حملة المناصرة مظهر من الدعم الشعبي للمقاومة الإيرانية

المحامي عبد المجيد محمد 
قبل ١٢ عاما ماضية كان المعنيون بقناة الحرية (سيماي آزادي) يبحثون عن طريق حل لتأمين التكاليف الباهظة لهذا الجهاز التابع للمقاومة الإيرانية بصفته «التلفزيون الوطني الإيراني». 
ولهذا السبب كانوا يتصلون بجميع الإيرانيين أو يراجعونهم. ومن خلال هذه الاتصالات والمراجعات يقول أحد الإيرانيين للمراجع الذي أراد منه تقديم الدعم والمناصرة: “ألا يمكن أن تقوموا بتنظيم برنامج يستطيع من خلاله مناصرو الحرية الاتصال وتقديم الدعم؟” 
وهذا الاقتراح كان مؤثرا جدا وأصبح فعالا بشكل واقعي وبدؤوا بتخطيط وتنفيذ برنامج المناصرة من أجل ترحيب وتشجيع الإيرانيين لهذا البرنامج وبناءا على اقتراح ذاك المتصل تم تسمية هذا البرنامج ب(حملة المناصرة) وحملة المناصرة هذه تشكلت من أجل إيصال دعم ومساعدة الإيرانيين لقناة الحرية (سيماي آزادي) كقناة رسمية للمقاومة الإيرانية. 
الآن وبعد مضي ١٢ عاما تم إنجاز البرنامج الثالث والعشرين لحملة مناصرة الشعب الإيراني لقناة الحرية خلال الأيام الممتدة ما بين ٣٠ نوفمبر وحتى ٣ ديسمبر ٢٠١٨. ولكن حملة المناصرة هذا العام تختلف كثيرا عن سابقاتها حيث كانت تتمتع بترحيب كبير وفريد من قبل الإيرانيين في داخل وخارج إيران.
إن كل اتصال هاتفي وكل دعم مالي يقدمه الإيرانيون في داخل وخارج إيران لقناة الحرية بغض النظر عن كونه دعما ماديا لهذه القناة من أجل استمرار صوت وصياح الشعب الإيراني ضد ظلم واضطهاد النظام الحاكم يمثل رمزًا للاستعداد في وجه أكثر الحكومات سفكا في تاريخ إيران.
إن الأعطيات المقدمة من قبل الشعب الإيراني لم يكن من السهل تأمينها وكل دعم منهم كان عبارة عن ملحمة جديرة بالثناء.
مناصرو قناة الحرية أكدوا في اتصالاتهم عن استعدادهم وعقدهم العزم على دعم تلفزيون أحرار الشعب الإيراني أمام كبت وقمع الفاشية الدينية معتبرين ذلك مهمة وطنية وضرورة لدعم حركة المقاومة ومجاهدي خلق في هذه الظروف الحالية الخطرة. 
وقد عبر مناصرو قناة الحرية عن أكثر مشاعرهم الإنسانية عاطفية اتجاه المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق وحولوا هذه المناصرة لفرصة للتضامن والوحدة الوطنية من أجل الوصول للهدف النهائي.
إن المناصرة الثالثة والعشرين خلال ثلاث أيام مستمرة كانت تأكيدا لعزيمة وإصرار الشعب الإيراني من أجل نيل الحرية والحكومة الشعبية. هذه العزيمة وهذا الإصرار الذي بدأ من سجون النظام الرجعي والمتخلف ليصل إلى الشوارع والمدارس والجامعات والمعامل والبيوت الإيرانية في المدن المختلفة ولتمتد نهايتا إلى أقصى نقاط العالم. 
وكما عبر المناصرون في جميع أحاديثهم وخطبهم عن عمق الإرادة الحاسمة أمام المشاكل والعقبات في طريق المعركة الحاسمة مع النظام المستبد الذي نهب وسرق كل ثروات الشعب الإيراني على مدى ٤٠ عاما ماضية.
إن هذه المناصرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى كانت عرضا وتعبيرا عن قوة المقاومة وكانت رمزا لدعم النساء والرجال والشيوخ والشبان الإيرانيين في داخل وخارج إيران ورسالتها كانت بأن المقاومة الإيرانية قادرة على امتلاك وحفظ مثل هذا الاستقال المادي الخاص بها مثلما كانت في الماضي معتمدة على نفسها وتتحرك على قدميها ثابتة ومستقرة. 
إن جميع الأشخاص الذين اتصلوا وقدموا الدعم أشاروا بالإجماع لهذه الحقيقة بأن حماية واستمرار قناة الحرية هو من أجل أبقاء شعلة أمل الشعب الإيراني متقدة ولإيصال صوت السجناء والمعذبين والمنهوبة أموالهم وفضح فساد الحكام في إيران وتصوير جرائم الملالي وقوات الحرس وتوضيح آلام ومعاناة ملايين الإيرانيين المقموعين من أطفال عاملين وسكان القبور وبيوت الكرتون والعمال والكادحين المحرومين والمعلمين والطلاب.
إن جميع الداعمين المتصلين أعلنوا جميعهم وبصوت عال بأن قناة الحرية هي المنبر القوي والوحيد لمقاومة الشعب الإيراني ضد عمليات الكبت والتعذيب والسجن والقمع وانتهاك حقوق الإنسان الممنهج التي يقوم بها نظام الملالي.
فقال أحد الإيرانيين قال في اتصاله من أجل مناصرة قناة الحرية:
“لا ينبغي لأحد أن يشعر بالحرج بأني أقدم يد العون لأبناء وطننا. لأننا نريد أن نستقل وألا نكون مرتبطين بأي حكومة. لو لم يكن لدينا هذا الدعم الشعبي لما استطعنا الوقوف على قدمينا ٤٠ عاما في وجه نظام الملالي القمعي والدول المتماشية والعميلة مع هذا النظام”.
النقطة المهمة جدا هنا فيما يتعلق ببرنامج المناصرة هذا العام -وهذا الأمر أكد عليه العديد من المناصرين المتصلين- كان مقاربة هذه المناصرة مع العديد من انتصارات المقاومة في المجالات الأخرى ومن بينها ارتفاع وتيرة حركة التقاضي لمذبحة عام ١٩٨٨ مع عرض تقرير شامل وقوي جدا من قبل منظمة العفو الدولية وأكثر من ٦٥ إدانة لانتهاكات نظام الملالي الممنهجة من قبل اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة والمأزق الناجم عن تنفيذ العقوبات التي التفت مثل الخناق حول رقبة مسؤولي النظام واشتداد الصراعات الداخلية بين العصابات الداخلية لنظام الملالي حول موضوع الانضمام أو عدم الانضمام لاتفاقية FATF ووصول الاحتجاجات والمظاهرات المناهضة للحكومة لذروتها في جميع أنحاء إيران وخاصة احتجاجات وإضرابات العمال في مدن الأهواز وشوش وهفت تبه في منطقة خوزستان واحتجاجات ومظاهرات المزارعين وبقية شرائح المجتمع الإيراني مثل سائقي الشاحنات الثقيلة والتجار والنقابيين والمعلمين والممرضين والتلاميذ والطلاب…
إن الاحتجاجات والإضرابات هي التي أرعبت جميع مسؤولي النظام منها حيث كانوا يردوون عبارة بأن هذه الحركات الاحتجاجية تستهدف أساس النظام ونظام ولاية الفقيه بشكل كامل وتسعى لإسقاطه. فخامنئي في أحد اجتماعاته أشار لهذه الإضرابات والاحتجاجات الشعبية ولكنه لم يستطع إخفاء خوفه وقلقه منها وقال: “الغلاء وعدم وجود البضاعة أو السلعة الفلانية هي حجة فهؤلاء يستهدفون أصل النظام”.
باختصار فإن حملة المناصرة الثالثة والعشرين تعبير عن قوة الشعب والمقاومة ومجاهدي خلق في مواجهة النظام المستبد الطائفي الحاكم وكانت تعبيرا عن أصوات تحقق النصر في تحركهم الأخير للإطاحة بالنظام الاستبدادي لولاية الفقيه …
@MajeedAbl

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…