إلى متى سيبقى النظام الديني الحاكم في إيران واقفا على قدميه؟

بقلم عبدالرحمن مهابادي*
بالنظر إلى الفضيحة الأخيرة لإرهاب نظام الملالي في العالم جميعنا شاهد بأن النظام الحاكم في إيران يتجه نحو النهاية بتسارع كبير. هذا الأمر لم يكن عفويا وانتفاضة الشعب الإيراني هي أساس هذا التحول العظيم الذي ينظر إليه جميع شعوب العالم.
قبل انتفاضة الشعب الإيراني سعى النظام الديني الدموي لأخد قسم واسع من العالم كرهينة إما عن طريق الترغيب و الرشوة أو عن طريق التهديد. كما أن سياسات التماشي الغربية اتخذت شكلها في ظل هذه الترغيبات و الصمت بوجه جرائم هذا النظام، إن لم يكن بسبب الخوف من إرهاب النظام، كان مدفوعا بموجة الدولارات والنفط على نطاق واسع من قبل الملالي. كان الملالي يتمتعون بالمهارة في كلا المجالين واستولوا على الكثير منهم في السنوات السابقة. في ردهات مثل هكذا سناريو عمل الملالي على شيطنة المقاومة الإيرانية حيث تم وضع اسم المقاومة الإيرانية على قوائم الإرهاب السوداء بغير وجه حق وبدون الاعتماد على أي أساس وبحسن نية (كما أقر الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون) . 
ولكن الآن في نفس هذا الشهر من انتفاضة الشعب الإيراني يشهد العالم كله أن نظام الملالي يتداعى للسقوط والانهيار. الملالي يظنون بناءا على طبيعتهم اللاإنسانية وفكرهم الرجعي والمتخلف بأنهم يستطيعون قمع الانتفاضة من خلال استمرار عمليات الاعتقالات والإعدامات في الداخل والإرهاب والذبح في خارج حدود إيران.  ولكن انتفاضة الشعب أظهرت في الأشهر العشر الماضية أنها لا تملك محطة توقف. الآن توسعت معاقل الانتفاضة في الداخل بصفتها ديناميكية الانتفاضة ولا يمضي يوم وإلا تشهد نقاط مختلفة من إيران انتفاضة جديدة. لأن الشعب الإيراني لن يرضى بأقل من إسقاط نظام الملالي.
باعتراف أرفع مسؤولي النظام فإن مجاهدي خلق يؤدون دورا قويا ومتزايدا في تنظيم وقيادة الانتفاضات . ولهذا السبب يجب أن نذكر إلى جانب تقدم الانتفاضة في داخل إيران فقد صمم قادة هذا النظام على اخماد انتفاضة الشعب الإيراني من خلال توجيه ضربة مميتة للمقاومة الإيرانية.  ولهذا السبب تلقت وزارة الخارجية ووزارة المخابرات وقوات فيلق القدس الإرهابية المرتبطة بقوات الحرس أوامرا باستخدام كل إمكانياتها السرية والدبلوماسية. خاصة أن قادة النظام يروون بأم أعينهم نهاية عصر سياسات التماشي مع هذا النظام ويشعرون بآثار العقوبات الدولية المميتة ضدهم. 
لقد ضاق العالم ذرعا الآن بهذا النظام، وفي داخل إيران اقتصاد البلاد منهار والعملة الرسمية للبلاد فقدت أكثر أربعة أخماس من قيمتها. إيران تحت حكم الملالي تمتلئ الآن بأصوات الشعارات والمطالب الشعبية المنادية بإسقاط النظام.  الشعب ضاق ذرعا من حكم الملالي والحالة الاجتماعية أصبحت انفجارية. في خارج إيران فشل الإرهاب كأداة لتقدم السياسة الخارجية للنظام ويمضي حتى يتم فتح قضية الأعمال الإرهابية لهذا النظام لأول مرة. يكفي فقط فتح ملف واحد من الملفات الكثيرة المغلقة لهذا النظام في موضوع الإرهاب الحكومي. بيان وزراء الداخلية والخارجية والاقتصاد والمالية الفرنسيين في الثاني من اكتوبر حول المخططات الإرهابية للنظام ضد تجمع المقاومة أثبت أن كل هذا النظام هو متورط في إرهاب النظام. 
السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وجهت رسالة مصورة لندوة بعنوان ” موجة جديدة من إرهاب النظام الإيراني – ردة فعل أوروبا وأمريكا ” التي عقدت في تاريخ ٤ اكتوبر ٢٠١٨ في ريزيدانس بالاس في بروكسل وخاطبت الشخصيات السياسية والحضور المشاركين قائلة: “إن أكثر أنواع التماشي مع الطغيان الديني تدميرا هو الصمت في وجه الإرهاب. للأسف، هذه هي السياسة المهيمنة في أوروبا اليوم. هذه الأخطاء لا يتم دفع ثمنها من دماء اللاجئين الإيرانيين فقط بل أيضا من أمن أوروبا ” 
وأضافت السيدة مريم رجوي :” يجب إعطاء استجابة حاسمة في وجه هذا النظام. افضحوا قضايا نشاطاته الإرهابية علنا وأمام الجميع. أغلقوا سفارات هذا النظام التي باتت مراكز معروفة للإرهاب والجاسوسية. لا تتعاملوا مع شركات قوات الحرس وهيئة تنفيذ أوامر الإمام. أي تعامل مع هذه المؤسسات هو مساعدة ودعم للتأمين المالي للإرهاب. لا تبقوا ساكتين أمام الإعدام والتعذيب الذي يتم بحق السجناء الإيرانيين وأمام انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. قدموا منفذي ومسؤولي الجرائم ضد الإنسانية في الأربعين عاما الماضية في إيران أمام العدالة. 
قال لي صديق الآن لا يمكن أن نجد شخصا ينكر بدء السقوط المتسارع لهذا النظام ولكن متى، من وجهة نظرك، سيكون “يوم سقوط دكتاتور إيران”؟ قلت له: الكلمة الأخيرة ستكون لانتفاضة الشعب الإيراني ومعاقل الانتفاضة. إنهم يسعون بكل جهد حثيث للاقتراب أكثر من ذاك اليوم الذي سيتحرر فيه العالم من قبضة أكبر دكتاتورية عرفها القرن. 
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…