يوم السلام العالمي بإسقاط اخطبوط ولاية الفقيه

بقلم: هدى مرشدي* 
سمي يوم ٢١ سبتمبر ١٩٨٢ ولأول مرة بيوم السلام العالمي. هذا اليوم أساسا وبشكل خاص يتطرق لمقارعة الحروب والعنف وهدفه الأساسي حصول الأشخاص الذين عاشوا الحروب وتعرضوا فيها للعنف من أذى الإرهاب على المساعدات الإنسانية الودية وإحلال السلام والاستقرار للجميع. 
في الأدب الفارسي القديم كلمة السلام ترادف كلمة الصلح والتصالح وأيضا تعني الوقوف ضد وفي وجه الحروب والنزاعات ولكن بالطبع في العصر الحديث توسع مفهوم السلام وربما فتح أبوابا مختلفة أمامه. تعريف السلام ليس مفهوما مطلقا ومن الممكن أن يكون له جوانب مختلفة تتناسب مع أي وجهة نظر في كل مجتمع أو دين أو ثقافة.
لذلك على هذا النحو يمكن قراءة السلام من جوانب مختلفة. من المسائل المتعلقة بالحرب نزع السلاح والتحكم بالتسلح العسكري حتى عدم التدخل في شؤون بقية الدول وقيود أخرى مختلفة. 
لكن هذا العام في يوم السلام العالمي ما هي الشروط التي ينبغي النظر فيها؟ 
عام بعد عام تقترب الظروف الاقليمية والدولية من نقطة حساسة ودقيقة أكثر.
يوم السلام العالمي يأتي في ظروف تعاني فيها شعوب الشرق الأوسط من العنف والحروب الأهلية المدمرة حيث أن أزمة اللاجئين التي تركوا بيوتهم وأكواخهم بسبب هذه المشاكل قد تحولت لأكبر وأعظم أزمة لجوء بعد الحرب العالمية الثانية. 
إن تعداد الأشخاص الذين تشردوا نتيجة لنزاعات العام الماضي قد تجاوز ٦٠ مليون شخص. في غضون ذلك ذهب ضحية هذه النزعات ملايين الأطفال والمراهقين الذين حرموا من الذهاب إلى المدرسة. 
إذا أردنا التطرق لبحث السلام العالمي بالطرق التقليدية يجب التطرق اولا لتعاريف من قبيل : العنف والحرب، الاغتيال والإرهاب، الفقر والهجرة، التشرد، استبداد وظلم العديد من الدول والحكومات، الانتهاك المتكرر والمستمر لحقوق الإنسان وترسيخه في العديد من مناطق العالم، الثورات والاختلافات الدينية والقومية، العقوبات الدولية، الدوائية والصحية والغذائية ضد العديد من الدول المخالفة لميثاق الأمم المتحدة والمواثيق والتعهدات والالتزامات الدولية للحكومات. 
لكن في الوقت الحالي أكبر عدو للسلام في المنطقة والعالم هو النظام الإيراني بصفته الأب الروحي للإرهاب الذي جلس على كرسي السلطة وعمل على تصدير الإرهاب تحت غطاء الدين.
نظام الخميني الناشر للحروب ومرتزقته المأجورون هم الموجهون والمقاتلون الأساسيون في هذه الحروب في المنطقة. 
إشعال الحرب في سورية واليمن و الأعمال الإرهابية للمليشيات شبه العسكرية التابعة لقوات الحرس في المنطقة، غسيل الأموال والتأمين المالي للإرهاب، برنامج الصورايخ البالستية الذي ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي واختطاف رعايا الدول الغربية كرهائن من السياسات الأخرى القذرة التي تبعها هذا النظام التوسعي.
لكن ماهي طبيعة هذا التشدد؟ هل هو السلطة أم هي تدابير دفاعية في وجه التهديدات الخارجية؟ 
لا أحد من هذه الإجابات صحيح. تشدد الملالي ناجم من عدم استقرار هذا النظام في داخل إيران. 
المقاومة الإيرانية أشارت مرات عديدة لدور النظام الإيراني في نشر واستمرار الحروب التي تشعلها الفاشية الدينة الحاكمة في إيران وعنونت أن إحلال السلام والديمقراطية والأمن والاستقرار في المنطقة يستوجب طرد و إزالة هذا النظام المتعطش للحروب. 
كما أن العديد من الشخصيات والمسؤولين الرفيعي المستوى قد أشاروا أيضا لهذا الدور ومن بينهم: 
مستشار الأمن القومي الأمريكي في نوفمبر ٢٠١٧ : النظام الإيراني يستخدم الإرهاب من أجل منع إحلال السلام. قائد قوات الحرس الذي خطط لهجمات ٢٣ اكتوبر [1984 في بيروت] كان وزير الدفاع الإيراني حتى قبل شهرين. 
السيد جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي وخلال مقابلة مع تلفزيون (تاب تشانل) الألباني في تاريخ ٢٠ مارس ٢٠١٧ اعتبر النظام الإيراني خطرا على السلام والأمن العالميين. ووصف ملالي إيران بأنهم مكروهون بشدة. واعتبر أن سبب قوة هذه الحكومة هو استخدام الجيش وقوات الحرس. 
وصرحت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، في رسالة إلى مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسته حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران في مارس 2018:
“من فضح انتهاكات حقوق الإنسان في إيران حتى مشروع صنع القنبلة النووية والمشروع النووي ومن تصدير الرجعية والأصولية حتى فضح الإرهاب وقوات القدس الإرهابية والبرنامج الصاروخي للنظام، كان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو المبدع والمبادر وحامل الراية وحتى إسقاط هذا النظام المتعطش للحروب لن يتخلى عن مساعيه الحثيثة وعمليات الكشف التي يقوم بها “.
السيدة مريم رجوي قالت أيضا : “نحن نذكر الحكومات و المجتمع الدولي مجددا بأن استبدال سياسات التماشي مع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران بالحزم والحسم ليس فقط حق ومطلب الشعب الإيراني بل هو ضروة وضمان للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم”.  
نعم هناك مكان في يوم السلام العالمي حيث بالإضافة لاستهداف العدو للسلام العالمي نشير أيضا لموجات السلام، في هذه المرة يمكن أن نطلق اسم المنادي الأساسي للسلام في المنطقة على المقاومة الإيرانية والتي في برنامجها المكون المواد العشر من أجل إيران الحرة تعهدت بإحلال الحرية والسلام والتعايش السلمي مع الدول المجاورة ومع المجتمع الدولي أيضا.
هذه المقاومة تؤمن بأن السلام ممكن التحقق.
وسيأتي اليوم الذي سيرفع فيه العلم الأبيض على وجه اليقين ويظهر جماله على أعلى القمم في هذه المنطقة التي مازالت راحة النار والدم تفوح منها حتى الآن. 
*كاتبة ايرانية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…