بيان تيار المستقبل الكردي في سوريا بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيسه

في  الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس تيار المستقبل الكردي في سوريا والتي تصادف في ٢٩ / ٥ / ٢٠٠٥ لا يمكننا سوى التأكيد على الدافع الرئيس لتأسيس التيار كتجمع سياسي وثقافي واجتماعي ,و كفاعل ميداني يقوم على الايمان بمبادئ حقوق الانسان ودولة المؤسسات الدستورية والمجتمع المدني , وبما يستجيب لمتطلبات بناء شخصية قومية كردية سورية الهوية, تمتلك القدرة على التفاعل مع محيطها السوري العام  والكردي الخاص , عبر تيار ليبرالي يؤمن بان الديمقراطية كهدف مركزي تحقق العدالة وتكافؤ الفرص , وهي كنظام سياسي مبني على الحريات العامة والفردية ومجموع المبادئ والقيم والحقوق , تشكل الحرية والمساواة وسيادة الشعب وتداول السلطة جوهرها, يتحقق في ظلها بناء دولة حق وقانون , دولة مدنية , تقر بالتعددية السياسية والتنوع القومي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي , 
تكون لكل السوريين على ارضية الحق والواجب , وينتفي فيها مجمل السياسات الشوفينية المطبقة على الشعب الكردي والتي استهدفت وجوده وكينونته , وبما يضمن ذاك الوجود دستوريا كقومية رئيسية في البلاد , على أرضية الشراكة و ترسيخ حق المواطنة ( السياسية والثقافية والاجتماعية ) المنصوص عنها في كل العهود والمواثيق الدولية,  ويوفر حلا ديمقراطيا للمسالة الكردية , على اعتبار أنها قضية وطنية عامة , سياسية وتاريخية , وجزء من المسالة الديمقراطية في سوريا , مما يحقق التشابك والتمازج الموضوعي بين الهوية الوطنية السورية ومكوناتها ، وبين الهوية السياسية/الثقافية للشعب الكردي كجزء لا يتجزأ من تلك المكونات بعيدا عن كل ما يثير العصبية والرأي الواحد وإنكار الآخر المتمايز والمختلف قوميا أو فكريا .
تمر الذكرى الثالثة عشرة والازمة السورية تدخل مرحلة جديدة عنوانها الأبرز هو الاحتلال المتعدد الجنسيات لسوريا وتقسيمها إلى مناطق نفوذ واستلاب القرارالسوري لصالح هذه الدول بعيداً عن مصلحة السوريين ، ومع ذلك لازال النظام يراهن على بقاءه ويربط بقاء  سوريا الشعب والدولة ببقاء الاسد ولا يقبل بديلا عنه رغم قتل وفقدان مئات الألاف, وتشريد ونزوح أكثر من عشرة ملايين سوري وتدمير الكثير من البنى التحتية و المدن السورية ، وفي المشهد الكردي لازال حزب الاتحاد الديمقراطي يستمر بسياساته القمعية بحق الشعب الكردي وقواه السياسية وقد تصاعدت هذه السياسات  في الآونة الاخيرة باختطاف قيادات الاحزاب الكردية المنضوية في المجلس الوطني الكردي  واحتجازهم بشكل تعسفي وتجنيد الشباب رغماً عنهم  وزجهم في حروب تخدم مصالحه وأجنداته وتمنع ميليشياته ابناء شعبنا في عفرين من العودة الى قراهم وبلداتهم رغم ادعاءات هذا الحزب بالتغيير الديمغرافي الحاصل في عفرين كما لازال يعاني الكثير من ابناء عفرين من الانتهاكات الكبيرة من قبل الفصائل المسلحة والمحسوبة على المعارضة السورية والتي دخلت الى عفرين مع الجيش التركي  دون وضع حد لهذه الانتهاكات والتي تتحمل تركيا مسؤولية استمراها .
اننا في تيار المستقبل الكردي نؤمن بإرادة شعبنا وصلابة مقاومته في مواجهة الاستبداد والقمع الذي تمارسه كل الميليشيات بما فيه النظام الاسدي وكل المنتهكين لكرامته وحقوقه  و له تجربة مريرة مع الاستبداد والقمع البعثي لكنه لم يرضخ رغم اساليب التذويب والصهر و يملك الكثير من خيارات الصمود والمقاومة  . 
إننا في تيار المستقبل الكردي في سوريا ، وفِي   الذكرى السنوية الثالثة عشرة لتأسيسه نود ان نعترف لجماهير شعبنا بأننا لم نكن بقدر المسؤولية التي ألقاها على عاتقنا الشهيد مشعل التمو وذلك لصعوبة المرحلة وخطورتها  ، وان التيار مر بمراحل عصيبة وتعرض الى التشرزم والتشتت والتعطيل لأكثر من مرةً ، وكان يمكن تجاوز هذه الظواهر من خلال الاستيعاب والتفهم للرأي المختلف ، وبغض النظر عن كل الأخطاء التي حصلت والتي اساءت بشكل كبير على مسيرة التيار ولمؤسسيه ولشهدائه واننا من هذا المنطلق نجدد العهد لشعبنا ولشهدائنا ومعتقلينا والمؤسسين الأوائل ، ونؤكد بأننا سائرون على خط تيار المستقبل الكردي والدرب الذي سار عليه القادة الشهداء : مشعل التمو ، أنور حفتارو و مصطفى خليل وكل شهداء الحرية والكرامة ، كما نعاهدهم بأن ندعم أي جهد وطني ونثمن أية مبادرة مشكورة تساهم في وحدة تيار المستقبل وإعادة اللحمة بين أطرافه، وسنسعى من كل بد على إنجاح هذه المبادرة ، لانها ستكون بداية شجاعة في وحدة التيار وتحقيق أهدافه السياسية والفكرية وعودة كل الاخوة الذين ساهموا في تأسيس التيار ، واننا نناشد جميع الأخوة ووفاءاً للشهداء ودمائهم الطاهرة أن يساهموا في وحدة التيار وتفعيله لتحقيق وحدة التيار واهدافه السياسية والفكرية  .
تحية لأرواح كل الشهداء الحرية والكرامة الوطنية 
عهداً بأننا سنواصل حمل الراية التي آليتم على أنفسكم جميعاً بحملها جنباً إلى جنب مع الغيارى من أهلنا في الحركة الوطنية السورية والكردية والتحررية .
٢٩ أيار ٢٠١٨
الهيئة القيادية لتيار المستقبل الكردي في سوريا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…