طريق حل أزمة الشرق الأوسط في الارتباط مع المقاومة الإيرانية.. تجمع المقاومة الإيرانية هذا العام بنظرة واحدة

بقلم عبدالرحمن كوركي مهابادي*
بعد عقد التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في أشرف الثالث في ألبانيا أصبح من الواضح والأسهل التحدث عن تغيير النظام في إيران بشكل أكبر. لأنه تم رسم خارطة طريق التحولات القادمة في هذا التجمع ومن أجل التحرك بالاتجاه الصحيح على هذا الدرب يجب عقد الإرادة والأمل والزمان والالتزام للوصول بسرعة للهدف.
في أعقاب توسع نشاطات واستعدادات المقاومة الإيرانية من أجل مواجهة نظام الملالي على كلا جانبي الحدود شكل حضور ودعم الشخصيات والهيئات من دول العالم المختلفة في التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في اشرف الثالث في ألبانيا، نقطة عطف في ميزان القوى السياسي ما بين نظام الملالي وبديله الديمقراطي الوحيد.
ما يثير الاهتمام أكثر على مدى عقد تجمع هذا العام، هو الأمل بسقوط نظام الملالي والشغف والنشاط الحاصل من توقع هذا التطور الكبير الذي ضرب كالموج في كل مكان وكذلك وضع إثباتا غير قابل للإنكار على هذه الحقيقة بأن البديل الديمقراطي لهذا النظام موجود وقوي ومتاح بالكامل.
لقد بنت قوات المقاومة الإيرانية اشرف الثالث على أرض ألبانيا وبنائه هو ضمانة من أجل بناء إيران الغد الحرة. هذا ما قاله الكثير من المتحدثين. تلك هي نفس القوة التي بنت أشرف الأول على أرض قاحلة وجرداء في منطقة ديالى العراقية وتلك نفسها القوة التي كانت محاصرة من قبل نظام الملالي وحكومته العميلة في العراق وحولت أشرف الثاني من ارض وعرة إلى جنة. هذه نفس القوة التي تعد نفسها الآن من أجل بناء إيران الغد الحرة. لقد كانت هذه الحقيقة غير متوقعة للغاية بالنسبة للهيئات التي قدمت لزيارة أشرف الثالث حيث أنها خلال أقل من سنتين حولت هذه الأرض لمدينة عامرة والأهم من ذلك أنها تفعل استعداداتها من أجل قوة مقاومة. لذلك، الوفود المشاركة كانت تخاطب سكان أشرف الثالث على أنهم أبطال المستقبل الذين سيحررون إيران من حكم الملالي ويحولونها بسرعة لإيران جميلة ومتحضرة ومتمدنة.
هذه الحقيقة كانت الجملات الأولى في حديث السيدة مريم رجوي في هذا التجمع حيث قالت: “على الرغم من أن الملالي قد دمروا وطننا. لكننا سنستعيد إيران وسنعيد بناءها لتصبح أجمل الأوطان”. وقالت السيدة مريم رجوي مؤكدة على أن الملالي لا يفهمون سوى لغة الحسم والقوة: “لقد حان الوقت أن تتخلى للقوى العظمى عن سياسات الاسترضاء وتقديم الامتيازات للاستبداد الديني الدموي والبنك المركزي للإرهاب وصاحب السجل العالمي في الإعدام، وأن يتم الاعتراف رسميا بحق الشعب الإيراني في المقاومة الحرية”.
خلال السنوات الماضية، أدت سياسات الاسترضاء الغربية وعدم وجود الحزم أمام نظام آيات الله للاستمرار في اعتماد نظام الملالي سياساته المدمرة في داخل وخارج إيران. لقد استهدفوا المقاومة الإيرانية بكل أنواع القضايا الملفقة بدلا من استهداف نظام الملالي الإرهابي وأجهزته القمعية. وهذه كانت كارثة كبيرة حيث دعمت تلك السياسات استمرار بقاء هذا النظام المخرب والناشر للفوضى والحروب في العالم.
إن بصمات بقايا المتماشين الغربيين تجاه إيران لا تزال قائمة، وهذا الأمر لا شك فيه فهم يقولون بأنه إذا سقط الملالي ستعاني إيران من الحروب والفوضى والتقسيم أو أن الحسم أمام هذا النظام يعادل نشر الفوضى والحروب ولكن من لا يعلم أنه لو لم تكن هناك شجاعة ونشاطات وكشوفات للمقاومة الإيرانية ضد آيات الله لكان الآن جهز خلافته الوحشية من خلال حصوله على القنبلة النووية وفرض مصيرا أبديا أسود على المجتمع الإنساني.
إن مروجي سياسة الاسترضاء والتوقعات الموهومة بحدوث الحرب والفوضى وكذلك عملاء ومنفذي سياسة شيطنة المجاهدين والمقاومة الإيرانية هم أنفسهم من أرادوا الاستمرار في سياسات الإبادة وذبح المجاهدين على يد نظام آيات الله حيث أرادوا ألا يبقى عضو أو أثر من المقاومة ومنظمتها المحورية، أي المجاهدين، على وجه الارض.
لا يجب الشك أبدا بأن متبعي سياسات الاسترضاء هم عطشى للنفط والدولار التي يقدمها لهم آيات الله حتى يدقوا على طبول عدم وجود بديل لهذا النظام أو أن المقاومة الإيرانية فاقدة للقاعدة الاجتماعية في داخل وطنها. هؤلاء الداعمون الخفيون (الغربيون) هم من كانوا في الأمس بناة حجر أساس بقاء الداعم الأساسي للإرهاب في العالم.
على الرغم من أن الإجراءات القمعية لنظام الملالي ضد المقاومة وتصريحات مسؤوليه القائلة باعتقال مئات الخلايا من المجاهدين في داخل البلاد وأيضا توسع الدعم الدولي للمقاومة هو إثبات واضح وصريح لزيف ادعاءات المتماشين الغربيين وعملاء الملالي. لكن التجمعات والمظاهرات الواسعة هذا العام للمقاومة في خارج الوطن والتوسع اليومي لمعاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة في المدن الإيرانية كشفت زيف الادعاءات الكاذبة للمتماشين بشكل كلي و أظهرت صحة وشرعية استراتيجية المقاومة الإيرانية من أجل إسقاط نظام آيات الله.
الآن، ظهرت هذه الحقيقة يما يتعلق بإيران أكثر من أي وقت مضى بأن حل مشاكل الشرق الأوسط يحتاج لإسقاط نظام آيات الله وإسقاط الملالي يحتاج للمقاومة الإيرانية و أي سيناريو أو أي استراتيجية أخرى لن تكون إلا سرابا وسيمنح الملالي المزيد من الوقت.
المقاومة الإيرانية برئاسة السيدة مريم رجوي هي بمثابة بديل ديمقراطي وحيد حيث أن أسسه المادية والمعنوية مبينة على الشرعية الشعبية والديمقراطية والأغلبية وفصل الدين عن الدولة ومساواة المرأة والرجل وحرية واستقلالية القوميات وإيران غير النووية والتعايش السلمي مع الجيران.
مع مثل هذه اللوحة العظيمة لإيران الغد الحرة ، ردد متحدثو هذا التجمع في مبادرة العمل الشامل عبارة “حاضر حاضر حاضر” وهي عبارة ذات رمزية كبيرة داخل حركة المجاهدين وتعني الإعلان عن الحضور والتواجد الميداني في ساحة المعركة مع نظام الملالي. وإن انسجام الحاضرين وصوتهم الموحد عبر عن وجه خاص من الشغف والعاطفة والأمل بتجمع هذا العام والتطورات القادمة حيث كان صدى تعمق الروابط من جهة ومن جهة أخرى صدى جدية وحقيقة ميزان القوى السياسي الموجودة في هذه المنطقة من العالم.
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

المهندس باسل قس نصر الله ونعمٌ .. بأنني لم أقل أن كل شيء ممتاز وأن لا أحداً سيدخل حلب .. فكانوا هم أول من خَرَج ونعم .. بأنني كنتُ مستشاراً لمفتي سورية من ٢٠٠٦ حتى الغاء المنصب في عام ٢٠٢١ واستُبدل ذلك بلجان إفتاء في كل محافظة وهناك رئيس لجان افتاء لسائر المحافظات السورية. ونعم أخرى .. بأنني مسيحي وأكون…

إبراهيم اليوسف بعد الفضائح التي ارتكبها غير الطيب رجب أردوغان في احتلاله لعفرين- من أجل ديمومة كرسيه وليس لأجل مصلحة تركيا- واستعانته بقطاع طرق مرتزقة مجرمين يعيثون قتلاً وفسادًا في عفرين، حاول هذه المرة أن يعدل عن خطته السابقة. يبدو أن هناك ضوءًا أخضر من جهات دولية لتنفيذ المخطط وطرد إيران من سوريا، والإجهاز على حزب الله. لكن، وكل هذا…

نظام مير محمدي* في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، نشرت صحيفة جمهوري إسلامي الحكومية مقالاً بعنوان “الخوف من ثورة الجماهير الجائعة”، محذرة قادة النظام: “كل يوم، تتعمق الأزمة الاقتصادية؛ يزداد الفقراء فقراً، والأغنياء ثراءً، ويصبح المستنقع غير المسبوق من النخبوية الذي يجتاح مجتمعنا أكثر انتشارًا”. وسلط المقال الضوء على أن الطبقة النخبوية الجديدة “تعيش في قصور أكثر إسرافًا من قصور الشاه…

إبراهيم اليوسف   لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، في وقتنا المعاصر، منصات عالمية تتيح لجميعنا التعبير عن آرائنا، مهما كانت هذه الآراء إيجابية أو سلبية. لكن هناك ظاهرة جديدة تتجسد في ما يمكن أن نسميه “إطلاق النار الاستباقي”، وهو الهجوم أو النقد في صورته المشوهة الذي يستهدف أي فكرة أو عمل قبل أن يرى النور. لا تقتصر هذه الظاهرة على…