آراء حول مبادرة «KNK » لوحدة الصف الكردي!! .. القسم (3)

يتضمن القسم الثالث مشاركات، كل من السيدات و السادة:
– صبيحة خليل.
– حسين جلبي.
– أمين عمر.
– منال حسكو.
– عبدالعزيز التمو.
– قهرمان مرعان آغا.
– د. عبدالرزاق تمو.

 

 صبيحة خليل: مبادرة جائزة الترضية
 
بحكم تأزم الوضع الكردي في سوريا والخوف من تكرار تجربة عفرين وبمجرد إطلاق فكرة الحوار الكردي/الكردي يظهر الطرف المبادر كـما لو أنه حاز على جائزة الترضية من الجماهير التي ما انفكت تتغنى بآمال وحدة الصف وسط تتالي الخسارات. ينسى هذا الجمهور بحكم الظروف والضغوط التي يتعرض لها أن هذا الصف مقسم عملياً بفعل الأحزاب و التيارات و الولاءات و الأمزجة السياسية وأن هذه الوحدة تشبه لحد كبير وحدة الصف العربي التي تفتقد للإرادة السياسية وتبقى أسيرة الوجدان والمشاعر .
بشكل عام لا يمكن عزل المبادرة المطروحة من قبل الاتحاد الديمقراطي عن الظرف الموضوعي و الذاتي الذي أوجد  المبادرة، ومن الأهمية معرفة هذه الأسباب حتى ندرك الدافع ونستخلص النتائج أو المخرجات مسبقاً، حتى لا نقع في فخ تقاسم الخسائر وتحمل العواقب. ويبدو أن هذه الرؤية هي لسان حال شريحة واسعة من المهتمين بالشأن العام في الوسط الكردي، و أن هذه النظرة للمبادرة صحيحة ولا غبار عليها، لأنها ناجمة عن تجربة مريرة مع الاتحاد الديمقراطي في التفرد بالقرار الكردي وليس من المنطق أن تكون نتائج الخسارة أو العقوبة. جماعية، هذا منطق العسكر ويبدو أن الاتحاد الديمقراطي لا يستطيع التفكير بعيداً عن هذا الذهن العسكريتاري. يدرك ب ي د جيداً أنه سواء تم الحوار أم يتم فسوف يستحوذ على جائزة الترضية أمام الجمهور الكردي المتعطش لوحدة الصف بمجرد أن أطلق شرارة المبادرة.
أعتقد أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الإقدام على هذه المبادرة أو البقاء في موقف المتفرج، إنما في انعدام وتقلص خيارات الطرف الآخر سواء الممثلة بالمجلس الوطني الكردي أو بالأطر الأخرى من مستقلة ومدنية ومحايدة، لأسباب كثيرة ومتعددة.  تتمحور في عجزها عن إنتاج مشروع سياسي مقنع بالنسبة للشارع الكردي ومختلف عن مشروع الاتحاد الديمقراطي بسبب استخدام محفزات أيديولوجية متشابهة وبأدوات تكاد أن تكون واحدة .
ويظهر هذا بوضوح في أداء الأنكسه، عبر ممارسة سياسة تبرير الفشل و انكفائهم على أنفسهم والتسليم بمقولة: أن الاتحاد الديمقراطي سيرحل مع رحيل النظام السوري، وعدم إعطاء أي أهمية لاستنزاف وهجرة كوادرهم و مؤيديهم من المناطق الكردية إلى منافي الله الواسعة. لذا و لهذه الأسباب مجتمعة لم يستطع الأنكسه بناء مشروع كردي سوري وطني، ظل يراهن على انهيارات كبيرة في سوريا والتسليم بالأمر الواقع .
في كل الاحوال تأتي هذه المبادرة فقط بهدف انتشال وإنقاذ ب ك ك  بعد نزول الكبار، الفيلة. لساحة الصراع ، ولأجل محدد وليس بهدف إنقاذ كرد سوريا. فقد أثبتت التجارب أن ال ب ي د/ب ك ك يمتلك من البراغماتية ما يجعله قادراً على التكيف مع أسوء الظروف، و هذا التكيف يعتمد غالباً على التضحية بمصير المدنيين المعلقين بالأوهام التي ترسم في فضاءات قنديل، ثم تركهم لقسوة مصائرهم المأساوية في أول منعطف حرج، كما حصل في عفرين المستلبة. فالشهداء والانتصارات ملك للحزب، أما الخيم و الاقتلاع من الجذور هو ملك يمين الشعب المسكين الذي غرر به.
 حسين جلبي: ليس هناك جدوى لأية محاولة لتوحيد الموقف مع حزب الاتحاد الديمقراطي، فالحزب له أجندة مختلفة تماماً لدرجة التناقض عن مصالح كُرد سوريا
تأتي مبادرة حزب العمال الكُردستاني للحوار مع المجلس الوطني الكُردي في وقت متأخر للغاية، حيث انتهى فعلياً الدور الحالي للحزب في المنطقة أو يكاد، وأصبحت إدارته على وشك الحل، كما دخلت “ثورة روجآفا” مرحلة التبخر، وأصبحت شعارات تحرير المنطقة من النظام من الماضي. تأتي المبادرة في وقتٍ فقد فيه الكُرد أي أمل في عمل مشترك مع الحزب، بعد تملصه من ثلاث اتفاقات عقدها مع المجلس الوطني الكُردي، الأمر الذي أنهى ثقة الكُرد بالحزب وإدارته، خاصةً بعد أن أصبح “يلعب على المكشوف”، ولم يعد هناك ما يمكن اخفائه، إذ يظهر بنفسه، يوماً بعد آخر الوظيفة الحقيقية التي أُسندت له منذ بداية الثورة السورية. والواقع هو أن الحزب لم يطرح مثل هذه المبادرة من قبل، لأنه كان مأخوذاً بوهم القوة، وكان يريد أن يجير كل شئ لمصلحته الحزبية، وفوق ذلك مطلوباً منه البقاء وحيداً في الملعب، أما الآن فهو يبحث عن شركاء لمرحلة السقوط، يحاول أن يجعل خصومه شركاء له في وزر الهزيمة التي ستلحق به، والخسائر الثقيلة التي ستتكشف لاحقاً، بعد أن أخذ كل المغانم لنفسه.
ومع أن المناطق الكُردية السورية رخوة ومفتوحة على كل الجهات، ويصعب على أية قوة عسكرية مهما كان حجمها حمايتها، إذا لم تكن هناك سياسة عقلانية تبعدها عن الأخطار، فقد صبَّ حزب العمال الكُردستاني للأسف؛ الزيت على نار العداوات التي لا يمكن اخفائها تجاه الكُرد أصلاً. ولا أتوقع أن هنا أن يكون الحزب أدرك هذه الحقيقة، ويحاول تصحيح أخطائه، كما أن أتوقع أن تكون هناك ضغوط على حزب الاتحاد الديمقراطي لانهاء تفرده بالملف الكُردي السوري، أصلاً مثل هذه المحاولات فشلت سابقاً، هذا إذا كانت جادة حقاً ولم تكن سوى للاستهلاك الإعلامي، ربما المبادرة لا تتعدى محاولة من نظام الأسد لوضع جميع الكُرد تحت جناحه، ولكن المسألة بالتأكيد لا تخرج عن سياق التنسيق بين النظام والحزب، من أجل إعطاء المنطقة لوناً واحداً، وفي متناول النظام.
لذلك ليس هناك جدوى لأية محاولة لتوحيد الموقف مع حزب الاتحاد الديمقراطي، فالحزب له أجندة مختلفة تماماً لدرجة التناقض عن مصالح كُرد سوريا، وقد استعمل الاتفاقات السابقة مع المجلس الوطني الكُردي، المقرب من إقليم كُردستان كتكتيك للوصول إلى أهداف محددة، دون أن تكون لديه النية الحقيقية للإلتزام بها، فقد استعمل المجلس والاتفاقات معه جسراً لجعل إقليم كُردستان مجاله الحيوي، ومنطلقاً لتحركاته اللوجستية، كما حاول من خلالها المشاركة في اتفاقات جنيف، ومن ثم إعطاء الشرعية لإدارته، وعندما فشل في كل هذه الأمور، عاد إلى ممارساته التصعيدية ضد الكُرد.
في الحالات العادية لبدء حوار بين الأطراف المختلفة، ينبغي أن تكون هناك إجراءات تراكمية تؤدي إلى تطبيع الأوضاع بينها، وإن أن لا تكون تلك الإجراءات مفاجئة، بحيث يتكون انطباع بعدم وجود رغبة حقيقية في الحوار. ينبغي أن تكون إجراءات التطبيع غير مرتبطة أساساً بظرف خارجي؛ بل يشعر مختلف الأطراف بأنها حاجة ثنائية ـ داخلية ـ بين طرفيها، بحيث يكون ورائها مصلحة كبيرة مشتركة، ويكون محركها حسن النية القائم على استعداد للتنازل مقابل تحقيق ذلك الهدف، الذي قد يكون تجنب خطر خارجي أو تعزيز الوضع القائم أو الحصول على حقوق إضافية. أما عندما يكون الحوار استجابة لعامل خارجي، أو لمصالح طرف دون غيره، فإن إجراءات التطبيع مع كل ما قد يترتب عليها من توافقات تبقى رهينة لذلك العامل أو تلك المصالح. في الحالة موضوع البحث، فإن المطروح يتعلق بظروف خاصة بحزب الاتحاد الديمقراطي، ولا أعتقد بإن الاجراءات التي أعلن عن نيته اتخاذها نابعة من حسن نية فعلية، الأمر الذي يستبعد معه الوصول إلى نتيجة أفضل، من تلك التي ترتبت على الاتفاقات السابقة، لذلك ينبغي على المجلس الوطني الكُردي اتخاذ موقف سلبي من المبادرة وتجاهلها، فمن غير المستبعد إنقلاب الحزب عليه في أية لحظة، والمشكلة لم تكن يوماً في الاتفاقات، بل في عدم وجود نية صادقة لدى الحزب لتنفيذها.
إن خروج حزب الاتحاد من حياة كُرد سوريا، بصوره ورموزه وشعاراته وأيديولوجيته التي لم تجلب سوى الويلات؛ هو أفضل ما يمكن أن تشهده المنطقة التي نُكبت به. إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون هكذا بكل بساطة، بعد أن تسبب بكل تلك الخسائر البشرية وبعد الدمار الذي تسبب به في غير مكان، والتدمير الممنهج للإنسان الكُردي. ينبغي أن تكون هناك محاكمة للمرحلة كلها، بما فيها من أشخاص لكي يتوقف النزف ولا يتكرر ما يحدث اليوم ثانيةً. ينبغي تعرية الواقع الكُردي المُر وعدم تجميله، وما نشهده من صمت مخزي حالياً، تحت ذرائع “عدم نشر الغسيل القذر”، أو عدم الإساءة لمن تم التضحية بهم على مذبح سياسات مغامرة، هو الأساس لخسارات مقبلة.
أمين عمر: عندما تنكشف حقيقة الاقزام، فانها تلتصق بالأضواء كي تبقى ظلالها كبيرة في أعين من يتبعونهم
كلما تتضح الأمور و يزداد كثافة و تركيز الضوء على  الحقائق، يتبين حقيقة أحجام الأقزام، فيتحايلون مرة أخرى، كآخر فرصة لهم،  فيقتربون من إحدى مصادر الضوء ، يكاد يلتصقون به، وهكذا تبقى ظلالهم كبيرة في أعين من يتبعونهم. لكن ذلك لن يدوم للأبد، قريباً، عند سطوع الشمس من فوق رؤوسهم سيتبين حقيقة أحجامهم كاملةً.
هذه حال المبادرة التي تقدم بها أحدهم. ومنذ متى كان يقدم (أحدهم) اللاعب، الذيل، الذي يتسبب هو نفسه بجزء من المشكل بتنصيب نفسه، حكماً، مستقلاً على مباراة يشارك فيها و يخوضها بسوء . ثم يتبرع هو نفسه بتقديم الحلول لتلك للمشاكل.
“المبادرة” هي بداية دوامة، ستبدأ بقنديل (1) ولن تنتهي بقنديل (10) أو ربما بعشرة قناديل ومعها قوافل فروع أمنية. للذي يريد الحلول، الحلول موجودة منذ سنوات، يعرفها السياسي و الصيدلي قبل الراعي والفلاح مع احترامي لمهنتي السياسة والصيدلة. هناك هوليرين ودهوك، إتفاقيات نائمات في الأدراج. فلما البدء من النهاية وليس من البداية.
الدول والسلام لا تبنى على الأكاذيب ولا التجارة بدماء الأبرياء. الدول والسلام تحتاج إلى رجال حقيقيين، فأين هم؟ هل هم هؤلاء الذين يركضون وراء المتظاهرين الكرد ويرمونهم بالرصاص وينهبون مكاتب الاحزاب  ويحرقون أعلام كردستان تارة وتارة يغرقونها بالماء. العملاء صغاراً كانوا أم كبار، الذين يتحركون كالدمى بيد غيرهم وضد مصالح قومهم. لن يجلبوا السلام ولن يستطيعوا الحفاظ على خيمة تأوي اللاجئين فكيف بوطن.
على المجلس أن يكون أكثر من الحذرِ قبل أن يضع يديه بأيدي هؤلاء. فيدا  قيادات المجلس ناعمة، طرية، ملساء كأيادي الأميرات لم تعرف العمل والكد، لم تعرف الخيم والبرد والجوع والعراء ولن ينفعها إن وضع في يديه أسمك القفازات. أما أيدي هؤلاء، الحريصون الجدد على الوحدة والتكاتف متسخة بالدماء والمؤامرات والغدر.
نعم المرحلة حساسة، وتتطلب التضحيات والتنازلات وتأجيل المشاكل ، ولكن من الضامن، إذ ما تم إتفاقٍ ما بين الطرفين، فرأى أحد قيادات ب ي د مناماً مزعجاً، أو حدثت مشكلة بينه وبين زوجته، بألا يفيق باكراً فيغلق مكاتب الأحزاب مرة أخرى ويعتقل قسم منهم ويعود ليحرق أعلام كردستان أثناء فورة غضبه. نعم أي اتفاق يجب  ألا يكون اعتباطياً بدون رهانات حقيقية، أهمها أن تقوم على أساس إعتذار ب ي د مما سلف وتقديم معظم قياداتها للمحاكمة عندها ستكون هناك أرضية مناسبة للحوار والاتفاق.
 منال حسكو: أعتبر أي أتفاق معهم هي خيانة للشعب
كيف تنظر إلى توقيت المبادرة ؟ ولماذا لم يفكر هذا الطرف بهكذا مبادرات من قبل؟، علماً أن الضرورات كانت تقتضي أن يقوم بها قبل هذا التوقيت بوقت طويل جدا لا يقل عن ثماني سنوات. ثم ألا تعتقد أن المبادرة تأتي مع انتهاء الدور الذي كان منوطاً بحزب العمال الكردستاني من خلال فرعه السوري، حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” ضمن الأزمة السورية ؟ أم أن هناك أدواراً أخرى أكثر خطورة من الدور السابق، تتطلب أن يكون بقية الأطراف شركاء في المخطط ؟
من دون أدنى شك المؤتمر الوطني ووحدة الصف والأتفاق على خصوصية كل جزء من أجزاء كوردستان المحتلة وكيفية التعامل والتعاون هو مطلب الشعب الكوردي ولكننا نعلم أن الجهة التي عطلت مثل هذه المبادرة وغيرها هي ال PKK ولهذا أرى بأن المبادرة في هذا الوقت بالذات ليست ضرورة قومية بل هي لغايات في نفس قنديل وفرعهم السوري ال PYD وأعتبرها مجرد كلام للتسويق الإعلامي لا غير .
هل من الممكن أن تكون المبادرة، متزامنة مع ضغوطات دولية على حزب الاتحاد الديمقراطي لإنهاء تفرده بالوضع الكردي، وبالتالي إشراك بقية الأطراف في إدارة وحماية المنطقة من كافة النواحي السياسية والعسكرية والإدارية، علماً أن د. عبدالكريم عمر ” ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK ” نفى في مؤتمره الصحفي وجود أي ضغط دولي في هذا الاتجاه.
من دون أدنى شك المبادرة أتت بعد تعرض قنديل وفرعها السوري إلى نكسات سياسية ووضع قادتهم على لوائح الأرهاب والتظاهر ضدهم في كل من دير الزور ومنبج والهجوم التركي على الأبواب فكان لا بد من طرح مثل هذه المبادرة لكي يشاركوا بقية الأطراف في هذا الفشل .
هل هناك جدوى لعقد أي اتفاق جديد بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي ومن في فلكه، بغياب ضمانات دولية من الدول النافذة على الأرض في المناطق الكردية وخاصة أمريكا وفرنسا، بعد فشل جميع الاتفاقات السابقة التي عقدت بين الطرفين برعاية إقليم كوردستان وشخص الرئيس مسعود البارزاني، بسبب تملص “ب ي د” من تلك الاتفاقات ونسفها بالكامل ؟  
لو نظرنا الى تاريخ هذه المنظومة ولليوم لوجدنا بوضوح بأنهم لن يلتزموا بأية اتفاقيات وتعتبر هذه المبادرة ايضا كخديعة منهم لتقوية موقفهم فمن دون العودة لاتفاقيات هولير ودهوك وبرعاية دولية والأعتراف بالهوية القومية للشعب الكوردي أعتبر أي أتفاق معهم هي خيانة للشعب .
برأيك ما هي المستلزمات الضرورية قبل البدء بأي حوار بين الطرفين ؟ 
قبل أي حوار يجب توفر الأرضية اللازمة لذلك وآليات عمل واضحة ( عودة بيشمركة روز –  تبيان مصير المختطفين منذ سنوات – قطع علاقاتهم بقنديل – توفر قانون ومجال حر للعمل السياسي – ……..ألخ )
ما هي الشروط التي يجب أن يطلبها المجلس الوطني الكردي قبل الشروع في أي حوار مع الطرف الاخر؟
هنا هو السؤال الأهم وحقيقة شخصياً أستغرب كيف لطرف تجاوز القومية ولطرف مازال يطالب بالحقوق القومية للشعب الكوردي ان يجتمعا تحت سقف واحد وهنا الاشكالية وبرأي الشخصي يجب العودة للمسار والثوابت القومية كأول وأهم شرط .
ألا يتطلب من الطرف الذي مارس القمع والاضطهاد، ومارس أعمالاً إرهابية بحق الشعب وأحزابه السياسية، وتسبب بهجرة جيل كامل من الشباب، وضحى بـ الآلاف منهم في معارك الآخرين، وقضى على الحالة التعليمية إلى حد كبير جداً، أن يعتذر أولاً وبشكل صريح وواضح من الشعب وأن يطلب العفو منه، وتقديم من ارتكبوا الجرائم بحق الكرد للمحاكمات، واطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المخطتفين من قبلهم، قبل البدء بإجراء أي حوار معه ؟  
الأعتذار لا يكفي وهم لن يفعلوا ذلك فحسب مفهومهم فإنهم منتصرون وحققوا إنجاز حسب ايدولوجيتهم ولن يخطوا اية خطوة تجاه ذلك .
هل باعتقادك أن اقتصار الحوار بين المجلس الوطني الكردي ومنظومة حزب الاتحاد الديمقراطي والأطراف التابعة له أو من يدور في فلكه، دون إشراك الفعاليات الشعبية والمنظمات الحقوقية، والثقافية والكفاءات الاكاديمية والمهنية.. سيكون ملبياً لمتطلبات وحدة الصف الكردي.
من دون شك أيّ حوار وطني لن يكون كافيا الا بمشاركة المجتمع المدني وبكافة المخلصين وإلا فسيتحول لحوار  بين الاحزاب السياسية وهذا يطلق عليه جبهة سياسية وليس حوار وطني .
ماذا وراء هذا التحول غير المتوقع في سياسات “ب ي د” برأيكم؟
الإفلاس السياسي هو وراء ما يتخيله البعض تغيراً وهم في الحقيقة لم ولن يتغيروا .
كمتابع لسلوكيات وانتهاكات ب ي د، ترى هل تثق به أن يصدق في تحالفه هذه المرة؟
شخصياً لا أثق بهم من المهد للحد فالتجارب اثبتت ذلك مراراً .
ألا ترى أن أعظم خدمة يقدمها “ب ي د” لكرد سوريا هو الخروج من حياتهم السياسية؟ 
ال pyd في الأساس لا يمكننا اعتباره حزب كوردي ووجودهم لم يكن سوى بلاء وخروجهم افضل طبعا .
 عبد العزيز التمو: لا يحق لمنظمة إرهابية ان تطلق مبادرات ولا يجب تسميتها بالمبادرة.
في البداية شكرا لموقع ولاتي مه لهذا الاستطلاع لعله يفيد القارئ الكردي ويضع يده على الجرح ويستيقظ من أحلامه التي زرعها فيه هذا التنظيم الإرهابي
اولا لا يحق لمنظمة إرهابية ان تطلق مبادرات ولا يجب تسميتها بالمبادرة لان الجميع يعلم بأن هذه المنظومة يدها ملطخة بدماء الكرد السوريين والمبادرة الحسنى التي يجب أن تطلق هو وضع قيادات هذه المنظومة الإرهابية خلف القضبان لتنال جزاؤها العادل عن الجرائم التالية بحق الكرد السوريين :
1- تهجير الكرد السوريين وافراغ كردستان سوريا من أهلها وشعبها
2- ارتكاب المجازر بحق الكرد السوريين  ( اغتيال مشعل التمو ونصر الدين برهك وجوان قطنة ومحمود وانلي وولات حسي) مجزرة ال بدرو بالقامشلي مجزرة عامودا ومجزرة تل غزال في كوباني مجزرة عائلة شيخ نعسان في عفرين
3- بيع دماء ٢٥٠٠٠ كردي سوري في بازارات نخاسة حزب العمال الكردستاني وحربه الدونكيشوتية ضد طواحين داعش والنصرة الإرهابية لتحسين صورته امام المجتمع الدولي ورفع تسمية الإرهابي عن هذا الحزب وفشل
4- خلق عداء تاريخي بين الكرد السوريين والعرب السوريين في مناطقهم مثل مجازر تل براك وتل حميس في القامشلي  الشيوخ في كوباني والتنكيل يجثث أهالي تل رفعت في منطقة عفرين
5- القضاء على الحياة السياسية الكردية في سوريا وفرض ايدلوحية أوجلان على الكرد السوريين بقوة السلاح الذي قدمه له النظام السوري من أجل القضاء على اي رأي سياسي سواء كان حزبي أو مستقل مطالب بحقوق الكرد في سوريا وذلك لطمس القضية الكردية السورية وانهاؤها إلى الأبد كما فعل في تركيا
6- تحويل عقول الكرد السوريين إلى عدو افتراضي  خارج الحدود السورية وان عدوهم هو اردوغان وليس النظام السوري في دمشق واستخدام الكرد السوريين كخزان بشري ومالي لحرب حزب العمال الكردستاني ضد تركيا
7- تجنيد المرأة الكردية في سوريا ضمن ايدلوجيته وتاليبها ضد ثقافتها وعائلتها المحترمه تنفيذا لمآربه الحزبية بإعطاء صبغة الحرية للمرأة وكسب ود المجتمع الأوربي
8- القائمة تطول لما إرتكبته منظومة pkk في سوريا
وبالتالي من وجهة نظري ان مكان هؤلاء القادة في هذه المنظومة هي خلف القضبان لينالوا القصاص العادل عن ما ارتكبوه بحق الشعب الكردي في سوريا وكل من يتحاور معهم أو يوحد صفوفه معهم سيكون مطية لهؤلاء الإرهابيين لغسل وتبييض جرائمهم وبالتالي سيكون شريكا في هذه الجرائم سيحاسبهم عليها التاريخ .
لتخرج هذه المنظومات الإرهابية من كردستان سوريا وتعود إلى جحورهم في قنديل.
كردستان سوريا لها أهلها الشرفاء القادرين على إدارة بلدهم وإعادة الأمن والاستقرار إليها بالتعاون مع شركاتهم في الأرض والتاريخ
وفيما يخص المجلس الوطني الكردي لا أعتقد بأن المجلس يمتلك اي مقومات اتخاذ قرار سياسي مستقل فهو ينتظر التعليمات من أربيل  وبالتالي لا اعول كثيرا على المجلس الوطني الكردي وبالتالي نحن نعمل بشكل مستقل عن أربيل و قنديل للاسف أصبح الكرد السوريين اوراق تتقاذفها مصالح أربيل و قنديل حان الوقت لان تستيقظ الكرد السوريين من سباتهم العميق الذي ربط مصيرهم بخارج الحدود السورية.
للاسف هناك أسئلة لست مقتنعا بالإجابة عنها.
مودتي لكم
عبد العزيز التمو رئيس مجلس الإدارة رابطة المستقلين الكرد السوريين 
 قهرمان مرعان آغا: باعتقادي هناك عزلة سياسية يائسة، تعيشها منظومة (PKK) في عموم كوردستان يتم التعويض عنها من خلال هذه المبادرات.
بدايةً، منطق الأمور يدعوا إلى التحاور والمداولة والتشاور، في حاضر ومستقبل شعب و قضيه عادلة، كالقضية القومية لشعب كوردستان في سوريا، التي طالت أزمتها السياسية كدولة، في ظل حرب طاحنة للإنسان والمكان، و تَدّخُل دولي وإقليمي ومحلي معادي لتطلعات الشعب الكوردي في حريته وإدارة نفسه، بعيداً عن هيمنة الدولة المركزية وتعسف القومية السائدة .
سبق لـ (knk ) المؤتمر القومي الكوردستاني، والذي تشكّل في القرن الماضي وفق شعار(pkk) حينذاك استقلال كوردستان بدءاً من الساحة الكبرى (باكور)، أَنْ عقد لقاءاً تشاورياً في اكتوبر 2017 في مدينة رميلان حضره ممثلي الهيئات والتنظيمات الرديفة والشخصيات وممثلي الأحزاب المتحالفة مع منظومته، مُحلّقاً بعيداً عن الشعارات التي يرفعها والسياسات التي يتبّعها فرعه ( pyd ) منذ تسلَم إدارة كوردستان سوريا عسكرياً وأمنياً من نظام البعث الأسدي المجرم، والتي كرسَّها سياسياً وعقائدياً بالاستفراد في جهده الإداري والأمني الوظيفي متمثلاً بالإدارة الذاتية وبالتوازي مع مؤسسات النظام وكذلك جهده العسكري، من خلال القتال خارج مناطق التواجد الكوردي والذي سبب الويلات والكوارث لشعب كوردستان و الاحتلال لأرضه .
لهذا فإن (knk) ليست جهة تنظيمية محايدة، مع اختلاف توجهاتها القومية الكوردستانية كمنظومة تابعة لـ (pkk  ) ولـ منظومة المجتمع الكوردستانيkck) ) التي تتبنى الفكر المشاعي وفق مفهوم الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، ليس في كوردستان فحسب، بل في الشرق الأوسط، بل والعالم  .
 الأختلاف الجوهري، يتمثل في المشروع السياسي الذي يتبناه الحركة السياسية الكوردية في سوريا متمثلة بالمجلس الوطني الكوردي، الذي يهدف إلى تثبيت الحقوق القومية المشروعة دستورياً من خلال مساهمته في الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي ( 2254 لعام2015 ) وبإشراف الأمم المتحدة و يتبنى القضية القومية، كقضية شعب أصيل وارض تاريخية في سوريا اتحادية، تتحقق فيها فيدرالية جغرافية لغرب كوردستان، مع ضمان العيش المشترك مع باقي المكونات وهذا التوجه يختلف مع منطلقات منظومة pkk المُحدَثة، بأن عصر الدولة القومية قد انتهت وأنهم لن يسمحوا بإقامة أي كيان كوردستاني يهدف إلى تقسيم الدول القومية (التركية، الفارسية، العربية) الغاصبة لكوردستان.
ـ المبادرة من حيث التوقيت متوافقة مع حالة المجتمعات التقليدية ما قبل النظم والتي تهرول إلى التصالح واللملمة عند الإحساس بالخطر وهذا ما ألفناه نحن الكورد تاريخياً. فمنذ إعلان الرئيس الأمريكي بالانسحاب من سوريا، ساد ذلك الشعور مع تزايد المخاطر والتهديدات التركية. أما سياسيا، قد يكون جزء من مطالبات النظام وشروطه لاستلام الحدود السياسية مع تركيا وإقليم كوردستان والعراق، لكي يسود الهدوء، بحيث لا يخلق ردود فعل للقوات الأمريكية المتواجدة في كوردستان والعراق لشن ضربات جوية لقوات النظام وخاصة مع عودة السطوة الأمنية للنظام المجرم، مع تزايد التناقضات بين تركيا من جهة وإيران وكذلك روسيا كضامن لمجمل الأوضاع في سوريا والتي عينها على تركة أمريكا في حقول النفط والغاز من دير الزور إلى قره جوخ .
ـ باعتقادي هناك عزلة سياسية يائسة، تعيشها منظومة ( PKK) في عموم كوردستان يتم التعويض عنها من خلال هذه المبادرات وخاصة إنها جاءت مترافقة مع دعوة حزب الشعوب الديمقراطية في تركيا للحوار مع الأحزاب الكوردستانية لخوض الانتخابات البلدية في آذار المقبل من هذا العام 2019 .
ـ بسبب السياسات الكارثية التي مارسها منظومته في غرب كوردستان، يبحث عن مبرر توافق قومي بعد استنفاذ المناورات وكف اللعب على التناقضات بين معظم القوى الفاعلة على الأرض، بعد إعلان الانسحاب الأمريكي، بحيث آلت معظم التضحيات بالنتيجة لصالح النظام، الذي أبقى على العلاقة مع المنظومة العسكرية  لـ ( قسد) أمنياً، دون التحول إلى الجانب السياسي، مما أفقدهم التمثيل الشعبي من مختلف المكونات بسبب تأرجح كفة عودة النظام إلى حاضنته البعثية العنصرية، ليتم تجنيدها مجدداَ لارتكاب انتقامات ثأرية مستقبلية ضد الكورد .
ـ لا بد لمنظومة (PKK) الإقرار بجملة من الحقائق حتى يكون أساسا لحوار يفضي إلى نتائج، ليشكل انفراجاً لواقع مأزوم وهو في الأساس جزء من أزمة عامة تعيشها سوريا كدولة قابلة للقسمة بعد ثماني سنوات من الحرب والدمار، و ليس بمقدور قرارات (Knk) التي تعتبر نفسها مظلة سياسية، تشريعية، أن تتجاوز حدود الاستئناس أو التوصيات في كل الأحوال. مع العلم، بأنه من السهل لهذه المنظومة أن تغيّر مواقفها وتحالفاتها مع دول الإقليم في كل حدث وواقعة، باستثناء ما يخص القضايا المصيرية للشعب الكوردي في وطنه كوردستان ومع هذا لا بد من الأخذ بمبدأ الحوار بضمان طرف دولي مؤثر في القضية السورية عامة و الكوردية خاصة (أمريكا أو فرنسا) على سبيل المثال، فإنه يتوجب قبل كل شيء، عودة الحياة السياسية والحريات ورفع القيود عن حركة المجتمع المدني بعيداً عن الأدلجة والمظاهر الخادعة وإعادة هيكلة معظم الإدارات بشكل مستقل عن الهيمنة الحزبية و لا بد من الاعتراف بالاختلاف، كلٌ حسب مشروعه السياسي واللذان يتلاقيان بمطلب الدولة الاتحادية و الفيدرالية مع اختلاف التسميات و الإقرار بشرعية بيشمركة غرب كوردستان كقوة عسكرية نظامية وضرورة انتقالهم وتواجدهم على أرضهم بالتنسيق مع المعنيين من الطرف الآخر ضمن غرفة عمليات مشتركة تتبع مرجعية سياسية تقرر السلم والحرب، وكذلك المشاركة في الجهد الأمني لقوات الاسايش، وتوزيع الموارد المالية وكيفية استثمارها وصرفها، تمهيداً لشراكة سياسية وتمثيل مشترك وفق خصوصية الشعب الكوردي في سوريا، لخوض المعركة السياسية في مواجهة النظام والمعارضة (التي تقف بالضد من الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي) في سوريا المستقبل .
 الدكتور عبدالرزاق تمو: ما اهمية ان تتم المفاوضات بشكل غير مباشر مع النظام الاسدي في دمشق
كيف تنظر إلى توقيت المبادرة ؟ ولماذا لم يفكر هذا الطرف بهكذا مبادرات من قبل؟، علماً أن الضرورات كانت تقتضي أن يقوم بها قبل هذا التوقيت بوقت طويل جدا لا يقل عن ثماني سنوات. ثم ألا تعتقد أن المبادرة تأتي مع انتهاء الدور الذي كان منوطاً بحزب العمال الكردستاني من خلال فرعه السوري، حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” ضمن الأزمة السورية ؟ أم أن هناك أدواراً أخرى أكثر خطورة من الدور السابق، تتطلب أن يكون بقية الأطراف شركاء في المخطط ؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما اهمية ان تتم المفاوضات بشكل غير مباشر مع النظام الاسدي في دمشق وليس بشكل مباشر مثلا، وما هي اهمية الفترة الزمنية لتمخض نتائج ايجابية لمثل هذه المفاوضات؟ اذا علمنا ان القيادة في المجلس الوطني الكوردي والفريق المفاوض، لم تتمكن خلال ثماني  سنوات، من بناء جسم سياسي يضم كل اطياف المجتمع الكوردي في سوريا، ومن خلال هذه المبادرة فكيف به يستطيع الان، ان يضع حلا للأمور العالقة طبعا جميع بنود المفاوضات عالقة لغاية تاريخيه.
البيدي ومن خلفه نظام الاسد ما زال يناور في اعطاء الكوردي اي حقوق، والنظام الحاكم في دمشق ما زال مصمم على حكم الشعب السوري وتمسكه بالغاء الوجود الكوردي في سوريا، والاستيلاء على المدن الكوردي، وبهذا عليه هو يحكم شعبا عريقا كالشعب الكوردي، والذي يبلغ عدد سكانه اكثر من 4 ملايين نسمة يقيمون على ارض كوردستان التاريخية ان الأشهر القادمة حبلى بالأحداث، فالننتظر الولادات الجديدة المتعسرة مع شدة الطلق وارتفاع وتيرته، مع ان اللعب بالوقت الضائع بالنسبة للبيدي، لن يجدي نفعا، طالما اللعب بالوقت الأصلي، لم يحقق سوى خيبة الأمل، ومواصلة الهزائم والتراجعات.
هل من الممكن أن تكون المبادرة، متزامنة مع ضغوطات دولية على حزب الاتحاد الديمقراطي لإنهاء تفرده بالوضع الكردي، وبالتالي إشراك بقية الأطراف في إدارة وحماية المنطقة من كافة النواحي السياسية والعسكرية والإدارية، علماً أن د. عبدالكريم عمر ” ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK ” نفى في مؤتمره الصحفي وجود أي ضغط دولي في هذا الاتجاه.
وفي هذا الظلمة الحالكة في المنطقة، يخرج علينا من يسوق بأن هناك تقوم سلطة في قامشلو مبررين ومعللين ومجملين ذلك الوهم، ولكن ألا يتوجب أن تكون لتلك السلطة سيادة، ألا يتوجب أن يكون لها حدود معترف بها، وعاصمة معتمدة ، فهم يقولون أن في إعلان الادارة الذتية مكاسب جمه، وأقول، أولا يستلزم ذلك الإعلان عن هذه السلطة وجود آلية واضحة لتحقيقه غير قرارت البيدي بل يحب الاعتماد على قرارات المجتمع الدولي ومجلس الامن، أم انهم بإعلان الادارة الذاتية سيقومون بنقل الشعب الكوردي في سوريا من كذبة السلطة ووهمها إلى دولة لا توجد إلا على الورق وهنا أقول لا توجد اي ضغوطات دولية او حتى اقليمية في هذا الاتجاه، وهو لان الكوردي حتى الان خارج المعادلة الدولية بالنسبة للشرق الاوسط  …
هل هناك جدوى لعقد أي اتفاق جديد بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي ومن في فلكه، بغياب ضمانات دولية من الدول النافذة على الأرض في المناطق الكردية وخاصة أمريكا وفرنسا، بعد فشل جميع الاتفاقات السابقة التي عقدت بين الطرفين برعاية إقليم كوردستان وشخص الرئيس مسعود البارزاني، بسبب تملص “ب ي د” من تلك الاتفاقات ونسفها بالكامل ؟  
وما يجري باسم الحوار لا يعدو أن يكون في الواقع مجرد جدل او هرطقة سياسي على أجندة سطحية خالية من المضمون معني بصراع بعض الاشخاص على نصيبهم من كعكة السلطة والثروة، أو جدالاً أيديولوجيًا فوقيا حول موضوعات غير مجدية أُنفق فيها وقت طويل حول علاقة اطراف لا تملك من امرها شيء ومسائل الهوية لا تشغل بال الأغلبية العظمى منهم، أو انصرافًا عن القضايا المعنية بأجندة التغيير الحقيقي لبنية النظام السياسية القديم في سوريا. ولذلك كان لافتا أن الثورة السوريا التى حاولت   أسقط نظام العسكر في دمشق، لم تتمكن من تحقيق التغيير المطلوب حتى الان إذ لم ينتج عنه سوى سيناريو متكرر فبعد مرور نحو ثماني سنوات  لازال المشهد  العسكري للسلطة هو الطاغي أو تبادل الحكم العسكري والعسكري، ولكن في الحقيقة ليس هناك تبادل بل كشف عن عقلية مأزومة واحدة يتم تدويرها لتعيد إنتاج الأزمة تحت لافتات مختلفة، ولذلك تتغير الوجه وتبقى الأزمة شاخصة.
برأيك ما هي المستلزمات الضرورية قبل البدء بأي حوار بين الطرفين ؟
صفات الحوار السياسي تكون بين فئات وأطراف سياسية مختلفة وليس طرف مدني سياسي وطرف البندقية والدبابة ، ويكون الهدف منه هو تقريب وجهات النظر من خلال احتكاكها وصراعها السلمي المنطقي وتبيان مواقف كل طرف وخصوصياته
ويمكن تقسيم الحوار السياسي إلى عنصرين:أولاً من جهة الأفراد المشاركين فيه شخصيا، وثانيا من جهة الموضوع المطروح للحوار، وتتضمن الحشد السياسي والالتزام والقناعة السياسية، التجربة وأسلوب حل المشكلة المعروضة للنقاش وكذلك شرعية التمثيل في الحوار. وكل هذه العناصر الرئيسية مترابطة مع بعضها ولا تفصل بينها حدود، أي أنها غالباً ما تتقاطع مع بعضها البعض.
واهم شيء هو وجود عدد كبير من الاختصاصيين الذين يقدمون الدعم الفكري والسياسي والحلول لمن هم على مسرح الحوار وواجهة العمل السياسي، لأنه لا يوجد هذا الشخص الفريد المبدع الذي يستطيع بعقله السوبرماني أن يجمع كل جوانب ومشاكل الحياة السياسية.
ما هي الشروط التي يجب أن يطلبها المجلس الوطني الكردي قبل الشروع في أي حوار مع الطرف الاخر؟
لماذا لم ينتج الحوار السياسي اي تحولاً مع كل تلك الاتفاقيات في السابق؟ يعود ذلك إلى طبيعة الحزب الستاليين (البيدي) جعلت التفاوض أداة لكسب الوقت؛ حيث أصبح سمة أساسية من أدوات إدارة الصراع التي استخدمها بفعالية من أجل البقاء، وهو تكتيك أثبت نجاحه من خلال كثرة الاتفاقيات التي أبرمها مع المجلس الوطني الكوردي دون أن تكلفه سلطته. على الرغم من تبني المجلس الوطني الكوردي خطاب  يفضي إلى تسوية شاملة، إلا أن أطرافًا مهمة منها ظلت تُسهل مهمة البيدي بالدخول معه في مفاوضات ثنائية وإبرام تسويات جزئية؛ وهو ما ضمن للبيدي الاحتفاظ بأوراق اللعبة.
بقاء الدور السياسي للمؤسسة العسكرية خطًا أحمر؛ إذ لم يتم في أي من هذه الحوارات العديدة فتح ملف القوات العسكرية  وتحديد دورها، رغم أنها ظلت على مدار السنوات السابقة المتحكمة في قواعد اللعبة السياسية؛ فالبيدي يحاول ان يستمد شرعيته ومصدر قوته الحقيقية من المؤسسة العسكرية التي يستمد منها قوته التي تمكّنه من الانفراد بالسلطة؛ ولذلك فإن الدور المسكوت عنه للمؤسسة العسكرية المسيطر على اللعبة السياسية يجعل المجلس الوطني الكوردي خارج معادلة التسويات الناتجة عن الحوار السياسي.
ألا يتطلب من الطرف الذي مارس القمع والاضطهاد، ومارس أعمالاً إرهابية بحق الشعب وأحزابه السياسية، وتسبب بهجرة جيل كامل من الشباب، وضحى بـ الآلاف منهم في معارك الآخرين، وقضى على الحالة التعليمية إلى حد كبير جداً، أن يعتذر أولاً وبشكل صريح وواضح من الشعب وأن يطلب العفو منه، وتقديم من ارتكبوا الجرائم بحق الكرد للمحاكمات، واطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المخطتفين من قبلهم، قبل البدء بإجراء أي حوار معه ؟ 
من ضمن أدوات الدفاع التي يختبئ وراءها اصحاب الاحزاب الشمولية او الطاغية إسقاط ذاته على محيطه، فيصبح هو الأمة والأمة هو، وأي مساس به هو مساس بالأمة كلها، وأي إهانة له إنما هي إهانة للوطن، فهو في خدمة الأمة مادامت الأمة في خدمته.
هكذا هم الاشخاص في الاحزاب الشمولية (ب ك ك )، مخلوقات قميئة، بائسة، تحول ضعفها الذاتي إلى قوة بركوب الجماعة، أما الضحايا الذين سفكت دماؤهم فليس لهم نصيب في مخيلتهم .
بالطبع ليس هناك مجال لأن نتمنى على جماعة البيدي  أن يتعلموا ثقافة الاعتذار ، فهم ليسوا مؤهلين، ولكن بإمكاننا أن نتخيل ماذا سيقولون لو مثلوا أمام القاضي ……..
هل باعتقادك أن اقتصار الحوار بين المجلس الوطني الكردي ومنظومة حزب الاتحاد الديمقراطي والأطراف التابعة له أو من يدور في فلكه، دون إشراك الفعاليات الشعبية والمنظمات الحقوقية، والثقافية والكفاءات الاكاديمية والمهنية.. سيكون ملبياً لمتطلبات وحدة الصف الكردي.
يفترض في الحوار أن يضع حداً نهائياً لأزمة التي يعيشها المجتمع الكوردي في سوريا وهي لا يحلها القانون وحده، بل يحلّها في الأساس التوافق السياسي، ومن ورائه الشعب. لقد قيل بأن الحوار يجب أن يشمل جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية في المجتمع، وهذا صحيح، وهنا ينبغي الفات النظر الى أن التوافق يعني أيضاً أولئك الذين ذهبوا بشعاراتهم بعيداً. لا نراد أن نستعيد ذات المشكلة القديمة: قسم مع العملية السياسية؛ وقسم معارض لها بشدة يعيد توتير الأوضاع.
ماذا وراء هذا التحول غيرالمتوقع في سياسات “ب ي د” برأيكم؟
 ان هذا التحول هو ما يفعله المحاصر الذي ينتظر الموت حين يهاجم عدوه وعلى طريقة ياقاتل يا مقتول لكن الامر هنا أخطر هو أن الهروب إلى الأمام في حالات البيدي سوف يؤدي الى حالة خطيرة على الشعب الكوردي .
ان الهروب إلى الأمام بالنسبة لـ “ب ي د” يعني الفرار من تحمل مسؤولياته في اتجاه الإيحاء بأنه يقوم بعمل أكثر أهمية أو في اتجاه الدعوة الي الحوار و وحدة الصف الكوردي .. وقد يكون الهروب إلى الأمام وسيلة لاستدرار عطف الشارع الكوردي وايجاد شريك له في جرائمه بحق الشعب الكوردي في سوريا .. وباختصار شديد فانه يؤدي دورا مهما في تضليل الناس لأنفسهم ولغيرهم.. وهي سياسة تقوم على الهروب من قراءة الواقع والأسباب الحقيقية لأي أزمة ومن ثم وضع الحلول السياسية المنطقية والواقعية لها والاستعاضة عن ذلك الانتقال الى الخطوة التالية بتراكمات مشاكل السابقة وفي كل الاحوال فانه سوف تكون النتائج الكارثية.
كمتابع لسلوكيات وانتهاكات ب ي د، ترى هل تثق به أن يصدق في تحالفه هذه المرة؟
قد شاهدنا جميعاً حقيقة تطلعاتهم وسرعة هرولاتهم لمغاراتهم الآيديولوجية،عندما يخف الضغط عليهم. مع مثل هذه الطبقة السياسية المجربة قبل، يصعب انتظار شيء مغاير عما نضح عنها طوال أكثر من سابعة سنوات، ومن أجل تقليص حجم الأضرار المحتملة لسياساتهم وقراراتهم الطائشة والمتوقعة عند مفترق الطرق، نحتاج الى سد كل الذرائع التي يلوذون بها للفرار من الحوار، الى حيث العنتريات والأهازيج الخاوية. لقد كشفت تجربة حواراتهم السابقة لا عن عقم هذا السبيل (الحوار) بل عن دوره في الكشف عن عجزهم .
ألاترى أن أعظم خدمة يقدمها “ب ي د” لكرد سوريا هوالخروج من حياتهم السياسية؟
اننا أدعو إلى اعاد بناء هيكل سياسي للحركة الكوردية في سوريا يشارك فيها الاحزاب والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فلست مع إقصاء طرف على حساب آخر، فكلنا جزء من المجتمع الكوردي ولابد أن نتحاور بكل ديمقراطية، فالاختلاف ليس معناه الإقصاء لأنه فطرة موجودة منذ الخليقة وليس معنى أننى مختلف معك أننى عدو كما أن الوضع السياسي في سوريا لا يتحمل هذه الصراعات.
———————–

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…