كأس العالم لكرة القدم وفرح الشعب .. نظرة إلى عداوة النظام الإيراني مع الرياضة والرياضيين الإيرانيين !

عبدالرحمن مهابادي* 
يتابع طيف واسع من شعوب العالم مع بداية ألعاب كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت هذا العام في روسيا هذه الألعاب بطرق مختلفة. مع كل مباراة ومع كل نهاية كل لعبة كم من الدموع انهمرت وكم من الضحكات رسمت على الشفاه. هذا هو انعكاس هكذا مسابقات على الشعب. 
من الطبيعي أن يبتهج الشعب الإيراني بنصر الفريق الإيراني على فريق المغرب ولكن الشعب الإيراني أصبح غاضبا جدا بعد سوء استغلال نظام الملالي هذه الانتصارات. لأنهم وقبل أي شخص يعلمون بأن النظام الحاكم في بلدهم هو عدو الرياضة والرياضيين الإيرانيين. هم يعلمون بأنه منذ اليوم الاول الذي أصبح فيه الملالي حكاما على إيران أبتليت الرياضة مثلها مثل الكثير من الموضوعات الاخرى بالوصول لمثل هذه الحالة السوداوية. 
ان حكومة ولاية الفقيه وفقا للمصادر الرسمية لا تأخد مشروعيتها من «الشعب» بل من «الله». وهذا «الله» الذي زيفه الملالي الحاكمون يختلف كثيرا بمنظورهم عن الله عز وجل الذي يعبده الشعب الإيراني والعالم. ولهذا السبب فلا يوجد مكان لهذا النظام في فرح وسرور الشعب الإيراني. وإنما أظهره أمثال حسن روحاني رئيس جمهورية الملالي بعد هذا النصر لا يتعدى كونه عملا مخادعا و أفاقا لا أكثر. 
عداوة هذا النظام مع الرياضة لها تاريخ وباع طويل جدا وبنظرة واحدة إلى السجل الاسود للرياضة في إيران تحت حكم نظام ولاية الفقيه تتبين هذه الحقيقة بوضوح. هؤلاء بدلا من إعطاء ميزانية كافية للرياضة ولاسيما الرياضة النسائية قاموا بصرف كامل ميزانية الدولة من أجل تصدير الاصولية والارهاب. 
الكثير من الرياضيين وأبطال الساحات الرياضية ومن بينهم حبيب خبيري تم اعدامهم من قبل نظام الملالي. عدد منهم أجبر على ترك الوطن وعدد أكثر تم إجبارهم على ترك الساحات الرياضية غصبا وتوفي في الاعوام الماضية في داخل أو خارج إيران. 
عزيز أصلي (حارس المرمى الكبير للمنتخب الوطني الإيراني في الاربعينيات والخمسينيات)، عزيز كياني (أحد أبطال إيران والعالم في الوزن الثقيل) كانوا من بين الابطال الرياضيين الذين لم يستسلموا وغابوا عن ناظرنا في ديار الغربة. وذلك لان قلوبهم كانت تنبض دائما من اجل إيران والشعب الإيراني وكانوا يعتبرون دائما أن نظام الملالي هو السبب الوحيد في إبعاد وتشريد ملايين الإيرانيين الأحرار. 
حبيب خبيري أصبح قائدا للمنتخب الوطني الإيراني في عام ١٩٧٩. كان حبيب خبيري يلعب كظهير أيسر في الفريق سابقا. حسن نائب آقا الذي هو الان عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وكان سابقا زميلا ورفيقا لحبيب يقول : 
“كان حبيب خبيري عبقري كرة القدم الإيرانية في تلك السنوات. في تلك السنوات، كان أفضل لاعب في آسيا يلعب بقدمين، وعلى الرغم من أنه كان قصيرًا، ولكن مع لياقة بدنية عالية كان يندفع كهرقل صغير يستخرج النصر من كل تدافع بين اللاعبين” 
تم اعتقال حبيب خبيري في أغسطس ١٩٨٣ من قبل نظام الملالي القمعي وبعد عمليات التعذيب والضغوط الشديدة التي استخدمت لسحقه أمام عدسات كاميرات تلفزيون الخميني في النهاية في ٢١ يونيو ١٩٨٤ تم اطلاق النار عليه بتهمة مولاة ودعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. 
إلى جانب حبيب خبيري تم اعدام الكثير من الرياضيين أيضا على يد نظام الملالي ومن بينهم : هوشنك منتظر الظهور (البطل الوطني في المصارعة الرومانية) علا كوشالي (عضو فريق برسیولیس و المنتخب الإيراني)، مهشبد رزاقي (عضو فريق هما طهران)، مجيد حاج بيغي (بطل أندية طهران للكاراتيه)، منوتشهر زنغويي (بطل خوزستان في كرة السلة) مجيد نظري (بطل أندية طهران للجودو)، سيد محمد عطارودي (بطل ومدرب تكواندو) و فروزان عبدي (بطل المنتخب الوطني لكرة الطائرة) و .. غيرهم الكثير .. 
في كل مجتمع تكون الساحات الرياضية والملاعب المحلية من أجل تدريب وتقدم الروح البشرية وتنمية الصداقة والحريات وصنع مجتمع صحي وسالم ولكن في إيران في ظل حكم الملالي ورجال الدين تم تدمير وتخريب هذه الاماكن أو تم ابقائها على شكل متخلف ورجعي أو أصبحت مكانا لشنق واعدام أبناء الشعب الإيراني. 
هذا النظام بالاضافة إلى وهب وايداع الاتحادات والملاعب الرياضية لقوات الحرس وعملائه التابعين له يقوم بقتل أي رياضي يقف من أجل الدفاع عن الشعب والانتفاضة الشعبية. يوم السبت ١٥ يوليو كان هناك رياضي شاب باسم أصغر نحوي بور لم يتحمل الوقوف صامتا أمام اهانات وتحقير رجل دين لفتاة شابة في مترو المدينة وقام بانتقاد هذا الملا المرتزق. نفس هذا البطل سقط شهيدا على يد عملاء النظام. 
قوات الحرس وقوات البسيج المعادية للشعب الإيراني لا يقتصر حضورها الواسع اليوم على المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية والادراية في المجتمع الإيراني بل تعدتها لتصل إلى الاندية الرياضية وهيئات ادارة أندية كرة القدم وخاصة كرة القدم التي يملكون فيها حضورا فعالا ولهم فيها الكلمة الاولى والاخيرة. 
الرياضة الإيرانية حاليا تعاني بشدة من هذه الكارثة، حيث أن أكثر من 50٪ من سكان إيران دون سن الخامسة والثلاثين، لكن متوسط نصيب كل فرد من الشعب الإيراني من الأرض الرياضية في جميع أنحاء إيران هو 60 سنتيمترًا مربعا فقط. 
ان ما جرى على الأرضية الرياضية بالنسبة للنساء الإيرانيات أكثر سوءا بكثير. فبناءا على فتوى الخميني وبقية الملالي فان النساء الإيرانيات محرومات من أي نوع من أنواع الرياضات المحببة لديهم ومن مشاهدة المسابقات الرياضية والحضور في الملاعب ومحرومات أيضا من عرض مسابقاتهن على وسائل الاعلام ومن الحصول على اماكن مناسبة وكافية من أجل الرياضة ومن الكثير من الحقوق فيما يتعلق بالرياضة. 
إن موضوع حرمان النساء من حرية الحضور في الأندية كانت أحد الأمور التي أشارت اليها الفقيدة السيدة عاصمة جهانغير المبعوثة الخاصة المعنية بحقوق الانسان في إيران في تقريرها أيضا. 
ليسوا قلة أؤلئك الرواد السابقون والابطال الرياضيون الإيرانيون الذين هم اليوم أعضاء في المقاومة الإيرانية والذين بالاضافة إلى نشاطهم اليومي ضد نظام الملالي متلهفون لحضور المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس (#FreeIran2018) الذي تقرر عقده في ٣٠ حزيران هذا العام. والشعب ولاسيما الرياضيون الإيرانيون يدعون للانضمام والتضامن من أجل دعم المقاومة الإيرانية. ومن بينهم : البطل مسلم اسكندر فيلابي، اصغر اديبي، حسن نائب اقا، بهرام مودت، عباس نوين روزغار، محمد قرباني، محمد طهراني و غيرهم الكثير من الرياضيين الإيرانيين ..
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…