صرخات أهالي المناطق المنكوبة تدعو إلى سقوط النظام!

عبدالرحمن مهابادي*
ابتلعت مرة أخرى الهزة الأرضية جزءاًمن إيران وما بقى لنظام الملالي إلا الخذلان بسبب ترك شعبه تحت هكذا دمار نتيجة هذه الأحداث المميتة رغم 38 عاماً من حكمه عليهم . وما زال سلطات النظام تقول كالمعتاد في هكذا الأوضاع : ” يجب أن نفكر للحل بصورة جذرية “ .. لاشك ان هذا الجواب ليس إلا خداعاً للناس وفي نفس الوقت استهزاءً بمطالب الأهالي المنكوبين والمصابين بفقدان افلاذ أكبادهم وتشريدهم ولا مغيث لهم .
الحقيقة إن معاناة هؤلاء الناس المنكوبين مؤلمة جداً كما ان هناك استماعا لاستغاثاتهم ألاكثر إيلاماً إذ إنهم مصابون بفقدان أعزائهم من جهة، وتحمل المعاناة الناجمة عن تعامل الدكتاتورية الحاكمة على بلدهم من جهة أخرى حيث عندما نسمع حكاية آلام والأهالي في المناطق المنكوبة ونرى صورها نقول ما هذا الزمان وما هو ذنبنا تحت حكم هذا النظام المتخلف الوحشي؟؟ .
في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من مصيبة الزلزال في غرب إيران، يدخل الملا روحاني المحتال رئيس جمهورية الملالي ويهزّ بكلامه قلوب المنكوبين بشدة أكثر من الهزة الأصلية حيث قام بتقدير جهود! الجيش وحرس النظام والباسيج في إغاثة! الأهالي المنكوبين زورا حيث يقول:
« .. على المنكوبين بناء بيوتهم بأنفسهم ووان يقترضوا من الحكومة وان الحكومة ستقرضهم مقابل (الفائدة )او الربح . بينما وحسب الصور الملتقطة من المنطقة المنكوبة والتقارير الواصلة هناك الهدف الرئيس من زج القوات التي يقصدها روحاني في هذه المنطقة، ليس إلا لقمع الناس ونهب أموالهم وما شابه ذلك ..
يا تُرى، عندما يشاهد الناس المنكوبون أعمدة البنايات الخاوية على رؤوس المنكوبين والتي شيدتها مؤسسة ” مسكن مهر“ في زمن ولاية الحرسي محمود أحمدي نجاد تحت شعار ”مساعدة العوائل المتعففة “ بينما أصبحت توابيتهم بعد الزلزال، وعندما نرى دموع الناس المصابين الذين لا حول ولاقوة لهم لإنقاذ افلاذ أكبادهم من تحت الأنقاض .
و عندما تسمعون بأن هناك عائلة تشمل 12 فردا دُفنت تحت الأنقاض باكملها ولا تستطيعون حيلة لإنقاذهم ولا تهتدون سبيلاً، وعندما تعرفون ان هناك الرجال والنساء الطاعنين في السن ويقولون راعوا الأحياء لكيلا يموتون لكونهم بدون مأوى الا تجب رعايتهم كي لا يموتون جوعاً لأنهم حتى لم يحصلوا على رغيف خبر يابس منذ أيام أو كان يقول آخر بأنه لا يملك أي مال في جيبه،
و عندما تشاهدون وتسمعون بأن الناس المنكوبين يباتون في البرد القارص (درجة صفر) في الشوارع، وعندما تسمعون وتشاهدون أن المنكوبين يستغيثون السلطات ويقولون لهم ” على الأقل احسبونا فلسطينين أو أجانب “ و…
و عندما تشاهدون أن الضحايا جميعهم من الشرائح المحتاجة في المجتمع حيث لن تشاهدوا حتى فردا واحداً من الأشخاص المحسوبين على نظام الملالي أو أقرباء السلطات ضمن ضحايا الزلزال ،..
و إن كنتم تنصفون في رأيكم بعد سماع أو مشاهدة هذه الصور يكفي أن تعتبروا أنفسكم مع أهالي هذه المنطقة والمناطق الأخرى وتضمون أصواتكم معهم عندما يقولون ليسقط هذاالنظام وما دام هؤلاء الملالي يحكمون ايران والشعب الايراني فسيبقى الوضع كذلك ولن يتحسن .
عندما تحدث الكوارث الطبيعية في إيران بهذه الطريقة، فانها تكشف جرائم هذا النظام للعالم أكثر من ذي قبل وبالتالي تتوضح ضرورة اسقاط هكذا نظام. 
و كمثال : عندما تتحول مليونا وحدة سكنية المبنية في زمن ولاية أحمدي نجاد (مؤسسة مهر) إلى انقاض وبالأحرى توابيت للأهالي الأبرياء، ستتضح هذه الحقيقة ومدى نهب ثروات الشعب بواسطة سلطات النظام سابقاً ولاحقاً .
و عندما تشاهدون في خضم هذا الدمار والخراب وبالتالي صرخات الناس المنكوبة وعدم توفير أبسط حاجات حياتهم، نرى الملا روحاني وسائر الملالي ووزراء كابينته يتهافتون على هذه المنطقة ليصوروا سلفيا مع بعض، أو عندما تشاهدون حضور هذا العدد من القوات المسلحة من حرس النظام ووحدات مكافحة الشغب، والعناصر الوزارية، ستقرأون بدقة معاناة هؤلاء الناس وأن هذا النظام منبوذ ومعزول عن الشعب تماماً .
و عندما تشاهدون منع عملاء النظام المواطنين المتطوعين من إغاثة الناس المنكوبين، وعندما تشاهدون أو تسمعون منع هذا النظام الصحفيين الأجانب من الحضور في المنطقة، وعندما تشاهدون أن هذا النظام يهمل معاناة العوائل الثكلى والأهالي المصابين بالزلزال ويكتمها عن أنظار العالم من جهة، ويمنع المنكوبين من تشكيل أي تجمع احتجاجي وإبداء غضبهم وكراهيتهم للنظام، هناك سيصبح لديكم اليقين الكامل بنوايا هذا النظام الشريرة وتخوفه الشديد من اهتزاز أركان نظامه لا محالة .
نعم إن هذا النظام السفاك الذي وعلى رغم ثروات البلاد الموفورة وتخصيصها للمشاريع اللاوطنية مثل المشاريع النووية أو تسليح وتجهيز قوات حرس النظام القمعيين أو المشاريع التوسعية والإرهابية خارج الحدود ودعماً لدكتاتورية الحاكمة في سوريا أو تشكيل وتعزيز الجماعات الإرهابية في بلدان المنطقة، يهمل ويقصر متعمدا في مجال إنقاذ هؤلاء المنكوبين من الزلزال وهو من الأحداث الطبيعية كالسيل وما شابه ذلك ،تعرفون كيف يترك الشعب الإيراني ينحدر الى الهاوية بلا ادنى اهتمام.
وقد طالبت السيدة مريم رجوي الرئيس المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية وفور وقوع الزلزال وبعد التأكيد على خلفية النظام الإيراني في الإهمال وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه أروح المواطنين، طالبت الشباب سيما الشباب في غرب إيران أن يسارعوا إلى إنقاذ المنكوبين وإيصال المساعدات إلى ذوي الضحايا والجرحى والمصابين في هذا الحادث الأليم مباشرة وأضافت تقول : ” حان وقت التضامن والمناصرة للمنكوبين واصفة هذا بانه واجب وطني مقدس “ .
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…