اكرم حسين
تطرقتُ في مقالةٍ سابقة الى قصة تأسيس تيار المستقبل الكردي في سوريا ، واوضحت فيها بعض الظروف والاسباب التي دعت الى تأسيس التيار ، وفي الذكرى السابعة لاغتيال مشعل التمو، لم اجد طريقة افضل من متابعة الكتابة عن هذا الموضوع ، واظهار بعض الجوانب القيادية في شخصية مشعل ودوره الوظيفي في مسيرة التيار وتقدمه !
كانت المرحلة حبلى بالتغيرات على الصعيد الداخلي السوري ، وكان حزب البعث يستعد لعقد مؤتمره بتاريخ 10-6-2005 الذي كان يتوقع منه البعض ان يقوم بإحداث تغيرات مهمة سواء على صعيد الحياة الداخلية للحزب او على صعيد السلطة والدولة ، بعد ان كان قد شكل لجنة للمراجعة واعادة الهيكلة من امثال ميشيل كيلو وغيره ،
وكانت قضية الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان ما زالت قائمة ، وهو ما دفع مشعل الى الاسراع بإعلان التيار واشهاره ، رغم معارضتي الشخصية ، فمشعل كان يعتقد بقدوم مرحلة ديمقراطية في سوريا في تلك المرحلة ستتوج باعتراف الكرد وافساح المجال امامهم للمشاركة في السلطة والدولة ، وبالتالي كان يريد ان يخوض هذا الصراع عبر حزب سياسي معتمدا على خطاب سياسي جديد وبنية تنظيمية مرنة ، تستوعب طاقات الشباب وتلبي احتياجاتهم المادية والروحية !
بعد الاعلان عن التيار في 29-5- 2005، كان لا بد من القيام بحملة علاقات للتعريف بالتيار والترويج لسياساته بوصفه ” تجمع سياسي وثقافي واجتماعي , غير حزبي وانما كفاعل ميداني يقوم على الايمان بمبادئ حقوق الانسان ودولة المؤسسات الدستورية والمجتمع المدني , ينسجم ويتوافق مع القراءة السياسية العصرية لمخاضات الحالة السورية عامة, وللراهن الكردي خاصة, وبما يستجيب لمتطلبات بناء شخصية قومية كوردية سورية الهوية, تمتلك القدرة على التفاعل مع محيطها السوري العام , والكردي الخاص , بمعنى العمل على توفير حاضنة سياسية وثقافية كردية, تمارس الديمقراطية الداخلية, وتعمل على انهاء الادلجة السياسية والسكون الحزبي على حد سواء , بحكم سوية الفشل المجتمعي التي آلت اليه الحالتان , وما خلفتاه في المجتمع من تفرقة وتشرذم وهدر للطاقات , وهي حالة “دفعته” الى البحث عن اليات وبدائل غير مؤدلجة ولا مركزية, سعى عبر تجميعها لإرادة جيش المستقلين في تيار ليبرالي مستقبلي يجسد تقاطعات سياسية وثقافية تحقق التشابك في الرؤية والمصير , سواء في الجانب الوطني العام او في الجانب الكردي الخاص “
وقد واجه التيار منذ لحظة الاعلان ، حملة شرسة وهجمة من قبل معظم الاحزاب الكردية الكلاسيكية ، التي وجدت فيه تهديدا وجوديا من خلال خطابه الوطني والكردي ، الداعي الى تحريك المياه الراكدة والتوجه صوب المعارضة ، والمشاركة في النضالات الديمقراطية العامة ، كما دعا الى تجديد البناء التنظيمي وممارسة المرونة والديمقراطية والتداول ، وبالتالي وجد هؤلاء في دعوات مشعل خطابا صبيانيا مغامرا ، لأنه دعا الى استبدالهم بجيل الشباب نتيجة تخلفهم وعجزهم عن التعبير عن طموحات الشارع الكردي ، وقد نعتهم بالطواطم والأبوات الحزبية ، الامر الذي دفعهم الى فتح النارعليه من كل صوب وحدب، واتهامه بانه شخص لا ينتمي الى القومية الكردية ، بل الى المكون العربي ،وخاصة ان بعض اقارب مشعل واولاد عمومته كانوا يتبوؤون بعض المناصب الامنية والسلطوية في بعض مؤسسات الدولة ، ويرتبطون ببعض الاجهزة الامنية ويتكلمون العربية في بيوتهم .!
عملنا على فتح بعض القنوات من خلال الصديق فؤاد عليكو سكرتير حزب يكيتي السابق ، الذي كانت تربطني به علاقة ود واحترام ولا زالت ، زرناه انا ومشعل في منزله ، وكانت موجودة عنده بالصدفة الصديقة زاهدة رشكيلو ، زيتونة عفرين الهادئة والمتزنة ، والتي جاءت من عفرين الى قامشلو للقيام بعض الاعمال الحزبية ، وكانت حينها عضوة في حزب يكيتي الكردي ، حضرت زاهدة اللقاء، تحدثنا عن الاوضاع العامة ، وموقف النظام والمعارضة السورية السلبي من حقوق الكرد ، وعدم الاعتراف بها ، وكيفية التنسيق بين التيار وحزب يكيتي ،وطلبنا من فؤاد دعمه ومساندته في مواجهة هذه الهجمة والتقليل من اثارها ، والسبل الكفيلة لبناء علاقات رفاقية ، وتوثيق الصلات بين الحزبين ، لانهما الاقرب الى الفعل الميداني بسبب تقاربهما الفكري والسياسي ، ورؤيتهما النضالية والميدانية والمستندة الى الارث التاريخي لليسار الكردي عموما ومدرسة اب على وجه الخصوص ، عبر استخدام اسلوب الاحتجاجات والتظاهرات في وجه مشاريع السلطة وقوانينها الشوفينية ، ابدى فؤاد موافقته ، ووعد ببذل كل جهوده في سبيل اقناع رفاقه ، وتقديم الدعم والمساندة، والعمل على بناء علاقات رفاقية على اسس النضال والعمل المشترك بما يخدم مصلحة الوجود الكردي في سوريا ، وبما يعزز التيار الوطني الديمقراطي ضمن صفوف الحركة الوطنية الكردية في سوريا ، ثم جرى لقاء ودي اخر مع الدكتورعبد الحكيم بشار سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا( البارتي) في عيادته لكنه لم ينتج عن اية تفاهمات ملموسة ، بل بقي في اطار ازالة الجليد بين الطرفين ليس الا !.
بدأ مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل ينشط كخلية نحل ، في كل المدن والمناطق ، واستطاع ان يجسد حضوره في الساحة السياسية ، وان يستقطب الشباب المتعطش للعمل القومي والسياسي ، وتم افتتاح مكتب للتيار بشكل غير رسمي في مدينة قامشلو ، تحت غطاء ممارسة بعض الاعمال المهنية التي لها علاقة بالشأن الثقافي والخدمي.
وشيئا فشيئا بدأت الصعوبات تظهر للعلن وخاصة الحاجة الى دعم مالي يغطي نشاطات التيار واعماله ، والحاجة الى بعض المتفرغين، ولم يكن الاعتماد على الاشتراكات المالية وعلى الدعم الذاتي كافيا لتغطيتها ، وخاصة ان من وعد بتقديم الدعم لم يف بالتزاماته وخاصة جماعة اوربا الذين خذلوا مشعل تنظيميا وماليا ، وبعض السفارات الاجنبية في دمشق والتي طالبت ان يحتوي التيار في قيادته على بعض الوجوه النسائية وهذا ما حصل ، فقد كانت كل من الشابة سعاد وروفند اعضاء في مكتب العلاقات العامة ، بدأنا نبحث عن بدائل للخروج من هذا المأزق وتامين دعم مادي وسياسي لعمل التيار الذي لا يمكن له ان يقوم او يستقيم بدونه ، تباحثنا بالأمر ، وبعد نقاشات مستفيضة استقر الرأي على ان يذهب مشعل الى كردستان العراق لإقامة علاقات سياسية وتحالفية تكون سندا ونصيرا للتيار، لأنه العمق الكردستاني الذي يحتاجه التيار، خاصة ان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد اصبح مشاركا في السلطة بعد سقوط صدام حسين 2003 ، وفي احد الايام دخل مشعل الى تركيا عبر معبر نصيبين الحدودي لزيارة اقربائه ، ثم دخل عبر بوابة ابراهيم الخليل الى كردستان سرا دون ان يعلم احد من مكتب العلاقات بذلك حتى ريزان شيخ موس اقرب المقربين اليه .
في كردستان العراق التقى مشعل مع بعض اعضاء المكتب السياسي من ضمنهم السيد ازاد برواري وعرض عليه توحيد اطراف يكيتي -ازادي -تيار المستقبل – لبناء حزب قوي ، ابدى الاخوة في الكردستاني استعداهم لدعم هذا الحزب سياسيا وماليا ، الا ان البارتي – سوريا كما علمت كان السبب في افشال هذا المشروع التاريخي ! ،والتقى مشعل على مأدبة الغداء التي اقامها الامين العام السابق لحزب الاتحاد الشعبي الكردي صلاح بدرالدين في بيته ، مع السيد خيرالدين مراد سكرتير حزب ازادي الكردي في سوريا ، وناقش معه العرض الكردستاني ، والنتيجة كانت انكشاف وجود مشعل في كردستان العراق !
استغل احمد موسى سرية الزيارة ، وقام بإطلاق التصريحات اللامسؤولة وتحريض الرفاق ضد مشعل لا بل حاول دفعهم لاتخاذ اجراء الفصل ضد مشعل وهو ما يزال في كردستان ، سارعتُ الى التدخل من خلال بعض اعضاء مكتب العلاقات التي كانت تربطني بهم علاقات ودية لمواجهة المؤامرة التي تستهدف وجود التيار من خلال ابعاد مشعل ، وخاصة ريزان ولقمان وروفند وصلاح سليمان ، وبدأ التحرك العكسي بين اعضاء التيار ، وتم اتخاذ قرار بإلغاء اجتماع مكتب العلاقات لحين عودة مشعل ، ثم تعزز الموقف من خلال تكريم الطلبة الكرد الاوائل في الشهادتين الاعدادية والثانوية في منزل الصيدلانية روفند التمو بمشاركة كل من لقمان سليمان وصلاح سليمان ، وبحضور شعبي منقطع النظير في سابقة كانت الاولى من نوعها في تلك الايام واصبحت تقليدا تمارسته القوى الاخرى في السنوات اللاحقة .
بعد عودة مشعل اجتمع مكتب العلاقات العامة بغياب احمد موسى ، وبعد نقاشات طويلة تم اتخاذ قراربقطع العلاقة معه واستبعاده من التيار ، جن جنون احمد موسى ، وبدأ بإصدار البيانات والتصريحات ضد مشعل باسم قواعد تيار المستقبل ورغم تلقيه الدعم من قبل بعض الاحزاب الكردية الا انه لم يستطع ان يستمر ويؤسس تنظيما سياسيا بديلاً ، لافتقاده الى الخبرة السياسية والتنظيمية وحصر الامر بالانتقام الشخصي ، وبعد فترة توقف عن اصدار هذه التصريحات والبيانات حيث جاءني في احد الايام طالبا التوسط واجراء مصالحة بينه وبين مشعل! .
بدأ التيار بإصدار صحيفة سياسية اسمها المستقبل ، وكانت الافتتاحية تعبر عن الموقف الرسمي للتيار ، ورؤيته للأحداث اما باقي المواد فكانت مفتوحة لكل الافكار والآراء حتى المخالفة لسياسة التيار وتوجهاته ، تناوبنا على كتابة الافتتاحيات طيلة وجود مشعل ، وبعد اعتقاله قمت انا وريزان بمتابعة اصدار الصحيفة وتحريرها بدءا من العدد 14 وحتى العدد 24
اتذكر انني كتبت مقالا بعد اصدار لجنة بيكر هاملتون لتقريرها وتوصياتها حول العراق وكردستان ، انتقدت فيه ما جاء في التقرير ، واكدت على العمق الكردستاني في الاجزاء الثلاثة ، الذي يجب ان يستفيد منه الاخوة في كردستان العراق لان الاقليم لن يكتب له النجاح اذا لم يستثمر هذا العمق ، ويوليه الاهتمام اللازم ، فالكرد شعب واحد قسم بين دول عديدة وهذا التقسيم ان احسن استخدامه وادارته بشكل جيد ، سوف يكون ورقة ضغط قوية بيد رئاسة الاقليم في وجه حكومات المنطقة وتحييدها.
في ذكرى احياء وفاة جكرخوين والتي كانت تصادف في 22-10 من كل عام ، وبعد انتهاء المراسيم جاءني كل من السيدين نصر الدين ابراهيم ومشعل التمو قائلين بانه كانت في المراسيم فتاة جميلة جدا القت شعرا وغنت ايضا غناء عذباً استفسرا مني عنها ان كنت اعرفها ام لا ، وكان المرحوم فرهاد عجمو حاضرا وكانت له معرفة واسعة بالوسط الشعري والفني فقال لمشعل مبتسما لن اقول لك من هي الا اذا اقمت لنا احتفالا في عيد الحب وسأجعلها تغني لكم ، وكان من حسن الحظ ان كان عيد الحب قريبا ، والذي يصادف في الرابع عشر من شباط ، اتفقنا على احياء المناسبة وعمل كل الترتيبات اللازمة ، على ان تكون مهمة فرهاد دعوة الفتاة ، وفعلا تم دعوة الفتاة مع عدد من الاصدقاء من بينهم الفنان بهاء شيخو حيث اقيم الحفل في منزل السيد مروان حسن . عزف بهاء وغرد كعادته اغاني جميلة ، وطلب فرهاد من الفتاة ان تغني وكانت فعلا فتاة جميلة ورقيقة وذات بهي و حسن ودلال .
استمتعنا بالحفلة وتحدثنا لأيام وليال عنها ، وتركت لدى الجميع احساسا جميلا واسست لاحتفالات عيد الحب في السنوات اللاحقة ، ولازالت كلمات فرهاد التي قالها للاثنين في اذني عندما قال لهما كيف تستطيعان ان تقودا شعب وتدافعان عن قضيته ولا تستطيعان معرفة فتاة في مهرجان !
هيئة التنسيق الكردية :
بعد اللقاء الذي تم مع سكرتير حزب يكيتي فؤاد عليكو وفي اللقاءات اللاحقة طلب مني فؤاد اقناع السيد خير الدين مراد بقبول عضوية تيار المستقبل في التنسيق الثنائي الذي كان قائما بين كل من حزبي يكيتي وازادي ، لان خيرالدين مراد كانت لديه مواقف سلبية تجاه مشعل ويرفض اقامة أي علاقة مع التيار، وبعد الاستفسار من خير الدين ، اعلمني بان السبب هو اتصال كان قد اجراه مع مشعل في دمشق للالتقاء به ، حيث كان الاثنان هناك ، الا ان مشعل اخبره بانه في حلب ، وعند زيارة خير الدين الى السيدة بهية مارديني محررة موقع ايلاف ، اعلمته بالصدفة بان مشعل كان في زيارتها قبل قليل ، وهذا ما ادى الى خلق انطباع سلبي واحساس بعدم جديته ومصداقيته ، حاولت ان اجد لمشعل المبررات ، لكنه لم يقتنع وقلت له يجب عليك ان تسمع وجهة نظر مشعل لكنه رفض ، لان خير الدين معروف عنه تمسكه برايه والدفاع عنه حتى النهاية ، تركته في تلك المرة بعد ان يئست من تليين موقفه ، وفي احد المرات استبقيته في القامشلي وبعد نقاش صعب رجوته ان يقبل حضور مشعل ويستمع اليه كي تنحل هذه المعضلة ، التي لا تستأهل كل هذا التشنج والغضب ، قبل على مضض وحضر مشعل شارحاً وجهة نظره ، تناقشنا بالسياسة والاحزاب واليات النضال، وكل ما يهم الشأن العام والافاق المستقبلية ، وكيفية تفعيل النشاط الكردي في وجه السلطة المستبدة التي تتنكر لكل ما هو كردي ، وتصر على اصدار القوانين والمراسيم التي تحاول النيل من الكرد وتحد من نشاطهم .!
في الايام التالية ضغطت على السيد خير الدين بقبول التيار في التنسيق الثنائي بين يكيتي وازادي ، وافق على الفكرة وتتالت اللقاءات بين الاطراف الثلاثة ، وقد كنا نعمل في الكواليس على تهيئة الاجواء وتذليل العقبات ، والضغط من خلال القواعد للوصول الى تفاهمات مشتركة ، وكانت النتيجة تشكيل لجنة التنسيق الكردية من الاطراف الثلاثة يكتي وازادي وتيار المستقبل وقد طلب عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي حسن صالح ابلاغي بإقامة مأدبة غداء لأنه تحقق لي ما عملت لأجله ، وهو تأسيس هيئة التنسيق الكردية ، معتبرا انني كنت وراء انجاز الاتفاق ، اقمت لهم مأدبة غداء في منزلي وقد حضر معهم الخال فيصل يوسف ايضا والذي كان يشغل عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي في سوريا وتربطني به صلة القربى ،وقد كان الجميع فرحا بهذا الانجاز ، واعتبروه خطوة مهمة نحو توحيد فصائل العمل الوطني الكردي في سوريا ، وترسيخ نهج المقاومة والنضال نهج التظاهر والاعتصام وتحدي استبداد السلطة وقمعها ، واعتبره حزب يكيتي استكمالا لما بدأه في بداية عام 2000 .
قامت لجنة التنسيق بالعديد من الاعتصامات والتظاهرات وصار لها مؤيدوها ومناصروها ، وقد ساعدت اللجنة على تجذير التيار في الشارع والتعريف به ، من خلال ناطقه الرسمي مشعل التمو الذي كان يمتلك امكانات فكرية وخطابية ولديه القدرة على دغدغة العواطف والتأثير في الجمهور ، عبر لغة قوية وجميلة يمتزج فيها السياسي بالأدبي وبذلك استطاع ان يحتل قلوب الناس ودماغهم ، تلك الجماهير التي تتوهج بالمشاعر القومية الجياشة ، وتتوق الى قائد سياسي محنك ومجرب ، يعبر عن تطلعاتهم القومية بروح الشباب والجيل الجديد عبر لغة حداثية وقومية !
بدأ رفاق التيار بالعمل بجد ونشاط فقد الحقوا الليل بالنهار ، فقد كانت الصيدلانية روفند التمو تحمل الجرائد وتوزعها في الحارات والازقة الموحلة حتى في ايام الشتاء الماطرة ، رغم كل المضايقات والملاحقات الامنية التي كانت تستهدفها ، وقد عمل لقمان سليمان بشكل حثيث وبجد وهمة كي يزيد عدد اعضاء التيار ومؤيديه ، وكان يلحق الليل بالنهار وينتقل من حي الى حي ومن مدينة الى مدينة في محاولة لتثوير الشارع وتفعيله ، وهو الذي خبر الاحزاب والتنظيم ودهاليز السياسة الكردية التي قضى من عمره اكثر من 25 سنة في الحزب اليساري الكردي وتبوءا فيه مواقع قيادية مختلفة .!
اما مشعل فقد كان كتلة من الهمة والنشاط لا يلين ولا يستكين ، ولا تمنعه الصعاب من متابعة طريق او الحيد عنه ، كان مرنا قدرعناده ، بسيطا قدر صلابته ، فقد كان يمتلك في شخصيته كل الصفات التي تجعله قائدا بامتياز ، ولذلك صار يتنقل بين قامشلو ودمشق للقاء اقطاب المعارضة السورية واعضاء السلك الدبلوماسي ، والعمل كما اسلفنا على اصدار صحيفة المستقبل ، واطلاق التصريحات وكتابة البيانات ، واللقاء مع الاحزاب الكردية والسورية على حد سواء ، فقد كان يقول دوما بان حل المسألة الكردية في سوريا هو المدخل الحقيقي لحل المسالة الديمقراطية العامة في البلاد .!
كان مشعل يستيقظ حوالي السادسة صباحا ويذهب الى مدينة الدرباسية لممارسة عمله في الصيدلية الزراعية التي كان يملكها ثم يعود في الواحدة ظهرا ليمر بي ويلتقيني ثم نذهب سوية الى المنزل ، حيث كنا نعيش في منطقة قريبة ،وفي المساء كنا نلتقيه في المنزل انا والصديق جوان يوسف الذي اصبح هو الاخر قريبا من مشعل وموثوقا من طرفه ، بعد ان قام بمهمة سرية الى استنبول والالتقاء مع احد اقطاب المعارضة السورية ، الذي ابدى دعمه للتيار ، والعمل معا في اطار الوطنية السورية ، التي بقيت حبرا على ورق ، جراء الاستبداد والدكتاتورية المهيمنة على الدولة السورية والتي اعتمدت في ممارستها على سياسة فرق تسد ، وابعدت الكرد عن المعارضة العربية ، و كانت تغض النظرعن انشطة الاحزاب الكردية في اغلب الاوقات ، لكنها كانت تعرف في الوقت نفسه كيف ترضي الشارع ، وكيف تطلق على قيادات هذه الاحزاب رصاصة الرحمة من خلال بث الاشاعة والبلبلة ، ودعم سياسة الانشقاقات التي يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الاولى النظام السوري .
اصبحنا مع جوان ومشعل كهيئة متابعة نناقش فيها كافة التفاصيل المستجدة في الساحتين الكردية والسورية واتخاذ القرارات التنظيمية كي يعرضها مشعل على مكتب العلاقات بطريقته ولباقته المعهودة للمصادقة عليها ، وكان لدى مشعل القدرة على اقناع رفاقه وتوجيه دفة التيار الى الوجهة التي يريدها .
بعد الدعوة الى تظاهرة 5-6-2005 للتحقيق في مقتل الخزنوي وتقديم الجناة الى محكمة علنية عادلة تم اعتقال 49 كرديا وبعد بقاءهم لمدة شهرين في السجن وتعرضهم للتعذيب الشديد , أحيلوا إلى القضاء العسكري في قامشلو ومن ثم تم نقل محاكمتهم إلى المحكمة العسكرية في دمشق عندها قام كل من احزاب يكيتي وازادي وتيار المستقبل بالدعوة الى التجمع أمام المحكمة العسكرية بدمشق يوم 7-9-2006 الساعة العاشرة صباحا , للاحتجاج على استمرار المحاكمة والمطالبة بمنع وإلغاء محاكمة هؤلاء الشباب وطي ملف الاعتقال السياسي في سوريا اعان دمشق للتغيير الديمقراطي:
بعد استلام بشار الأسد الحكم في سوريا ، جلب معه وعودا بانفراج القبضة الأمنية وإفساح المجال للحريات، وبدأت مرحلة من الانفتاح سُمح فيها بظهور بعض المنتديات السياسية ووسائل الإعلام الخاصة، وأطلق عليها لاحقا اسم “ربيع دمشق”. لكن هذا الربيع لم يدم أكثر من ستة أشهر، فعادت القبضة الأمنية لفرض سلطتها، فيما أصر البعض على متابعة نشاطهم بالرغم من الحظر والتهديد، حتى أعلن عام 2005 عن وثيقة رسمت خطوطا عريضة لعملية التغيير الديمقراطي، في إطار التوافق بين تيارات وقوى وطنية متنوعة. ووقّع على هذه الوثيقة -التي عُرفت بـ”إعلان دمشق”- عدد من التجمعات والهيئات المعارضة واحزاب كردية وآشورية وبعض مؤسسات المجتمع المدني، فضلا عن مستقلين ، كما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين تأييدها الكامل للوثيقة. لكن النظام لم يتقبل هذه المبادرة، وبدأ حملة من الاعتقالات والاتهامات لأعضاء الاعلان ، وحوكم معظم قياداتها بتهم من قبيل “إضعاف عزيمة الأمة”،
وقد انتقد تيار المستقبل الكردي بعض نقاط الاعلان وخاصة الموقف من القضية الكردية واعلن في بيان ، انه يتقاطع مع الإعلان في البعض من بنود المستوى الوطني العام ، رغم عدم مشاركته في نقاشاته ، كما اشار الى أن اعلان دمشق غيب مساحة من الحوار الوطني المفترض به تأسيس الحالة الوطنية المرتقبة ، والتي تبحث كل تعبيرات المجتمع السوري ومكوناته عن مرتكزاتها ، انطلاقا من عمق المأزق السياسي الذي أوصل نظام الاستبداد سوريا إليه ، وليس انطلاقا من ذات الثقافة الاقصائية التي يتبناها البعث في انه محور الإجماع وما على البقية سوى الانضواء تحت الجناحين. ورفض ما جاء في الاعلان ، بخصوص الوجود القومي الكردي , واعتبر بان هذا الوجود غير قابل للتفاوض ، بينما الحق قابل للتفاوض والتوافق ، ورأى ان اعلان دمشق تجاوز الوجود ولم يعترف به ليتوقف عن بعض الحقوق المتوافقة مع رؤية غير ناضجة وغير ديمقراطية للمسألة القومية بما هي مسألة وطنية .كما شدد على ان أي اعلان سياسي يطمح إلى تغيير ديمقراطي في سوريا يتوجب عليه أن ينص صراحة دون مواربة أو التفاف لفظي على أن حل المسألة الكردية في سوريا يقوم على أساس الاعتراف بأنها القومية الثانية في البلاد وضرورة تمتعها بحقوقها القومية ،السياسية والديمقراطية في اطار وحدة الوطن السوري ، ضمانا لوحدته وصيانة لاستقلاله . وفي هذا الموقف انضم تيار المستقبل إلى موقف حزبي يكيتي الكردي ، وأزادي ، الرافض لما جاء في إعلان دمشق بخصوص الوجود القومي الكردي وتوجه بذات الوقت إلى كل القوى الوطنية السورية الراغبة حقيقة في القطع مع الاستبداد السلطوي من جهة وتصحيح الموقف من الوجود القومي الكردي من جهة ثانية بضرورة التخلص من ثقافة التغييب وعقيدة الأنا الحصرية مؤكداً على ضرورة متابعة العمل الميداني المناهض للاستبداد والصهر وإلغاء الوجود من أي جهة كانت .
نص وثيقةاعلان دمشق للتغيير الديمقراطي((تتعرض سورية اليوم لأخطار لم تشهدها من قبل ، نتيجة السياسات التي سلكها النظام ، وأوصلت البلاد إلى وضع يدعو للقلق على سلامتها الوطنية ومصير شعبها. وهي اليوم على مفترق طرق بحاجة إلى مراجعة ذاتها والإفادة من تجربتها التاريخية أكثر من أي وقت مضى . فاحتكار السلطة لكل شيء، خلال أكثر من ثلاثين عاماً ، أسس نظاماً تسلطياً شمولياً فئوياً ، أدى إلى انعدام السياسة في المجتمع ، وخروج الناس من دائرة الاهتمام بالشأن العام ، مما أورث البلاد هذا الحجم من الدمار المتمثل بتهتك النسيج الاجتماعي الوطني للشعب السوري، والانهيار الاقتصادي الذي يهدد البلاد، والأزمات المتفاقمة من كل نوع. إلى جانب العزلة الخانقة التي وضع النظام البلاد فيها، نتيجة سياساته المدمرة والمغامرة وقصيرة النظر على المستوى العربي والإقليمي وخاصة في لبنان، التي بنيت على أسس استنسابية وليس على هدى المصالح الوطنية العليا.كل ذلك، وغيره كثير، يتطلب تعبئة جميع طاقات سورية الوطن والشعب، في مهمة تغيير إنقاذية، تخرج البلاد من صيغة الدولة الأمنية إلى صيغة الدولة السياسية، لتتمكن من تعزيز استقلالها ووحدتها، ويتمكن شعبها من الإمساك بمقاليد الأمور في بلاده والمشاركة في إدارة شؤونها بحرية. إن التحولات المطلوبة تطال مختلف جوانب الحياة، وتشمل الدولة والسلطة والمجتمع، وتؤدي إلى تغيير السياسات السورية في الداخل والخارج. وشعوراً من الموقعين بأن اللحظة الراهنة تتطلب موقفاً وطنياً شجاعاً و مسؤولاً، يخرج البلاد من حالة الضعف والانتظار التي تسم الحياة السياسية الراهنة، ويجنبها مخاطر تلوح بوضوح في الأفق. وإيماناً منهم بأن خطاً واضحاً ومتماسكاً تجمع عليه قوى المجتمع المختلفة، ويبرز أهداف التغيير الديمقراطي في هذه المرحلة، يكتسب أهمية خاصة في إنجاز هذا التغيير على يد الشعب السوري ووفق إرادته ومصالحه، ويساعد على تجنب الانتهازية والتطرف في العمل العام فقد اجتمعت إرادتهم بالتوافق على الأسس التالية:
– إقامة النظام الوطني الديمقراطي هو المدخل الأساس في مشروع التغيير و الإصلاح السياسي . ويجب أن يكون سلمياً ومتدرجاً ومبنياً على التوافق، وقائماً على الحوار والاعتراف بالآخر.
– نبذ الفكر الشمولي والقطع مع جميع المشاريع الإقصائية والوصائية والاستئصالية، تحت أي ذريعة كانت تاريخية أو واقعية، ونبذ العنف في ممارسة العمل السياسي، والعمل على منعه وتجنبه بأي شكل ومن أي طرف كان.
– الإسلام الذي هو دين الأكثرية وعقيدتها بمقاصده السامية وقيمه العليا وشريعته السمحاء يعتبر المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة والشعب. تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأخلاقه، وبالتفاعل مع الثقافات التاريخية الوطنية الأخرى في مجتمعنا، ومن خلال الاعتدال والتسامح والتفاعل المشترك، بعيداً عن التعصب والعنف والإقصاء. مع الحرص الشديد على – – احترام عقائد الآخرين وثقافتهم وخصوصيتهم أياً كانت انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية، والانفتاح على الثقافات الجديدة والمعاصرة.
ليس لأي حزب أو تيار حق الادعاء بدور استثنائي. وليس لأحد الحق في نبذ الآخر واضطهاده وسلبه حقه في الوجود والتعبير الحر والمشاركة في الوطن.
– اعتماد الديمقراطية كنظام حديث عالمي القيم والأسس، يقوم على مبادئ الحرية وسيادة الشعب ودولة المؤسسات وتداول السلطة، من خلال انتخابات حرة ودورية، تمكن الشعب من محاسبة السلطة وتغييرها.
– بناء دولة حديثة، يقوم نظامها السياسي على عقد اجتماعي جديد. ينتج عنه دستور ديمقراطي عصري يجعل المواطنة معياراً للانتماء، ويعتمد التعددية وتداول السلطة سلمياً وسيادة القانون في دولة يتمتع جميع مواطنيها بذات الحقوق والواجبات، بصرف النظر عن الجنس أو الدين أو الإثنية أو الطائفة أو العشيرة، ويمنع عودة الاستبداد بأشكال جديدة.
– التوجه إلى جميع مكونات الشعب السوري ، إلى جميع تياراته الفكرية وطبقاته الاجتماعية وأحزابه السياسية وفعالياته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وإفساح المجال أمامها للتعبير عن رؤاها ومصالحها وتطلعاتها، وتمكينها من المشاركة بحرية في عملية التغيير.
– ضمان حرية الأفراد والجماعات والأقليات القومية في التعبير عن نفسها ، والمحافظة على دورها وحقوقها الثقافية واللغوية، واحترام الدولة لتلك الحقوق ورعايتها، في إطار الدستور وتحت سقف القانون.
– إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سورية. بما يضمن المساواة التامة للمواطنين الأكراد السوريين مع بقية المواطنين من حيث حقوق الجنسية والثقافة وتعلم اللغة القومية وبقية الحقوق الدستورية والسياسية والاجتماعية والقانونية، على قاعدة وحدة سورية أرضاً وشعباً. ولابد من إعادة الجنسية وحقوق المواطنة للذين حرموا منها، وتسوية هذا الملف كلياً .
– الالتزام بسلامة المتحد الوطني السوري الراهن وأمنه ووحدته، ومعالجة مشكلاته من خلال الحوار، والحفاظ على وحدة الوطن والشعب في كل الظروف. والالتزام بتحرير الأراضي المحتلة واستعادة الجولان إلى الوطن. وتمكين سورية من أداء دور عربي وإقليمي إيجابي فعال.
– إلغاء كل أشكال الاستثناء من الحياة العامة، بوقف العمل بقانون الطوارئ، وإلغاء الأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية، وجميع القوانين ذات العلاقة ، ومنها القانون / 49 / لعام 1980، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، وعودة جميع الملاحقين والمنفيين قسراً وطوعاً عودة كريمة آمنة بضمانات قانونية، وإنهاء كل أشكال الاضطهاد السياسي، برد المظالم إلى أهلها وفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد.
– تعزيز قوة الجيش الوطني والحفاظ على روحه المهنية، وإبقائه خارج إطار الصراع السياسي واللعبة الديمقراطية، وحصر مهمته في صيانة استقلال البلاد والحفاظ على النظام الدستوري والدفاع عن الوطن والشعب.
– تحرير المنظمات الشعبية والاتحادات والنقابات وغرف التجارة والصناعة والزراعة من وصاية الدولة والهيمنة الحزبية والأمنية. وتوفير شروط العمل الحر لها كمنظمات مجتمع مدني.
– إطلاق الحريات العامة، وتنظيم الحياة السياسية عبر قانون عصري للأحزاب، وتنظيم الإعلام والانتخابات وفق قوانين عصرية توفر الحرية والعدالة والفرص المتساوية أمام الجميع.
ضمان حق العمل السياسي لجميع مكونات الشعب السوري على اختلاف الانتماءات الدينية والقومية والاجتماعية.
– التأكيد على انتماء سورية إلى المنظومة العربية، وإقامة أوسع علاقات التعاون معها، وتوثيق الروابط الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية التي تؤدي بالأمة إلى طريق التوحد. وتصحيح العلاقة مع لبنان،لتقوم على أسس الحرية والاستقلال والسيادة والمصالح المشتركة بين الشعبين والدولتين.
– الالتزام بجميع المعاهدات والمواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان، والعمل ضمن إطار الأمم المتحدة وبالتعاون مع المجموعة الدولية على بناء نظام عالمي أكثر عدلاً، قائم على مبادىء السلام وتبادل المصالح، وعلى درء العدوان وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال، والوقوف ضد جميع أشكال الإرهاب والعنف الموجه ضد المدنيين.
ويرى الموقعون على هذا الإعلان ، أن عملية التغيير قد بدأت، بما هي فعل ضرورة لا تقبل التأجيل نظراً لحاجة البلاد إليها، وهي ليست موجهة ضد أحد، بل تتطلب جهود الجميع. وهنا ندعو أبناء وطننا البعثيين وإخوتنا من أبناء مختلف الفئات السياسية والثقافية والدينية والمذهبية إلى المشاركة معنا وعدم التردد والحذر، لأن التغيير المنشود لصالح الجميع ولا يخشاه إلا المتورطون بالجرائم والفساد. و يمكن أن يتم تنظيمها وفق ما يلي:
1. فتح القنوات لحوار وطني شامل ومتكافئ بين جميع مكونات الشعب السوري وفئاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وفي كل المناطق وفق منطلقات قاعدية تتمثل في:
ضرورة التغيير الجذري في البلاد، ورفض كل أشكال الإصلاحات الترقيعية أو الجزئية أو الالتفافية.
العمل على وقف حالة التدهور واحتمالات الانهيار والفوضى، التي قد تجرها على البلاد عقلية التعصب والثأر والتطرف وممانعة التغيير الديمقراطي.
رفض التغيير الذي يأتي محمولاً من الخارج، مع إدراكنا التام لحقيقة وموضوعية الارتباط بين الداخلي والخارجي في مختلف التطورات السياسية التي يشهدها عالمنا المعاصر، دون دفع البلاد إلى العزلة والمغامرة والمواقف غير المسؤولة. والحرص على استقلالها ووحدة أراضيها.
2. تشجيع المبادرات للعودة بالمجتمع إلى السياسة، وإعادة اهتمام الناس بالشأن العام، وتنشيط المجتمع المدني.
3. تشكيل اللجان والمجالس والمنتديات والهيئات المختلفة ، محلياً وعلى مستوى البلاد، لتنظيم الحراك العام الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ومساعدتها على لعب دور هام في إنهاض الوعي الوطني وتنفيس الاحتقانات، وتوحيد الشعب وراء أهداف التغيير.
4. التوافق الوطني الشامل على برنامج مشترك ومستقل لقوى المعارضة، يرسم خطوات مرحلة التحول، ومعالم سورية الديمقراطية في المستقبل.
5. تمهيد الطريق لعقد مؤتمر وطني ، يمكن أن تشارك فيه جميع القوى الطامحة إلى التغيير، بما فيها من يقبل بذلك من أهل النظام، لإقامة النظام الوطني الديمقراطي بالاستناد إلى التوافقات الواردة في هذا الإعلان، وعلى قاعدة ائتلاف وطني ديمقراطي واسع.
6. الدعوة إلى انتخاب جمعية تأسيسية، تضع دستوراً جديداً للبلاد، يقطع الطريق على المغامرين والمتطرفين. يكفل الفصل بين السلطات، ويضمن استقلال القضاء، ويحقق الاندماج الوطني بترسيخ مبدأ المواطنة.
7. إجراء انتخابات تشريعية حرة ونزيهة ، تنتج نظاماً وطنياً كامل الشرعية ، يحكم البلاد وفق الدستور والقوانين النافذة، وبدلالة رأي الأكثرية السياسية و برامجها.
وبعد، هذه خطوات عريضة لمشروع التغيير الديمقراطي، كما نراه، والذي تحتاجه سورية، وينشده شعبها. يبقى مفتوحاً لمشاركة جميع القوى الوطنية من أحزاب سياسية وهيئات مدنية وأهلية وشخصيات سياسية وثقافية ومهنية، يتقبل التزاماتهم وإسهاماتهم، ويظل عرضة لإعادة النظر من خلال ازدياد جماعية العمل السياسي وطاقاته المجتمعية الفاعلة.
إننا نتعاهد على العمل من أجل إنهاء مرحلة الاستبداد، ونعلن استعدادنا لتقديم التضحيات الضرورية من أجل ذلك، وبذل كل ما يلزم لإقلاع عملية التغيير الديمقراطي، وبناء سورية الحديثة وطناً حراً لكل أبنائها، والحفاظ على حرية شعبها، وحماية استقلالها الوطني.
الأحزاب والمنظمات الشخصيات الوطنية
التجمع الوطني الديمقراطي في سورية
رياض سيف
د. عادل زكار
التحالف الديمقراطي الكردي في سورية
جودت سعيد
عبد الكريم الضحاك
لجان إحياء المجتمع المدني
د. عبد الرزاق عيد
هيثم المالح
الجبهة الديمقراطية الكردية في سورية
سمير النشار
نايف قيسية
حزب المستقبل ( الشيخ نواف البشير )
د. فداء أكرم الحوراني))
لقاء نجاح العطار مع ثلاثة من قادة الحركة الكردية السورية :
التقت نائبة الرئيس السوري للشؤون الثقافية نجاح العطار، ثلاثة من قادة الأحزاب الكردية غير المرخصة في سورية، وهم سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية عبد الحميد درويش وسكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سورية(البارتي) محمد نذير مصطفى وسكرتير الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سورية طاهر صفوك؛ في 18 حزيران/ يونيو 2006، ثم عادت والتقتهم مرة اخرى في 28 من الشهر ذاته، وكان الهدف من هذه اللقاءات هو حل قضية الكرد المجردين من الجنسية السورية جرى خلال اللقاء نقاش حول قضية الأكراد المجردين من الجنسية، وطلبت رأيهم حول الموضوع وإنهاء آثار الإحصاء الاستثنائي لعام 1962 ، وقد اصدر تيار المستقبل في 20 حزيران تصريحاً جاء فيه ((تم مؤخرا لقاء بين السيدة نجاح العطار نائب الرئيس للشؤون الثقافية وبين ثلاثة قيادات كوردية , ونظرا لتداعيات مثل هكذا الذي يلقاءات وانعكاسها على وجودنا القومي , فأننا في تيار المستقبل الكوردي في سوريا , نريد أن نوضح للرأي العام السوري بعامة , والكوردي بخاصة , موقفنا من هذا اللقاء وتلخص في التالي :
1- هذا اللقاء لا يعبر عن رأي الشارع الكوردي لأنه لم يأت نتيجة إجماع كوردي , وإنما تم بمبادرة شخصية وعلى الأرجح عبر البوابة الأمنية , وهذه القوى الثلاث لا تمثل سوى أحزابها, ونعتقد بان من يتهافت على لقاءات المرة الواحدة لا يحظى بالمصداقية في الشارع الكوردي أيضا .
2- القضية الكوردية في الجزء الغربي من كوردستان لا يمكن اختزالها في مسالة المجردين من الجنسية فقط , بل هي قضية شعب يزيد تعداده عن ثلاثة ملايين نسمة , يعيش على أرضه التاريخية وله الحق في تقرير مصيره بالشكل الذي يرتأيه وحسب الظروف والامكانات المتاحة , وبالتالي فهذا الحق يتحدد حاليا بالاعتراف الدستوري به كقومية رئيسية له من الحقوق والواجبات ما يتمتع به الشريك العربي .
3- هذا اللقاء يأتي محاولة من السلطة الحاكمة في دمشق لتحييد الكتلة الكوردية وعزلها عن محيطها السوري العام , ودق إسفين بين أطرافها وبين المعارضة العربية , وهذا ما كنا قد حذرنا منه سابقا .
4- القضية الكوردية هي جزء من القضية الديمقراطية العامة في سوريا , ولا يمكن حلها بمعزل عن هموم ومشاكل المواطن السوري المستعصية , والنظام الأمني وقمعه المبرمج , غير مهيأ لحل مشاكل الوطن , وبالتالي لا يمكن المراهنة عليه لأنه يعمل على خنق الديمقراطية وتغييب المجتمع وسجن نشطاء المجتمع المدني عبر سياسة الهدر المبرمجة والتي تطال البشر والحجر وما الاعتقالات الأخيرة والتي طالت العديد من الكتاب والمثقفين والعاملين في الشأن العام , وعلى رأسهم فاتح جاموس وميشيل كيلو ونضال درويش وبقية رفاقهم , والمناضل الكوردي خليل حسين (أبو توليب ) القيادي في تيار المستقبل الكوردي , رئيس مكتب العلاقات العامة , إلا دليلا على عسف النظام وطغيانه في استخدام الحل الأمني في معالجة الأزمات الخانقة التي تواجه الوطن السوري .
الحرية للمناضل خليل حسين ورفاقه القابعين في سجون الاستبداد البعثي
الحرية لمناضلي الديمقراطية وحقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني .
20-6-2006
مكتب العلاقات العامة
تيار المستقبل الكوردي في سوريا)) ، ثم عاد الى اصدار بيان جديد في 28 من الشهر ذاته جاء فيه (( في سياق محاولات السلطة الأمنية إعادة إنتاج ذاتها وتفتيت الكتلة الكوردية وإبعادها عن حاضنتها الوطنية والديمقراطية وضرب مصداقية وعدالة القضية القومية الكوردية في بعدها الدولي , كقضية شعب يعيش على أرضه وله الحق في تقرير مصيره بنفسه , إلى مجرد قضية إحصاء سكاني وبعض الحقوق الثقافية , التقت السيدة نجاح العطار نائب الرئيس مع مجموعة من الكتاب الكورد لتغدق فيها الوعود وليس أكثر من الوعود .))واعتبر (( ان مثل هذا اللقاءات تعبير عن عمق المأزق السلطوي الذي لا يمتلك إرادة الحل , بل يسعى إلى إدارة الأزمة وإعادة تسويق ذاته القمعية من جهة , ومن جهة أخرى يعمل العقل الأمني الرسمي إلى ترتيب جديد للحالة الديمقراطية الكوردية وتعبيراتها السياسية والثقافية , لا مضمون لها على المستوى القومي وحتى على المستوى الثقافي .
كما اكد البيان على مضمون تصريح التيار السابق بان (( الوفد الراهن لا يمثل سوى نفسه , مع رفضنا المساهمة الكوردية في إعادة تسويق السلطة على أرضية وعود مؤقتة كنتاج للقاءات المرة الواحدة التكتيكية دائما)).ثم عاد الى اصدار تصريح اخر بخصوص لقاء نجاح العطار مع الوفد الثقافي الكردي جاء فيه ((في سياق محاولات السلطة الأمنية إعادة إنتاج ذاتها وتفتيت الكتلة الكوردية وإبعادها عن حاضنتها الوطنية والديمقراطية وضرب مصداقية وعدالة القضية القومية الكوردية في بعدها الدولي , كقضية شعب يعيش على أرضه وله الحق في تقرير مصيره بنفسه , إلى مجرد قضية إحصاء سكاني وبعض الحقوق الثقافية , التقت السيدة نجاح العطار نائب الرئيس مع مجموعة من الكتاب الكورد لتغدق فيها الوعود وليس أكثر من الوعود أننا في تيار المستقبل الكوردي في سوريا , إذ نعتبر مثل هذا اللقاءات تعبير عن عمق المأزق السلطوي الذي لا يمتلك إرادة الحل , بل يسعى إلى إدارة الأزمة وإعادة تسويق ذاته القمعية من جهة , ومن جهة أخرى يعمل العقل الأمني الرسمي إلى ترتيب جديد للحالة الديمقراطية الكوردية وتعبيراتها السياسية والثقافية , لا مضمون لها على المستوى القومي وحتى على المستوى الثقافي .
أننا إذ نؤكد على مضمون تصريحنا السابق والذي جاء في سياق لقاء السيدة عطار مع بعض قادة الحركة الكوردية , نعيد التأكيد بان الوفد الراهن لا يمثل سوى نفسه , مع رفضنا المساهمة الكوردية في إعادة تسويق السلطة على أرضية وعود مؤقتة كنتاج للقاءات المرة الواحدة التكتيكية دائما .
أننا نعتبر العقل الأمني غير قادر على حل قضايا المجتمع السوري , فمن يعتقل النشطاء ودعاة الحرية وحقوق الإنسان ويقمع الحريات ويمنع حرية الرأي والتعبير , لا يستطيع الاعتراف بالهوية الثقافية الكوردية في سوريا , ناهيك عن الهوية القومية , وتأتي مثل هذه اللقاءات كتحصيل حاصل لمجمل متغيرات الوضع الإقليمي والدولي والذي كان تصريح السيد الخيمي أوضح تعبير عنه , سواء من حيث الهدف من لقاء بعض الفعاليات الكوردية , أو من جهة مضمون الرسالة السياسية المرسلة للكثير من الأطراف الإقليمية والدولية .
الحرية لمعتقلي الرأي والضمير في سجون الاستبداد
الحرية للمناضل خليل حسين .
6-7-2006
مكتب العلاقات العامة
تيار المستقبل الكوردي في سوريا))
في 26 ايلول 2006 دعت الاحزاب الثلاثة يكيتي وازادي وتيار المستقبل الى اعتصام احتجاجي اخر بمناسبة مرور 44 عاما على جريمة تجريد الكرد من الجنسية ، والتقى وفد كردي سوري في 16 -10 -2006 يضم ناشطين من لجنة التنسيق الكردية بأعضاء في البرلمان الأوروبي ومسؤولين في الاتحاد الأوروبي في بروكسل جرى التركيز خلال اللقاءات على “الوضع السوري العام خارجيا وداخليا ومدى تزايد الضغوطات الدولية عليه، وضرورة بناء دولة ديمقراطية”، كما تحدث الوفد الكردي عن “القضية الكوردية في سورية (باعتبارها) قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية، لاقى الكثير من الاضطهاد والقمع والتمييز العنصري وضرورة ايجاد ضمانات دولية لحل هذه القضية ومنحه حقوقه القومية، وفي 25-12-2006 اصدرت لجنة التنسيق بيانا ادانت فيه قمع قوى الأمن والشرطة الفلاحين الكرد في قرية كركي زيرا وتسليم بور القرية إلى مستوطنين
اما في 21-6-2006 فقد وجه تيار المستقبل رسالة الى مؤتمر بروكسل هذا نصها :
(( السيد شيركوه عباس المحترم
السادة منظمي مؤتمر بروكسل
السادة الحضور:
ينعقد مؤتمركم في وقت تشن فيه سلطة الاستبداد السورية حملة اعتقال عنفي طالت الكثير من نشطاء الشأن العام السوري ومنهم الأستاذ خليل حسين العضو القيادي في تيار المستقبل الكوردي ورئيس مكتب العلاقات العامة , وهي حملة تندرج في إطار هدر كرامة الإنسان وقمع حريته , الحرية التي غيبها البعث منذ انقلابه في 8 آذار عام 1963، ونحن إذ نحيي كل المعتقلين السياسيين الكورد والعرب القابعين في سجون النظام الأمني , نعتبر ذلك ضريبة الحرية والديمقراطية , وجزء من قناعتنا بضرورة التغيير الديمقراطي في سوريا , الديمقراطية التي تضمن التشارك في الوطن الواحد , على أرضية الاعتراف الدستوري بالوجود القومي الكوردي في سوريا وحقه في تقرير مصيره بنفسه , ومن هذا المنطلق نعتبر أن البحث عن صيغة مؤطرة للنضال القومي الكوردي في سوريا , واجب وطني وضرورة موضوعية , تعبر عن سوية الحس القومي ومدى إدراكه لتجميع الطاقات وتوجيهها الوجهة المطلوبة , في مرحلة سياسية حرجة تتطلب تحضيرا وجاهزية شعبية لمواجهة تداعيات مستقبلية , يتوقع أن تمر بها المنطقة , ونجزم بان تقليل فاتورتها , يرتبط إلى حد كبير بمدى توحيد الخطاب السياسي والطاقات الجماهيرية , في مرجعية وطنية , تمتلك سلطة القرار والتوجيه .
أننا إذ نبارك الجهد الذي تبذلونه في سبيل القضية القومية الكوردية , كقضية ارض وشعب وجزء من كوردستان , من حق شعبها أن يقرر مصيره بنفسه , وخاصة انه يصادف الذكرى السنوية الأولى لتأسيس تيار المستقبل الكوردي , يهمنا أن نوضح وجهة نظرنا حيال إيجاد مرجعية كوردية , وطنية , تكون حاضنة لأغلبية طاقات وفعاليات المجتمع الكوردي , السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
من المؤسف إن أي عمل وطني يستوجب تحضيرا جيدا وعالي المستوى , وخاصة نحن نعاني من تفكك في الفكر والجهد والرؤية السياسية , ومن ثنائيات حدية وحساسيات حزبية , نتاج للعقل الحزبي وعدم قدرته على فهم متطلبات التحول وقبول منطق وثقافة الاختلاف , وهذا التنسيق والتحضير , لم يكن في المستوى المطلوب , ونعتقد بأنه كان متسرعا , بدءا من لجنته التحضيرية وانتهاء بعدم قدرته على مخاطبة كل الأطر الكوردية , أو التنسيق معها , وهو ما أدى إلى اعتذار التحالف الديمقراطي والجبهة الكوردية , وبغض النظر عن مسوغات الانسحاب , فهناك خلل في التحضير أوجد هذه المسوغات , وحتى الأطر الموافقة على الحضور , لا تنسيق فيما بينها , وحتى اللجنة التحضيرية كان يجب أن تضم أعضاء وقيادات من كل الأطراف الكوردية , إضافة إلى فعاليات ثقافية وتعبيرات كوردية أخرى , وبالتالي فأي مؤتمر لا يحضر له بشكل جيد , وخاصة الوفود المفترض قدومها من سوريا , لم نلمس جدية عملية من حيث الإجراءات والزمن , لذلك نعتبر بان القصور الواضح في التحضير للمؤتمر الوطني , ولا يتم التوافق عليه وعلى برنامجه واليات عمله وشكل الحضور فيه , نجزم بان نتائجه لن تكون بالشكل الوطني الجامع والمطلوب .
الملاحظة الثانية , نعتقد بان اتفاق الأطر الكوردية وتعبيرات المجتمع الكوردي في الداخل , هي التي ستنعكس إيجابا على الخارج , وليس العكس , رغم إيماننا بان الفصل بين الداخل والخارج , ليس منطقيا ولا معنى للاصطفاف على جانبيه , بل أن المعيارية هي التكامل في حلقة واحدة , يكون الداخل نواتها ومركز قرارها , وبما إن الداخل الكوردي ليس موحدا ومبعثرا , فنعتقد بان فعل الخارج , سيكون جزئيا ولا يمتلك مقومات نجاحه .
الملاحظة الثالثة , أن أي مجلس وطني مزمع إعلانه , يجب بالضرورة أن يتضمن قواسم مشتركة , بين الأطر الكوردية , وهذه القواسم غير متواجدة حتى تاريخه , فهناك قوى لها رؤيتها السياسية , التي لا تجد في الوجود القومي في سوريا , جزءا كوردستانيا , ولا يتضمن خطابها السياسي سوى تكتيكات مرحلية تستند إلى حقوق الأقليات المهاجرة , ولعل القوى الموقعة على إعلان دمشق خير تعبير عن ذلك , على الرغم من خطابها الكوردي المناقض لما وقعت عليه مع الأطراف السورية الأخرى , فهناك ازدواجية في الخطاب السياسي لبعض الأطر , نحترم توجهها السياسي , ولكننا لا نتفق معه , وحتى الأطر التي لم توقع , لا زالت حتى الآن أسيرة فكر حزبي , مغلق , انعزالي تجاه المجتمع الكوردي , ومهادن تجاه الخارج السوري , وهذا أيضا يحترم من موقع الاختلاف والتباين , ولكننا نعتقد بان أي مؤتمر وطني بالضرورة قبل انعقاده , أن يكون هناك توافق الحد الأدنى وخاصة في قضية الوجود القومي الكوردي , وفيما إذا كان هذا الوجود كوردستانيا , أم مجرد أقلية تقطن أرضا عربية , ومن جهة أخرى نرى بان أي توافق على مجلس وطني يسعى إلى نيل الحق القومي والديمقراطي للشعب الكوردي في سوريا , يجب أن يمتلك موقفا واضحا من النظام الاستيدادي في سوريا , طبيعة هذا النظام , وصحة المراهنة عليه , بمعنى المستوى الديمقراطي في نضال الإطار الوطني الكوردي , ومدى تجذره وخروجه من شرنقة المناطقية وثقافة تحييد النظام والفصل الفج بين القضية القومية , وقضية الديمقراطية في سوريا , رغم إن أغلبية برامج الحركة تقول بهذا الربط , لكن الكلام شيء والمكتوب والممارسة شيء أخر , بمعنى هل نشكل معارضة للنظام الاستبدادي , نسعى إلى التغيير الديمقراطي , أم لا علاقة لنا بالنظام القائم , وتغييره ليس من مهامنا , وإذا كانت الأطر الكوردية تعتبر نفسها قوى للتغيير الديمقراطي , فلماذا لا يتضمن خطابها السياسي المكتوب هذا الموقف الجديد , من جهتنا نحن نعتبر أنفسنا حالة وطنية معارضة بكل المقاييس , نسعى إلى إنهاء احتكار حزب البعث للسلطة والدولة والمجتمع , عبر الوسائل السلمية والديمقراطية .
ومن جهة أخرى نعتقد بان أي مجلس وطني كوردي , يجب أن تكون كتلته الأساسية من الداخل , وحتى أغلبية قيادته أيضا , لأنها ساحة النضال الفعلية , وتأتي الساحة الخارجية مكملة ومتممة , وليس العكس , وبالتالي نعتبر مؤتمركم هذا خطوة ايجابية ومفيدة على صعيد العمل السياسي القومي , لكنها غير مؤهله للتحول إلى مجلس وطني كوردي عام .
أننا في تيار المستقبل الكوردي , نعتقد بان التوافق الكوردي على خطاب سياسي وهدف قومي موحد , هو ركيزة أي مجلس كوردي قادم , وبدون توفر هذين الشرطين الموضوعيين , لا نعتقد بجدوى إعلان مجلس وطني , جزئي , نجد بأنه سيكون تجربة لا حظ لها من النجاح والاستمرارية , وخاصة إن عدد كبير من الأطر الكوردية غير متواجد فيه , وبغض النظر عن عدم توافقنا معها , لكننا نعتقد بان حضور اغلبها ومساهمته , كان سيشكل عاملا مساعدا في النجاح والتوافق .
أننا إذ نعتبر مشاركتنا في أي مؤتمر يعقد من اجل قضيتنا القومية , واجبا وضرورة , وخطوة مهمة من اجل توثيق وتقريب الفهم المتبادل للمطلب الكوردي , والفعل السياسي الميداني , وبغض النظر عن التباين في الرأي , سياسيا أو إجرائيا , فأننا نثمن الجهد الذي تبذلونه , ونتمنى لكم المزيد من الموفقية , على الرغم من عدم موافقتنا على تحول هذا المؤتمر إلى مجلس وطني كوردي عام , لأنه لا يمتلك الحد الأدنى من مقومات النجاح والاستمرارية , ويمكن اعتباره نقلة نوعية في اتجاه إيجاد مجلس وطني عام , يرتكز على فهم سياسي متوافق عليه , ومتمنين بذات الوقت من كل طاقات شعبنا الكوردي التي تمتلك الحس بالحرية , وبضرورة تأصيلها في الوعي والثقافة , السياسية والشعبية , أن تعمل بما فيه خير شعبنا ومصلحته القومية . ))
هذا غيض من فيض لان الحديث عن مشعل وعن نشاطات التيار يطول لذلك سأتوقف عن الكتابة عند هذه المرحلة على ان اعاود الكتابة عنها في اوقات اخرى !
المجد والخلود للشهيد مشعل والخزي والعار لقاتليه !
قامشلو 2-10-2018