تداعيات الإتفاق بين الأنكسة و pyd

الأمازيغي: يوسف بويحيى
1)رؤية أولى:
هنا لا يمكنني سوى أن أسلط الضوء على ما قلته سابقا بخصوص منظومة العمال الكوردستاني حيث أكدت أنه في الطريق المسدود سواء دوليا و إقليميا و كورديا ،علما أني جددت ذاك التوقع مجددا  في بداية إجتياح منطقة “عفرين” من طرف تركيا الإرهابية ،معتبرا واقعة عفرين بأنها آخر الأبواب التي ستغلق على العمال الكوردستاني و بداية محاربته دوليا من طرف القوى الرأسمالية من بينها اروبا و امريكا و روسيا كذلك.
الآن بدا ذلك واضحا فيما يعيشه العمال الكوردستاني من نبوذ كوردي داخلي من طرف الشعب الكوردي الذي بدأ يعي جيدا حقيقة و خلفيات عمل قادة pkk ،بالأخص كوردستان سوريا الذي عانى الويلات بسبب سياسة هذا التنظيم إجتماعيا و عسكريا و اقتصاديا و مؤسساتيا ،ما يجعل تواجده على السلطة سببا في ٱنفجار شعبي مرتقب لا محال ،كان هذا سبب في إعادة النظر من طرف قادة العمال الكوردستاني و فرعه السوري pyd في فتح بوابة الحوار مع المجلس الوطني مع باقي الأطراف الكوردية لإهماد الحرب النفسية الحزبية و الشعبية و تلوين الواقع بأي شكل من الأشكال تفاديا للإنتحار السياسي المميت.
2)رؤية ثانية:
من جهة أخرى أكدنا مسبقا بأن حرب تركيا على عفرين هي فخ أمريكي روسي لإستدراجها إلى المستنقع السوري قصد خلق صدام تركي إيراني طائفي ،بدأ هذا بالظهور مباشرة بعد أن إنسحبت أمريكا من الإتفاق النووي مع إيران ،ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإيرانية الداخلية و الإقليمية و الدولية من خلاله خسرت إيران قوة نفوذها في الإنتخابات العراقية الماضية ،علما أن إنسحاب أمريكا من الإتفاق النووي كان بإستشارة روسيا قبلا و على المعادلة السورية يتضح ذلك بالملموس.
أما من مظاهر الإتفاق الأمريكي الروسي في الأونة الأخيرة لحسم الأزمة السورية هي أن روسيا سحبت البساط من تحت إيران و كذلك تركيا ،دليل ذلك أن الهجوم الإسرائيلي على المواقع الإيرانية و السورية لم تكن إلا بضوء اخضر روسي و بتأييد أمريكي لا غبار عليه ،أما بخصوص مسألة تركيا فإن روسيا من المؤكد أن تغلق الأجواء و تفرض حظر الطيران في غرب الفرات على الطائرات التركية فيما ستحمله المفاجئات المستقبلية بخصوص عفرين و تواجد القوى التركية عموما على الأراضي السورية.
3)رؤية ثالثة:
إن إجتياح عفرين من طرف القوات التركية كانت بضوء أخضر روسي أمريكي ،بينما إيران لم تكن راضية بذلك بل فقط مرغمة ،ليس حبا في الكورد بل لرفضها القاطع التمدد التركي و أي توسع سني كيفما كان عرقه ،من خلال ذلك إستغلت إيران الفرصة لخذاع “أردوغان” مجددا بإخراج المعارضة السورية السنية المدعومة تركيا من الداخل السوري (الغوطة) مقابل منطقة “عفرين” ،بعد أن إتضح موقف امريكا و روسيا الجاد ٱتجاه تركيا و ٱيران فالأخيرة بدأت تعمل على كيفية إخراج الوجود التركي السني بأي طريقة بعد أن تأكدت من حيادية الموقف الروسي الأمريكي في الصراع التركي و الإيراني.
هنا على هذا الوضع بالضبط لم يتوانى النظام السوري (إيران) في تلطيف الجوء داعيا الإدارة الذاتية في عقد مؤتمر قومي كوردي بين الأحزاب الكوردية جميعا ،ذلك لإعطاء الشرعية الدولية للخطوات التي رسمتها إيران و النظام بخصوص الوجود التركي ،ما أدى بالإتحاد الديموقراطي أي العمال الكوردستاني بمطالبة المجلس الوطني الكوردي بعقد إجتماع في أسرع وقت من أجل توحيد صف سياسي (مؤقت) ،مع العلم أن اللعبة السياسية الحالية أكبر من المجلس الوطني الكوردي و pkk و pyd بل إتفاق يرمي بموجبه تودد إيران و النظام السوري إلى الزعيم “مسعود بارزاني” لأسباب تمس بمستقبل و إستقرار إيران التي بدأت أيامها و كأنها معدودة ،بغض النظر على المسألة السورية و العراقية.
من جهة أخرى أرى أن إيران تسعى لضرب عصفورين بحجر واحد ،الأول هو الوجود التركي بسوريا ،الثاني بموجب الإتفاق أن تجتر الرئيس “مسعود بارزاني” إلى المستنقع السوري قصد إحداث شرخ بينه و بين تركيا ،بمعنى آخر فإيران تريد أن تضرب تركيا بالكورد و إحداث صراع كبير سيؤدي إلى إنهيار المشروع و الوجود الكوردي ككل.
لكن هيهات مع من تعبث إيران لأن الأمر يختلف على ما حدث في “كوباني” عند محاربة داعش.
4)رؤية رابعة:
الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن هذا الإتفاق سيكون فاشلا و باطلا إن لم يدون فيه بند وطني هو تحرير منطقة عفرين من مرتزقة الجيش الحر ،مع منحها لأهاليها الكورد و ليس لٱستيطان شبيحة إيران و النظام فيها ،لهذا من الضروري أن يتم الإتفاق بين الطرفين برعاية دولية موثوقة (دانمارك،سويد…) و بالإضافة إلى تواجد وفد مستقل من أهالي عفرين كشريك في الإتفاق على طاولة الحوار ،خلال هذا يستوجب على المجلس الوطني الكوردي و الإتحاد الديموقراطي أن يتحملوا كامل المسؤولية بخصوص هذا الإتفاق و بخطواتهم في عفرين بالذات التي في أمس الحاجة لعمل جاد وطني لإعادة أهاليها ٱلى بيوتهم.
شريطة إن فشل هذا الإتفاق مجددا من الضروري على جميع الأطراف أن تحل أحزابها و تعتزل السياسة.
_خلاصة:
أكدنا مرارا أن العمال الكوردستاني في طريقه للإنهيار سياسيا و عسكريا ،كما أكدنا أن الحل الوحيد و الأوحد و الأبدي هو العودة إلى الصف المشروع القومي شريطة فك الإرتباط مع الأنظمة الغاصبة ،كما أكدنا أن حرب تركيا في عفرين مجانية و لابد لها أن تطرد دوليا قبل إقليميا ،وأكدنا أن قصقصة الأجنحة الإيرانية شيء حتمي لا محالة ،وأكدنا أن بموجب وصول روسيا و أمريكا إلى إتفاق ثنائي سيتم سحب البساط من تحت تركيا و إيران ،وأكدنا مرارا أنه لو تم توحيد الصف الكوردي المستحيل بسبب الأحزاب الكوردية التي تعمل لأجندات غاصبة لتم إستغلال كل هذا لأجل كوردستان الكبرى و ليس فقط روجاڤا و باشور و روجهلات و باكور.
إلى هنا أليست الرؤية واضحة و واقعية أم هناك مجال للتهرب و التكذيب و السخرية؟!.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…