لماذا لم يسقط «الأسد»؟؟

الأمازيغي: يوسف بويحيى
الكثير لم يستوعب حقيقة ما يجري في سوريا ،كما أن الكثير مازال يتحدث عن إسقاط نظام الأسد من جهة ،و خطاب المعارضة و حرب داعش من جهة أخرى ،في حين ان هناك العديد من التساؤلات التي لا تحتاج سوى رؤية عقلانية للواقع الحالي السياسي و العسكري للخروج بعدة نتائج و حقائق واقعية ،بعيدا عن كل ما يتداوله الإعلام الرسمي للنظام و المعارضة و حتى الإعلام الغربي بالخصوص الروسي و الأمريكي و الإيراني.
في بداية الثورة السورية كانت الدعاية إلى إصلاح الدستور شيئا فشيئا تطورت الثورة بخطوات شجاعة من الشعب السوري إلى المطالبة بإسقاط النظام ،لكن سرعان ما إنقلبت الثورة عكس ما كان يطمح الشعب و النظام الكل خسر المعركة النضالية ،بقيت سوريا و الشعب بمصير مجهول إلى الآن.
لكي لا نكذب على أنفسنا و لكي لا نمضي صوب نفاق السياسيين النظاميين و المعارضين يجب ان نقول ان الإثنين دبروا صفقاتهم كل وفق مصالحه مع القوى الخارجية ،دون أن يراعي النظام و المعارضة أي مراعاة للشعب السوري ،حيث كلاهما يتحمل المسؤولية بما حل بالشعب السوري عامة و بالكورد خاصة.
الإعلام الغربي صرح مرارا بأن نظام الاسد كاد أن يسقط لولا التدخل الروسي ،إيران كانت حليفة نظام الأسد قبل و بعد الثورة لكن ذلك لم يمنع وشوك سقوطه مما يوضح أن الروس بموافقة أمريكية هم من لعبوا دورا كبيرا في إنقاد نظام الأسد.
الحقيقة اليقينية إنقاد الأسد و ليس نظام الأسد ،لأنه عمليا لا يوجد شيء على أرض سوريا بمقومات سياسية و عسكرية يؤكد بقاء نظام الأسد ،لقد سقط فعلا نظام الأسد و بقي الإسم فقط لأسباب و برتوكولات سياسية و عسكرية مدروسة و مخطط لها بدقة من طرف أمريكا و الروس ،فمن ينفي تواجد امريكا في طبخة سوريا و الإكتفاء بالروس فهو يجهل الحقيقة ،كما ان إيران بدورها هي الأخرى لا تتحكم في زمام المسألة السورية و توجيهها بل أمريكا و الروس و الناتو الأروبي هم من يتحكمون بكل شيء.
إبقاء مصطلح “النظام” كٱسم لا كنظام سياسي عسكري في الإعلام السمعي البصري و المكتوب خطة و لعبة غربية لإتمام المخطط العسكري و الإقتصادي الروسي المتحالف سرا مع أمريكا و الإعتماد على القوات الإيرانية اداة للجريمة ،ليبقى الشعب السوري متوهما دائما بأن الحرب تنصب لإسقاط النظام لكن الحقيقة المرة أن المؤامرة الحقيقية كانت على الشعب و بالخصوص بعض المكونات منه ،و أن النظام السوري تنازل و باع كل شيء للروس (بطريقة غير مباشرة أمريكا) بعلم إيران التي لا تملك سوى الدخول حليفا لكنه ثانوي.
بخذعة بقاء مصطلح “النظام” و الحرب لأجل إسقاطه و الدفاع عنه ،قصف التحالف الدولي و الروس و الترك و إيران المدنيين و الشعب السوري ككل بإستثناء المناطق المؤيدة للنظام ،حيث لا يوجد مبرر يمكن إقناع العقل الحي عن سبب قصف “حلب” و “خان شيخون” و “قامشلو” و “عفرين”….و العديد من المناطق التي لا هي مواقع عسكرية و لا هي مناطق تحشد الميليشات العسكرية و لا هي اي شيء مرتبط بالحرب ،في حين لم تقصف المناطق التي تشمل قوى النظام.
أعطت أمريكا و الروس الضوء الأخضر لإيران لقتل و تهجير و إبادة السنة و بالخصوص العرب السنة ،كما أطلقت روسيا و أمريكا العنان للميليشات المحسوبة على النظام لقتل الكورد و تهجيرهم و إباذتهم ،الشيء الذي أكمله الجيش التركي بعد تدخله بدريعة حماية التركمان السوريين و تصفيات حساباته مع العمال الكوردستاني و أذياله السورية ،مع العلم أن الكورد أنفسهم ذاقوا العذاب المرير من قوات العمال الكوردستاني و أذياله ،لقد حولوا المناطق الكوردية و مناطق عرب السنة إلى ساحة القتال بتخطيط محكم مما يثبت أن حرب داعش لم يكن من خلالها إسقاط النظام لأنه سقط قبل ظهور “داعش” من حيث المضمون و بقي فقط كمنتوج يتداوله الإعلام من حيث الشكل.
لم تقصف “دمشق” و لم يتم تحويلها لأرض المعركة ليس لأن الصواريخ لن تصل إليها بل لإنها محمية من طرف الروس و أمريكا و الناتو ،قد يتسأل البعض لماذا “دمشق”؟؟ لأنها عاصمة إقتصادية و سياسية و مؤسساتية كالبنوك و البورصات و السفارات…لن يسمح احد بقصفها لما لها من أهمية عالمية بعقد الصفقات الدولية.
كدليل على أن نظام بشار لا اساس له من الوجود في قاموس الروس و الأمريكان و الأروبيين انه لم يعد يستقبل عندهم كرئيس و لا زعيم فقط يستقبل لإعطائه الأوامر بما سيقوم اي بمعنى آخر عامل ،النظام السوري فقد كل صلاحياته لم يعد يتحكم في اي شيء سوى تدبير شؤون الأطراف الداخلية ،بينما كل العلاقات السورية الخارجية تدبر على يد الروس بعلم أمريكا ،كما أن النظام لم يعد يشرف على ثروات سوريا النفطية و الغازية و المناجم…كل في يد روسيا ،النظام السوري لم يعد له وجود و لا اي دور فقط كمجرد عامل أجير وزنه و شأنه كشأن أي جندي أو عامل أو موظف بسيط في القطاع العام.
مرارا و تكرارا قلنا أن هدف السياسة الأروأمريكية هي محو سوريا من الوجود و الخريطة الدولية ،كما هو الحال في العراق الذي مازال مخططهم فيها لم يكتمل بعد حيث مازالت هناك خطوات حرب قادمة من اجل العديد من التقسيمات ستشمل مجددا العراق و اليمن و لبنان و البحرين….

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…