أحداث «القامشلو» بين الحقيقة و الوهم؟!

الأمازيغي: يوسف بويحيى
واهم من يظن أن قوات الإتحاد الديموقراطي pyd ستحارب أو تعادي نظامها السوري مهما كانت مسرحيات التمثيل و نتائجها، كون تنظيم pyd صناعة المخابرات السورية بمباركة إيرانية لضرب المشروع الوطني الكوردي في كوردستان “روجاڤا” ، إذ لا يخفى لأي مواطن سوري و كوردي بشكل عام كيف ساهم pyd في حماية النظام السوري منذ بداية الثورة السورية، وكيف طعن قادة pyd الشعب الكوردي و المعارضة الحرة قبل أن يركبها الطغاة الإسلاميون بشتى توجهاتهم الإرهابية.
إذا إستطاع الرجل الألي (روبو) ان يخرج عن جهاز التحكم أنذاك سأومن بأن pyd  و النظام السوري أعداء، أو على الأقل pyd خرج من تحت عباءة النظام السوري، لكن هذا أمر مستحيل لا يقبله الواقع الملموس الحالي أبدا، لأن الحقيقة لا يمكن حجبها ببعض الأكاذيب و الأوهام  الضعيفة الملونة، علما أن كوردستان “روجاڤا” كانت و مازالت تحت يد رجال الإستخبارات السورية، بينما قادة pyd مجرد جنود تحت الطلب و حراس أبار نفط النظام السوري، علما أن التواصل بين إستخباريو النظام السوري دائم مع قادة pyd لتزويدهم بالأوامر و المعلومات و الخطوات التي يجب عليهم القيام بها بكل إتقان و طاعة.
لم يكن أبدا لكوردستان “روجاڤا” حكما ذاتيا، وما يسمى بالإدارة الذاتية أكذوبة تم تمويه الشعب الكوردي بها، مجرد خطة لتلميع صورة النظام السوري أمام الرأي الدولي كنظام ديموقراطي تعددي…، بالمقابل كلف عملاءه من pyd لقتل الشعب الكوردي الوطني و قمع أي نهضة كوردية ضد النظام السوري، على إثرها هجر و قتل و إختطف و أبيد ملايين كورد “روجاڤا” بفعل سياسة pyd المتوحشة ضد أي مواطن كوردي وطني، علما أن سياسة pyd الغاصب لها صور عدة من بينها منع رفع العلم الكوردي التاريخي الأصلي و مداهمة بيوت الكورد الشرفاء من فنانين و نشطاء و حقوقيين و كتاب و سياسيين وطنيين و غيرهم.
بٱسم الإدارة الذاتية عمل قادة pyd على جعل كوردستان روجاڤا بقرة حلوب لصالح النظام السوري، ذلك بفرض ضرائب ثقيلة على الكورد في كل القطاعات ترسل لخزينة النظام السوري سرا، ناهيك عن تقزيم أجور الموظفين الكورد إلى رواتب رمزية فقط، فهل يعقل أن يتقاضى رجل تعليم 70 دولار شهريا بينما سياسي جاهل في حزب pyd يتلقى 4000 دولار مع إعفائه من الضرائب ،إضافة إلى فرض ضرائب حتى على الباعة المتجولين في الشوارع رغم ضعف مدخولهم اليومي، ما يثبت أن pyd عصابة مافيوية صنعت لشل حركة شعب كوردستان روجاڤا و ليس حزب نهضوي كما ينفخه الإعلام السوري الغاصب.
لقراءة حدث المواجهة في مدينة “قامشلو” بين أساييش pyd و قوات النظام السوري يمكننا طرح رؤيتين إثنتين، الرؤية لأولى هى الأصح بينما الرؤية الثانية مستقبلية ستكون فقط تتطلب بعض الوقت.
– الرؤية الأولى
هنا أريد ان أسلط الضوء على حدث اليوم في مدينة “قامشلو” بين أساييش pyd و قوات النظام السوري بشكل صريح بعيدا عن التضليل الإعلامي و المزايدة و نفخ البالونات، كما أني أخاطب أصحاب العقول الحية من شعب كوردستان الحبيبة، متسائلا مستنكرا في حد ذاتي على أي شيء سيتواجه أساييش pyd و النظام السوري مادام أن قادة الأبوجية جميعا سواء pyd و pkk عقدوا إجتماعات مكثفة مع النظام لتسليم باقي مناطق روجاڤا له، على إثرها تم إزالة كل صور “أوجلان” و أعلام الأمة الديموقراطية قبل أشهر ومن القامشلو نفسها، زيادة إلى أن قادة pyd أمثال “إلهام احمد” و “الدار خليل” و “صالح مسلم” صرحوا في أكثر من مناسبة على أنهم مستعدون لتسليم المناطق للنظام بدون شرط أو قيد، كما أن تصريحات المندوب الرئاسي في الكنيسة الأرتوذكسية أثناء زيارته “الحسكة” و “قامشلو” بخصوص عودة قوات النظام السوري إلى المناطق المذكورة لم تلقى اي رد او تعقيب من طرف قادة pyd ، ما يثبت أن حدث المواجهة اليوم بين الأساييش و قوات النظام ماهي إلا خطة مصطنعة لخلق زوبعة إعلامية و جس نبض الشعب الكوردي و خلق ارضية مزيفة مقبولة لدى شرائح المجتمع الكوردي بقبول الحوار و التفاوض تفاديا لعدم إعادة ما حدث بعفرين، لكن الحقيقة لا شيء سيحدث بالقامشلو بالذات سوى أن قادة pyd سيعيدون الأمانة للنظام بعد أن إنتهت مهمتهم التي وكلوا بها.
– الرؤية الثانية
يمكننا وضع هذه الرؤية الإستراتيجية البعيدة المدى، والتي تنصب في قراءة أحداث “قامشلو” من منطلق دولي بين روسيا و أمريكا في إخراج إيران من المعادلة السورية، علما ان القرار سيكون عاجلا أم آجلا بٱتفاق أمريكي_روسي، الشيء الذي سيفرض على النظام السوري قطع علاقته بإيران، ومنه سيتم فك pyd إرتباطه بمحور “قنديل” pkk (الإيراني) بضغط أمريكي_روسي، خلاله سيكون pyd مضطرا إما أن يختار ولاء النظام السوري أو إيران، فإذا إختار قادة pyd النظام السوري سيكون ذلك بردا و سلاما على المنطقة برعاية دولية أمريكية و روسية، وإذا تعنت و إختار pyd ولاء النظام الإيراني عن طريق وصل قنديل سينشب صراع جديد بين النظام السوري و pkk_pyd بدعم إيراني.
إن الفرق بين الرؤيتين يكمن فقط في أن الأولى ملموسة قائمة و الثانية مستقبلية آتية مهما طال الوقت أو قصر.
– تحليل إعلامي
من زاوية أخرى فقط للتوضيح و لرؤية شاملة، فمادامت أحداث “قامشلو” لها علاقة بالنظام الإيراني الطائفي بتنسيق مع النظام السوري و الأبوجية، فليس من الغريب أن تكون مواجهة “القامشلو” لعبة مفبركة لضرب عدة عصافير بحجر واحد، من بينها إلهاء الرأي الكوردي و التغطية عما إرتكبه النظام الإيراني بإعدام الشهيد الكوردي “رامين حسين بناهي” الذي وصل صوته لكل الأجزاء الكوردستانية و دول أروبا، ثم قصف مقرات الحزب الديموقراطي الكوردستاني في كوردستان “روجهلات” الذي نجم عنه سقوط شهداء لخلق حديث اللحظة و نسيان ما يدور و يحاك في العمق الإقليمي ضد شعب كوردستان.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لقد مرّ ما ينيف على القرن على تقسيم كردستان وتشتيت شعبها بين أربع دول، في أعقاب اتفاقات وتقسيمات دولية همشت إرادة هذا الشعب وتجاهلت تاريخه وحقه في الحياة الكريمة على أرضه. ورغم اختلاف الأزمنة وتعاقب الأحداث، يظل واقع الكرد مزيجًا من الكفاح المرير ضد الاحتلال والقمع، يقابله إيغال في الشتات وتوزع جغرافي بين أراضٍ وأحلام لا تزال أسيرة…

عبداللطيف محمدأمين موسى في ظل انتهاء الانتخابات الأمريكية وانتخاب ترامب ليكون الرئيس 47 للولايات المتحدة الأمريكية ومع هذا الدعم والأغلبية الساحقة والغير المسبوقة في مجلس الشيوخ والنواب الأمريكية سيكون لدى ترامب الحيز الواسع للتحرك من أجل أحداث تغيرات كبيرة في أزمات الشرق الأوسط على وجه العموم والأزمة السورية على وجه الخصوص عبر تنفيذ برنامجه الانتخابي و الداعي الى حل الأزمات…

إبراهيم اليوسف   لا تزال مأساة عفرين، كما هو الحال في مناطق كردية أخرى تمثل رمزًا صارخًا للظلم والتدمير تحت مسمى “التحرير”. إذ شهدت هذه المناطق موجة من التعديات والتجاوزات الإنسانية التي تجاوزت مجرد الصراع العسكري، لترقى إلى مستوى عمليات إبادة منظمة، تهدف إلى تغيير ديمغرافي يهدد الهوية الكردية التاريخية للمنطقة، مدعومة بتحركات تسعى لفرض ثقافة أجنبية بدلاً من أصالة…

خليل مصطفى الكلام لأبناء الأُمَّة السُّورية (المُسلمين والمسيحيين والعلمانيين): أوَّلاً ــ منذ عام 2011 وهُم يرفعون شعارات الديمقراطية والوطنية، ولا زالوا لتاريخه (2024)… ومع ذلك لم نجدهُم قد حرَّكُوا ساكناً.؟! ثانياً ــ مِنْ المُعيب (بل المُخجل) أنهُم لا يتمعَّنون بواقع حياتهم المأساوية.؟ وعليه فمن مُنطلقات الديمقراطية والوطنية نسألهُم: إلى متى سيظل الظَّلام مُخيِّماً عليهم.؟ وإلى متى ستظل قلوبهُم وعقولهُم مُغلقة.؟…