شادي حاجي
أعتقد لايختلف عاقلان أن الوضع السياسي والأمني الكردي في سوريا مأذوم وفي حالة خطر حقيقي للأسباب التالية من أهمها :
أولآ – الانقسام والتشتت وتبادل الاتهامات بالعمالة والتخوين وغياب الثقة بين الأطراف السياسية الكردية .
ثانيآ – غياب أية إشارة لبوادر مبادرة حقيقية لرأب الصدع وخاصة بين كل من المجلس الوطني الكردي ومن يدور في فلكها وبين ال ب ي د ومن يدور في فلكها هذين الطرفين اللذين يدعي كل منهما قيادة وتمثيل الشعب الكردي في سوريا صباح مساء .
ثالثآ – العدوان التركي ومرتزقته الخونة من الفصائل الاسلامية تحت مسمى الجيش الوطني السوري التابعة للإئتلاف وحكومتها المؤقتة على عفرين قصفآ وتدميرآ للمدنيين الآمنين العزل في قراهم وبلداتهم ومدينتهم عفرين الكردستانية مرتكبة القتل الجماعي والمجازر اليومية وحرب الابادة والتنكيل بالجثث والتمثيل بها وأن الشعب والوطن مستهدفان في عفرين وأن غيرها من المناطق في كردستان سوريا تحت التهديد المباشر والمستمر .
حيث أن الوضع السياسي المأذوم والأمني الخطير الذي أشرنا إليه من خلال ماسبق ذكره أعلاه من أمور وأفعال واستهداف يؤكد بأن القضية الكردية لم تعد قضية حقوق بل باتت قضية وجود .. وأن هذا الوضع يتطلب من حيث الواجب الوطني والقومي والمبدأ الانساني والأخلاقي من الشعب الكردي بكل أحزابه ومنظماته وأطره السياسية والأمنية والدبلوماسية وتعبيراته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية دون استثناء أن تقف صفآ واحدآ وراء مقاومة عفرين وأهلها وأن تقدم كل المستلزمات العسكرية والإغاثية والمعيشية والطبية وكل أسباب وأشكال الدعم التي تمكنها من الصمود والمقاومة وهذا وكما أظن مازالت ليست على مستوى الحدث الكارثي في عفرين والتي مازالت لاتتعدى اصدار بيانات التنديد والاستنكار والقيام ببعض المظاهرات والاعتصامات والمنا شدات .
لذلك أقول وهنا أيضآ كما أعتقد لايختلف عاقلان أن تحقيق ذلك وعلى المستوى السياسي الكردي العام في سوريا يتطلب ايجاد آلية للوصول الى صيغة لتوافق سياسي ضمن إطار سياسي عام يشمل جميع القوى والفصائل السياسية الكردية وأن الوصول الى هذه الآليه لتشكيل هذا التوافق والاطار السياسي العام هو مطلوب وبالدرجة الأولى من ال ب ي د بحكم أن ال ب ي د تمثل سلطة الأمر الواقع وتتحكم وتتفرد بسلطة وصناعة قرار الحرب والسلم وبكافة مفاتيح ومفاصل الحياة في اقليم كردستان سوريا من حيث الإدارة والمعابر والنشاطات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ومصادرة ومنع الحراك السياسي الكردي للأحزاب التي تعارض سياساته وتوجهاته وبرامجه وأيديولوجيته وخاصة المجلس الوطني الكردي لذلك فإن على ال ب ي د أن تحذوا حذو الشعوب والدول عندما تتعرض لعدوان خارجي تسارع سلطاتها وحكوماتها دعوة جميع الأحزاب الغير مشاركة بالسلطة أو الحكومة المعارضة منها والموالاة الى عقد اجتماع استثنائي عاجل للتشاور والمشاركة بالقرارات المصيرية التي تتعلق بمصير الشعب والوطن وأكبر مثال حي على ذلك بالأمس اسرائيل بعد اسقاط طائرتها طلب رئيس وزرائها اجتماع عاجل لجميع الأحزاب والحكومة لأجل التشاور لذا فعلى ال ب ي د أن تبادر الى دعوة المجلس الكردي والتحالف والتقدمي للحوار والتشاور وإن كان متأخرآ ولكن أن يأتي متأخرآ خير من أن لايأتي أبدآ للوصول الى صيغة توافق لتقوية الجبهة الداخلية الكردية وايجاد آلية جماعية مشتركة لتحرك دبلوماسي نشط وعلى أرفع المستويات باتجاه أكثر من جهة روسية أمريكية أوربية لوقف الحرب على عفرين والقيام بكل ما من شأنه أن تساهم في ترتيب البيت الكردي من تبييض سجونها من المختطفين السياسيين والإفراج عنهم والسماح للمجلس بفتح مكاتبها والقيام بنشاطاتها السياسية بحرية ولاشك قبل كل ذلك وقف الحملات الاعلامية المتبادلة وإلا فإن ال ب ي د وحده يتحمل الحد الأعظمي من المسؤولية عن كل ماسيحدث لعفرين وأهلها والشعب والوطن مادامت تستمر بتفرده حتى النهاية ويتمسك بسياساته وممارساته وترفض مشاركة الأخرين بالسلطة والقرار إداريآ وسياسيآ وأمنيآ .
هذا لايعني بأن المجلس بريء ولايتحمل أية مسؤولية فهو بدوره عليه مراجعة سياساته وعلاقاته مع الائتلاف التي تدعم وتؤيد وتساند العدوان التركي وتشارك فصائلها المسلحة كمرتزقة بالهجوم على عفرين بالإضافة الى علاقة المجلس مع تركيا إن وجدت الدولة التي تشن حربآ تدميريآ على الشعب الكردي في عفرين وتحمل مسؤولياته التاريخية فهو كما يدعي حامل وصاحب المشروع القومي الكردي وجزء عزيز من كردستان سوريا يتعرض لحرب إبادة لذا عليه أن يتدارك الأمر لفتح صفحة جديدة والعمل على ترتيب البيت الكردي بشكل أكثر قوة وتأثيرآ وكذلك التحالف والتقدمي يتحملان المسؤولية حيث أنهما فشلا في القيام بايجاد حل سياسي توافقي بين طرفي الصراع وبمشاركتهما بالعملية وهي من صميم مهامهما كطرف ثالث يبحثون عن تشكيل مركز قرار كردي مشترك أو مرجعية كردية كما يدعون .
وأخيرآ وليس آخرآ على ال ب ي د أن يدرك أنه لوحده من الصعب أن يواجه هذا العدوان الوحشي وبضوء أخضر من أكثر من جهة اقليمية ودولية .
لماذا يا ب ي د كل هذا العناد وهذا الغرور والتفرد بالسلطة والقرار ورفض المشاركة ومصادرة الحراك السياسي تفتت أكبادنا وهجرنا وتشردنا وحوصرنا ومتنا وأحتلت أراضينا ماذا تنتظرون
فالقضية قضية شعب ووطن ووجود وهي أكبر منكم مجتمعين فكيف وأنتم منفردين .