الكردي في يومه السابع ……..!

إبراهيم اليوسف 
المحور: القضية الكردية 
باتت مذبحة المدينة الوادعة – قامشلي – تعيد نظر – الكردي في سوريا – في جملة أمور؛لعل أبسطها هي ضريبة الدم التي دفعها؛ويدفعها هذا الإنسان من أجل وطنه وفي أحرج ظروف سوريا ، دون ان يتم اعتمادها ضريبة للوطنية حيث انه –في المقابل – ينظر اليه بتوجس ،وريبة،وكان، ولايزال محط تهمة ،بمعنى أن تكون كرديا-يعني أنك متهم ومدان سلفا !ولقد كان هذا الكردي ،رغم ادراكه كل ما يمارس بحقه-يوميا-من انكار وجود ،وتهميش،وحرمان ،من أبسط الحقوق الثقافية ،والسياسية، والعامة ،الا انه لم يكن ليتوانى على الدوام عن الذود دفاعا عن تراب وطنه،دون أن يجعل – وهو كذلك الآن – من سياسات التمييز الممارسة بحقه مقياسا للإنخراط-من طرف واحد –في نسيج الوحدة الوطنية،لاسيما في ظل المرحلة الأكثر سوادا-بحقه-في نصف القرن الماضي وحتى الآن .
لاأريد أن أمضي وراء النقاط المضيئة للكردي – وهو يمارس دوره الوطني على امتداد عقود طويلة ؛منذ أن أسهم في صنع الجلاء،وأطلق الرصاصة الاولى دفاعا عن ترابه،وحتى هذه اللحظة،وهذا يتم –بلاريب-نتيجة سوء تبصر من قبل أرباب السياسات المتعاقبة الممارسة بحقه،وإذا كانت هذه السياسات ،تمت بناء على تصورات ومواقف مجموعات من فاقدي الضمير، الذين كانوايرسمون –صورة الكردي –غولا- مهيئا للانقضاض على الآخر !، إلا أن سوء قراءة –المرسل إليه- أيا كان ، بصدد اللوحة الكردية،لاتعفيه -هو الآخر – من تلذذه بلعبة-الغميضة – تجاه هذا الشريك، وعلى حساب إنسانية هذا الأخير طبعاً………!
ولعل مذابح آذار الرهيبة بحق الاضحية الكردية-عشية العيد الكردي، نوروز ، تعيد إلى الذاكرة فوراً:مذبحتي هولير في عيد الأضحى ….بمعنى ،انه اذا كانت أحداث 1شباط محكاً للكردي –لمعرفة مواقف شركائه في خريطة العراق، بعامة ، فان أحداث 12آذار التي جاءت ضمن حرم أربعين دماء الأكراد العراقيين ، لتغدو كذلك امتحاناً للصنو العربي الذي يحتل –معه – المكان / سورياً، والذي لم يكن ليصدق يوماً إعلامه الرسمي ، إلاعندما مارس لعبة التزوير بحق الكردي ، كي تستنفر أقلام كتبةلم يكن لها أي شأن من قبل ، بدأت تواصل تكسبها واستكتابها في هذا المنحى ، ولعل الاشارة إلى ان إحد هؤلاء -ت .ع . الربيعو يكتب عن حجه في مجلة متخصصة بالقبيلة، ويكتب ويدعي العلمانية في منبر رائد في هذا المنحى ؛ يسمى نفسه مفكراً حيناً ، ويسبق إسمه بحرف ـ د ـ.رغم انه لايحمل سوى شهادة معهد متوسط فقط……..
وهلمجرا…،خير دليل على نموذج مستعط، مستعص ،حتى على المعجم الحرباوي…….!!
طبعاً ، لقد فتح الدم الكردي شهية مثل هذا الانموذج المتهافت أخلا قيا، لذلك وجدنا عشرات الأسماء التي سرعان ماانقادت وراء همجية وقبائلية رؤاها، وأصابتها عمى الاعلام الغوغائي ، فباتت تكتب – وهي على بعد مئات أو آلاف الكيلومترات – عن واجهات محل تجاري محطم في القامشلي ،دون أن يكون قد أصابه مكروه،معتماً بذلك على النهب الذي تم بحق ممتلكات أكراد –الحسكة –وراس العين –ناهيك عن استباحة كرامتهم ودمائهم –وهو ما سأتوقف عنده لاحقاً أيضاً . ولقد تنطعت –فعلاً بعض الأقلام الكردية التي كتبت بإحساس عال من المسؤ ولية ،لتفضح مثل هذه الممارسات عن بكرة أبيها……….
لقد ولى ذلك الزمن الذي كان فيه الإعلام –أحادياً –ويمكن فيه بيسر غوبلزة الحدث ، وفق مخطط محكم .كأن يعلن عن مذبحة قامشلي التي راح منها العديد من شهدائنا انهم قضوا في الملعب نتيجة التدافع ……!! رغم ان مثل هذه الممارسة -اطلاق الرصاص على الأبرياء -تم في مطعم نادي الجهاد نفسه . قبل أيام معدودة ، أيضاً ،وكنت قد تفردت في نشر الخبر – وبأسف -في حينه ،دون أن ترتدع تلك العقلية الدموية ،لأن الثورة المعلوماتية باتت تهيئ للآخر ، أن يوجد الآفاق التي يتصادى فيها صوته ،رغم تكتم منابر إعلامية كثيرة –فضائية الجزيرة –مثلاً – على حمامات الدم الكردي، ومحاولة بعضها الآخر اظهار محض صوت رسمي واحد ، كما كان يخطط له في الأروقة ووراء كواليس –الدوائر – المضللة بامتياز….
ان كل الامكانات التي جندت – إعلامياً- من أجل تشويه الحدث وتحويل الضحية إلى مجرم ، وبالعكس ، لم تفلح ….. رغم محدودية (أعداد) الاعلاميين الكرد في سوريا ممن كتبوا فعليا في هذا المجال من موقع الأحداث ، إزاء كتابات الغوغاء التي كتبت ؛منطلقة من منطق المظنة، والتخمين ، والتنجيم ، والحكم على نوايا الكردي ، ولمناصرة الارادة العزلاء صاحبة الحق في مواجهة الرصاص الحاقد الذي اتكأعلى ارهاب الآخر ،لدرجة استهداف –ظهور – وليس صدور موكب مشيعي جنازات الشهداء في 13 آذار-وهو ما يؤهل – آمر اطلاق الرصاص –كي يدون إسمه في سجل غينيس عالمياً……. مما لاشك فيه ، ان الكردي في سوريا –يدفع كصنوه – العربي – الآثوري – الأرمني..الشركسي … ضريبة الحد الأدنى من الاستبداد الممارس ، مادام انه خارج إطار البطانة المتسلطة ،بيد انه يدفع ضريبة اضافية –خارج هذه الفاتورة العامة – ولعل هذه الاستثنائية تعلن عن نفسها لمجرد انه:بلا هوية-مختلس لهواء مضيفه- مضطر للشطب على لغته التي لايسمع بها أغنية من مذياع أو تلفزيون اعلام بلده ،ولايسمح له بتعلمها في مدرسته ،بل هي سمة التهمة الاولى بحقه ……. والقائمة تطول…..وتطول……….
ذهنية التخوين في مواجهة الكردي :
ان تجييش الرأي العام العربي ، ببدأ من خلال تصوير الأكراد على انهم يدعون الى الانفصال ، و أن في ردود فعلهم على سائر سياسات التمييز الممارسة بحقهم والتي تمخضت عن جرائم –آذار – مس بوحدة الأراضي السورية. وهذه النقطة ينبغي معاينتها ضمن هذا المنظور للرد على كل تخرص :
1- إن الكردي الذي لايفتأيطالب بحقوقه السياسية والثقافية ……وسواها غير منقوصة ، وهو الأمر الذي يتم طمسه ،والتنكر له ،جهاراً ……نهاراً. في محاولة بهلوانية للالتفاف عليها .!
2- إن إعادة كتابة تاريخ المنطقة ، وتوضيح ان العرب آخر الشعوب التي دخلت المنطقة – على مراحل – منذ عياض بن غنيم -وحتى الآن –رغم ان السكنى العربية الجزئية جاءت في مرحلة متأخرة جداً،سوف تكون بمثابة رد على بعض المتخرصين الذين يرون ان الكرد في سوريا ضيوف على موائد أمهاتهم …..لاأ; ev..وأنهم أحسنوا استضافتهم ، بيد ان اللئيم لابد متمرد على صاحب اليد البيضاء….
3- ان الإقرار بهذه الخصوصية الكردية –رسمياً –مكاناً وزماناً- يعزز الوحدة الوطنية ،وليس عامل تهديد لها البتة …..! ولعل كل ذي بصيرة يدرك أن العلم السوري ،تخضب بدماء سائر أبنائه ،حتى كان استقلال سورية ،ولكل منا فيه ثمة حصة،وليس لأحد حق ادعاء التفرد به،أو تسويغ استبداد الآخر تحت ظلاله ،بدعوى الذود عنه ،ناسين أن أكبر اهانة لحرمته ،وقد استه،تكمن في استغلاله من قبل ارباب هذه الممارسات …..وتجييرها لتحطيم بنية الوحدة الوطنية تحت حمى زعم تكريسها ،وديمومتها….!
أجل …….مخطط…….ولكن من قبل المجرم لا الضحية :
لقد كشفت أحداث –قامشلي – مرة أخرى ، عدم قابلية السلطة السياسية خلف تلك العلاقة المتوخاة بينها والجماهير،سواء هؤلاء الذين وقفت معهم ضد سواهم-أو هؤلاء الذين صبت عليهم جام رصاصها ، وألسنة ألهبتها، ان لم نقل انها كادت تنسف أس العلاقة المتوخاة بين أطراف البنية التي لابد من سلامة مكوناتها ،حتى من أجل مصلحتها هي –كبنية فوقية……!
ضمن مثل هذه الرؤية،يبدو سلوك السلطة –في منطقة الجزيرة – عبر تسليح غوغاء القبائل ،وتشكيل كتائب مسلحة ،ليس للتصدي لعدوان خارجي ،بل للبدء في كتابة فصل تال من فتنة عرقية ، بين عرب وأكراد ،لم تكن في الأصل إلا نتاج خطة مدبرة باحكام ضد الأكراد ،أدارها من أمر باطلاق الرصاصة الاولى في صدور هؤلاء المواطنين……..الأبرياء. ومن عجب أن تتم أمام أعين –السلطة –عمليات نهب منظم بحق ممتلكات – أكراد رأس العين والحسكة- وهذا ما يذكرنا بذهنية القبيلة في التفكير بالغنائم والسبايا عقب كل غزوة على الجوار …..!
ان مئات المحلات التجارية والمنازل والممتلكات التي نهبت أو حرقت ،تم تجاهلها ، ولم تتم الاشارة إلى أي منها ،ولو عبر كلمة !!، بل، إنه ، تم اتهام أصحابها على أنهم –غوغاء ! ، نهبوا أملاك سواهم، وقدمت لقطات الحرائق ونهب خزائن الأموال الكردية على أنها تمت في مدينة – قامشلي- رغم انها ارتكبت في –الحسكة-وبين المدينتين 85 كيلو متراً-وبحق ممتلكات أكرادها ……على أيدي ثلة من الرعاع ؛ الذين صاروا يبيعون في صباح اليوم التالي – جهاز موبايل ذي تقنيات عالية ب 50ل.س……فقط……..!. (اخشى ان يحزن الربيعو ..لأنه لم يحصل لنفسه على عدة اجهزة..منها..!الخ )
وإذا تحدثنا عن الخراب الذي نال من المؤسسات العامة – ولقد أبديت موقفي بخصوصها- عبر إحدى الفضائيات علناً ،فهي مؤلمة ، ولكن من ارتكب هذه الجرائم الرهيبة؟لاسيما وان ما حرق هو مواد مهربة من الجمارك ،لاحظ شهود عيان تهريبها طوال ليلتي 12-13 آذار –من قبل حماتها، ناهيك عن أن الحرائق نالت مؤسسات كانت موضع مساءلات مالية،واتهام بالفساد ، وهناك أكثر من واقعة :بريد تربه سبي القحطانية – محطة قطار القامشلي …..الخ….. ثمة من أكد تعرضها للتخريب على أيدي غير كردية، ونحن لو لجأنا إلى لغة الأرقام ،في ما يتعلق بحساب الأضرار التي أصابت –المؤسسات العامة – لوجدنا أنها تكاد لاتعادل سرقة –وزير- أو مدير عام أو رئيس مجلس وزراء ممن فاحت روائح فسادهم – في أقل تقدير –لخزائن مؤسساتهم- ولعل في ذهن كل منا أسماء محددة هنا، ناهيك عن أن هناك ،من سوف يستفيد من ترميم المؤسسات التي نالها-الخراب –مرة أخرى……..وكما يقول المثل الدارج -كالمنشار…..بل أكثر…….
أؤكد ،ان كل مؤسسة ذات خدمة جماهيرية حقيقية،يدعو تخريبها الى الألم، ولكن عدم حمايتها من قبل –حراسها-وأجهزة الدولة ،التي تطلق الرصاص علىجمهرة عفوية ،أو موكب تشييع ،يدل على تواطؤ فاضح مع الغوغاء، بل وقطيعة بينها والمعني بها ،إزاء خلخلة العلاقات التي كرستها مرحلة التسلط المقيت التي انتجت هؤلاء الرعاع الذين عاثوا دماراً ونهباً وقتلاً-أو ألبوا على ذلك ،ولعل صورة هؤلاء تتضح تماماً في ظل فهم من شرعن اللجوء إلى اطلاق الرصاص الخارق /الحارق ……..إلى صدر مواطن مذعور على مصير أحد أفراد أسرته …-عربياكان أم كردياً آثورياً أم أرمينياًأم شركسياً رغم إنها اطلقت على الكردي –حصراً –كما أعلن ذلك محافظ الحسكة عقب فعلته مع سائق كردي كان قد أوصله،انجر الى مصيدة محكمة ضد االآخر الكردي-
شكراً للكرة……..
شكراً للكره….!:
صحيح ، أن – قامشلي – وغيرها من مدن الأكراد –ومدن سكناهم سورياً، وعالمياً، شهدت أياماً عصيبة ، لاسيما وان الدم الكردي الذي ظل يشخب في مرمى القناصة ،أسال لعاب –بعض –المتعطشين للعنف،وهو ما كشف بغتة عن عورة العلاقات غير المتكافئة ،ضمن الاطر الواهنة الراهنة ،حيث تنامت لدى مكونات بنية المجتمع مشاعر متناقضة إلى حد الانفجار، حيث انتفاخ عقدة البطانة الاستبدادية ، مقابل نشوء عقدة الانقماع والكبت الفظيع ، إزاء الاضطهاد اليومي للمواطن الكردي…… !
وقد تحضرناهنا –عقدة أخرى- لمن هم خارج هاتين الحالتين ، ضمن الحالة السورية ، ممن دأبوا استبداد الأقوى في المعادلة ، في وجه من يفترض انه المثيل ،مع فارق في المعاناة المخففة لديه،حيث ينظر عبر-منظار-مستبدة الى أية قضية ، على حساب نزاهة الرؤى، وهو ما ظهر في أحد بيانات الأحزاب العزيزة والصديقة حقاً والذي صور. الأكراد على أنهم –جماهير غاضبة – وفي أكثر من إشارة ،دون إجراء محاكمة دقيقة للذات عبر الاصطفاف-مع الأقوى –وهو بالطبع موقف دون موقف اولئك الذين-بحسب طبيعة علاقتهم الصارخة مع السلطة –اضطروا لتدبيج خطاب محسّن ،مقلم الأظافر،يساوي بين المجرم والضحية على حد سواء……….
أمام مثل هذا الالماح السريع ،والذي يمكن – قراءته على نحو أدقّ- اذا استدعى ذلك،نجد أن ثمة –بركانا – من الضغينة انفجر في هذه المباراة بين :فريقين رياضيين،وقبل بدئها بساعات ،!وربما بأيام ،على غفلة من –الكردي –كبش الفداء-الذي راح يكتشف على طريقته رؤية الآخر له،كي ننتقل من كرة الى كره !،كان لابد أن يفتضح- علانية –ليجد الكردي نفسه في النهاية أعزل،تحصنة عاطفة محض،تأججت في بازار الدم الكردي وهو في مهب رصاص واضح الهوية ،وهو ما يرمي هذا الإنسان الى منعطف زلق ،خطر ،يوصل بين مرحلتين، إحداهما حضيضية،تتوجت بادراكه رخص دمه في ميزان انموذج من فتح عليه النار، والثانية حلمية-من شأنها أن تعيد اليه كرامته المستبباحة في ظل سريان جريمة –اللامواطنة- واستلاب سائر الحقوق القومية التي سيكون في توافرها حصانة حقيقية للوطن والمواطن ،في ظل دستور منبثق من قراءة الحالة السورية بكل فسيفسائها ، لاسيما وان الكرد هم ثاني أكبر قومية فيها،و سن قوانين، ونواظم وأسس وأدوات تنفيذ لكل ذلك ،عبر خصوصية الحلة السورية ، لا الر}ى العفلقية، كي نكون في رحاب دولة قانون حقيقي ،لاصوريّ، يكفل للجميع تطوير بلدهم ،ونيل استحقاقهم من ثرواته………..وديمقراطيته ، في الوقت نفسه ، وهو ما يحطم مفهوم المواطن السوبرماني مقابل العبيد ……المعتوق …كما هو واقع الممارسة الفعلية 
على أرض الواقع………..
على مفترق طرق ….:
اخيرا ، ينبغي التوكيد ان العبرة لاتكمن –فقط-في مثل هذا الهدوء السطحي لحوادث العنف ،رغم أهميتهاالكبرى –بل البحث عن دعائم حالة جديدة في النسيج المجتمعي السوري ،تكفل لسائر الأطراف كرامتهم ، وحقوقهم ،،،، لاسيما بعد انقشاع حالة الوهم لدى الطرفين –الكردي والسلطة-الكردي ّالذي كان يعتقد أن حقوق مواطنته ستردع رمز السلطة عن رميه بالرصاص ،سواء إزاء تجمهره غير المحبذ لدى هذا الرمز ،أو حقه الطبيعي في إسهامه في تشييع جنازة شهيده ،وهي بداية-صحوة-كردية-وهذا الرمز من خلال .إمكان إقدامه على أية موبقة،في ظل غياب أخلاقيات الحرص على المواطنين ،وهذا ما انزلق به إلى هوة سقوط مفهوم الممارسة السادية ،لديه ولنكون أمام مفردات ،قادرة على أن تستعيد -للأسف -دواعي –الانفجار –بل وتستديمه،وهو ما يتطلب تضافر الجهود الخيرة لرأب الصدع،خصوصاً لقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي ،لن يكون خيار الكردي الأول،لاسيما في ظل تحطيم قيوده ،سواء الخاصة منها ،أو التي يشترك بها مع صنوه في المكان…،بعد الغاء ذهنية التخوين –التي دفعت بعض المنظرين للحكم عن بعد حول (جزم) صلة -الكردي – بالخارجي، لاسيما ما يكتب حالياً من قبل بعض الكتبة المتهافتين الذين – تناولوا الحدث كما قصة خيالية……….بعيداً عن قراءة اللوحة… 
وحول أسلوب المعالجة المقبلة ـ للمشكلة الكردية ـ في سوريا ، وطريقة تعامل السلطة مع مليوني ونصف كردي من المواطنين ، الاصلاء ، لا الضيوف . لا خيار أمام استقرار المنطقة ،سوى إعادة النظر في سائر السياسيات المتبعة بحق الأكراد ، والارساء لمجتمع سوري متطور ، يضمن أ طراف معادلة المواطنة سائر الحقوق …
وإذا كان ـ كرد سوريا ـ قد فجعوا ب ـ كوكبة من أبنائهم : شهداء ،وجرحى .. أو من نالهم الاعتقال الاعتباطي لمجرد انهم ـ أكراد !!ـ فان رصاص هذه الحوادث ، والممارسات التي اتبعتها ، يقيناً انطلقت من اجل خلق الاضطراب ، والقلاقل ، كي تستمر بطانة الفساد في ـ عهرها الدؤوب ، وهو ما يستهدف رأس مشروع ـ الإصلاح والتطوير والتحديث والشفافية ، قبل المواطن الكردي ـ لما في تحقيقه ـ ان تم ـ من تهديد واضح لغيهم ، ولصوصيتهم ،واستبدادهم ، ذلك لأن الأجواء العكرة وحدها تمكنهم من ممارسة ما يريدون ، وإن أي هدوء نسبي في الحياة السياسية السورية ،تجعلهم وجهاً لوجه، أمام استحقاقات الوطن والمواطن التي يتهربون من دفعها بكل ما أوتوا من أساليب ،حتى وان كلفت ـ الوطن ـ دماءً غالية …تماماً كما حدث مؤخراً …، وهو ما يؤكد ـ مرةً جديدةً ـ ان المواطن ـ حقاً .. هو أرخص ـ في بازار قيمهم ـ من أي دانق تسيل من أجله شاهياتهم النهمة …!!!
ما هكذا تطفأ الفتنة …………!
 عماد فوزي الشعيبي نموذجاً
على عادته بدأ الاعلام التضليلي يقلب أحداث فتنة القامشلي – رأسا على عقب – لاسيما بعد أن امتدت أصداؤها في اربع جهات الأرض ، ناهيك عن تصادي أعمال العنف في الكثير من المدن في سوريا، خارج المناطق ذات الأكثرية الكردية ، بغرض لجم سائر أشكال الاحتجاج على سلسلة الأحداث التي أتبعت مجزرة قامشلي …….! 
لقد تناول هذا الإعلام هذه المجزرة المروعة – والتي كنت أحد الشهود عليها – على نحو يجعل كل من راى هذه الوقائع الأليمة، يفقد ثقته المطلقة بإعلام وإعلاميين، واصحاب تصريحات أتبعت هاتيك الاحداث ، …وإلى الأبد ..!.
ثمة نماذج معينة من هؤلاء، حاولوا القفز فوق جملة الوقائع العيانية ، وذلك ، في تلك اللحظة التي كان ينتظر فيها تضافر سائر الجهود من أجل تهدئة الأوضاع ، لا تسعيرها ، وتصعيدها ، من خلال تزوير ماتم ، وادارة الظهر لجوهر المشكلة .
ويقع ضمن هذه الرؤية – تحديداً- حديث هؤلاء الاعلاميون؛ الذين بدؤوا بصب جام حقدهم على الكردي منذ انتفاضة 1991 – وغلى هذه اللحظة ، حيث ان الخط البياني لهذا الحقد، سجل ارتفاعاً هائلاً منذ سقوط الدكتاتور صدام حسين ، حيث انضمت ، وتنضم يومياً اسماء جديدة إلى هذه القائمة؛ لا تفتأ تعبر عن تسويدها لصفحة هذا الانسان، والوقوف على الضد مما يطرحه دون محاولة الاصغاء إليه ، وكأن لعنة الادانة المسبقة هي قدره الأزلي ..!.
ولشد مالفت انتباهي هو ذلك الانحياز الواضح إلى درجة التزوير الذي قامت به الاعلامية ” ثناء الإمام ” مع وفد فضائية العربية من خلال الريبورتاج الذي أعدته- على خلاف الدور الايجابي للعربية – حتى الآن دون سائر الفضائيات ، حيث إنهاالتقت أُناساً معينين أدلو بشهادة أحادية الجانب ، بل أنها خلطت بين أحداث قامشلي والحسكة ، فإذا كانت هناك صور مروعة لحرق بعض المؤسسات ، وهو ما يرفضه كل كردي ، ويبدو أن هناك أيادياً مغرضة قامت بذلك ، إما لتشويه صورة الكردي ، أو للتغطية على سرقات هائلة في بعض مؤسسات الدولة ، وهو أمر ليس بغريب ، بل إنه يندرج تحت استشراء حالة الفساد المقيت، عامودياً ، وأفقياً .
إن بعض ما عرضته فضائية ” العربية ” في ريبورتاجها الملفق ، على أنه عبارة عن نتاج تخريب ( كردي!) للمنشآت العامة ، او للأملاك الخاصة ، إن ما كان عبارة عن صور لمشاهد مأساوية بحق الأكراد في مدينة الحسكة لا القامشلي ، وذلك في اطار النهب العام الذي تعرضت له ممتلكات المواطنين الأكراد ، حيث ثمة شهود ثقاة رووا لي ، ولربما أُلتقطت صور هؤلاء أيضاً ، أن هؤلاء الغوغاء الذين اندفعوا ، أو دُفعوا لمواجهة الأكراد بأقصى درجات الحقد والانتقام كانوا يرتدون ملابس سوداء ، على غرار ملابس- فدائيي صدام – ، ويسيرون تحت ظلال أسلحة عساكر مسلحين ، كانوا يرشقون أقفال المحال ، كي يغزوها هؤلاء الرعاع الجبناء الذين أسفروا عن درجة همجيتهم ، ورعونتهم ، واستعدادهم للارهاب …!.
وحقاً ، لقد ذُهلت وأنا أتابع – في المقابل – آراء بعضهم ” عماد فوزي الشعيبي ” وسواه ، حيث أشار إلى أن استجابة الدولة لمطالب الأكراد لن تتم إلا بعد أن يكفوا عن مثل هذه المطالبة ، لتتكرم عليهم الدولة ، بمنحهم الحقوق ، لأن أي اجراء خلاف ذلك لصالح حقوق الأكراد ، سوف ينقص من هيبة الدولة! .
دون أن يعلم أن استمرار بعض المطالب أكثر من أربعين عاماً ، في ظل سياسات التمييز بحق الكرد السوريين ، هو ما يخدش مثل هذه الهيبة ، ويجعل النخر في الوحدة الوطنية متواصلاً ، كي تنحدر إلى مثل هذا الدرك الحضيضي..!..
ان تنظيراً كهذا للموقف السوري لا يخدم الموقف ، بل يشكل حالة وبائية عليه ، وهو تجديف لأدوات لا تعود إلى المرحلة ،وتفكر بالحالة الاستعراضية للموقف بأكثر ما تؤسس لحالة مدنية راقية ،نبقى جميعاً أحوج غليها في ظل التهديدات الجدية للبلاد .
ولعل الاستغراق في لحظة – تخريب المنشآت – هو حرف واضح لمسببات المجزرة ، ومحاولة الالتفاف عليها بغرض التعتيم على استحقاقات الكردي – كمايراها ويريدها – قومياً، وسياسياً ،وثقافياً ،كي يعزز ذلك البنيان الوطني لمواجهة تلك الأخطار المحدقة لا القفز البهلواني عليها ، وتبقى التهمة التضليلية دائماً : الارتباط بالخارج!، إدانة معدة سلفاً سرعان ما تلوح في وجه الكردي أوسواه ، فيما لو استعرض معاناته المزمنة ، وتناول بعض تلك الاستحقاقات التي يُراد لها طمس الملامح ، وادراجها ضمن خانة عامة ، ومن هنا فان إشارات أحمد الحاج علي – مستشار وزارة الإعلام في سوريا بأن الأكراد عرب !، هو تجن على طبيعة التمايز البشرية قبل شئ ، وهو طعن في مصداقية هكذا موقف .
يستغرب كثيرون كيف أن أصداء فتنة القامشلي انتقلت بهذا الشكل حتى خارج مدن سورية لتتردد حتى في عواصم أوربية ، وهي في منظورهم نتاج اعداد مسبق كردياً ، ومدبر أمريكياًـ وإن هناك من رفع العلم الأمريكي في القامشلي عقب هذه الأحداث ـ إنّ ما يدحض هذا الادعاء هو جملة أمور منها : 
1- لو أن غوغائيي جمهور الفتوة لم يتحرشوا بأبناء مدينة القامشلي منذ ساعة وصولهم ، حيث لم ينج من اساءاتهم حتى مسجد المدينة الذي دخلوه !ّ– مسجد زين العابدين – إذ بدؤوا هناك بالشغب أثناء خطبة الجمعة للدرجة التي أُضطر فيها إمام المسجد قطع خطبته ، والإشارة إليهم بقطع هرجهم !! ، ولو أنهمـ أعني فريق الفتوة – خاضوا تلك المباراة بروح أخوية عالية، هل كان سيجري ضمن الملعب ما جرى من أحداث مؤسفة ..؟.
2- كذلك لو ان محافظ الحسكة – سليم كبول – استعان بمكبر صوت ، وطمأن المتجمهرين ، وهدأ من روعهم وتوترهم ، أو حتى لو أنه أمر برش هؤلاء المذعورين على مصائر أبنائهم بالماء ، وسوى ذلك من الأساليب الحضارية كما يتم في العالم – لا الرصاص الحي والمتفجر … لما حدث ماذلك ، لا سيما وإن ذلك الجمهور برمته كان أعزل ، ولم يُشهد بأن أحدهم صوب النار على من بدأ بممارسة العنف – اولاً على مرأى الجميع .
3- اولم تجد في- سائر مدن سورية – تظاهرات واعتصامات من أجل – استشهاد أي فلسطيني أو حتى عراقي ، ثم أولم نجد كيف أن دائرة التضامن في مثل هذا الحال- عربياً تصل عواصم الأرض قاطبة .. أجل، لماذا لا يرى هؤلاء ان من حق- الكردي أيضاً – التضامن مع أخيه الكردي .. على غرار ما يسمح لسواه .
4- لقد تضمنت لهجة- الشعيبي- وعيداً قاسياً للكرد السوريين ، في أول لقاء معه- في أول أيام الحد ث – بدلاً من وعد هم بإنصافها ،إن الآية كانت ستنقلب تماماً ، لو أن بياناً متزناً صدر رسمياً فيه مواساة لأمهات الشهداء الأكراد ، ووعد بمعاقبة رؤوس الفتنة أجمعين ..
5- إن رشق موكب الجنازة بطريقة مروعة سافرة في ظهيرة 13 آذار من هذه السنة ، وهو ما لم أجد مثيلاً له من مناظر العنف في حياتي – حتى في أفلام هيتشكوك ، وسقوط عدد من الشهداء ، وإصابة الكثيرين من الجرحى بجراح بالغة ، وفي اللحظة التي كان ينتظر فيها اكراد سوريا – وأكراد العالم وأصدقاؤهم إعادة المياه إلى مجاريها ،إن هذه الفعلة تتحمل كل تبعات ماتم ، وهي نتاج عقلية دموية ، وتؤكد مصداقية سياسات التمييز بحق الكرد في أقصى بربريتها 
6- إن محاولة استمالة- بعض- رموز الأطراف العربية- العشائر – واستغلال عدد من غوغائييهم وإطلاق أيديهم – في العديد من المدن ، وتسليحهم ، أو غض النظر عما في حوزتهم من أسلحة، انتهاك للقانون ولحرمة المواطنة ، بل وتحد سافر لكل الاخلاقيات والقيم .
7- إن أول رد على تخرصات بعضهم ، بأن الأكراد مدفوعون من الخارج ، ومنفذو مخطط ..مشبوه !! انهم لم يكونوا مهيئين لكل لما تم ولم تشهد – حتى السلطة – وجود أسلحة ما في حوزتهم ، وهذا مادلت عليه مجريات منذ اللحظة الأولى، وحتى الآن .
8- اطلاق سراح هؤلاء الشباب الكرد الذين تم اعتقالهم عشوائياً فيما بعد إذا خرج البعض منهم ، إما لتأمين الأدوية لجرحاهم ، أو تأمين مستلزمات أسرهم ، أو من كان واقفاً أمام باب منزله ، لمجرد اجابته نعم عن سؤالهم : هل أنت كردي ؟.
9- محاكمة رموز الفتنة ونقل كل من أوعز باطلاق النار على التجمهر السلمي، أو تشييع جنازات الشهداء في 12-13 آذار وما تبع ذلك في سائر المدن السورية .
10- إن ردود الفعل في الشارع الكردي بعد أحداث – مجزرة قامشلي – لم تتعد الرد على ممارسات قتلتهم ، ولا علاقة له بالاحتجاج على حرمانهم من حق المواطنة المسلوبة من بعضهم ، رغم سائر حقوق الإنسان الكردي المغتصبة في سوريا ، لا يمكن السكوت عنها وارجاؤها تحت أية ذريعة .
11- إذا كانت هناك ممارسة عملية لانحدار الوحدة الوطنية إلى صورة واهية – في العقود الأخيرة تدريجياً – إلا أن محاولة تحويل المشكلة من قبل بعض الرموز في السلطة إلى مشكلة عربية / كردية …هي محاولة الاجهاز على ما تبقى من اطار، يفكر غيارى الوطن جميعاًبتطويره ، ليتجاوز الحالة الصورية إلى شكلٍ راق ؛ يكفل لكل أطراف المعادلة حقوقهم على حد سواء ، بما في ذلك تعزيز وحصانة للوطن نفسه .
المثقف العربي وأجراس 12 آذار: 
إذا كان المثقف العربي وباستثناء حالات قليلة لم يؤد – بعد – واجبه تجاه صنوه – الكردي ، بعكس ما دأب القيام به مقابله الكردي نفسه في سائر المراحل بيد أن أحداث 12 آذار تعد محكاً وامتحاناً جديدين ، أمام هذا المثقف،وتدعوه للعب دوره ، لا سيما أن بعض ممثليه من وجهاء العرب تجاوزوه في تأكيده العلاقة مع الكردي – كشريك – لا كضيف كما يرى بعضهم ..!.
ومن هنا ، فلقد وجدنا منذ اللحظة الأولى أننا أمام ثلاثة أنماط من هؤلاء : 
1- قلة قليلة تصدوا لمؤازرة صنوهم الكردي – وتنطعوا لفضح ذلك الغبار الذي حاول بعضهم من خلاله العودة – بالإساءة -إلى صورة الكردي عبر تخوينه ..!.
2- عدد من المثقفين، سرعان ما شمرّوا عن زنودهم ، وراحوا يبدؤون بتخوين الكردي ويؤلبون عليه الجهات العليا ،على أنه مجرد أداة لتنفيذ مخطط امبريالي قافزين فوق أوجه معاناتهم التي لم يعد السكوت عنها ممكناً البتة .
3- كما نجد نمطاً آخر من هؤلاء المثقفين يكتفي بالتعليق الهامس : ضد – أو مع – ربما – ، وهم في المحصلة أكثر من يكرِّس ازالة دوره العضوي كمثقف فاعل ، وهو بتصوري أكثر سلبية ممن يميط اللثام عن أنيابه ، وينهش في جسد شريك يسعى ليس لإنفاء دوره …بل لإلغائه ..وهو لعمري أخطر تآمر على الوطن والوحدة الوطنية .
نبوءة القتل والخراب
المحور: اليسار ، الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي 
لم أتفاجأ كثيراً عندما قرأت ما نشرته جريدة الحياة 26/3/2004 بعنوان : اعترافات الموقوفين كشفت مخططاً كبيراً وراء احداث القامشلي ؛ وذلك اعتماداً على كلام محافظ الحسكة د. سليم كبول – حيث جاء على لسانه : ان احداث العنف والشغب التي حصلت في عدد من المدن السورية الاسبوع الماضي كانت في اطار مخطط اجرامي كبير تضمن القيام بـ(( اعمال عنف )) و(لاحتلال! )مؤسسات حكومية في مناسبة عيد النوروز الذي صادف 21الشهر ؛واوضح ان قادة المخطط ارتكبوا خطأ استراتيجياً؛ تمثل في استغلال مباراة كرة قدم (……) مما ادّى الى وأد الفتنة قبل اتساعها واستفحالها ، وان العقوبات ستطاول كل من شارك ،او ساهم ،او حرض ،على هذه الفتنة؛ وقام بإعمال النهب والسلب والتخريب و القتل ….! ولعل مبعث موقفي هذا ، هو احساسي الضمني ، ان لاذريعةكان يمكن اللجوء إليها ، للتغطية على جريمة احاث 12/اذار – في القامشلي وما تبعها ،
إلا بمثل هذا الزعم الهش ، لانقاد الذات ،والقاء و بال الجريمة على الآخر الضحية ….!،وما الاشارة الى اتهام الكرد العزل بتخطيطهم لاحتلال مؤسسات حكومية!!، وهم لم يكونوا مهيئين حتى للدفاع عن أنفسهم كما دلت علىذلك-حتى لأي جاهل -مجريات الجريمة المفتعلة ضدهم ،لامن قبلهم، لقد ادرك كل من شهد هذه الاحداث المريرة ، بدءاً بــ:ايعاز محافظ الحسكة الى الشرط بفتح النار وعبر الرصاصات الحية ، بل المتفجرة ،على صدور
، وظهور المواطنين الابرياء وإلى الفصل الثاني من هذا السيناريو – كما يسميه احمد حيدر – اثناء تشييع جنازات شهداء المدينة الثكلى ، ومروراً با لفصول التالية في رشق المارة ، والبحث عن اي ضحية خرج حتىامام باب منزله ،
او الى اي شارع من شوارع االمدينة لقضاء حاجة ….، لمجرد انه كردي فحسب !!؟ لاسيما وأن ابناء هذه المدينة (الحرة) لم يدأبو الانحباس في جحور منازلهم . طبعاً ان كل ما جاء في هذا الخبر ، لا يصمد البتة امام اي تحليل ولو أول ، ولعل معرفة ان هذا الاكتشاف جاء بعيد -اعتقالات ( المتهمين ))، ولم يكن ( معلوما) لديه من قبل ،ولم يعلن عنه ،وهذا مايدل علىنقص تجربة وخبرة لايليق بمقام الشخص الأول في المحافظة،لاسيماان- هذه الاعتقالات – جاءت في المرحلة الاولى – خبط عشواء ، بمعنى ان كل كردي، كان خارج حرم داره في تلك الأيام ،متهم بالجريمة ، ولاينجو من مثل هذا ، ولوصلا ح الدين الأيوبي ، ولوأنه كان في تلك اللحظات العصيبة بين أحفاده في شوارع هذه المدينة !،كي يتم وبالاعتماد على افادات هؤلاء، القبض على آخرين ،…وهلم جرى ، اضطروا ، وتحت سطوة- ظروف -الاعتقال لا نتزاع افادات معدة مسبقاً ولقد قلت أكثر من مرة لمن حاوروني بخصوص الشرارة الاولى التي اقدحها – محافظ الحسكة -: ان كل شيء كان سيبقى ضمن حدود – الجرح البدائي المرير – حيث اصابة احدهم بطلق ناري من قبل ملثممن دير الزور وفي قلب الملعب ! ، واصابات اولية لعدد من الشباب بجراح خفيفة ، إضافة الى ماتعرض له 
الاطفال الثلاثة- وأرجو أن يكون خبر موتهم غير دقيق – حيث لم اهتد بعد الى معرفة ذويهم ….!، أجل كانت الأمورستنحصر فيالمجال ، فحسب ، بعيداًعن تصادي الفتنة خارج هذا النطاق ، وهذه المدينة !
أجل ، أؤكد ، كانت الامور ستبقى ضمن هذه الدائرة – تحديداً- لوأن محافظ الحسكة تصرف بحنكة، وحكمة ، ونفاذ بصيرة وقام بالحد الأدنى من العقلانية ، و ضبط الاعصاب، وتحت الاحساس بروح المسؤولية الوطنية ، ، لا العبث بارواح مواطنين احرار، وبعيداً عن التهور، وهذا ماكان سيوفر على بلدنا – سوريا- أرواح هذه الكوكبة الغالية من الشهداء ، ناهيك عن الاموال التي سيخسرها اي مواطن منا، من اجراء تلك الاعمال التخريبية التي نجمت 
عن الهيجان الذي اتبع انتهاك كرامة المواطن، وروحه ….!…، والتي جاءت – اصلاً – للامعان في تشويه صورةالكردي،
وخدمة المخطط …المرسوم ضده ، وربما يكون هنا موطن- حكمة -الجريمة …! ، النقطة التي تشدق بها كل من لم يرد الخير للكردي…!،بل للوطن . ولقد نسى مدبجّ التهمة ، ان احداث 12 اذار – تمت في هذا اليوم تحديداً، وليس في 21- آذار – رغم ان بين طرفي الرقم- وعلى مسافة عشرة أيام فاصلة – حالة إبدال، تأتي اساساً لابدال الادوار بين المجرم ،والضحية … ! إذا اية نبؤة – يمتلكها – صاحب قرار إطلاق النار على المواطنين ، بغرض تفريق جمهرتهم ..، حتى يشم رائحة المؤامرة ، بل وقوعها – على طريقة ابي كلبشة – ام انه مضطر لبذل قصارى جهوده ، لاثبات نظريته ، ابنة المؤامرة، وضمن هذا المنظور، يمكن محاكمة تهمة – الارتباط بالخارج وهي تهمة معدة دائماً لتخوين الاخر ، وتجريمه ، وتبرئة الذات و تستدعي في الاصل – محاكمة – مدبج الاتهام ، والذي يسهم للأسف في تشكيل صدع واسع في – الوحدة الوطنية السورية، و في الصميم منها، وهو مالايمكن ، تقبله ، او تركه دون مناقشة ، لان في توكيد المظلمة على المواطن ، استلاب لحقه ، ولاسيما في ظل براءته منها. ل انها خدمة رخيصة للاجنبي ،نفسه ، وافتعال لحالة جانبية، ساذجة ،على حساب المهام الوطنية الكبرى . نه – وعلى الرغم – من مرور اسبوعين على الشرارة لاولى للفتنة المفتعلة – باتت الجهات العليا في سوريا على يقين- وان في قرارتها – ان المواطن الكردي الذي شتمه السيد المحافظ الحسكة- علناً -كما افاد سائقه بعيد انتهائه عما أقدم عليه وتكلف بإيصاله إلىمنزله في الحسكة، ولاقى -أي الكردي –
الاهانات من الكثيرين من المغرضين الذي استغلوا هذه الاحداث المؤلمة ، ولايزال ،ان هذا المواطن زج به رغماً عن انفه في هذه المواجهة غير المتكافئة مع السلطة ، دون ان يكون ذلك خياره،بل
ودون ان يكون على استعداد لذلك البتة،ولعل أكبر شاهد على هذا الكلام ، هوأن الكردي أعزل ،لاسلاح يملكه إلا كلمته المتكئة على شرعية حقه، والتي يتوجه بهاأولا الى اخواته في المكان عربا -وغير عر ب، يقنعهم بمعاناته في ظل ظروف القهر الممارس بحقه منذ عقود !!! ولقد نفى السيد فاروق الشرع في مؤتمر صحفي – اجري في القاهرة أثناء زيارته الاخيرة إليها ،بخصوص 
وجود ارتباط بين الاكراد السوريين، ومخطط خارجي ،وجاء على لسانه حرفياً : لاأستطيع ان اقول : إن ماحدث في المناطق التي يقطنها الاكراد ، مرتبط بالتهديدات الامريكية الموجهة لسوريا ، وهذا -لعمري – رد واضح على أية تهمة ملفقة بحق المواطن الكردي .! ، أوأية محاولة للدس على انتمائه الوطني ، الذي لم يشهد التاريخ المعاصرة لسوريا؛ تعرضه لاية شائبة من طرفه.ان القوى الاجنبية التي يشار الى الارتباط بها -وكما هو معروف – عندما تضع خططها ، فهي لا تفكر إلا بمحض مصالحها ،الخاصة ، وهي على سبيل المثال: – عندما دخلت افغانستان ، فليس لان هناك اكراداً ….!!…. إنها لا تفكر البتة بقوة المحاججة ، ومصداقيتها، منطلقة من منطلق غيها وجبروتها ، وانها كانت ستدخل العراق ، لو لم يكن هناك اكراد …. على الاطلاق، وعلى العكس من مصلحة الاجنبي ، تأتي مطالب وحقوق الاكراد في سوريا ، لتعزيز وتحصين وقف بلدهم ، لاسيما ان أية قوة خارجية ، لابد ان ترحل – ان عاجلاً او اجلاً – وان شعوب المنطقة ( الاصلية ) هي التي ستبقى …..!.-وهذا ما تعلمته بافتخا رككردي اممي .ولكن لايقفزفوق قضاياإنسانه ،وأن اية مقارنة بين قولي السيد الشرع والسيد كبول هذين ، تبين ان هناك لياً لعنق الحقيقة في مانشر في صحيفة الحياة ، واصراراً على كتمانها ،وهو بالتالي – معالجة- خاطئة لا يمكن ان تكون في مصلحة الوطن .وطننا جميعا على حد سواء . صحيح ، انه مامن مواطن سوري : اياً كان انتماؤه الاثني ، إلا ويصر على ضرورة الاحاطة بالمشكلة ، وتطويقها ، ولدافع وطني ،لاتخريبي ،بل لايمانه بالحل الداخلي للفتنة ، حيث ان المحاكمة النزيهة،ستعيد الطمأنينة الى نفوس الجميع. على عكس ما يمكن ان تؤول إليه المعالجة الخاطئة – كما هي قائمة حتى الان – من نتائج غير محمودة ،بالنسبة إلينا جميعاً، ، وكأبناء لهذا الوطن، تحت ظل ممارسات العنف المقيت !…واذا كان هناك من يريد -ذهاب دماء الشباب الكردي هدراً، دون القصاص من المجرم ،رغم وجود القوى الخيرة التي باتت تدرك 
ذلك، و تدرك ان الصورة التي اريد لهاان تنقل عن الاكراد و كانت بدافع التدبير والاغراض ،و ذلك منذ تصوير مخلفات التدمير والنهب ، والبدء من ظلال النتائج الكارثية المريرة ،وتناسي المسببات !!،، وتقديمهاعلى انها جميعاً قد تمت بايدي الغوغاء أي :………الاكراد : ضمناً، وعلناً، ومرورا بمجريات التحقيق الذي كان ينبغي ا ان يفتح الابواب لكل ذي شهادة ،لا البدء با اللقاء بالنخب العشائرية ،أولا ، رغم ان اكثر هؤلاء انفسهم، تعاملوا بمسؤولية عالية مع الاحداث ، بعد ادراكهم فحوى اللعبة المرسومة ضد الوطن والمواطن ، فانه ، يمكن التنويه الى قضية مهمة جداً، وهي ذلك العنف المركز ضد المتهمين الابرياء ، اذ يتم ضرب بعضهم بكبول – او كبال ، على مناطق حساسة من اجسامهم ، ناهيك عن العودة الى اساليب الصعق الكهربائي ،كما يقول بعض ممن افرج عنهم ، والنهل من معجم الشتائم البذيئة بحق كرامة الكردي، ومقدساته . نقل لي احد هؤلاء شخصياً بان احد الذين القوا القبض عليه قال لعناصره، في وجود سيدة محترمة ، فاضلة ،عليكم ان (………) بحقها ، معذرة ،اخجل من اتمام الكلام بحق كرامتي ، كرامة كل مواطن شريف ،وقال انه راح يرمي بجسمه فوقها (. ……. ) الى ان منعه ، هو ، وبعض ممن معه. ان سلوك مثل هذا الشخص يصور جانب الضغينة المبيتة ضد الكردي وهو ليس.وليد لحظة -فحسب -بل يتحمل مسؤولية اندلاع الفتنة كنتاج عقلية وبائية. ان مثل هذه العقلية من الممارسة ،التي تسئ الى الوطن ،وتنسف مفهوم المواطنة، الديمقراطية، هي حرق لهيبة الدولة، وزرع لبذور الاحقاد، و لاتقل اجراماً عن حرق المؤسسات، وسوى ذلك من الاعمال الشنيعة ،التي تمت للأسف ، لان الحرق المعنوي يظل ابلغ واشد وطأة دائما من الحرق المادي على اهميته القصوى…..!
ان ممارسة الضرب الوحشي بحق معتقل غض التجربة، ستدفعه -بلاريب – الى الاعتراف بأنه هو الذي قتل سيدنا الحمزة عم الرسول (ص) ودبر لسقوط االأندلس،و لنكبة فلسطين، وهزيمة حزيران … والى هذه اللحظة ….!، وان انتزاع مثل هذا الاعتراف الاول ، وبهذه الطريقة ،ليس عملا وطنيا ،جبارا،نبيلا ،لاسيما ،أنه وحتى الآن ، لم تتم محاكمة السيد محافظ الحسكة – وهو ما نأمل ان يتم في الحال – وكنت قد قلت مثل هذا في رسالة خاصة الى د. بشار الاسد – لتعزيز مكانة سوريا ، واعادة المياه الى مجاريها، وقطع دابر الشر ،ومحاسبة كل مسيء فعلي ، و دحرالمؤامرة على الوطن ، وإنصاف المواطن الكردي ، باعادة حقوقه المنتزعة إليه، كي يعود للعب الدورالوطني الذي عرف به إلىجانب شريكه العربي ،على مدار فترة طويلة ..! ولايزال حتى كتابة هذه الاسطر – الاف الشباب الكردي – رهن التحقيق بالاضافة الى كل من الكاتبين : محمدغانم- و عبد السلام داري الذي القي القبض عليه، وهو يعمل في محله التجاري-بائع بزر رغم حمله شهادة جامعية – ومعروفبالحكمة، والقلب الكبير ، وعدم التفكير حتى بإيذاء نملة كما يقول المثل……..!
نحو مصالحة فعلية
ومعالجة حكيمة.:
رغم الهدوء الذي قد يبدو للوهلة الاولى ، في الشارع السوري، حيث تواجد الكرد ، إلإ ان ثمة استياء كبيرا مضمراً في نفوسهم جميعاً،وهو ما يفوق في حقيقته الم جراحات الساعات العصيبة؛ ودماء ابنائهم التي سالت دون وجه حق؛ بل عسفاً،وإن مثل هذه المشاعر تعتمل في دواخل الجميع ،بل إنهاسرعان ما تتضخمم ، بحكم الشعور بمرارةالفصل الجديد من الممارساتالمرتكبة بحقهم :الاعتقال الاعتباطي حتى في دمشق ، اعتمادا علىمكان السكن في الهوية، بدعو ىالكردية ،و تعرض المعتقلين لصنوف التعذيب ، لخدمة وجهة النظر المعلنة رسمياً من قبل المتهمين أصلا، ومرورا بفصل الطلبة من الجامعة ، او السكن الجامعي. ناهيك عن ممارسات الكثير من عناصر نقاط التفتيش بإذلال المارة الكرد ،دون اي احساس بالمسؤولية الوطنية ، اومراعاة الحدالأدنىمنالأخلاق المطلوبة في مثل هذا المقام. 
ولعل اطلاق النار على راكب الدراجة النارية المذعور بسبب عدم حمله اوراق نظامية لدراجته حتى بعد خمود – اوار الفتنة، يعتبر تحديا سافراً لارادة الاكراد. يقيناً ، ان اي ممارسة خاطئة للمشكلة، واقول :المشكلة وفق الاعتماد على الادوات التقليدية التي سببت الويلات للوطن والمواطن، بدعوى مواجهة الجريمة المرتكبة بحق الكردي، روحاً وكرامة وحقا. بل وممتلكات ، هي بعيدة جداً عن الحكمة، ومحاولة واضحة لتأزيم هذه المشكلة، بأكثر، وهو- لا سمح الله -مصير كارثي بحق مواطننا ،من مختلف اطياف الفسيفساء، ومن بينهم:الكردي طبعاً . ومن هنا ، لابد من التنصت الى الصوت الكردي- سياسياً ووطنيا ،و الذي لا يفتأ حتى هذه اللحظة، يقدم وجهة نظره، وتصوراته، ضمن حالة رفيعة 
من الاحساس بالوطن، او مثقفاً، تم التعمد في اقصائه واخذ رأيه ،او مواطناًَ غيورا على مصلحة سوريا، لما يزل يفكر بما يجسر تواصله الوطني ، لا بما يقصيه ويعيد الاهتمام به ، كعضو فعال في مجتمعه، ذي حقوق مائزة ، مستعد في اي لحظة لدفع ضريبته الوطنية، ضد اي عدوان – حقيقي- يستهدفه. وكما هو معروف به وهذه نقاط مهمة، ينبغي قراءتها ،بعيداًعن مبدأ الوعيد ،الذي يفوح من حديث السيد سليم كبول، حيث يعود بنا الى نقطة الصفر، وتحديداً ،الى حيث ذلك ا
لوعيد الرسمي ،الشبيه ، .الذي اطلق في الساعات الأولى من الجريمة النكراء، حيث قا ل صاحبه ما معناه : سيأتي هؤلاء عماقريب ليرجونا، كي نكف عن الضغط عليهم ، ولعمري، ان الوعيد ينبغي يوجه الى المجرم،لا الى صاحب الحق ، كما هو حال الكردي في سوريا .اجل،ان الاجواء -الان- مهيأة -تماماً- للمصالحة الوطنية ،لكن ليس قفزاً البتة، فوق جملة امور ،اولها اعاد ةحق الكردي اليه؛ كمواطن ؛متمايز، ناهيك عن محاسبة رؤوس الفتنة ،اينما كانت مواقعهم، وهو ما ينبغي ألا يفوت ذوي النوايا الوطنية الحسنة، والجهود الخيرة ،وهم موجودون بحق،و نعول علهيم الثقة، لتمييز الخط الابيض من الاسود…..
2632004
اية وحدة مجتمعية دون الاجابة عن اسئلة المواطن….!؟
المحور: اليسار ، الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي 
تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة الوطنية المجتمعية في سوريا ، وهي- بالتالي – هدف كل مواطن سوري ، على تعدد الأطياف، والوان الفسيفساء ، يذهب بعضهم بعيداً لتناول أحداث -قامشلي – ضمن محورين محددين : 
1– الاشارة الى العدو الخارجي المتربص بالوطن ، ، وهوفي جوهره حقيقة لا يمكن القفز عليها 
2-الربط بين الاكراد – بعامة – واكراد سوريا بخاصة – وهذا العدو الخارجي -كأداة تنفيذ لهذا المخطط ….، وهي بدورها تهمة ملفقة ، ومدسورسة ، ذهانية ، تخدم اي مخطط حقيقي من هذا النوع – أصلاً . وغير بعيد عن مثل هذين المحورين يذهب نزار صباغ،وهو مواطن مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي العام ، كما يقدم هو نفسه في متن مقاله المعنون : 
بـ: وحدة المجتمع : قاعدة وحدة الحياة – والمنشور في عدد المحرر 440(27اذار-2نيسان 2004) يرى الكاتب ان دواعي الاضطرابات الاخيرة في الجزيرة و ماتبعها ، بدأت تحت ظلال التحرك الاميركي الصهيوني ، وقانون محاسبة سوريا ، وبسبب ردود الافعال عما يحصل في العراق والكيانات المجاورة ، واعتماد اًعلى (أخطاء) بعض مسؤولي ومنفذي المناطق-ويعني مناطق الأكراد – ومن خلال استغلال مبادئ حقوق الانسان …!!…ويقول حرفياً : لم نفاجأ بتحرك بعض الاحزاب التي تنادي بالقومية الكردية تنفيذاً لتوجيه معين (1) ، لان تاريخها يؤكد ذلك سلفاً !، ويؤكد انه ومن خلال ميزان الربح والخسارة ، فان من ينادي بتفتيت وحدة المجتمع سيتحمل مقداراً كبيراً من الخسارة ، ويستمر قائلاً :(فليسألوا ) انفسهم (اولئك) المنغمسون في نيران الحقدالاتنى (!) والذين ينادون بتفتيت المجتمع عن المستفيدمما حصل ،و عن صاحب المصلحة . ومن هو المستفيد الرئيسي من تنفيذ المخطط التقسيمي ( الجديد) لارضننا ضمن سوريا الطبيعية ….الخ.
ليسجل بالتالي مأخذ اًعلى – سايكس بيكو- الذي لم يقسم العالم العربي -كله – بل انفرد بتمزيق -سوريا- فقط.!!، ولهذا الكلام أكثرمن دلالة ليست في صالح الكاتب ورؤيته البتة ….!
ولاينسى – نزار – اتهام وعي المواطنين المسيرين ( بفتح الياء ) ثم يتحدث عن الاكراد – بقوله : مواطنونا ذو والثقافة الكردية ،وليس الاكراد ، كابناء قومية لها خصوصيتها !، طالباً منهم الايكونوا ، عبارة عن اداة تنفيذ ويشعلون النار ، ثم يطفئونها بأيديهم . يتلقون الضربات تنفيذاً لتوجيه لايصب في مصلحتهم بالنتيجة ، بل يجزم أن المسألة على هذا النحو (أجد ان ما حصل في يحمل مقداراً كبيراً من التهيئة والتخطيط المسبق !، وبخاصة بعد خطوات التقارب المتبادلة مع الجارةتركيا والسير بشكل جاد – وان كان بطيئاً نسبياً في عملية الاصلاح ليخلص أخيراًإلى المبدأ القائل :وحدة المجتمع هي قاعدة وحدة الحياة …! 
واضح ان السيد نزار صباغ ، يقفز فوق جملة الحقائق ، وان كان يوهم في الاشارة إليها، حتى بصدد الاحكام العرفية – وقانون الطوارئ – حرية التعبير -الخ…..دون ان يبدي موقفه الشخصي منها ، مؤكداً ان هذه الممارسات ، تستغل من قبل المغرضين ، وكان حريًا به – قبل كل شيء – ان يصب رأيه مع هؤلاء الذين الذين يسميهم – مواطنين كثر من شتى اطياف المجتمع – يسجلون تذمرهم تجاه ذلك ،وأن يسعى معهم و مع كل اصحاب الجهود الخيرة لتحقيق مطالب هؤلاء. على اعتبار انهم كثرة ، ويمثلون سواد الشعب ، والرأي ، في سوريا، اما في ما يتعلق بحقوق – ابناء ثاني أكبر قومية في سوريا – وان كان يرى ان لهم – ثقافة كردية -وهواكتشاف مهم منه ، بيد ان عماه القوموي ، يدفعه لانكار اي حق لهم في تعلم لغتهم المختلفة، ورفع اشكال الاضطهاد الممارسة بحقهم ،جراء وجود اكثر من مئتي الف مواطن كردي – غير مجنس- رغم انهم يعيشون اباً عن جد في هذه المنطقة ، وليس انتهاء بعدم الاعتراف الدستور ي بهم ، وافقارهم رغم انهم ابناء اغنى منطقة سورية، الى اخر القائمة الطويلة في هذا المجال …! ، مع انه راح يتحدث عن دول اوربية ذات قوميات متعددة، وكأن ما هو محقق لابناء هذه القوميات ، اوربياً، محقق في سوريا … وهذا دليل جهل فيمنظومته السياسية، وفي ما يتعلق بجزمه ضلوع الكردي في المؤامرة الخارجية ،و استغلال – اضهاده كمواطن فحسب – الدعوة الى تقسيم سوريا فهي اتهامات إنشائية من بنات خياله، ويرد عليها اجماع الكرد السوريينعلى ضرورة عدم تهميشهم في ما يسمى النسيج المجتمعي، ومن خلال ممارسة سياسات التمييز بحقهم ،لأن الدعوة إلىأية وحدة مجتمعية ،تتطلب تلبية استحقاقات مكونات هذه الوحدة ، وكل ما يلبي احتياجات خصوصيته وتمايزه ، بما يثري الوحدة، و لا يضعفها كما يزعم كثيرون………..!
واخيراً ، اؤكد ان الحديث عن مجزرة – قامشلي – وما تلاها من احداث مؤلمة ، كان ينبغي ان يستدعي صاحب اي قلم منصف الاشارة الى هؤلاء الابرياء الذين قضوا نحبهم ، إما لتجمهرهم حول المشفى الوطني او الملعب البلدي -للاطئمنان على مصائر فلذات اكبادهم ، اوممن ساروا في موكب تشيع جنازةات شهداء اليوم الاول ، وتم رميهم بارصاص الحارق المتفجر الذي لايمكن – بأيّ حال – توجيهه الى صدر او ظهر مواطن برئ لم تثبت ادانته على وهم النوايا -وهولعمري وهم الواهم نفسه ،لاسواه …..!…..
ان أي زعم – بوجود نية مبيتة من قبل الاكراد السوريين لاثارة الفتنة تدحض تماماً امام -انتفاء- تحرشات جمهور نادي الفتوة الديري بهم ،أ وهتافه باسم صدام حسين قبل بدء المباراة بساعات ، ورفع صورته في الملعب، وتعليق لافتة سوداء..أجل سوداء كتوكيد علىنوايا ،غير كردية ، عليها عبارة صارخة هاتكة، علقت على جدار الملعب ،وباستفزازية صارخة :الموت القادم من الشرق ، وذلك امام ابصار الاجهزة الامنية هناك !!؟، أو ليس هذا دليلاًعلى-صدق -نبوءة مسبقة …؟
ولعل كل هذا -نفسه – كان يمكن تطويقه ، لولا ان السيد محافظ الحسكة د. سليم كبول أزم الخلاف ؛ من خلال سوء تقديره لابعاد الموضوع ، وإيعازه بتوجيه الرصاص الى المواطنين العزل ….! ، وعلى طريقة ما يجري في افلام الكاوبوي ….تماما…
من حق المواطن – الكردي – الشريك الاول في الخريطة – على من معه – مكانياً – قراءة ظروف قهره واضطهاده ، والعمل الجدي لإزالة جملة هذه الظروف ، وتهيئة المناخ الذي يدعوه للتحرك فوق ترابه ، للعمل يدا بيد مع كل ابناء الوطن من اجل بنائه، وعزته ….
ان التجديف في توزيع التهم – بحق المواطن الكردي – خبط عشواء ، انطلاقاً من المظنة ، أومن التخطيط المسبق ، ودون أي اتكاء على وثائق ، تثبت ذلك ، هوتكريس لذهنية التخوين ، والتي أثبتت ، وعلى مدار عقود ،عقمها، ولاجدواها ، بل كارثيتها بالنسبة الى المواطن ..والوطن .
أجل ، اخي نزار – الوحدة المجتمعية – مطلوبة حقاً ، لكن ينبغي تأمين القاعدة الصلبة التي يمكن ان تنبني عليها، لاسيما ، بعد دروس مريرة تلقاها المواطن ، واسهمت في نخر مثل البناء ، وهو ما ينبغي – اولاً – تشخيصه ، بغرض مجاوزة هذه البرهة المقيتة التي لاتخدم احداً منافي بلدنا هذا….أليس كذلك؟
الدرس الكردي
المحور: القضية الكردية 
لايختلف إثنان البتة ؛على أن مجمل ما تمخض عن أحداث 12/ آذار في سوريا أنتج سلسلة من الدلالات ، يمكن استثمارها ــ وطنياً ــوعلى أفضل نحو . حيث بات يلفت الانتباه إلى حقيقة وجود مشكلة واقعية ، لم تجد سائر ضروب التعتيم عليها نفعاً ،إذ سرعان ما برزت للعيان ، ، لكي نكون في ما بعد أمام اجماع الرأي السوري على الرداءة المزمنة لمعالجتها، مثل العديد من أوجه المعاناة العامة للمواطن السوري، ناهيك في المقابل عن بلورة ــ رأي كردي ــ موحد ، بغض النظر عن اختلاف وجهات الرؤى ــ في ما قبل ــ وما تعرضت له الحركة الكردية في سوريا من تمزيق شرس لصفوفها ، لأسباب كثيرة تقر بها الأحزاب الكردية مجتمعة ، ويأتي في مقدمها عدم رضا ــ الكردي ــ عن هذا الجلد الطويل ــ مثل سواه ــ في انتظار جملة حقوق أولى ، تصاممت السلطة في سوريا عن سماعها طويلاً …..! وإذا كان ثمة محاولة لاستغلال ، هنات ناشزة ؛بغرض تشويه التظاهرة الحضارية السلمية لأكراد ــ قامشلي ــ من خلال الاشارة إلى علم أمريكي ــ هكذا !! ــ بدلاً عن علم الوطني السوري ــ أو الهتاف باسم بوش ….!! وسوى ذلك ، لدرجة الايهام ــ ان موكب تشييع الجنازة ــ كان يمشي على نحو منظم تحت راية ذلك العلم، وهو اتهام ملفق، عار عن الصحة، وغرضه التغطية الصارخة على جريمة توجيه الرصاص غلى المدنييين الكرد العزل؛ رغم انك تكاد لا تجد كردياً سورياً ، إلا ويجمع انه ابن هذا المكان ، وان علم هذا المكان ــ علم سوريا ــ هو علمه ، وهذا بحد ذاته كاف ،لأن تتم مراجعة جديدة ،من قبل عامة شركاء المكان ، أخوة عرباً ، وآثور يين وأرمن شركساً…. لاعادة تقويم هذا الانسان ، على ضوء احساسه العالي بالمواطنة، وفي أحرج امتحان وطني ،لا من خلال الحكم المسبق على نواياه المبطنة ، من قبيل التكهن أو المظنة ….!.
وبعيداً عما تم داخل ــ ملعب نادي الجهاد ــ من اصرار مسبق من قبل جمهور نادي الفتوة على الاساءة إلى الجمهور المضيف ، وبما لا يقبل الشك من خلال ــ اشرطة الفيديو المسجلة ـــ التي تذهب كل لبس؛ ويمكن الاحتكام إليها لمواجهة أية فرية ، فان واقع الأكراد في سوريا ، بات يزداد سوءاً، يوماً بعد يوم، فالمواطن الكردي حرم من أبسط حقوقه : المواطنة ( حالة المجردين من الجنسية مثالاً) والسياسية منها، والثقافية .. وليس أدل على هذا، من ان الكردي هو الاثني الوحيدفي سوريا-الذي لايجدعلى طول البلادوعرضهامدرسة يتعلم فيها ابنه بلغته الام ، بالاضافة إلىاللغة الرسمية -طبعاً ،ناهيك عن ان التمعن في محك انتخابات مجلس الشعب ، أو الادارة المحلية، وبعيداً عن السمة العامة في تزويرها، إلا ان الكردي لا ينظر إليه-هنا – كمتمايز بمعنى الخصوصية ،غير مستنسخ من حيث حضوره الفعلي في منطقته، ومثل هذا مايقال بصدد التشكيلات الوزارية ، أو الادارات العامة وسواها ، لقد قمت بتوجيه رسالة عبر نشرة ــ كلنا شركاء في الوطن ــ الالكترونية، إلى السيد محمد ناجي العطري ــ عشية تشكيل وزارته، باسم مواطن كردي، طالباً من مشرف النشرة، اعطاء اسمي لمن يريد ،لاسيما الجهات العليا في الدولة …! ، لافتاً نظره إلى ضرورة أخذ واقع الأكراد بعين الاعتبار في الوزارة الجديدة ؛وذلك حرصاً على متانة النسيج المجتمي السوري في وجه أية مؤامرة تستهدفه …. !
لا اريد عبر هذه الوقفة، ان أخوض غمار استحقاقت الكردي الكثيرة، فهي أكثر من أن تحصى، وتناقش، ناهيك عن استحققات المواطن السوري /بعامة والتي .. يستوي أمامها المواطنون جميعاً، بيد أنني اريد ان أتوقف -هنا -عند مسألة مهمة، وهي ان أي مثقف عربي حر تلتقيه، الآن، يشعرك انه هو الآن ايضاً ــ يعاني كثيراً في ظل الممارسات وأوجه الخللل الموجودة ؛والتي يعترف بها الجميع على حد سواء ــ كما يؤكد لك، ان هناك اخوة عربية| كردية ــ عرفت على مدار التاريخ ، وان الكثير مما يقوله الشريك الكردي، عادل …،.وان هناك مظلمة قد لحقت بالاخوة الاكراد …. الخ … ولابد من رفعها، وغير بعيد عن مثل هذا الموقف نفسه، تتصادى إلينا آراء المسؤولين في الدولة، على اختلاف مراتبهم، ومهامهم ، وهو بالتالي ومضة أمل جديدة ، يتلقفها الكردي آلياً، كما تعود على هذا الفعل منذ أربعة عقود ونيف، بيد ان هذا المسؤول نفسه ،هو الذي يتحمل مسؤولية تهميش هذه الاستحقاقات، والاستهتار بها طوال الفترة المنصرمة ، لا سيما اننا كنا نسمع من بين هؤلاء ،أصداء مواقف الارتياب من الكردي ،بل والتشكيك به ،إلى درجة الادانة، والخيانة، في وجه ارادة رفع المظلمة عنه ، تحت حجج وذرائع واهية ، أكدت أحداث 12/آذار ــ عدم مصداقيتها، في أقل توصيف لها ، وان هناك اجماعاً كردياً على شرعية مطالبه ، وحرصه على بلده في آن واحد ، وهو مؤشر وطني سليم، رغم أن هناك من أرادالنظر إلى الكردي، من خلال ردود فعل طفيفة في ظل ممارسات الضغط، وكتم الافواه، ولا تشكل البتة ــ رقماً يستحق النظر إليه ، رغم ان هذذا الرقم نفسه، لا يمكن الاطمئنان إلى نسبته إلى الكردي عينه ، لا سيما في ظل وقائع مثبته، تم التوصل غليها رسمياً ….! 
لقد جاءت أحداث 12آذار- لتشير بوضوح الى وجود مشكلة كردية في سورية ، وان اساليب معالجتها حتى الان – كانت على درجة من الخطل وسوء التقدير، بل وان عدم الاعتراف بها لم يعد مجدياً البتة ، حيث ان كلمة : كردي – في سوريا كانت في رأس قائمة الممنوعات، ولا سيما في الاعلام الرسمي ، ويحضرني هنا، ان مجموعة من الشباب الكردي، قضوا – زهرة شبابهم – في السجون، في بداية السبعينيات؛ لمجرد انهم هتفوا في احتفال عام: عاشت الاخوة العربية الكردية …..!
إن أي تمعن في مثل هذه المفارقة الصارخة، تؤكد وبجلاء ساطع ،تلك القاعدة التي ينبني عليها تراكم الممارسات المجحفة ،بحق الكردي، خلال هذا الشريط الزماني . 
ان استعراض سائر وسائل العنف امام الكردي-كما يتم – بغرض معالجة ماتم ،لا سيما بعد انطفاءسعير الفتنة، بجهود الخيرين في الجزيرة :عرب اكراد – سريان – آثور -ارمن- شركس – الخ….
هي اعادة انتاج الاساليب التي تم الاعتماد عليها في مواجهات الاشكالات العامة في سوريا، مع كافة اشكال الفسيسفاء-وهي في الاصل سبب كل ماا لنا إليه- لن تكون ناجعة البتة ،فهي تنتمي في جوهرها البين، الى الفباء العنف ،الذي أكد المواطن السوري – على مختلف
انتماءاته – لاجدواها، ناهيك عن انها في المديين : القريب والبعيد خدش بين وكارثي للوحدة الوطنية التي نسعى جميعاً لتشكيلها ،وعلى اسس جديدة ، تكفل لكل مكوناتها الفعلية حقوقهم، تحت سماء هذا الوطن…..، ، الذي لن يكون قوياً بتوجيه..بندقية عساكره الى صدور أبنائه ،ولا أبنائه إلى صدور بعضهم بعضاً ، بل من خلال تجسيد مظهر راق من هذه الوحدة ، تم تغييبة منذ عقود..للأسف…..!!!. 
* كل هذه العناوين هي مقالات سابقة منشورة في موقعي الفرعي في الحوار المتمدن
** أعيد نشر المقالات بلا رتوش، وكما نشرت، وبلغة الخط البياني للانتفاضة، وفق ترجمتها، في داخل الوطن، لحظة -بلحظة-

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…