزب الله في لبنان، في نهاية المطاف سيكون هناك اتفاق روسي – أمريكي في سوريا.
ويرى ان: الهدف من مؤتمر أستانا منذ البداية، هو محاولة الالتفاف والهروب من استحقاقات مؤتمر جنيف، ومحاولة من روسيا وإيران لإيجاد حلول خارج المحور الأمريكي للأزمة السورية، ربما بشكل أدق هي محاولة خجولة من الروس والايرانيين والأتراك لإيجاد حلول مؤقتة /وقتية/ في مناطق التوتر، أيضاً أصبح المفهوم من مؤتمر أستانا أنه يخص مناطق نفوذ الروس والاتراك والايرانيين.
كوردياّ، لا أرى إلى الآن أي فائدة للكورد من هذه المؤتمرات التي يقودها المحور الروسي، دعوة الروس للكورد واضحة، وهي العودة للحوار مع نظام بشار الأسد.
اجتماعات أمريكية تركية تخلق الكثير من الاستنتاجات، هل هذا صحيح، ولماذا؟
أكد ابراهيم، إلى ان: تركيا حاولت منذ بداية الثورة السورية بحجة الوقوف إلى جانب الشعب السوري بالتدخل في شؤون سوريا وأعلنت بشكل رسمي مرارا بالتدخل في مناطق كوردستان روج افا، ونفذها عمليا في عفرين، ويحاول إعادة التدخل عسكريا فيما يسمى شرقي الفرات بحجج وذرائع بوجود PYD عسكريا وسياسيا، والأخيرة بدورها لا تتوانى بتقديم تلك الذرائع لـ تركيا، كما حصل في عفرين بدلا من العودة إلى الصف الكوردي، وإيجاد آليات التي يمكن التفاهم عليه حيث اتفاقات هولير ودهوك منطلقا من أجل التخفيف من حدة التوتر الذي يلوح به تركيا.
من هنا كون قوات التحالف الدولي بقيادة امريكا موجودة في المنطقة، والتهديدات التركية اليومية أدت إلى عقد العديد من الاجتماعات حول انشاء المنطقة الآمنة، والتي بات موضع خلاف بين امريكا وتركيا من حيث الإدارة والعمق وآلية حماية المنطقة المنشودة في شرقي الفرات.
ويرى: ان نظرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، هي يجب انشاء منطقة آمنة تحت رعاية وإشراف دولي من قبل الأمم المتحدة، وتشكيل إدارة جديدة للمنطقة من كافة المكونات، وإعطاء دور لدخول قوات لشكري روج للقيام بدورهم في حماية أبناء المنطقة.
واذا لم يتجاوب ب ي د على استحقاقات هذه المرحلة الخطيرة والحساسة سيكون وضع ومصير الكورد في حالة لا يحسد عليها، أيضا يكون وضع التحالف والأمريكان في حرج امام التشدد التركي.
بيّن كلو أنه: ومن هنا يأتي أهمية الدور الأمريكي في رسم الملامح الأولية للخارطة السورية الجديدة من خلال إنشاء مناطق آمنة في شرقي الفرات، وبما أن تركيا تدرك تمامًا أبعاد المشروع الأمريكي في الشمال السوري، لذا فهي تحاول على الصعيد الداخلي أن تستجمع، وتشحذ كل الجهود والقوى ضد المشروع الأمريكي أي أن العدالة والتنمية يتحالف مع الأتاتوركية والقوميين المتطرفين لإنشاء جبهة داخلية وطنية تركية بالمفهوم التركي ضد الاستراتيجية الأمريكية التي تحمل في طياتها مشروع إنشاء كيان كوردي بحسب الرؤية التركية، لكن في نهاية المطاف الجانب التركي استنفذ كل ما لديه من تكتيك ولم يبق لديه سوى ورقة الـPKK ليساوم فيها أمريكا، لكن تجربة احتلال عفرين قطعت الشك باليقين أن تركيا ليست بصدد محاربة الـPKK، بل هي في حالة حرب حقيقية مع الجغرافيا السياسية لكوردستان سوريا، وأنها بصدد تمزيقه وانهائه، وتحاول إحداث تغيير ديموغرافي كامل في المناطق الكوردية للشمال السوري حتى شنكال والمناطق التركمانية في نينوى واستخدام الـPKK كأحد أدوات تنفيذ هذا المشروع، والتصعيد الأخير لقيادات قنديل ضد إقليم جنوب كوردستان لم يكن إلا في هذا الاتجاه، حيث الإصرار على محاربة تركيا والمصالح التركية على أرض جنوب كوردستان مقابل الاصرار التركي على محاربة الـPKK في غرب وجنوب كوردستان، وهذا ما لن تقبل به الولايات المتحدة الأمريكية بالمطلق لأنه لا يمكن لأية خارطة تركية طورانية ان تكون بديلة عن خارطة برنارد لويس التي اعتمدها صناع الاستراتيجيات في الولايات المتحدة الأمريكية التي لن تُكرر مع الكورد تجربة كركوك ولا تجربة عفرين بل ستعيد النظر في موضوع عفرين بعد إنهاء الترتيبات الخاصة بوضع شرقي الفرات، وتحت عنوان المناطق الآمنة المشروع الأمريكي ذاهب باتجاه التحقيق سواء قبلت تركيا بالشروط الأمريكية أم لم تقبل، وهي لن تتجرأ على القدوم بأي عمل أحادي في كوردستان سوريا من دون تنسيق كامل ودقيق مع الجانب الأمريكي، والمسألة لا تتعلق بالأمتار أو المسافات الطوبوغرافية على غرار حسابات تجار العقارات بل هي مسألة جيوسياسية بأبعاد استراتيجية تمس قضية وطنية كوردستانية، وهذه القضية تربطها علاقة جدلية بالمشروع الأمريكي في المنطقة والذي هو أكبر من يُسْتوْقَف من جانب دولة مثل تركيا أو إيران، لذلك من المستبعد أن يكون هناك أي سيناريو آخر بديل عن السيناريو الأمريكي.
يشير علي إلى ان: هذه الاجتماعات سوف تستمر، وليس من السهل أن يصل الطرفان إلى اتفاق ما.
هناك الكثير من التعقيدات /التعقّدات تلتف/ تتداخل في الملف، أمريكا لم تأتِ إلى المنطقة “بهدف” محاربة الإرهاب كما تدعي ومن ثم تسلم المنطقة، في قناعتنا المشروع أكبر بكثير من محاربة الإرهاب، قد يكون تطويق النفوذ الإيراني، أو هناك أهداف بعيدة، وإعادة التوازنات في المنطقة، كما رُوّج لها في بعض التسريبات ( مشروع الشرق الأوسط الجديد ). لذلك ليس من السهل أن يتوصل الطرفان إلى أي اتفاق، وسيكون الوجود الأمريكي طويلاً في المنطقة.
ويعتقد أنه: من الصعب تسليم المنطقة أو مناطق نفوذها لدولة إقليمية، وفي المقابل، من الصعب أن يبقى الوضع في مناطق نفوذها على ما هو عليه، ربما سوف تشهد تغيرات جذرية من جميع النواحي.
هل هناك ارتباط بين مؤتمر استانا 13 واجتماعات أمريكية تركية، ما هو، ولماذا؟
أشار ابراهيم، إلى ان: اجتماع أستانا ١٣ استمرارية للاجتماعات السابقة بين الدول الضامنة بشكل رئيسي وبحضور المعارضة وأطراف دولية أخرى، وبالرغم من عدم تحقيق نجاحات كبيرة إلا أنها تلقي بظلالها على العلاقة مع دول ذات الشأن بالوضع السوري والأكثر دورا هي امريكا، لذا كل ما يحدث انسجام وتوافق بين الدول الثلاث روسيا تركيا وإيران يشكل ضغطا على الموقف الأمريكي والعلاقة بينها وبين تركيا، كما هو شراء صواريخ س 400 نشأ خلاف بين الحليفين القديمين وغيرها من المسائل التي أدت إلى التقارب التركي الروسي يثير حفيظة امريكا ويكثر من الخلافات يستدعي إلى اجتماعات متتالية ومكوكية بين الدولتين.
يرى كلو: بما أن مسار جولات آستانا ومنذ انطلاقتها الأولى كانت بهدف ممانعة المشروع الأمريكي، فالأطراف الثلاث لهذه اللقاءات كانت تحتاج إلى التهدئة والمساومة مع أمريكا في كل جولة لتعرض عليها حلولها “الوسطية” اعتماداً على قوة التحالف الثلاثي “الضامن”، لكن خصوصية العلاقات التركية الأمريكية كون تركيا عضو في الناتو وحليف استراتيجي سابق تستدعي تفاهمات بينية أقرب للتنفيذ.
وبخلاف ذلك يرى علي انه: ليس هناك أي ارتباط بين الاجتماعات تركية – الأمريكية ومؤتمر استانا.
مؤتمر أستانا (١٣) كان بخصوص مناطق التوتر وخاصة محافظة إدلب، وفتح الطرق الرئيسة بين المحافظات وتأمينها. أما الاجتماعات الأمريكية- التركية فهي حول الحدود التركية ومخاوف التي تدعيها تركيا من الواقع الموجود الحالي في كوردستان سوريا، ووجود تشكيلات الـ pyd على حدودها.
بالنسبة لـ اللجنة الدستورية، كان هناك خلاف في السابق، والآن حصل اتفاق حسب البيان الختامي، ما هو جديد في هذا الاجتماع حتى تم الاتفاق، وكيف تستنتجون ذلك؟
يقول إبراهيم أنه: على الرغم من إعلان الدول الضامنة الثلاث روسيا، تركيا، إيران بأنه تم إنجاز تقدم في تحديد قوام ونظام عمل اللجنة الدستورية السورية، مؤكدة استعدادها للمساعدة في انعقاد اللجنة في اسرع وقت ممكن، إلا أن الواقع العملي لا يشير إلى ذلك لأن تثبيت اللجنة من حيث الاسماء والقوام لا يتم إلا بعد عملية التسوية السياسية في سوريا وفق قرارات الأمم المتحدة وقوى ذات الاتصال بهذا الشأن.
فيما يضيف علي ان: هناك بعض تفاهمات على بعض نقاط الجنة الدستورية، كـ العدد وبعض التفاصيل الأخرى. ولكن مازال هناك الكثير من التعقيدات في طريق اللجنة الدستورية، ربما يحتاج إلى اتفاق بين الطرفين الرئيسيين روسيا وأمريكا لكي تنطلق عمل /عملية اللجنة الدستورية/، عدا عن ذلك ربما من الصعب جداً أن تجد اللجنة الدستورية النور.
ورأى: أن الجانب الروسي الذي وافق على بعض النقاط التي كانت عالقة من حيث التمثيل، الآن تغيّر المشهد كثيراً، ربما ترى روسيا أن موازين القوى على الأرض قد اختلفت، لذلك حصل تقدم في تشكيل اللجان.
هل هناك تحركات من الاطراف الكوردية لتدارك السيناريو الأسوأ في تلك المؤتمرات والاجتماعات؟ وما المطلوب منها من أجل تدارك كل ذلك؟
يؤكد ابراهيم ان: التحرك الكوردي الملحوظ من خلال المجلس الوطني الكوردي في سوريا حامل المشروع القومي في كوردستان سوريا، والمعترف به في وسط المعارضة السورية والقوى الدولية يتحرك ضمن الوسطين بمواقف ثابتة، يصطدم أحيانا بالذهنيات الشوفينية ضمن الائتلاف، واستطاع إيصال رسالة الشعب الكوردي كـ “قضية قومية” إلى المحافل الدولية ولديه قوة عسكرية “لشكري روج”، وتبذل الجهود من أجل ادخالهم إلى كوردستان روج افا ضمن تأمين أجواء مهيأ داخليا وإقليميا ودوليا رغم تعثر تلك الجهود والرافضة من قبل PYD. وما المبادرة الفرنسية الأخيرة التي حظيت بالتعاون من قبل المجلس من أجل التخلص من الحالة الراهنة المفروضة منذ اكثر من ثمان سنوات التي فرضها PYD بفوهة البندقية على أبناء شعبنا في كوردستان سوريا.
ويضيف كلو: المطلوب هو رفض التدخل التركي بكافة صيغه وأشكاله وعناوينه لأنه يستهدف الوجود القومي الكوردي أولاً وأخيراً، والأصوات التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي حاولت التسويق للإحتلال التركي وتراهن على دور تركيا في مناطق كوردستان سوريا لا قيمة لها في الجانب السياسي لا أمريكيا ولا كوردستانيا، لأن كوردستان تبقى الحاضنة الجغرافية والبشرية الوحيدة للمشروع الأمريكي.
يختم علي: نعم، هناك تحركات من المجلس الوطني الكوردي، عبر اللقاءات مع العديد من الدول ذات الشأن بالملف السوري وعلى رأسها امريكا، وعبر تمثيلنا في الائتلاف، وأيضاً من خلال حليفنا الاستراتيجي إقليم كوردستان والمرجع الكوردي الرئيس مسعود البارزاني عبر علاقاته الدولية والإقليمية.
ونحاول بكل ما لدينا أن نكون موجودين في جميع اللقاءات والمؤتمرات التي تخص الملف السوري. في القريب سيكون لنا لقاءات مع دول ذات الشأن على رأسها أمريكا.
بما يشبه الخاتمة
كل ما يجري في المنطقتين من تفاهمات بين تلك الدول ليس سوى اتفاق على مصير الكورد في المستقبل، وكل القراءات تدل على ان الدول الكبرى لا ينظرون إلى مستقبل الكورد إلا من خلال ما يحقق مصالحهم ونفوذهم، وكذلك الدول الإقليمية وخاصة تركيا وإيران وحتى النظام السوري يعدّون مستقبل الكورد في كوردستان سوريا باتجاه شكلٌ من أشكال كيان كوردي، خطأ ووبال عليهم، ويستخدمون مختلف الوسائل لمنع حدوث ذلك. لذا يجب على الأطراف الكوردية أخذ كل تلك الأشياء بعين الإعتبار، والعمل نحو تحديد وتوحيد موقف الكورد على حقوق ومصير الكورد، ومن خلال ذلك التفاوض مع الدول الكبرى، وربط مصلحة الكورد مع مصالح الدول الكبرى.
عن ذلك تحدث عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، محمد علي ابراهيم: مؤتمر استانا أنهت أعماله في بداية شهر أغسطس الجاري بإصدار بيان تضمن العديد من النقاط خاصة التي كانت في أولويات جدول عمل المؤتمر – المعتقلين – وضع إدلب – اللجنة الدستورية. إلا أنهم اي الدول الثلاث لم يحرزوا تقدما ملحوظا في النقاط الرئيسية الثلاث بل تم تجاوزها دون حلول نهائية حيث
– وضع المعتقلين الاكتفاء بالترحيب بعملية الإفراج المتبادل عن المعتقلين دون وضع برنامج زمني محدد لتنفيذه.
– وضع إدلب أعربت الدول الضامنة الثلاث على تهدئة الوضع في إدلب ومناطق خفض التصعيد وتنفيذ الاتفاقيات السابقة المتعلقة بإدلب إشارة واضحة بعدم تنفيذها سابقا بل المحاولة من التنفيذ.
– اما اللجنة الدستورية فليست أكثر حظا من النقاط السابقة حيث أبدوا استعدادهم لتسهيل عقد اجتماع اللجنة في اقرب وقت ممكن وهذا يعود إلى الخلاف الذي لم يصلح مع موقف ممثل الأمم المتحدة سيما الاسماء المرشحة الستة وتثبيتها.
واضاف: خلاف النقاط السابقة اتفقت الدول الضامنة الثلاث على الوضع في كوردستان روج افا، حيث رفضهم القاطع لكل المحاولات لإيجاد واقع جديد في شرقي الفرات والمقصود هنا اية صبغة كوردية ومن قبل اي طرف كوردي (حسب البيان) كونها تمس سيادة الدولة السورية وتهديد أمن دول الجوار. لم يحقق المؤتمرون اي نجاح بل تكلل الاتفاق فقط على الموقف الموحد من كوردستان روج افا.
فيما قال السياسي عبدالرحمن كلو: ربما من الواجب التذكير أن المنطقة تعيش مرحلة رسم الديموغرافيات الجديدة بعد انتهاء الحرب على الإرهاب، وهي مرحلة ليّ الأذرع فيما بين المشاريع الإقليمية والدولية على الساحتين السورية والعراقية، ورغم ضبابية اللوحة في بعض الجوانب، لكن المشهد العسكري والسياسي يشير وبكل وضوح إلى ان الاستراتيجية الأمريكية هي التي تتسيد السيطرة على كل مفاصل سيرورة المنطقة والأخذ بها إلى الحالة المرسومة لها أمريكيًا.
تابع: وبغض النظر عن محتوى البيان الختامي للجولة ١٣ لأستانا من العبارات والجمل الإنشائية أو التوصيات فإنها في المضمون تبقى مكررة لسابقاتها لأن كل جولات أستانا لم تكن سوى محاولات روسية بمساعدة تركية إيرانية لتغيير مسار الحل السياسي وتحريفه عن جنيف والقرار الأممي ٢٢٥٤، وجولات أستانا بالأساس ما هي اتفاقات عسكرية وأمنية تكتيكية من جانب الثلاثي “الضامن” للنيل من القرارات الدولية ذات الصلة بالحل السياسي للأزمة السورية.
فيما يضيف عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، علي ابراهيم: في الحقيقة لم تعد الأزمة السورية أزمة سورية داخلية فحسب، بل تحولت إلى تصفية حسابات بين الدول، وأضحت سوريا ساحة لـ جذب الإرهاب العالمي، بمعنى آخر “مصيدة الذئاب”.
من الصعوبة بمكان، حل الأزمة السورية بمفردها دون إيجاد حلول للعديد من المشاكل في المنطقة. في قناعتي سيكون الحل شاملاً لعدد من القضايا، أغلبها / كلها مرتبطة بالمحور الإيراني، بدءًا من مشكلة الحوثيين في اليمن ومروراً بالحشد الشيعي في العراق، وانتهاء بحزب الله في لبنان، في نهاية المطاف سيكون هناك اتفاق روسي – أمريكي في سوريا.
ويرى ان: الهدف من مؤتمر أستانا منذ البداية، هو محاولة الالتفاف والهروب من استحقاقات مؤتمر جنيف، ومحاولة من روسيا وإيران لإيجاد حلول خارج المحور الأمريكي للأزمة السورية، ربما بشكل أدق هي محاولة خجولة من الروس والايرانيين والأتراك لإيجاد حلول مؤقتة /وقتية/ في مناطق التوتر، أيضاً أصبح المفهوم من مؤتمر أستانا أنه يخص مناطق نفوذ الروس والاتراك والايرانيين.
كوردياّ، لا أرى إلى الآن أي فائدة للكورد من هذه المؤتمرات التي يقودها المحور الروسي، دعوة الروس للكورد واضحة، وهي العودة للحوار مع نظام بشار الأسد.
اجتماعات أمريكية تركية تخلق الكثير من الاستنتاجات، هل هذا صحيح، ولماذا؟
أكد ابراهيم، إلى ان: تركيا حاولت منذ بداية الثورة السورية بحجة الوقوف إلى جانب الشعب السوري بالتدخل في شؤون سوريا وأعلنت بشكل رسمي مرارا بالتدخل في مناطق كوردستان روج افا، ونفذها عمليا في عفرين، ويحاول إعادة التدخل عسكريا فيما يسمى شرقي الفرات بحجج وذرائع بوجود PYD عسكريا وسياسيا، والأخيرة بدورها لا تتوانى بتقديم تلك الذرائع لـ تركيا، كما حصل في عفرين بدلا من العودة إلى الصف الكوردي، وإيجاد آليات التي يمكن التفاهم عليه حيث اتفاقات هولير ودهوك منطلقا من أجل التخفيف من حدة التوتر الذي يلوح به تركيا.
من هنا كون قوات التحالف الدولي بقيادة امريكا موجودة في المنطقة، والتهديدات التركية اليومية أدت إلى عقد العديد من الاجتماعات حول انشاء المنطقة الآمنة، والتي بات موضع خلاف بين امريكا وتركيا من حيث الإدارة والعمق وآلية حماية المنطقة المنشودة في شرقي الفرات.
ويرى: ان نظرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، هي يجب انشاء منطقة آمنة تحت رعاية وإشراف دولي من قبل الأمم المتحدة، وتشكيل إدارة جديدة للمنطقة من كافة المكونات، وإعطاء دور لدخول قوات لشكري روج للقيام بدورهم في حماية أبناء المنطقة.
واذا لم يتجاوب ب ي د على استحقاقات هذه المرحلة الخطيرة والحساسة سيكون وضع ومصير الكورد في حالة لا يحسد عليها، أيضا يكون وضع التحالف والأمريكان في حرج امام التشدد التركي.
بيّن كلو أنه: ومن هنا يأتي أهمية الدور الأمريكي في رسم الملامح الأولية للخارطة السورية الجديدة من خلال إنشاء مناطق آمنة في شرقي الفرات، وبما أن تركيا تدرك تمامًا أبعاد المشروع الأمريكي في الشمال السوري، لذا فهي تحاول على الصعيد الداخلي أن تستجمع، وتشحذ كل الجهود والقوى ضد المشروع الأمريكي أي أن العدالة والتنمية يتحالف مع الأتاتوركية والقوميين المتطرفين لإنشاء جبهة داخلية وطنية تركية بالمفهوم التركي ضد الاستراتيجية الأمريكية التي تحمل في طياتها مشروع إنشاء كيان كوردي بحسب الرؤية التركية، لكن في نهاية المطاف الجانب التركي استنفذ كل ما لديه من تكتيك ولم يبق لديه سوى ورقة الـPKK ليساوم فيها أمريكا، لكن تجربة احتلال عفرين قطعت الشك باليقين أن تركيا ليست بصدد محاربة الـPKK، بل هي في حالة حرب حقيقية مع الجغرافيا السياسية لكوردستان سوريا، وأنها بصدد تمزيقه وانهائه، وتحاول إحداث تغيير ديموغرافي كامل في المناطق الكوردية للشمال السوري حتى شنكال والمناطق التركمانية في نينوى واستخدام الـPKK كأحد أدوات تنفيذ هذا المشروع، والتصعيد الأخير لقيادات قنديل ضد إقليم جنوب كوردستان لم يكن إلا في هذا الاتجاه، حيث الإصرار على محاربة تركيا والمصالح التركية على أرض جنوب كوردستان مقابل الاصرار التركي على محاربة الـPKK في غرب وجنوب كوردستان، وهذا ما لن تقبل به الولايات المتحدة الأمريكية بالمطلق لأنه لا يمكن لأية خارطة تركية طورانية ان تكون بديلة عن خارطة برنارد لويس التي اعتمدها صناع الاستراتيجيات في الولايات المتحدة الأمريكية التي لن تُكرر مع الكورد تجربة كركوك ولا تجربة عفرين بل ستعيد النظر في موضوع عفرين بعد إنهاء الترتيبات الخاصة بوضع شرقي الفرات، وتحت عنوان المناطق الآمنة المشروع الأمريكي ذاهب باتجاه التحقيق سواء قبلت تركيا بالشروط الأمريكية أم لم تقبل، وهي لن تتجرأ على القدوم بأي عمل أحادي في كوردستان سوريا من دون تنسيق كامل ودقيق مع الجانب الأمريكي، والمسألة لا تتعلق بالأمتار أو المسافات الطوبوغرافية على غرار حسابات تجار العقارات بل هي مسألة جيوسياسية بأبعاد استراتيجية تمس قضية وطنية كوردستانية، وهذه القضية تربطها علاقة جدلية بالمشروع الأمريكي في المنطقة والذي هو أكبر من يُسْتوْقَف من جانب دولة مثل تركيا أو إيران، لذلك من المستبعد أن يكون هناك أي سيناريو آخر بديل عن السيناريو الأمريكي.
يشير علي إلى ان: هذه الاجتماعات سوف تستمر، وليس من السهل أن يصل الطرفان إلى اتفاق ما.
هناك الكثير من التعقيدات /التعقّدات تلتف/ تتداخل في الملف، أمريكا لم تأتِ إلى المنطقة “بهدف” محاربة الإرهاب كما تدعي ومن ثم تسلم المنطقة، في قناعتنا المشروع أكبر بكثير من محاربة الإرهاب، قد يكون تطويق النفوذ الإيراني، أو هناك أهداف بعيدة، وإعادة التوازنات في المنطقة، كما رُوّج لها في بعض التسريبات ( مشروع الشرق الأوسط الجديد ). لذلك ليس من السهل أن يتوصل الطرفان إلى أي اتفاق، وسيكون الوجود الأمريكي طويلاً في المنطقة.
ويعتقد أنه: من الصعب تسليم المنطقة أو مناطق نفوذها لدولة إقليمية، وفي المقابل، من الصعب أن يبقى الوضع في مناطق نفوذها على ما هو عليه، ربما سوف تشهد تغيرات جذرية من جميع النواحي.
هل هناك ارتباط بين مؤتمر استانا 13 واجتماعات أمريكية تركية، ما هو، ولماذا؟
أشار ابراهيم، إلى ان: اجتماع أستانا ١٣ استمرارية للاجتماعات السابقة بين الدول الضامنة بشكل رئيسي وبحضور المعارضة وأطراف دولية أخرى، وبالرغم من عدم تحقيق نجاحات كبيرة إلا أنها تلقي بظلالها على العلاقة مع دول ذات الشأن بالوضع السوري والأكثر دورا هي امريكا، لذا كل ما يحدث انسجام وتوافق بين الدول الثلاث روسيا تركيا وإيران يشكل ضغطا على الموقف الأمريكي والعلاقة بينها وبين تركيا، كما هو شراء صواريخ س 400 نشأ خلاف بين الحليفين القديمين وغيرها من المسائل التي أدت إلى التقارب التركي الروسي يثير حفيظة امريكا ويكثر من الخلافات يستدعي إلى اجتماعات متتالية ومكوكية بين الدولتين.
يرى كلو: بما أن مسار جولات آستانا ومنذ انطلاقتها الأولى كانت بهدف ممانعة المشروع الأمريكي، فالأطراف الثلاث لهذه اللقاءات كانت تحتاج إلى التهدئة والمساومة مع أمريكا في كل جولة لتعرض عليها حلولها “الوسطية” اعتماداً على قوة التحالف الثلاثي “الضامن”، لكن خصوصية العلاقات التركية الأمريكية كون تركيا عضو في الناتو وحليف استراتيجي سابق تستدعي تفاهمات بينية أقرب للتنفيذ.
وبخلاف ذلك يرى علي انه: ليس هناك أي ارتباط بين الاجتماعات تركية – الأمريكية ومؤتمر استانا.
مؤتمر أستانا (١٣) كان بخصوص مناطق التوتر وخاصة محافظة إدلب، وفتح الطرق الرئيسة بين المحافظات وتأمينها. أما الاجتماعات الأمريكية- التركية فهي حول الحدود التركية ومخاوف التي تدعيها تركيا من الواقع الموجود الحالي في كوردستان سوريا، ووجود تشكيلات الـ pyd على حدودها.
بالنسبة لـ اللجنة الدستورية، كان هناك خلاف في السابق، والآن حصل اتفاق حسب البيان الختامي، ما هو جديد في هذا الاجتماع حتى تم الاتفاق، وكيف تستنتجون ذلك؟
يقول إبراهيم أنه: على الرغم من إعلان الدول الضامنة الثلاث روسيا، تركيا، إيران بأنه تم إنجاز تقدم في تحديد قوام ونظام عمل اللجنة الدستورية السورية، مؤكدة استعدادها للمساعدة في انعقاد اللجنة في اسرع وقت ممكن، إلا أن الواقع العملي لا يشير إلى ذلك لأن تثبيت اللجنة من حيث الاسماء والقوام لا يتم إلا بعد عملية التسوية السياسية في سوريا وفق قرارات الأمم المتحدة وقوى ذات الاتصال بهذا الشأن.
فيما يضيف علي ان: هناك بعض تفاهمات على بعض نقاط الجنة الدستورية، كـ العدد وبعض التفاصيل الأخرى. ولكن مازال هناك الكثير من التعقيدات في طريق اللجنة الدستورية، ربما يحتاج إلى اتفاق بين الطرفين الرئيسيين روسيا وأمريكا لكي تنطلق عمل /عملية اللجنة الدستورية/، عدا عن ذلك ربما من الصعب جداً أن تجد اللجنة الدستورية النور.
ورأى: أن الجانب الروسي الذي وافق على بعض النقاط التي كانت عالقة من حيث التمثيل، الآن تغيّر المشهد كثيراً، ربما ترى روسيا أن موازين القوى على الأرض قد اختلفت، لذلك حصل تقدم في تشكيل اللجان.
هل هناك تحركات من الاطراف الكوردية لتدارك السيناريو الأسوأ في تلك المؤتمرات والاجتماعات؟ وما المطلوب منها من أجل تدارك كل ذلك؟
يؤكد ابراهيم ان: التحرك الكوردي الملحوظ من خلال المجلس الوطني الكوردي في سوريا حامل المشروع القومي في كوردستان سوريا، والمعترف به في وسط المعارضة السورية والقوى الدولية يتحرك ضمن الوسطين بمواقف ثابتة، يصطدم أحيانا بالذهنيات الشوفينية ضمن الائتلاف، واستطاع إيصال رسالة الشعب الكوردي كـ “قضية قومية” إلى المحافل الدولية ولديه قوة عسكرية “لشكري روج”، وتبذل الجهود من أجل ادخالهم إلى كوردستان روج افا ضمن تأمين أجواء مهيأ داخليا وإقليميا ودوليا رغم تعثر تلك الجهود والرافضة من قبل PYD. وما المبادرة الفرنسية الأخيرة التي حظيت بالتعاون من قبل المجلس من أجل التخلص من الحالة الراهنة المفروضة منذ اكثر من ثمان سنوات التي فرضها PYD بفوهة البندقية على أبناء شعبنا في كوردستان سوريا.
ويضيف كلو: المطلوب هو رفض التدخل التركي بكافة صيغه وأشكاله وعناوينه لأنه يستهدف الوجود القومي الكوردي أولاً وأخيراً، والأصوات التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي حاولت التسويق للإحتلال التركي وتراهن على دور تركيا في مناطق كوردستان سوريا لا قيمة لها في الجانب السياسي لا أمريكيا ولا كوردستانيا، لأن كوردستان تبقى الحاضنة الجغرافية والبشرية الوحيدة للمشروع الأمريكي.
يختم علي: نعم، هناك تحركات من المجلس الوطني الكوردي، عبر اللقاءات مع العديد من الدول ذات الشأن بالملف السوري وعلى رأسها امريكا، وعبر تمثيلنا في الائتلاف، وأيضاً من خلال حليفنا الاستراتيجي إقليم كوردستان والمرجع الكوردي الرئيس مسعود البارزاني عبر علاقاته الدولية والإقليمية.
ونحاول بكل ما لدينا أن نكون موجودين في جميع اللقاءات والمؤتمرات التي تخص الملف السوري. في القريب سيكون لنا لقاءات مع دول ذات الشأن على رأسها أمريكا.
بما يشبه الخاتمة
كل ما يجري في المنطقتين من تفاهمات بين تلك الدول ليس سوى اتفاق على مصير الكورد في المستقبل، وكل القراءات تدل على ان الدول الكبرى لا ينظرون إلى مستقبل الكورد إلا من خلال ما يحقق مصالحهم ونفوذهم، وكذلك الدول الإقليمية وخاصة تركيا وإيران وحتى النظام السوري يعدّون مستقبل الكورد في كوردستان سوريا باتجاه شكلٌ من أشكال كيان كوردي، خطأ ووبال عليهم، ويستخدمون مختلف الوسائل لمنع حدوث ذلك. لذا يجب على الأطراف الكوردية أخذ كل تلك الأشياء بعين الإعتبار، والعمل نحو تحديد وتوحيد موقف الكورد على حقوق ومصير الكورد، ومن خلال ذلك التفاوض مع الدول الكبرى، وربط مصلحة الكورد مع مصالح الدول الكبرى.