وليد حاج عبدالقادر / دبي
في المتحولات الجارية بعمق المسألة السورية وتتالي انكشافاتها التي باتت تضج بعناوين صريحة توضح مدى التوقعات التي أفرزت رؤى عديدة أمكن تطويقها قبلا وتعليقها ، وازدادت تحولاتها وتلاقحت بآيديولوجيات مارست لا شرعية تمأسست ظلما وتلازمت من جديد بطوباويات نحت لقداسة من جهة وفرضت مناهج كفرض عين وواجب من جهة ثانية ، هذه – القداسات – والطوباويات التي أوجدت لغرضين اساسيين : تشتيت الهامش الموجود اصلا كمعارضات غير متصقلة وان كانت بعضها تمتلك – أيضا تجارب بدئية كالحركة الكوردية – والأمر الثاني والذي نفذ ببراعة ومهنية حسدهم فيها النظام القمعي وداعميه واعني به تقديمهم التجريبي لبديل كل ممارساته تستدعي هذه المقارنة العفوية ( والله النظام كان أفضل ) !
وباختصار ومع المتغيرات الحاصلة عسكريا بدءا من الجنوب السوري التي حملت مؤشرات عديدة لما ستؤول اليها الأحداث منذ عهد اوباما وبعد رحيله ومجيء ترامب .. وهاهي تحصل !.. ( وبعيدا عن التنظير هنا وبالخاصية الكوردية ) ! ندرك وبوضوح أن ب ي د تعلم ما عليها من استحقاقات / حتى لا أزعم مطالبات / وإن تفننت – هي بانكشاف – في التهرب منها ولكن ؟ مع مجريات / أحداث آخر منطقتين في ادلب ومحافظات الجنوب تتدرج وضوحا وبالهوينى ومعها منمنمات الغموض المتقصد في الموقف من البادية والتي تتقاطع كتقوس السيف فتحوط كل تلك البراري المجهولة كانت واصبحت أداة وصل إستراتيجية لكامل جغرافية سايكس بيكو وأعني بها البادية وتحديدا خط التابلاين النفطي مرورا من التنف ووفق كامل اتجاهات البوصلة وكانت امريكا تسرب نياتها في فكفكة مواقعها هناك ! استكمالا او لنقل تطبيقا لرؤية ترامب حول الإنسحاب من سوريا أو من عدمه ، ورغم ذلك فأن التموضع على الرقعة الجغرافية السورية عسكريا وتحولات ألوانها تودي وببساطة شديدة إلى إعادة هيمنة النظام العسكري ، وتمدده أمام انكفاء او تصفية المعارضات المسلحة إن بالقوة أو بفرض تسميات ومصالحات وتهجير وباتت الخارطة تتمركز على نطاق أكبر للنظام في تمدده يليه الجنوب الذي بات مع البادية في عين المدفع و .. محافظة ادلب بتقاطعاتها مع أرياف حلب وحماة وترابطها من خلال حمص وعبر باديتها إلى عقدة التشابك في حوض الفرات التي باتت ضفتيها عنوان او عقدة – ربما – لتشكل خرائط جديدة لولا اصطدامها مع تطبيقات عملية لأمريكا على أرض الواقع من خلال مأسسة / تحويل القوة العسكرية ل ق س د إلى قوة حرس حدود مع ايجاد ارضية تمدد عسكري فرنسي ملحوظ ، هذه الحالة الموحية واستنادا للوقائع العسكرية المشابهة خاصة في القلمون والقصير وسيطرة النظام على كامل الحدود اللبنانية ومساعي لعودة ممنهجة لقواته إلى مقاطع من الحدود العراقية مع الإبقاء على خطوط اشتباكات لجزر داعشية و ق س د ووجود التحالف ، يترافق كل هذا مع أمرين يتعلقان بالوجود الإيراني ومشاريعها بالتضافر مع أنشطة حزب الله واللتين أصبحتا ( مع غمضة العين الروسية ) واقعتين في مصيدة اسرائيل بشكل شبه ممنهج وازدادت معها المطالبات الصريحة بانسحابهما من المشهد السوري ، وكورديا : كان المشهد واضحا منذ ايام اوباما وكيري وحيثيات منبج ومابعدها حيث معركة الرقة و التدخلات التركية التي بلغت ذروتها في حربها العدوانية على عفرين واحتلالها ، ورغم كل ذلك استمرت ب ي د في اللعب على المتناقضات وتجاهلت مناقشة تفاصيل أية آفاق مستقبلية ، مركزة كل جهودها في استنساخ ممنهج لأنموذج استبداد فظيع واستيلاد عداوات بينية كما كل فصائل – المعارضة المزعومة – وعليه : مجددا وفي خاصية ب ي د فهي تدرك بأنها ستستهدف وان قوات التحالف لن تخطو معها خطوة واحدة بعيدا عن محاربة الإرهاب ، وتدرك تماما ما عكسته ممارساتها في بنية المجتمع الكوردي ! ومع هذا ، وفي عودة إلى خطواتها – المزعومة – الآن والتي يبدو أن نشوة – الإنتصارات – وخداع التمدد التي اتخذوها كحقائق شبه مطلقة – هكذا – وسط أعاصير واختلاط أشكال وألوان كثبان سوريا المتحركة ، وكعادته ! لايزاال حزب الإتحاد الديمقراطي يبحث سياسيا وفي الوقت الضائع عن صيغ تنتج ذات اهدافها ، فيبني علاقاته بما يتوائم مع خطواته لا لضرورة المرحلة في انتقائية يحاول من خلالها اسباغ نوع من المشروعية على كل ممارساتها ، تلك العلاقات التي هي في الأساس بنيت على شبكة من التناقضات الدولية كتكتيكات وقتية ، في زعم حقيقي كوسيلة لبينيات ومصالح تلك الدول . إن مسار الأحداث تبدو الآن واضحة وهي تتجه بحزم من سياسة خفض التصعيد الى خفض القوة وعليها يتم دفع الفصائل و الميليشيات الى خيارات محددة ، وكنطقة مركزية تتم إعادة الهيمنة للنظام لتتحكم بكامل جغرافية سوريا سايكس بيكو و لتظهر معها مبادرات محلية لكل فصيل من حرس حدود او شرطة محلية ولربما تسريح بإحسان كما هي مجريات مناطق هدنة الجنوب والمبادرات المطروحة بخصوصها ! وما يتسرب الآن حول التوافقات الأمريكية التركية بخصوص منبج وتعميمها على كل المناطق التي هي تحت سيطرة حزب الإتحاد الديمقراطي حسب جاووش أوغلو وزير خارجية تركيا ، ولكل هذه الأسباب ، وفي العودة إلى التحركات الأخيرة ل ب ي د بشخص السيد آلدار خليل و محاولاته البروز بذات المنطق في طرح ما كان يفترض به طرحه قبل 7 سنوات في خاصية المعارضة السورية العلمانية الديمقراطية وايجاد تقاطعات لها مع الحركة القومية الكوردية سعيا إلى تأطيرها قبل الآن وفي ظرف باتت فيه القوى بغالبيتها مفتتة ، وإن أتقنت بامتياز أسلوب القمع ومحاولة الإلغاء السياسي إن لوجود او دور للمجلس الوطني الكوردي ، وامام كل هذه المجريات أطل السيد آلدار خليل على المشهد كمن يسعى الى استراحة محارب ورغم مااظهره السيد خليل وما لم يظهره أيضا من بوادر لتحركات حاول تغليفها بغموض كورديا وإنكشاف في مصر بزعم محاولة تنشيط منصة القاهرة في تسويق جديد لما وراء فوقيته القومية ، لاسيما وجميعنا يعلم مواقف هذه المنصة من القضية القومية الكوردية في سوريا والتي ! رآها – السيد آلدار خليل – منصة يمكن أن يجذب إليها المجلس الوطني الكوردي أيضا كبديل للاتفاقات البينية السابقة ومع هذا وكممارسة بروتوكولية تجاوز المجلس متقصدا يلتقي مع السيد حميد دربندي ذلك اللقاء الذي لم يكن سوى لغاية لوجستية متعلقة بدعوته للمعارضة ! لعقد لقاء في المناطق الكوردية وسبل الوصول إلى المنكقة اذا ما تم التوافق على عقدها … وباختصار : أوليس من أبسط مستلزمات هكذا خطوات هو تهيئة البنية المجتمعية الكوردية بضخ جرعات حقيقية من الآمال تبدأ من إطلاق سراح المعتقلين وإعادة الحياة السياسية الفعلية والتراجع عن كل مسببات الهجرة ؟ أم هي في الواقع مجرد جرعة تهدئة جديدة للتغطية على اخفاقات كثيرة خاصة قضية عفرين وهاهي منبج أيضا بات مصيرها على كف عفريت ! ومعها قناعة غالبية كوردنا بأن كل تلك الطروحات هي مجرد تصورات أثيرت لكسب المزيد من الوقت في انتظار لا معطف غوته وإنما ظهور بوادر صراع جديد ! ..