هل أخطأ البارزاني؟؟

الأمازيغي: يوسف بويحيى
لقد اخطأ البارزاني حسب منظور الكثيرين ،و سقط سقطة لا تليق بالرجال على حد تعبير البعض ،كل حسب ما يرونه في البارزاني بنظرة مختزلة فقط سياسيا لا اقل و أكثر.
كل من يريد أن يدعي الثقافة و الفكر و لفت الإنتباه يكفيه أن يذكر “البارزاني” بسوء ،شيء اصبح الكثير يرونه على انه جرأة و شجاعة و نقد و ديموقراطية ،في حين ان الجرأة لا تكتفي فقط في التعقيب على نقطة صغيرة ،بل كذلك بقول حقائق التاريخ التي تقدر بحجم الجبال.
لقد اخطأ البارزاني في نظر القلم المغترب في أروبا تحت مكيفات الهواء الدافئة ،على طاولة الزجاج بفنجان القهوة الرفيعة ،تحرسه حوريات أروبا الشقروات من كل الجوانب ،قلم دافئ يكتب على مأسات بندقية باردة من صقيع ثلوج الجبال الوعرة ،هنيئا لكم الشهرة و الثقافة و الحرية و الجرأة.
لا أخالف هذا النوع من المثقفين في الرأي على أن البارزاني اخطأ ،لكن لكل منا خلفية رأيه في رؤية مكان الخطأ ،كما يحق لي ان اسلك حريتي في التعبير عن خطأ البارزاني كما سلك البعض ذلك بدريعة الديموقراطية و الحرية و الجرأة.
في نظري أرى ان البارزاني أخطأ لأنه لم يفكر في أن يكون ديكتاتورا على شعبه ليسحق كل الببغات و الخونة و المثقفين المأجورين و السياسيين الإنتهازيين الذين يتناوبون في الحديث عنه بكل وقاحة ،كما اخطأ في عدم محاسبة الخونة و إكتفى بالتسامح و طي الصفحة من أجل بناء وطن سموح.
اخطأ البارزاني لأنه لم يفرض نفسه و منصبه على الشعب ،كما ظل قريبا من شعبه و اعدائه الكورد دون أن يحسسهم بأنه رئيس او قائد بل كان مواطنا مثله مثل اي كوردي يقبل النقد و الرأي الآخر دون إنزعاج.
أخطا البارزاني لأنه لم يقل يوما أمام الإعلام غربيا أو محليا “أنا قمت بكذى و كذى” بل كان دائما يقول “نحن الشعب الكوردي قمنا بكذى و كذى” علما أن عبارة “أنا قمت بكذى و كذى” كانت هي الأصح و التاريخ يشهد على ذلك ،علما اني لا أعمم حالة الشعب الكوردي باكمله.
اخطأ البارزاني لأنه لم يخبر الشعب الكوردي الحقيقة على أن لولا شخصه  لما بقي الكورد هوية و شعبا في كوردستان ،و لولاه لبيعت كوردستان و الحقت بالأجزاء الأخرى ،كما انه لم يخرج يوما ليقول لقد تعبت لحمل اعبائكم و خيانتكم و نكران جميلكم ،كان دائما صامتا قائلا : “إطمئنوا أيها الكورد لن ينالوا من إرادتنا”.
أخطأ البارزاني لأنه لم يمارس حياته كأي رئيس او قائد في القصور و الفنادق و الرحلات ،بل كان دائما في الجبهة يستند الحجر و يفترش التراب و يقتات مما يقتات ابسط بيشمركة في المعسكر ،كما انه لم يرتدي ابدا الكرڤاتة امام شعبه و وسط كوردستان ليحسسهم بأنه رئيس او يفوقكم ،بل كان دائما كورديا بزيه التقليدي و كوفيته و بدلته العسكرية البيشمركة.
اخطأ البارزاني لانه إستثمر أموال كوردستان في بناء وطن يملك بنيات تحتية لا تمتلكها حتى دول غنية ،في حين كان يستطيع وضعها في حسابه البنكي بسويسرا كما يفعل جميع الرؤساء و الملوك و القواد ،كما سخر ثروته الشخصية لبني شعبه و وطنه إيمانا منه و كرما و تضحية في سبيل شعبه و وطنه.
أخطأ البارزاني لأنه لم يشهد التاريخ يوما انه جلس على طاولة المفاوضات بالمراهنة على كوردستان و شعبها ،كما لم يتنازل قط على فكرة الشعب و الوطن منذ عمر يناهز الثانية عشر عاما ٱلى يومنا هذا و مازال على نفس النهج.
أخطأ البارزاني لأنه الإنسان الوحيد في العالم و الكرة الأرضية الذي جعل من جميع افراد عائلته بيشمركة نفسه أبناؤه احفاده ابناء أخيه أخوته…..،من من القادة في العالم مثله ؟؟ حدثوني لا تصمتوا و تتراجعوا !!
أخطأ البارزاني لأنه لم يحمل السلاح ابدا في وجه كوردي عدو و خائن  ،كما عفى على الكثير و دافع على الكثير رغم عداوتهم له.
اخطأ البارزاني لأنه لم يرضى و لم يفكر أن يحمل جواز اروبي أو امريكي كما يفعله الجميع ،علما أنه صرح بأنه لن يترك كوردستان مهما حصل و لن يسكن غير كوردستان و لن يموت سوى في كوردستان.
أخطأ البارزاني لأنه اراد ان يؤسس وطنا للم شمل شعبه و صون كرامته و جعلهم مواطنين لا لاجئين او رعايا تحت انظمة الأعداء ،في حين أن البعض من الكورد المثقفين لا يصلحون حتى أن يرموا في مزبلة التاريخ.
أخطأ البارزاني لأنه أنشأ المطارات و الطرقات و المعاهد و المستشفيات و المدارس ،في حين انه كان الأجذر أن يبني سجون و معتقلات كما يفعل القادة و الرؤساء و الملوك لشعوبهم ،فقط لأنه ليس ديكتاتور و رحيم بشعبه.
اخطأ البارزاني لأنه أحسن الظن بالجميع  من بني جلدته ،لأن ذلك من طبعه و قيمه ،فمهما تحدثنا عنه ليغير طيبته إلى قسوة فلن ننجح لأن البارزاني لن يكون سوى البارزاني العنيد المؤمن الرحيم الطيب الأسد.
أخطأ البارزاني لأنه ولد في مكان قاس و تولى مسؤولية بعضا من شعبه لا يتقن سوى نكران الجميل ،علما أن البارزاني يتمناه الخليج العربي ان يحكمه و الغرب أن يحالفه و أمريكا أن تصادقه.
أخطأ البارزاني لانه اطلق العنان للكثيرين للحديث عنه بسوء دون يبدي اي ردة فعل تجاههم ،كما لم يكسر اقلام المثقفين المأجورين.
اخطأ البارزاني لأنه ألحق صوت الشعب الكوردي للعالمية ،و عرف بكوردستان انها وطن الكورد ،و البيشمركة الأبطال قاهروا الإرهاب.
أخطأ البارزاني لأنه كان رجلا جبلا صامدا مالم يكن مقبولا في منطق أشباه الرجال ،كما انه اخطأ في جعل بعض أشباه الرجال رجالا ،كما اخطأ لانه تحمل عبء سقطات غيره من اشباه الرجال.
أخطأ البارزاني في نظر البعض لأنهم لم يستطيعوا ان يتوصلوا إلى حقيقته الحقة و مكانته التي تليق به ،بسبب الفقر المعرفي لمن يدعون الفكر و الثقافة نسوا أن البارزاني لم يكن رئيسا و لا سياسيا رغم انه إحترف السياسة و الخطاب بشكل بارع ،كما لم يزاول في حد ذاته عمله كرئيس بل كحارس على شعبه و وطنه و كرامتهما ،كما لم يكن رئيس حزب قط و لم تكن خطواته حزبية بل كان قائدا يرحب بمن يريد المشي بالتوازي معه ،إنه الرمز الذي لن يتكرر ابدا في التاريخ.
البارزاني الزعيم الذي لم المس فيه يوما ذرة من الكذب و النفاق و المراوغة و الخوف ،يكون غامضا لكي لا يجرح الآخرين لكنه الزعيم الذي لا يعرف الكذب.
بكل هذا هل مازلتم تؤمنون بأن البارزاني اخطأ و سقط سقطة لا تليق بالرجال و مرغ ما تبقى من كرامة الكورد في التراب؟؟
نعم أخطأت سيدي و قدوتي البارزاني لأنك كنت اخلاقيا و إنسانيا و رحيما و متسامحا و وفيا و مؤمنا و مخلصا في زمن كثر فيه منطق الذئاب ،و ما أقسى شماتة الكورد بالكورد.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…