مسعود البارزاني : من الضروري أن تقتنع بغداد بالكف عن  معاداة حقوق شعب كوردستان

نص رسالة البارزاني إلى الرأي العام
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير كوردستان العزيزة
بعد أن جرت إنتخابات مجلس النواب العراقي، إستجدت أوضاع جديدة، نأمل فيها أن تتم مراجعة للعلاقات بين أربيل وبغداد بعيداً عن التعصب والتوتر، وأن تكون تلك الإنتخابات بداية لمرحلة جديدة بين الجانبين.   
السبب الرئيس لجميع المشكلات السابقة، وقرار شعب كوردستان لإجراء الإستفتاء، يعود الى عدم إلتزام حكومة بغداد بالدستور وديباجته الواضحة التي تنص على (إنّ الالتزام بهذا الدستور يحفظُ للعراق اتحاده الحر شعباً وأرضاً وسيادةً)، وهذه إشارة واضحة جداً على أن وحدة العراق إختيارية، وبموجبها يكون الإستفتاء وحق تقرير المصير حق دستوري وطبيعي لشعب كوردستان .
بعد مئة عام من التجارب المليئة بالكوارث، من الضروري أن تقتنع بغداد بالكف عن  معاداة حقوق شعب كوردستان، وأن تتفهم القضية العادلة لشعبنا. والآن، كما نرى، هناك فرصة جيدة لكي تتعامل السلطات في العراق مع حقوق ومطالب شعب كوردستان بذات الروح والموقف الذي تأسس عليه الدستور. وكان من الضروري أن تعمل من أجل تعويض شعب كوردستان، لا أن تعاقبه وتفرض عليه الحصار الجماعي، وعليها تعويض الكوردستانيين الذين تعرضوا للأنفال والقصف الكيمياوي، والذين هدمت قراهم وتشردوا في المراحل السابقة، وفي الآونة الأخيرة أيضاً في كركوك وطوز والمناطق الأخرى .
نحن نفضل مواصلة الحوار مع بغداد حتى نصل الى نتيجة، ولم نختار القتال أبداً، ولكن للأسف وفي كل المراحل، كانت بغداد تختار الحرب والقتال، وكنا مرغمين على الدفاع، بما فيها أحداث 16إكتوبر. قبل الإستفتاء وبعده، كان رأينا، بإستمرار، ضرورة معالجة المشكلات بعيداً عن العنف، وأن تكون العلاقات مع بغداد سلمية. مع ذلك لابد من إنهاء الواقع المفروض بقوة السلاح على كركوك والمناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم والتاريخ يثبت.. نعم ، نحن لاننحني .. ولغة القوة والسلاح ضد شعبنا ، لاتكسر إرادة شعب كوردستان، ولن تنكسر أبداً..
وبخصوص نتائج الإنتخابات، هناك بعض الشك والقلق تجاه عملية الإنتخابات ونتائجها، ولأجل إنهاء تلك الشكوك، لابد ان تتخذ مفوضية الإنتخابات خطوات ضرورية  لإزالة الشكوك وإقناع الأطراف المحتجة.
لقد ضحى شعب كوردستان كثيراً، والمكتسبات الحالية تحققت بفضل دماء الآلاف من الشهداء، والآن، بعد إجراء الإنتخابات، هناك مرحلة جديدة، ومن أجل أن لاتهدر دماء الشهداء، ومن أجل المحافظة على المكتسبات، يجب أن تضع الأطراف الكوردستانية، المصالح الوطنية أمام المصالح الحزبية، وأن لاتضحي بمصالح شعب كوردستان لأجل مكاسب وقتية وحزبية وسياسية، ويجب أن تفهم انه بوحدة الصوت نحقق المكاسب ونحافظ على حقوقنا، وبخلاف ذلك نكون ضعفاء. وكل التجارب تشير الى أنه لو كنا متوحدين نستطيع إنجاز المهام الكبيرة وتحقيق المكاسب العظيمة، وإنه لو كنا متفرقين فإننا نتراجع ونلحق الأذى بالقضية العادلة لشعبنا ونضحي بتضحيات شعب كوردستان. لذلك أدعو الأطراف الكوردستانية أن يكونوا متوحدين  هذه المرة في بغداد، ويحافظوا على وحدة الصف .
في الختام أقدم شكري لأعضاء وكوادر ومؤيدي وأصدقاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكافة الأبناء المخلصين لشعب كوردستان الذين منعوا تحقيق رغبات الخصوم والأعداء.
تحية الى الأرواح الطاهرة لشهدائنا الخالدين
تحية الى البيشمركه البواسل
مسعود البارزاني

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…