عبدالغني علي يحيى
في العراق اليوم محوران شيعيان للفوز برئاسة الوزراء يقود الأول الصدر والعبادي، فيما الثاني يقوده المالكي والعامري ويسعى كل محور إلى تشكيل التكتل النيابي الاكبر في وقت يقر معظم العراقيين واكثرية الأطراف السياسية بلوغ نسبة التزوير في أنتخابات ايار الماضي البرلمانية الـ90% وبذل المتضررون وحدهم محاولات لتصحيح الخطأ، لكنهم باؤوا بالفشل لما أقرت المحكمة الأتحادية العليا نتائج الانتخابات، حين حسمت بطريقة لا مسؤولة نحو 400 طعن في نتائج العد اليديوي بـ48 ساعة !! وهذا الحسم بدوره تزوير من نوع آخر واذا كان البرلمان الجديد لدى معظمهم مزوراً فان الحكومة التي ستنبثق عنه مزورة بدورها أما التكتل النيابي الأكبر فأنه كما البرلمان مزور 100% ومزورة كذلك الرئاسات الثلاث التي يتم تسميتها من قبل البرلمان المزور،
ومما لايختلف فيه إثنان ان الشعب العراقي غير مقتنع بقرار المحكمة العليا المصادقة على نتائج الأنتخابات فضلاً عن ما ذكرته فان العراق يعيش مشاكل غاية في الصعوبة والتعقيد بشكل يستحيل معه الفكاك منها أو تجاوزها، وكم كان الرئيس دونالد ترامب محقاً عندما قال: (أقسم بثلاث حافلات مليئة بالقرآن والأنجيل والتوراة ان العراق لن ينعم بالأستقرار أبداً) ونضيف بأنه لم ينعم بالأستقرار في كل العهود التي مر بها، اضافة الى ذلك، العراق مثقل بالديون التي تقدر بأكثر من 140 مليار دولار، وقبل أيام طلبت ايران منه تعويضها عن الحرب التي شنت عليها وقدرت التعويضات بترليون و 200 مليار دولار، وهذا مبلغ تعجيزي بحق واصاب مثال إلالوسي رئيس حزب الأمة العراقية الحقيقة حين وصف المطلب الايراني بأعلان حرب على العراق، عدا المديونية التي ينوء كاهل العراق تحتها فان حاجة المدن المحررة: الموصل، بيجي، تكريت، الرمادي السنجار، الحويجة تنطلب مبالغ مالية ضخمة وبلغة المليارات، ةلا أعتقد ان العراق بمستطاعه توفير المال لأعمار المدن، لذا نلقاه يتشبث بمال وجهود غيره مثل: مؤتمر الكويت للما نحين ومحاولات أنجيلينا جولي والمتطوعين من أبناء المدن ..الخ. ولن يتمكن العراق ايضاً من حل مشكلة العاطلين فقبل ايام مثلاً أعلن عن توفير العمل لـ55 الف عاطل من مجموع مليوني عاطل، وقبل أيام ايضاً هاجم أمام جمعة البصرة الحكومتين: المركزية والمحلية لعدم ايفائها بالوعود التي أطلقتاها لحل مشكلة العاطلين، أضف الى ما ذكرنا ابتلاء البلاد بشحة المياه والتصحر والجفاف والملوحة ونفوق معظم الثروة الحيوانية من مواشي وأسماك، والذي ترتبت عليه هجرة الناس من الأرياف إلى المدن طلباً للماء والكهرباء والخدمات حتى هذه ليس بمقدور الحكومة الحالية والمقبلة من معالجتها، ان من الصعب بمكان تنظيم جدول بأزمات العراق التي لا تحصى واذا كان الشعب العراقي غير مقتنع بمصادقة المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات، فأن 93% من الشعب الكردي غير مقتنع بالغاء تلك المحكمة لنتائج الاستفتاء على استقلال كردستان الذي جرى يوم 25-9-2017، وانه(الكرد) يتحينون الفرص للمطالبة بالاستقلال وهو حق مشروع لا يعارضه إلا الجهلة من امثال حكام العراق والمحكمة العليا صاحبة القرارات اللامسؤولة والظالمة. إلى جانب الكرد وكل العراقيين فأن السنة بدورهم لا يثقون بقدرة الحكومة المقبلة على تنفيذ وتلبية مطالبهم الخمسة: اعادة النازحين، اعمار المدن، الكشف عن مصير المخطوفين، اعادة العسكريين المفصولين الى وظائفهم . اطلاق سراح المعتقلين ولا أبالغ اذا قلت، ان كل المخطوفين هم الان ومنذ اعوام في عداء الاموات ان الحكومة الجديدة المقبلة لن تقدر على تنفيذ اي من المطالب ومنذ الأن ترى في المطالب الكردية الـ27 تعجيزية وتصطدم برفض شيعي قاطع. انظر الى تهديد الخزعلي للكرد والسنة، من ان الشيعة سيلجؤون الى (رد قوي) ضدهما، وأقول ان الحكومة الجديدة المقبلة حتي لو ارادت بصدق واخلاص معالجة الأزمات فأنها لن تتمكن من ذلك، لان حجم الأزمات والمشاكل والخروقات اكبر من حجمها بكثير، عليه والحالة هذه فان العاقل هو من ينأى بنفسه عن الوصول الى الحكم أو المشاركة فيه، وان الوصول إليه حلم المجنون الذي لا يحسب حساباً للفشل في معالجة واقع ميئوس منه أو فاسد فاسق يجهد للوصول الى السلطة لسرقة ما تبقى من المال العام .
عجبي من الكرد والسنة المترددين بين الانضمام إلى هذا التكتل الشيعي أو ذاك، من غير ان يدركوا، ان المحورين اللذين اشرت اليهما ومعهما كتل شيعية اخرى رغم خلافاتها فانها متفقة على مصادرة حقوق الكرد والسنة، وللكرد تجربة مع الحكومات التي تتقاسم وطنهم الكردستاني الكبير فهذه الحكومات والدول مهما اختلفت فيما بينها فانها متفقة على معاداة الكرد على طول الخط وفي كل زمان ومكان. وواضح ان المتسابقين إلى الفوز بالحكومة والمناصب لا يتفتون الى الكم الهائل من الأزمات والمشاكل، بل تجدهم يبوسون الاكتاف واللحى والأيادي والاحذية علهم يفوزون بمنصب يدر عليهم بالمال والنفع. واحياناً نسمع عن استقالات لوزراء اوروبيين وامريكيين من مناصبهم الرفيعة لمجرد شعورهم بخطأ في الحكومة، بحيث ان البقاء فيها يمس كرامتهم وعزة النفس لديهم، لكن مسؤولينا على الضد من ذلك اذا طردته من الباب يعود إلى المنصب من الشباك .
جميع العراقيين الآن بانتظار اجتماع البرلمان المزور بعد العيد ليكلف التكتل البرلماني الاكبر المزور لتسميه 3 رئاسات مزورة ويشكل حكومة جديدة مزورة والكل: البرلمان، التكتل الاكبر، الرئاسات الثلاث، الحكومة الجديدة في فلك التزوير يسبحون، العراق يعيش عصر التزوير والفساد.