الأمازيغي: يوسف بويحيى
ظهر الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوق ،مجددا رفرفت رايات النصر الكوردي الحر في سماء كوردستان خاصة و العراق عموما و الشرق الأوسط إقليميا تلوح بأبعاد حتمية على الساحة الدولية بدون منازع ،إنتصار المحور القومي الكوردي بقيادة “مسعود بارزاني” لا يمكن ٱعتباره معركة إنتخابية فقط بل إستفتاء آخر أعاد به الصاع صاعين للمشككين و الحاقدين و الخونة بغض النظر على كل الهجمات و التزويرات و الأساليب الغير المشروعة التي مورست في كواليس التجربة الإنتخابية الحالية ،مع ذلك سطع صوت الإستقلال مجددا كمؤشر صريح على أن لا وجود لقوة تستطيع إسكاته.
صحيح أن الإعلام الإقليمي و الكوردي المسموم اعطى عدة مبررات ضعيفة في نجاح الإستفتاء قبلا بحكم قوة الإقليم إقتصاديا و سياسيا و عسكريا بعد هزيمة “داعش” ،لكن ماذا عساهم القول الآن بعد ان صرحوا مرارا بأن الإقليم ضعيف و تراجع مع ذلك إكتسح الإنتخابات و تجاوزت نسبة التصويت للمحور القومي الكوردي الحر بقيادة بارزاني مجموع اصوات الاحزاب الكوردية الأخرى ،بالإضافة إلى تفوقه في نسبة المشاركة للأحزاب العراقية كذلك ،إن كان هذا يدل عن شيء فإنه يدل على أن المحور الكوردي بزعامة “مسعود بارزاني” هو الأفق الأقوى عراقيا و ليس فقط كورديا.
هنا أود أن أوضح رؤية تبدو بسيطة لكنها عميقة جدا بخصوص الإستفتاء الأول على أنه مكسب تاريخي لا يمكن لأي شيء إلغاؤه أو الطعن فيه ،علما أن كل الخطط التي طرحت من طرف الأعداء لأجل طمسه باءت بالفشل سواء عسكريا و إقتصاديا و ديبلوماسيا و سياسيا ،حتى من خطة طرح إستفتاء آخر قصد الطعن فيه محاولة ميؤوس منها ،الدليل على ذلك نتائج الإنتخابات الحالية التي أربكت توقعات قادة بغداد و طهران و زعزعة مصالحهم و طموحاتهم في نيل المناصب الحساسة للدولة ،علما أنهم أنفقوا ملايين الدولارات لإفشال “مسعود بارزاني” كونه الوحيد الأوحد المدافع عن الإستقلال بدون منازع و المعارض لسياسة ولاية الفقيه الإيرانية شكلا و مضمونا.
إنتصار الزعيم “مسعود البارزاني” بمثابة إنتصار سياسي له نتائجه الإيجابية لكسب حقوق الشعب الكوردي و كوردستان ،مع العلم فقط للتأكيد أنه حتى و إن لم ينتصر “مسعود بارزاني” فإن معادلته تبقى واقفة شامخة على المستوى العسكري و الأمني و الٱستراتيجي ،لهذ نستخلص من الواقع الفائز و الإفتراض الخاسر أن “مسعود بارزاني” معادلة جد معقدة كورديا و إقليميا و دوليا لا يمكن حلها إلا بالإستقلال و السلم ،عودة “مسعود بارزاني” بهذه القوة التي لم يكن أحد يتوقعها لا في العراق و ٱيران و بريطانيا و أمريكا…هي رسالة موجهة مفادها أن القضية الكوردية عقبة الساعة إلى أن تقام الدنيا بما فيها يوم يبعثون ،بعبارة أخرى أنه لا إستقرار في الشرق الأوسط إلا بحلحلة القضية الكوردية بالإستقلال و دولة كوردستانية كحتمية فرضت نفسها على الوضع الدولي قبل اي شيء آخر.
الشيء الذي أثار قلق قادة بغداد و طهران و لندن هو أن شعبية “مسعود البارزاني” لم تقتصر على كوردستان فقط بل إكتسحت مناطق عراقية تحت سلطة بغداد عسكريا و إداريا (الموصل ،شنگال…مثالا) ،علما أن حزب البارزاني لم يشارك في إنتخابات بعض المناطق الكوردية المحتلة (كركوك…) كضربة سياسية ديبلوماسية لبغداد و حلفائها ،رغم خسارة عدد مهم من المقاعد البرلمانية لصالحه فيها إلا أنه إكتسح الإنتخابات بدونها متربعا على رأس الريادة العراقية و الكوردية شاء من شاء و أبى من أبى.
إنتصار “مسعود بارزاني” في هذه الإنتخابات أعطى رسائل عدة للوضع العراقي بما في ذلك أنه الملجأ الآمن للمضطهدين العراقيين (سنة العراق مثالا) ،إذ لم يعد للسنة العرب أي مرجع يستندون له بعد أن باعتهم الدول العربية السنية بقيادة السعودية و تركتهم فريسة لمليشيات إيران في العراق ،لم يتبقى لهم سوى “مسعود بارزاني” أن يتخدوه مرجعا و قائدا و حليفا مرغمين لا مخيرين ،بمعنى آخر أن “مسعود بارزاني” وحده من يستطيع حماية وجود العرب السنة و باقي الأقليات المسحوقة من طرف الشيعة و دعم مطالبهم سياسيا ،هذا إن كان العرب السنة رجالا لا أشباه الرجال كما ولفوا أن يكونوا دائما ،كإشارة على أن “البارزاني” وحده من يملك الأمن و الإستقرار و زمام أمر إطفاء الحرب الأهلية المرتقبة بين العرب السنة و الشيعة داخليا كوسيط لحل الأزمات العراقية الداخلية.
مع كل هذا هل مازال هناك تشكيك و شك بخصوص وزن “مسعود بارزاني” كورديا و عراقيا و إقليميا و دوليا!! ،سؤال لا أوجهه للأنظمة الإقليمية و الدولية لأنهم يعرفون مكانة “مسعود بارزاني” جيدا ،بل إلى من مازالوا يفترون الكذب و الزور على “البارزاني” من الكورد و العراقيين ،ألم يصل الوقت بعد ليقتنع هؤلاء بأن “البارزاني” هو زعيمهم و زعيم الأمة الكوردية ككل بدون أدنى شك و بلا منازع ،حقا أمر هؤلاء يجعل العاقل يشك في سلامة عقولهم.