عبدالغني على يحيى
قيام مقاتلى حزب العمال الكردستاني p.k.k في الأيام 17-18-19- من شهر أذار 2019 بالهجوم على الفوج الاول من اللواء 72 التابع لقيادة عمليات نينوى وقتل جنديين عراقيين اثار مزايدات لدى اطراف عراقية من شيعية وسنية دفعت بها للتباكي على سيادة العراق واستقلاله وطالبت بطرد مقاتلي الحزب المذكور من سنجار وعدوا بقاءه فيها انتهاكاً واعتداء على سيادة العراق وكرامة جيشه، في حين وكما يعلم الجميع ومن بينهم قائمقام سنجار الشرعي محما خليل ان الحكومة العراقية تدفع منذ سنوات رواتب اولئك المقاتلين ويقول مزاحم الحويت رئيس مكتب العشائر العربية في غرب دجلة ان عدد اولئك المقاتلين بربو على 5000 مقاتل و انهم مزودون بالاسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع ومدرعات.. الخ.
بلا شك ان هذه الاسلحة وصلتهم بواسطة الحكومة العراقية لأضعاف حكومة اقليم كردستان من جهة والحكومة المحلية العربية السنية الكردية في محافظة نينوى وخلق حالة دائمة من العداء بين حكومة اقليم كردستان وبين p.k.k . من جهة اخرى الا ان السحر كما يقال (انقلب على الساحر) وها هي الحكومة العراقية تتشكى من p.k.k وتتهمه بأنتهاك استقلال العراق، وهكذا فان الحكومة العراقية وقعت في البئر التي حفرتها لخصومها: حكومة كردستان وحكومة نينوى المحلية. وفوق هذا فأنها مازالت تتعامل من موقع لا مبدئي انتهازي مع p.k.k اذ لم يكن اثيل النجيفي محافظ نينوى السابق على خطأ حين قال: ان مفاوضات تجري بين الحكومة العراقية و p.k.k لأجل ارضاء الاخير، – ننصح الاخير بدورنا ان يفك ارتباطه مع بغداد ويصوب فوهات بنادقه الى الحكومة التركية ويحسن علاقاته مع اشقاته الكرد العراقيين وغيرهم.-
كل هذا وسط مزايدات الحكومة العراقية على سيادة العراق هذه السيادة المنتهكة اصلاً من جانب الحكومة التركية الفاشية التي تدعم بحق داعش كما صرح بذلك قبل ايام رئيس جمهورية التشيك، ولها اكثر من ( 20) قاعدة ونقطة عسكرية داخل العراق منها في العمق العراقي مثل قاعدتها في بعشيقة وبامرني ونقاط عسكرية في (سيدكان) و (برادوست) ليس هذا فحسب بل ان طيرانها الحربي يقوم بشه يومي بقصف المناطق والقرى الحدودية. ومن اشكال محاربتها للعراق اعلانها عن ملء سد اليسو المقام على دجلة في حزيران المقبل هذا فضلاً عن عشرات من المواقف والتصرفات المنتهكة لاستقلال وسيادة العراق وعلى مدى 3 عقود من الان، واذكر كيف انتهك احمد داود اوغلو الوزير التركي الاسبق حرمة الاراضي العراقية في طريقه الى جنوب كركوك، في حين ان الضجة التي اثيرت حول دخول دونالد ترامب ليلاً الى قاعدة عين الاسد لم يحصل مثلها عندما دخل داود أوغلو الاراضي العراقية، اذ طالبوا فقلد طالبوا بانسحاب القوات الامريكية من العراق ولم يطالبوا بانسحاب الاتراك منه.
نعم لقد اقام المتباكون على سيادة العراق الدنيا جراء حادث بسيط وطاريء في سنجار وعدوه خرقاً لسيادة العراق من جانب p.k.k في حين تراهم ساكتين عن قتل تركيا للعشرات من العراقيين على مدار العام.
ان ايران كما تركيا تنتهك باستمرار سيادة العراق، والامثلة على ذلك لا تحصى فقبل ايام طالبت بتطبيق اتفاقية الجزائر 1975 والتي تنتقص من سيادة العراق واستقلاله وتسلبه مساحات واسعة من الاراضي العراقية والثروات النفطية والمائية كذلك وهي التي قطعت (40) رافداً نهرياً عن العراق وقصفت مرات مناطق داخل كردستان العراق مثل كويسنجق، الا يعد ما تقوم به ايران انتهاكاً للسيادة العراقية فلماذا السكوت عن انتهاكاتها؟ والى متى المزيادة على سيادة العراق والوطنية العراقية باحكام العراق واتهام p.k.k بخرقها وانتم الذين جئتم به وقمقتم بنشرهم في سنجار واقامة اوثق العلاقات بينه وبين الحشد الشعبي؟ كفاكم ذلا وخنوعا وركوعا امام الانتهاكات الايرانية والتركية لسيادة العراق واستقلاله .