بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
Abl.majeed.m@gmail.com
كانت ذكرى ثورة الشعب الإيراني ضد النظام الملكي في ١١ فبراير هذا العام محبطة جدا بالنسبة للولي الفقيه الفاشستي الحاكم في إيران. وكان قد قال بالفعل في ذروة يأسه أن ذكرى الثورة ستكون عرضا مدهشا حيث قرر خامنئي تحويل الذكرى السنوية للثورة إلى استعراض للسلطة، من أجل التعويض عن تأثير ضربات انتفاضة الشعب الإيراني في شهر يناير، ومن أجل أن يأخذ نفسا جديدا.
هو أراد مسيرة مليونية في المدن الإيرانية ولا تقل عن مائة ألف شخص ليتظاهر ويدعي بأن الشعب الإيراني لا يزال يريد نظام ولاية الفقيه وأن الانتفاضة التي هزت كامل أركان النظام في 142 مدينة إيرانية في يناير لم تكن قوية كفاية. وكان مجرد زلزال خفيف وضعيف حركت قليلا عمامة الولي الفقيه لكنها لم تستطع أن تطيح برأس الخامنئي وتسقطه به.
ولكن من الناحية العملية، لم يتم فقط تحقيق مطالب خامنئي، بل بالعكس تحول المشهد الى مشهد لعرض كره ورفض الشعب الإيراني لهذا النظام، مما يدل على ازدياد قوة الانتفاضة الإيرانية أكثر من ذي قبل، حيث أشارت في رسالتها إلى أن نظام حكم ولاية الفقيه يجب الإطاحة به.
الحرسي الإرهابي قاسم سليماني أحد فقرات خامنئي الحكومية والذي صنع خامنئي منه دمية لتعبئة قوات الحرس المتناثرة وحقنها بحقنات الأمل والروح المعنوية. هذا الحرسي المجرم الذي يحمل لقب «قائد قوات فيلق القدس الإرهابية» أرسله الخامنئي إلى محافظة كرمان مسقط رأسه ليتحدث في مراسم الذكرى السنوية لثورة الشعب الإيراني بكلمات كانت جديرة بالملاحظة؛ حيث قال:
“نشكر الله سبحانه وتعالى الذي وهبنا أمة صبورة وثابتة وعظيمة في خضم هذه الشدائد والمحن. نشكر الله سبحانه وتعالى الذي حفظ لنا ثورتنا. أمة إيران الحكيمة أحبطت جميع الفتن من بينها فتنة عام ٢٠٠٩ وهذه الفتنة الاخيرة (التظاهرات الواسعة للشعب الإيراني في يناير في ١٤٢ مدينة إيرانية) التي استغلت بعض الظروف من عدم الرضا والسخط الشعبي. هذه الحوادث الصغيرة التي وقعت في إيران في الآونة الأخيرة كانت ضئيلة جدا بالنسبة لكم كأمة، ولكنها أقلقت شعوب المنطقة المقاومة وكانوا يسألوننا باستمرار لأن لديهم أمل كيير في إيران وإيران تحتل مكانة عظيمة في قلوب سكان المنطقة وأنتم شهدتم بأم أعينهم كيف لمنظمة صغيرة مثل حزب الله تعلمت الشجاعة وعدم الخوف من أمة إيران كم من الصفعات وجهتها للكيان الصهيوني وأوقفته عند حده. هذة الامة أمة مخلصة وعظيمة ويجب تقبيل راحة اقدام هذه الأمة”.
كلمات هذا الحرسي الإرهابي قاسم سليماني تعاكس حقيقة المشهد الحالي كليا سواءا بالنسبة لشعب إيران وايضا بالنسبة لشعوب المنطقة ومن بينهم الشعوب المكلومة والمضطهدة في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن. هذا الحرسي مسؤول عن المذابح التي تمت في مدن سوريا الرئيسية وبشكل خاص المجازر التي ارتكبها فيها مدينة حلب. هذا الحرسي مسؤول عن ألم ومعاناة نزوح ملايين الاطفال والنساء وكبار السن السوريين الذين اجبروا على النزوح من مدنهم وقراهم.
هذا الحرسي مسؤول عن قتل وتشريد شعب العراق المظلوم في كل من مدن المحافظات ديالى والانبار ونينوى وكركوك.
هذا الحرسي عن طريق الدعم اللامحدود لحزب الشيطان اللبناني وعن طريق تقوية هذا الابن الغير شرعي لقوات الحرس ساهم في خلق كل هذه الازمات السياسية في لبنان وعدم وصول الاوضاع السياسية في هذا البلد للاستقرار.
هذا الحرسي مسؤول عن ارتكاب جميع الجرائم التي تمت عن طريق دعم الحوثيين ضد شعب اليمن الأعزل.
ولهذا السبب فان قاسم سليماني يشكر الله تعالى على أن نظامه لم يسقط حتى الآن ولهذا السبب أيضا اراد ان يقبّل أقدام الأمة.
ولكن الشعب الإيراني رد بقوة على هذا الحرسي الإرهابي وولي فقيهه بشعارات قوية جدا وأحد هذه الشعارات التي نادى بها الشعب الإيراني المنتفض في مدن إيران هو «النار جوابها النار» وشعب إيران ليسوا بحاجة أن يقبل اقدامهم مثل هذا الحرسي الإرهابي.
هذا الحرسي كان شريكا ومساهما في جميع جرائم نظام ولاية الفقيه لمدة ٤٠ عاما. وكان له يد ايضا في قتل ونهب وتعذيب والتمثيل بالقوى الثورية والمقاومة الإيرانية. جوابه هو نار الانتفاضة التي بدأت في اواخر العام الميلادي الماضي وستستمر حتى اليوم الذي يسقط فيه نظام ولاية الفقيه.
الشعب الذي ضاق ذرعا من خداع واكاذيب كلمات الحرسي قاسم سليماني المنمقة لن يخدع مرة اخرى بها وبلغة القوة سوف يجيب عليه وعلى ولي فقيهه. هذا الحرسي المجرم فهم لغة قوة الشعب المنتفض جيدا جدا. ولكنه أعرب عن هذا الفهم في وقت متاخرا جدا تزامنا مع اظهاره الخوف والرعب من خلال عبارة «يجب تقبيل اقدام هذه الأمة» ولكنه يجب أن يعلم بان تقبيله لأقدام المنتفضين لن ينعفه في شي لان الحل الوحيد هو إسقاط النظام الفاشي لولاية الفقيه فقط والذي سيتحقق عما قريب.