الجزء السادس: عفرين تحت النار

الأمازيغي: يوسف بويحيى
بعد الصفقة أو الإتفاقية بدخول ميلشيات النظام السوري إلى عفرين مازال القصف مستمرا على أجساد الشعب الكوردي الأبي مع تكاسل شبه كلي للإعلام الكوردي و النظامي في تغطية مايجري في عفرين بعد مرحلة الدخول ،بينما الأغلبية منهمكين في تغطية التهليلات و الإحتفالات بمراسيم دخول عصابات النظام السوري و الإيراني ،كأن عفرين إنتصرت لكوردياتيتها و تم ردع و وقف العدوان التركي على حده.
أتساءل كثيرا عن محل إعراب الكورد بعد دخول عصابات النظام في مسألة عفرين ،حيث الجواب يمكن إستخلاصه فقط في التمعن في الترسانة البشرية التي يعتمدها الهجوم التركي من الجيش الحر التابع للإئتلاف السوري المدعوم تركيا و عربيا بقناع سني ،و ترسانة النظام السوري الذي يعتمد على الميلشيات الشيعية سواء التابعة له او لإيران…
الهجوم التركي (العربي) بغطاء سني يسعى إلى إباذة الكورد و تهجيرهم كما صرح الأتراك مرارا بأنهم ضد الكورد و دولة كوردية ولو كانوا بالمريخ ،كخطوة ثانية من الهجوم إعمار كل منطقة كوردية و ليس فقط عفرين بالعرب و التركمان و السنة ،هذه هي الوعود التي تم به إغراء الإئتلاف السوري ليقبع في حضن تركيا الإخوانية ،من خلاله خسر المجلس الوطني شعبيته لغبائه و ثقته بالأتراك على أنهم يوما سيكونون اصدقاء للكورد.
من جهة أخرى الكل يعلم أن ميلشيات النظام تعمل تحت يد إيران الطائفية و بتوجيهات ولاية الفقيه ،حيث كل من النظام و إيران يعملان على حملة الإباذة و التطهير العرقي الكوردي و نهج سياسة التشيع كما حدث و مازال يحدث في كركوك و إقليم “روج هلات” دون إعطاء أي أهمية للمكون الكوردي إلا إذا كان طائفيا و تبعيا للقرارات الإيرانية و السورية النظامية ،غباء سقط من خلاله قادة pyd و pkk بوضع يدهم مع إيران و النظام السوري بخصوص عفرين و ما يليها ،لأن النظام السوري و إيران لا يقلان وحشية و عداءا من تركيا بخصوص الكورد.
بتحليل الموقف التركي و السوري (الإيراني) في عفرين أتساءل اين محل إعراب الكورد سواء شعبا أو أحزابا و حركات ،حيث كلا الموقفين لا يقران بتواجد الكورد و دون إعطائهم أية أهمية تذكر ،علما أن المكون الكوردي لا يذكروه في خطاباتهم إلا حقدا و عداءا ،بينما إن تم ذكره بلطف فالمغزى من ذلك إتخادهم جنودا لحروبهم و ليس لصالح الشعب الكوردي.
الحقيقة أن الأنكسة إرتكبوا أخطاء فاضحة بخصوص قراءاتهم للوضع الكوردي السوري  بينما الإدارة الذاتية بقيادة pyd إرتكبت هي الأخرى نفس الشيء بحق الشعب الكوردي و دماء. الشهداء ،مع العلم أن حرب عفرين فقط حرب لتبرير دخول النظام السوري لها و لبسط سيطرته كما في السابق ،حيث أن روجافا بكاملها لم تعش يوما حكما ذاتيا بل كانت تعيش حكما نظاميا سوريا بطريقة غير مباشرة.
عفرين كانت مرآة كشفت عورة كل تجار الدماء و الحروب سواء من الأنكسة و pyd  في حق الشعب الكوردي ،لم يبقى لهم سبيل للتهرب من المسؤولية و الفضيحة لأن الشعب الكوردي مل من كل المبررات الواهية و الخطابات الرنانة ،صحيح أن الشعب الكوردي و روجافا لا تهم قادة pyd و الأنكسة (مع إحترامي للقلة) لأن أسرهم بأروبا ،فقط الشيء المشترك بين القادة و الشعب الكوردي هو أن ابناء القادة يدرسون و يعيشون على حساب دماء الأخير.
من هنا إتضح بالملموس أن فلسفة pyd و pkk من نظريات أخوة الشعوب و فراشاتها المزركشة لم تعد تفي بالغرض و ثبت فشلها في أكثر من تجربة و حقبة ،كما ثبت نفاق الأنكسة تباهيا بالنهج البارزاني جهرا و المصلحة الشخصية سرا ،و عفرين خير مثال على الرد على الإثنين ،مع عدم تناسي مدى القمع الذي يتعرض له الشرفاء من القادة الذين مازالوا متشبتين بروح القضية الكوردية (الأستاذ عبد الرحمن نعسو) ،إلى هنا نتساءل عن اي مشروع يحمله قادة pyd و الأنكسة لشعب عفرين بعد أن تم رفضهم كشعب وتنازل غطائهم السياسي عن مكتسباتهم الكوردية سواء للنظام السوري على يد pyd و للنظام التركي و الإئتلاف على يد متخاذلي الأنكسة!!.
إن الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الكوردي لن تقف عند عفرين بل ستمتد على روجاڤا بأكملها ،حيث لكل لعبة ظروفها حتى تعود روجافا بأكملها إلى النظام السوري (الإيراني) علما أنها لم تكن قط حرة و كوردية الحكم و التسيير ،إن سياسة pyd و الأنكسة اثبتت فشلها الذريع لأسباب جد معقدة لكنها مكشوفة تتجلى في شقاقهما و عدائهما الأخوي كخير مثال أن أغلبية القياديين الكورد و المثقفين و الصحفيين في سجون الإدارة الذاتية ،بينما آمال الشعب الكوردي المسكين معلقة بين هذا و ذاك و لا احد منهما شريف.
دخول النظام السوري بملشياته إلى عفرين يستوجب على الإدارة الذاتية إطلاق سراح كل المعتقلين لأنهأ لم تعد لها صلاحية قانونية على إحتجاز سجين سياسي واحد ،قرار يجب أن ينفد مهما كانت شروط الإتفاق بين قادة pyd و النظام لأن عفرين أصبحت منطقة تحت حكم النظام السوري و خارجة من يد قبضة الإدارة الذاتية.
آخر شيء يجب أن يقوم به قادة pyd و الأنكسة هو الإعتذار للشعب الكوردي و أمهات الشهداء و الإعتراف بفشلهم في تحقق نظرياتهم الخيالية و انانيتهم و غرورهم و عمالتهم للأنظمة الغاصبة و لمصالحهم الشخصية ،و بعدها عليهم إما إعتزال عملهم أو إعادة النظر و الأخد بما يريده الشعب الكوردي لبناء مستقبله بدولة كوردية قبل فوات الأوان.
أثبتت التجارب و المواقف أن النهج البارزاني و خصوصا على يد “مسعود بارزاني” شخصيا أنه أكثر من تعمق في قراءة الوضع الكوردي على كل الأجزاء ،كما أن خطواته السياسية و العسكرية و تنظيراته للغد كانت الأصح و الصائبة ،أما الباقون فجميعهم فقط أبواق تصرخ لأجندات غاصبة لا غير. ،كما أن الدولة الكوردية لن ترفع أعلامها إلا على يد البارزاني و سفيه من يتوقع عكس ما أقول ،تحرر روجافا و روجهلات و باكور لن يكون إلا بإستقلال باشور أولا.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…