بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
Abl.majeed.m@gmail.com
في أعقاب انهيار الاتفاق النووي وخروج امريكا من هذا الاتفاق الهش يتخبط مسؤولوا نظام ولاية الفقيه من شخص خامنئي حتى رئيس جمهوريته حسن روحاني وبقية المسؤولين الاساسيين في هذا النظام وكل منهم يشير بأصبع الاتهام نحو الآخر ويعتبره المتهم الأول في مسألة الاتفاق النووي.
في هذا الجدل الحكومي أكثر ما يثير الاهتمام هي أصابع الاتهام الموجهة بين الولي الفقيه خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني نحو بعضها الآخر.
خامنئي بعد خروج امريكا من الاتفاق النووي قال وهو يستشيط غضبا: لقد قلت منذ البداية أنه لايمكن الوثوق الاعتماد على بامريكا، من ناحية أخرى، جاء حسن روحاني برد وقال: نحن في مسألة الاتفاق النووي عملنا وفقا لبيانات وأوامر المرشد الأعلى بحذافيرها. وكل ما تفضل به معاليه من أوامر وتوضيحات قمنا بالاعلان عنها والعمل على تنفيذها وإجرائها. كل هذا موجود ومكتوب وموثق ويمكن عرضه في أي وقت.
وتستمر الصراعات والجدالات الحكومية بحثا عن المذنب الرئيسي في هذا الاتفاق.
في مناسبة ذكرى موت خميني (٣ يونيو) الملا حيدر مصلحي وزير استخبارات النظام السابق خلال حديثه حول فشل وانهيار الاتفاق النووي قال: «الشخص الذي كان مسؤولا وأعطى كلمته ووعوده في هذا الاتفاق يجب أن يجيب الآن عن هذه التساؤلات والنظام يجب أن لا يصبح في مرمى الاستهداف».
ويتابع حديثه قائلا أننا نواجه فتنة كبيرة. مخطط العدو هو الفتنه الجديدة. إن كل من الجيش وقوات الحرس وقوات البسيج وقوى الشرطة يقع على عاتقها مهمة كبيرة في الايام القادمة. واذا كنا تجاوزنا فتنه عام ٢٠٠٩ يجب أن نكون نجهز أنفسنا ونكون مستعدين لفتن أكبر منها قادمة. العدو يسعى للتخطيط لفتنه جديدة يكون محورها الرئيسي أساس نظام ولاية الفقيه.
اشارة الملا مصلحى نحو إيجاد سهم الاحتجاجات “نحو الولي الفقيه” وخوف الحكومة الدينية من نفور وكره عامة الشعب لشخص خامنئي. الأمر الذي ظهر في انتفاضة يناير الماضية من خلال شعارات (الموت لخامنئي) في اكثر من ١٤٢ مدينة إيرانية منتفضة ومعترضة.
في هذه الايام إن فشل الاتفاق النووي يضع خامنئي اكثر فاكثر في معرض المحاسبة الشعبية بسبب الملف النووي والخسارة الفادحة التي ألحقها بالشعب الإيراني بسبب مشروع صناعة القنبلة النووية.
الملا علم الهدى ممثل خامنئي وإمام الجمعة في مدينة مشهد كان قد قال قبل اسبوع مضى: “لماذا تذهبون باتجاه عمود وخمية النظام ومسؤول الولاية؟”
الحقيقة هي أنه كلما ازداد وتوسع الكره العام والغضب الشعبي ضد النظام الديني أكبر كلما ازدادت شدة الصراع والحرب بين المسؤولين الحكوميين ضد بعضهم البعض أكثر فأكثر.
السبب الرئيسي وراء وجود التناقضات والخصومات داخل الحكومة هوالخوف من انتفاضة الشعب الإيراني من أجل الاسقاط الحتمي لهذا النظام.
بعد اسبوعين على خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الفاشل مع النظام الديني، وزير الخارجية الامريكي وفي أول حديث له يعترف رسميا بانتفاضة الشعب الإيراني في مواجهة الدكتاتورية الدينية وأكبر داعم للارهاب وطالب بتشكيل جبهة دولية في وجه النظام الإيراني.
وزير الخارجية الامريكي أشار إلى «النواقص المميتة» في التوافق النووي الذي تم امضائه مع النظام ومنها ما سماه «مال الدم» الذي وضعه الاتفاق تحت اختيار هذا النظام وتحت اختيار الوحوش ومجرمي الحرب أمثال قاسم سليماني واشار إلى قرار مجلس الامن السابق الذي وضع برنامجا مؤلفا من ١٢ مادة على طاولة نظام الفاشستية الدينية الحاكم في إيران وأكد على أن أي اتفاق جديد مع النظام الإيراني يجب أن يشمل الشروط التالية:
وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، السماح بالتحقيقات دون قيد أو شرط، وقف البرنامج الصاروخي للصورايخ التي تحمل رؤوسا نووية، الاعتراف رسميا بسيادة العراق ونزع سلاح المرتزقة، الخروج الكامل من سورية، انهاء اطلاق الصواريخ وتهديد البلدان المجاورة ووقف الدعم للمجموعات الارهابية في اليمن ولبنان وافغانستان.
ومع اعلان هذه الشروط قال وزير الخارجية الامريكي مخاطبا رؤوس النظام الإيراني: “اذا قمتم بتغيير سلوككم عندها فقط سنفاوضكم”.
الشعب والمقاومة الإيرانية يرحبان بالاعتراف رسميا بانتفاضتهم ومطالب الشعب الإيراني العادلة التي بقوا ثابتين عليها لمدة ٣٧ عاما. السيدة مريم رجوي في هذا الصدد أكدت: أن تغيير سلوك الملالي سوف يؤدي حتما لتغيير نظامهم. التغيير والتحول الديمقراطي في إيران هو الطريق الوحيد لحل المعضلات والمشاكل في إيران والأزمات في المنطقة. الجبهة الدولية ضد الدكتاتورية الدينية والارهابية الحاكمة في إيران هي ضرورة تاريخية من أجل السلام والامن والتعايش السلمي الاقليمي والدولي.
في الحقيقة إن وضع مسؤولي النظام الديني لأصابع الاتهام بعضهم نحو الآخر لا يفيد هذا النظام المتهالك للسقوط السريع في شيئ.
ان عصر هذا النظام القمعي قد انتهى. والشعب الإيراني ومقاومته العظيمة سوف ينادوا بمطالبهم النهائية في ٣٠ حزيران في قاعة فلبنت في باريس. #FreeIran2018
كلمة الشعب والمقاومة الايراينة هي شيئ واحد لا أكثر ألا وهو:
السقوط الكامل والتام للنظام الفاشستي الديني الحاكم في إيران وإحلال السلام والديمقراطية في إيران الغد الحرة.