كمال أحمد
يا شعوب العالم …يا حكماء العالم …يا نخب العالم من المثقفين والسياسيين…يا رافعي رايات حقوق الحيوان قبل الانسان…يا مسلمي العالم…يا مسيحي العالم …يا بوذي وهندوسي وشنتوي وجميع معتنقي ومريدي أي عقيدة في العالم …ندعوكم جميعاً إلى وقفة تأمل مع ذواتكم …وقفة مع ضمائركم …وقفة مع ميزان العدل الفطري الذي يولد مع ولادة الخدج وهوصفحة بيضاء…بها يميز بين الصالح والطالح ، بين الخير والشر ، بها يحكم على الجور والظلم الصادر من الآخر …على ضوء القاعدة الذهبية التي تختزل ميزان العدل الفطري ،من السماويات الماورائيات من اللاهوتيات، وحتى من الأرضيات الموضوعة ، من قبل المصلحين ، والمفكرين ، والفلاسفة ، ضمن فئة الناسوتيات ، هذه القاعدة الذهبية للعدل والإنصاف الفطريين هي ( أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك ) أي كان هذا الغير ، أو هذا الآخر، والتي عبرت عنها اللاهوتيات والناسوتيات ، بصيغ مختلفة ، ولكن مع المحافظة على جوهرها
على ضوء ماذكر آنفاً ، مضيفين ومنوهين، بأن كردستان العراق لم تعلن قيام الدولة والاستقلال، فقط أنّ ما أقدموا عليه كان إستبياناً للرأي ، نطرح هذا السؤال والتساؤل ، الكبير بحجمه ، والبسيط والساذج بمضمونه ، هل رواية الحلم ذنب وجريمة ؟؟؟هل التعبير عن الرؤية والرأي جريمة ؟؟؟ وبالتالي هل كان الإستفتاء وإستبيان رأي شعب كردستان العراق حول حلمه بدولة مستقلة مثله ، مثل سائر عباد الله في هذا الكون الشاسع الواسع، هل كان ذلك جريمة ؟؟؟ ألم يمتلك هذا الشعب مقومات الدولة الحديثة ، بعناصرها الأساسية ، وهي الأرض والشعب والسلطة والمؤسسات الإدارية ، والبنية التحتية وأساسيات كيان الدولة ؟؟؟ هل كان هناك ما يبرر النفير في صفوف قبائل الذئاب للإجهاز على وجودية وماهية هذا الشعب ، فقط لأنّه يعبر عن حلمه ؟؟؟
قد يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم التساؤل التالي : وهو، هل من الإنصاف تشبيه ومقارنة ،وإصباغ السلوك والممارسات الذئبية ،وثقافة وشرعة الغاب ، على سلوك ومواقف الدول، والمراجع الدينية ، والنخب الثقافية منها ، والسياسية ، والإعلامية ، من عملية إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق ، والتي إتصفت بالسلبية ، وإرتقت من قبل شركاء الأديان والأوطان ، من دول الجوار، إلى درجة إعلان النفير ، وصيحات الجهاد ، لتجييش العباد ، ضد سكان الإقليم ، لتصل إلى عمليات الإجتياح العسكري ، لذلك أدعو القارئ الكريم ، أن يضع نفسه ولو للحظات ، محل المواطن الكردستاني سواء في العراق أو في أي بقعة من العالم ، عندما عبّر عن رأيه في توقه إلى الإستقلال ، والعيش في دولة مستقلة ، وتعرضه جرّاءها ، إلى هذا الإجتياح العسكري ، الذي أقدم عليه هؤلاء الطغاة الغزاة ،
كما فعل بطل الإستقلال السوري فارس الخوري ، عندما ترأس ، عام 1945 الوفد السوريّ إلى اجتماع منظمة الأمم المتحدة لمناقشة موضوع استقلال بلاده. ، وشارك في التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة نيابة عن سوريا. ((يُحكى عنه أنّه دخل قاعة اجتماع هيئة الأمم قبل دخول المندوب الفرنسي ،وجلس على المقعد المُخصّص لمندوب فرنسا. وإذ حاول هذا الأخير بعد دخوله ، مرارًا إقناعه بالانتقال إلى مقعده، جعله الخوري ينتظر طويلًا بينما كان ينظر إلى ساعته. وفي اللحظة الأخيرة، وقف الخوري وقال له: “يا سعادة السفير، سوريا احتملت سفالة جنودكم خمسًا وعشرين سنة وأنت لم تستطع أن تحتملني خمسًا وعشرين دقيقة؟ أما آن لسوريا أن تستقل؟))
وعلى خلفية الثقافة الذئبية – العمائمية أيضاً ،تآلف الولي الفقيه الخامنئي ، إمام الزمان الشيعي ،بعمامته السوداء ، ، مع أردوغان ،السلطان العثماني ممثلا العمامة السنية البيضاء والذي يتبنى شعار جحافل القتل بقوله (( الجوامع ثكناتنا ))، وايضاً الواجهة الرسمية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين في العالم ، و العبادي واجهة حزب الدعوة الشيعي ، ممثلاً التحالف والحشد الشعبي الطائفي الشيعي العراقي، مستندين الى التراث الاسلامي، الذي يجمعهم على الظلم والعدوان، على إقليم كردستان وشعبه ” ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”) وإجتمعت كلمتهم على الحصار وإغلاق الأجواء والحدود والمنافذ ، وإقتحام جحافلهم بلدات ومدن الاقليم ، هادفين تجويعهم والقضاء عليهم إن أمكن، دون أن يرف لهم جفن ، هؤلاء الأكراد من شركائهم في الدين والوطن ، مستحضرين من تاريخهم ، معاركهم ضد بني قنيقع ، وبني قريظة ، من يهود المدينة ، كأنّ الشعب الكردي في الاقليم ، بمجرد أنّه حاول أن يعبر عن رأيه وفق آلية ديموقراطية مشروعة ، وهي الاستفتاء ، دون الإعلان عن دولة أو كيان ، وإعتبروا هذه الممارسة الحضارية ، خروجاًعن الملة ، ومن جرائم العصر التي لا تغتفر ، لذلك ، فإنّ ما أقدموا عليه ضد الاقليم ، يجعلنا ويحدوبنا أن نتساءل ، وخاصة أن هذا الحلف وهذا الإئتلاف ، هو يمثل الاسلام بأجنحته الرئيسية ، السني والشيعي ، أي ولاية الفقيه والسلطنة ، أي الإمامة الشيعية ، والخلافة السنية ، والسؤال هو ، هل ما أقدموا عليه ، من ممارسات وسلوكيات ذئبية ،إفتراسية ، غزوية ، يتوافق مع اسلامهم الذي يدعون به ويتشدقون ، ؟؟؟ لذلك رأينا أنّه من المفيد الإضاءة على سيكولوجية الذئب ، وطباعه ، وفقه وثقافة وشريعة الغابة ، التي تسهم في تكوين، وبناء، ودوافع ،ممارسات الذئب وسلوكه ،
صورة الذئب في الميثولوجيا والأساطير :
كان للبشر نظرات مختلفة ومتنوعة للذئاب عبر العصور، ففي بعض أنحاء العالم كانت هذه الحيوانات تُحترم وتُبجل، بينما كانت تثير الخوف والنفور في أماكن أخرى. اعتبرت الذئاب حيوانات موقرة في الميثولوجيا الألطية الخاصة بالترك المغول، وكان الكهنة الأرواحيين لتلك الشعوب يعتقدون بأنهم يتحدرون مباشرةً من الذئاب، وتناولت الأساطير التركية عدد من القصص التي لعبت فيها الذئاب دوراً كبيراً، ومنها الأسطورة التي تقول بان ذئباً رماديّاً قاد الأتراك إلى موطنهم المسمى “إرغنكون”، حيث ازدهروا وغزوا كل الشعوب المجاورة لهم كذلك، (( وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ مصطفى كمال يعرف ويلقب من قبل الأتراك، بالذئب الرمادي – أو الذئب الأغبر ، ويعتبر مصطفى كمال من أكثر الشخصيات التاريخية عدائية وإلحاقه أفدح الأضرار بحقوق الشعب الكردي في العصر الحديث، وهو الذي أجهض الحلم الكردي بعد الحرب العالمية الأولى، بتفريغه معاهدة سيفر من مضمونها ، وإستبدالها باتفاقية لوزان السيئة الصيت بالنسبة للكرد ، ويعادله في هذا العداء للشعب الكردي في التاريخ القديم ، وتحديدا في عام 550 قبل الميلاد ، ((عندما إستطاع كورش الثاني بن قمبيز الأخميني من تقويض الدولة الميدية الكردية ، بالتآمر مع هارباك الكردي ، قائد جيوش الملك الميدي أستياك ، والتاريخ يعيد نفسه ، مع هارباك العصر الحديث ” بافل جلال الطالباني) ) فقوم “التناينا” مثلاً كانوا يعتبرون الذئاب إخوة لهم ويقولون لكل ذئب “الأخ”، وكذلك قوم “الباوني” المزارعين والصيادين حيث كانت “ولادة” و”موت” نجمة الذئب، أي الشعرى اليمانية، تمثل إنعكاساً لذهاب وإياب الذئب على طول درب التبانة، المعروفة عندهم بدرب الذئب، و كان العرب يشبهون الرجل القوي بالذئب لما يتحلى به من قوة، كما ووردت قصص كثيرة لأدباء عرب فيها ذكر للذئب مثل قصص لإبن المقفع في كليلة ودمنة، كما وذُكر الذئب وصنف من قبل بعض العلماء مثل الجاحظ في كتاب الحيوان، وما زال البعض يُطلق على أولاده حتى اليوم اسم “ديب” و”ديبة”.
ويرمز الكتاب المقدس إلى الذئب 13 مرة، غالبًا على شكل إستعارات تدل على الجشع والدمار، وينص العهد الجديد على أن يسوعاً إستشهد بالذئاب ليرمز إلى الأخطار التي كان تابعوه سيواجهونها لو لم يتبعوه، حيث قال: “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا، كذلك فقد ذُكر الذئب في القرآن الكريم 3 مرات في سورة يوسف، عندما قال يعقوب والد النبي يوسف لأبنائه أنه خائف على ولده من أن يأكله الذئب إن ذهب معهم، فطمأنوه أن هذا لن يحصل، وعندما ذهبوا مع أخيهم ألقوه في الجب وعادوا قائلين لأبيهم أن الذئب أكله، حيث جاء: قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ َرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ .
ظهرت الذئاب كموضع خوف وكره في الفلكلور الأوروبي خلال عهد سيادة الكنيسة، على الرغم من أنها كانت تبرز في ذلك الحين أيضاً كرموز على شعارات وأيقونات العديد من العائلات النبيلة.و تعطي معظم الشعوب أسماءً مذكرة لهذه الحيوانات على الأرجح، ومثال ذلك الاسم الإسكندنافي “أولف – Ulf”، الألباني “أوجكو – Ujku”، الألماني واليديشي “وولف/ڤوولف – Wolf/Volf”، الإنكليزي “وولف – Wolf”، العبري “زئيڤ – זאב מצוי”، المجري”فاركاس – Farkas”، الصربي “ڤوك – Vuk”، الأوكراني “ڤوڤك – Вовк”، الروماني “لوپول – Lupul”، الفرنسي “لوو – Loup”، والبلغاري “ڤالكو – Вълк”. والذئاب بارزة أيضاً في الأمثال الشعبية، فالكثير من الأمثال الصينية تتناول الذئاب لتشير إلى شخص سيئ النية ذو هدف خبيث، فيُقال “قلبه كقلب الذئب” (بالصينية: 狼子野心) والتي تفيد ضمناً إلى استحالة إصلاح الأشخاص الأشرار بطبعهم، كذلك يُقصد بقول “قلبه كقلب الذئب ورئتاه كرئتيّ الكلب” (بالصينية: 狼心狗肺) الإشارة إلى شخص ناكر للجميل قام بالغدر بأشخاص كان قد ساعدهم سابقاً، وفي هذه الأمثال شبه بالمثل العربي السائد في بلاد الشام خصوصاً “اذكر الذيب وهيئ القضيب”، وفي هذا إشارة إلى حضور شخص غير مرغوب به يسبب إزعاجاً، يرغب المرء لو يتخلص منه. في اللغة الكازاخية 20 مثلاً شعبيّاً يتناول الذئاب، بينما في اللغة الروسية 253 مثلاً.
طباع الذئب وسلوكه :
الذئب …. من أشرس الحيوانات واكثرها دهاء واحكمها صيدا، ولا تفقد شيئاً من غريزة الافتراس لديها، وهو حيوان لا يروض، ولا يمكن تهجينه، أو إ عتباره حيواناً أليفاً… وعند إصطياده لفريسته، يبدأ أولاً بتناول الأحشاء الداخلية للفريسة، كالقلب، والكبد، والطحال، والكليتين، والأمعاء، ثم ينتقل لباقي أجزاء الجسم. ويسمى صغير الذئب ” الجرو ” أو ” السمع ” أو ” الجرموز “، أما أنثى الذئب فتسمى ” ذئبة “.وذلك بعد ثمانية أسابيع من الولادة، والجدير ذكره أنّ إسم صغير الذئب قد يختلف باختلاف الأب أو الأم، فعندما يحدث تزاوجٌ بين الذئب وأنثى الضبع يُسمّى الصغير” سمع” ، أما عندما يحدث تزاوج بين الضبع وأنثى الذئب، يُسمّى الصغير” عسبار”، وعندما يحدث تزاوج بين الذئب وأنثى الكلب يسمى الصغير “ديسَم”. ( وكما يبدو بأنّ حلفاء غزوية كركوك هم من فئة التزاوج الأخير ” ديسم “) وتظهر الذئاب في الأدبيات ووسائل الإعلام المرئية على أنها حيوانات تراتبية بشكل كبير، حيث يقبع الزوجان “الرئيسيان” على قمة القطيع، يليهما مجموعة من الأفراد الخاضعة “الثانوية”، ثم “أكباش الفداء” وهي الذئاب القابعة على قاعدة القطيع. والذئب يشم رائحة دم البشر على بعد أميال بالصحراء ،وأنّ الإنسان إذا اصيب وخرج منه دم في الصحراء يصبح هدفا للذئب، لايستطيع الخلاص منه بسهولة، وأن الذئب لديه من الذكاء مايجعله يعرف، إن كان راعي الماشية يحمل سلاحا أو لا يحمل، وعلى ، غرار ذلك يقرر الهجوم من عدمه ،ويعرف إن كان راعي الماشية ذكرا او انثى ، وأن الذئبة الأنثى أكثر شراسة من الذكر ،وبالذات عندما يوجد لديها صغار حولها .
ولكن أيضاً على ضوء شرائع وفقه وثقافة قبائل الذئاب ، يتبين ويظهر جلياً بأن طرح جميع تلك الأسئلة والتساؤلات السابقة ، إنما كان يشوبها الكثير من الغفلة والسذاجة ، خاصة بعد أن سقط القناع عن القناع ، وإنكشف الستر والحجب ، عن التقية والمراآة ، وتجلت الثقافة ” الذئبية –العمائمية ” ، لتعبر عن ماهيتها غير المؤنسنة ” وغير الإنسانية، وغير الأخلاقية حتى ولو بحدودها الدنيا ، و بألوانها المختلفة ، وهنا لابد لنا من ايراد وعرض بعض الأمثلة ، على مواقف ورؤية ، بعض العمائم ، وحتى أنّ شاعرنا الجميل ، جميل داري ، القامشلاوي العمودي ، وهو يخاطب أصحاب العمائم الذئبية ، ساخراً ومتهكماً ، بأنّ الذئب قد يكون أكثر رحمة منهم ، بقوله ( يا إخوة يوسف …ما زال الذئب حزيناً وبريئاً …مازلتم وسخ التاريخ …وسخرية الأقدار …) ويورد أيضاً قول الامام الشافعي بقوله : صدق الشافعي الذي قال:
” وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ…. ويأكلُ بعضُنا بعضاً عيانا.”
1 ) – مواقف العمائم ذوات الغرائز الذئبية :
كالعمامة الأزهرية ، التي تعبر عن المرجعية السنية ، بموقفها من الاستفتاء ، وهذاهو نص البيان الأزهري “: “ويشدد الأزهر على رفضه لهذه الدعوات، وحرصه على وحدة الأراضي العراقية، مؤكدًا أن دعوات الانفصال والتقسيم وما تم من إجراء استفتاء على الانفصال كان محل رفض دولي وعربي على وجه الخصوص.
ويرى الأزهر أن مثل هذه الدعوات تؤدي إلى زيادة فرقة الأمة العربية والإسلامية بما يحقق المخططات الاستعمارية بتقسيم دولها على أسس طائفية وعرقية، ويأسف الأزهر لما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من رفع أعلام الكيان الصهيوني ومشاركته في احتفالات الانفصال، وهو ما يؤكد الحقيقة الثابتة بأن هناك أياديَ خفية أصبحت تلعب على المكشوف وراء هذا المشروع الانفصالي.”
وهذا هوموقف المرجعية الشيعية بعمامته السوداء:- قال أحمد الصافي ممثل آية الله علي السيستاني المرجع الأعلى لشيعة العراق إن السيستاني يعارض انفصال المنطقة الكردية في شمال العراق، خلال خطبة الجمعة نيابة عن السيستاني في مدينة كربلاء جنوبي بغداد
– وهناك أيضاً آراء قادة الميدان ، من مجاهدي الحشد الشعبي الشيعي، وأنصار فتوى الجهاد الكفائي ، : ((حيث أنّه بعد سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة الموصل في العاشر من يونيو 2014، أصدر المرجع الديني في مدينة النجف السيد علي السيستاني فتواه الشهيرة التي سُميت بفتوى “الجهاد الكفائي” في الثالث عشر من الشهر نفسه)).
فقد صرح هادي العامري، القيادي بالحشد الشعبي، الثلاثاء، أن مقاتليه سيحررون جميع الأراضي التي احتلها تنظيم داعش “بغض النظر عن سكانها”.وقال العامري: “نقول للجميع بأننا لن نأخذ الإذن من أحد لتحرير بلادنا وأرضنا، ومهمتنا الأساسية هي تحرير كل الأرض العراقية بغض النظر عن سكانها” وفق ما نشرته وكالة أنباء الإعلام العراقي.
وفي إشارة إلى أن المقصود من هذا الكلام هو المناطق الكردية أضاف العامري: “تحدثت مع القيادات السياسية في إقليم كردستان وخصوصا البارتي باستعدادنا للعمل المشترك لتحرير هذه المنطقة، ولم نحصل على جواب، ووصلتنا أخبار عن غير طريق أنهم لم يفكروا بإجراء عمليات مشتركة مع الحشد، يفكرون أن تجرى مع الجيش”.
وصرح القيادي في الحشد الشعبي جواد الطليباوي، بأن قواته ستدخل سنجار ولا تعير أي أهمية لتصريحات بعض القادة الأكراد الرافضين لذلك، مشددا على أن “قرار دخول الحشد لمناطق سنجار بأمر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ولا نحتاج موافقة الأكراد”. وتابع “إذا كان القرار لا يعجبهم فـليضربوا رؤوسهم بالجدار”. علما بأن هؤلاء الأشاوس ، من قادة الحشد الشعبي ، وهم هادي العامري ، وابو مهدي المهندس ، وقيس الخزعلي ، وجعفر الحسيني ، والطليباوي ، و كريم النوري ، وغيرهم ، كل كانوا من الأوائل الذين إقتحموا حدود الاقليم ، بتاريخ 16 / 10 / 2017 م وزرعوا الرعب ضمن صفوف الشعب الكردي حصراً ، وبنيات وتخطيط مسبقين ، من قبل قائدهم العام ، المارشال الإيراني ” قاسم سليماني ” قائد فيلق القدس ، رأس الحربة ، من قوات تصدير ثورة التشيع وتوسيع دولة الولي الفقيه ، إمام الزمان ،إلى أقصى مدى . ولابأس من يشمل الكوكب بتمامه وكماله .
2 ) أما موقف المثقفين ، و بعض أصحاب دكاكين وبسطات ، حقوق الانسان ، من أمثال (( عطا كامل، وأحمد كامل ، ومهند الكاطع ، وميسرة بكور، وفاضل السباعي ، وعبد الرزاق عيد ، والقائمة تطول ، ولا يتسع لها المقام ، كل هؤلاء ممن يجسدون الغرائز الذئبية ، ولكن بأثواب وعباءات إنسانية ، وتحت ذرائع واهية كشبكة وبيت العنكبوت ، أو كورقة التوت التي يحاولون بها ستر وحجب عوراتهم ، تجاه اي آخر ، الذي لا يمثل في نظرهم ، إلآ طريدة وفريسة يجب صرعها ونهشها وإلتهامها ، تماماً كأنها نسخة منقحة من سلوك وممارسات الثقافة الذئبية ، وهي ثقافة وأعراف الغزوات ، أي إستباحة وقتل النفس ، وسبي النساء ، والإعتداء وانتهاك الأعراض ، ونهب وسلب الأموال ، دون وازع من ضمير ، أو رادع من دين ، وهذا ما يراها الكثيرين من المفكرين المعاصرين ، من دعاة الاصلاح الديني والسياسي ، من أنّ هذا السلوك والأعراف الغزوية ، التي لا تختلف كثيراً عن الدوافع الغرائزية الذئبية ، إنما كانت سائدة ، ما قبل الدعوة الإسلامية ، أو مايسمى بالفترة الجاهلية ، وإنتقلت وتسربت الى الثقافة الاسلامية بشكل ، او بآخر ، وأنّ تلك التقافة ،هي التي كونت وأنضجت هذه السلوكيات الذئبية لدى هؤلاء، وإذا كان لابد من الاصلاح الديني أولاً حتى يستقيم الاصلاح السياسي ، كما يقول عبد الرحمن الكواكبي ، في كتابه ” طبائع الإستبداد ، لذلك لابد من قراءة عصرية للتراث الاسلامي ، وفق رؤية وقواعد فقه الواقع ، أية مجابهة النص والحديث، مع الواقع المعاش ، بغية الاجابة على الأسئلة المطروحة ،أي: أين الاسلام من حقوق الانسان ؟؟؟ اي حقوق الانسان باطلاقيته المجردة ، سواءأكان هذا الانسان ، مسلماًأومسيحياً،أو يهودياً، أو بوذياً ، أو هندوسياً ، أو حتى لا دينياً ، ملحداً ، وكذلك إذا كان عربياً، أو كردياً ، أو صينياً ، أو تركياً ،أو فارسياً، وهناك الكثير من التساؤلات المطروحة ، وفق منهج فقه الواقع ، :
وهنا نشير إلى ما أورده الدكتور سامي عوض الديب ، في مقدمة كتابه بعنوان ((القرآن الكريم بالتسلسل التاريخي وفقًا للأزھر،بالرسم الكوفي المجرد، والإملائي والعثماني مع علامات الترقیم الحديثة، ومصادر القرآن وأسباب النزول، والقراءات المختلفة، والناسخ، والمنسوخ ،ومعاني الكلمات، والأخطاء اللغوية، والإنشائیة، وهذا نص ما ورد في مقدمة الكتاب المذكور :
كغيره من الكتب المقدسة، يتضمن القرآن بصورة مباشرة، أو غير مباشرة من خلال سنة النبي محمد، التي يفرض على المسلمين إتباعها، مخالفة لحقوق الإنسان المتعارف عليها في المواثيق الدولية، خاصة في الجزء المدني منه. ولِذا ندعو القراء إلى قراءته بروح ناقدة ووضعه في إطاره، التاريخي، أي القرن السابع الميلادي، ومن هذه النظم المخالفة لحقوق الإنسان التي ما زالت القوانين العربية والإسلامية تنص على بعضها ، وتطالب الحركات الإسلامية بتطبيقها، كليًا أو جزئيًا، نذكر على سبيل المثال:
عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل، والتحريض على العنف ضد النساء، وزواج القاصرات، وممارسة ختان الذكور والإناث على الأطفال.
عدم المساواة بين المسلم وغير المسلم في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل.
عدم الاعتراف بالحرية الدينية وخاصة حرية تغيير الدين.
الحث على مقاتلة غير المسلمين، وإحتلال أراضيهم، وإخضاع غير المسلمين لنظام الجزية، وقتل من لا يتبع الديانات السماوي،.والبراء منه وطلب قتاله فيما يعرف بجهاد الطلب. « البغض في لله » – وصم غير المؤمن بالكُفر، وتعليم المسلمين كراهيته فيما يُعرف بمفهوم ” الكراهية في الدين “
تثبيت نظام الرق، والسبي ،وملك اليمين، من خلال كتب شرعية تدرس في الأزهر، ومؤسسات دينية وجامعية اخرى، ورفض مراجعة آيات الرقيق ، وملك اليمين.
النص على عقوبات وحشية، مثل قتل المرتد ،ورجم الزاني، وقطع يد السارق، والصلب ،والجلد ،والقصاص (العين بالعين والسن بالسن.)
تحطيم التماثيل، والصور، والآلات الموسيقية ،ومنع الفنون الجميلة.
تعذيب الحيوانات وقتل الكلاب المنزلية.
ويمكن أيضاً الإشارة إلى مواقف المراجع من الديانات الأخرى ، مثل تصريحات رئيس الوقف الشيعي في العراق علاء الموسوي مفادها ان أحكام الاسلام تجاه المسيحيين واضحة، وهي إما إشهار إسلامهم، أو دفع الجزية، أو القتل”.
وكذلك الموقف التمييزي ، والنظرة الدونية ، المستندة إلى الهوية القومية ، التي تعلي من شأن المسلم العربي ، على حساب المسلم المنتمي إلى قوميات غير عربية ، وهو ما يعبر عنه الأحاديث النبوية مثل ” وأمرهم في قريش ” والأمراء من قريش، وحتى أنّ أنصار المذهب الشيعي الإثني عشري ، يذهبون إلى أبعد من ذلك ، أي بأن تكون إمارة وقيادة أمر المسلمين محصورة ، بأهل البيت من بني هاشم ، وليس من عموم قريش، وبذلك تحدد التراتبية الاسلامية ، ومكانة المسلم في ظل الدولة الاسلامية ، وفق هذه الرؤية التمييزية والعنصرية لتصبح الدرجة والمكانة على الشكل التالي : 1 ) المسلم ذات المكانة والدرجة السوبر الفضلى، هو العربي من بني هاشم ( أهل بيت الرسول ) 2 ) – الثاني في الترتيب هو من قبيلة قريش ( وهذه ضمنها درجات بين أفخاذ القبيلة القريشية ، تبدأ ببني أمية ، وتنتهي بالأفخاذ الدنيا ، مثل فخذ بني عدي ، على سبيل المثال ،3 ) وفي الترتيب الثالث يندرج القبائل العربية أيضأ تكون خاضعة للتصنيف والتقييم ، 4 ) – ثم في الترتيب الرابع تندرج الشعوب المسلمة غير العربية ما يسمون ب ( بالموالي )
وبذلك فإنّ التساؤلات السابقة التي طرحها ، الدكتور سامي عوض الديب في كتابه المذكور ، والتي يراد الاجابة عليها ، على ضوء ومنهج ، فقه الواقع ، وضرورة مجابهة النص القرآني والحديث النبوي ، مع الواقع الحياتي المعاش، ليتلاءم ويتكيف معه ، وليصار إلى إزالة التناقض بينهما ، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان ، وهذا يفسر الثقافة الالغائية ، والعدائية للآخر ، والسائدة حتى الآن ، والتي ساهم في تكوينها وبلورتها ، خلال وطوال القرون الماضية ، هذا التراث الذي هو بأشد الحاجة إلى غربلته ، بغية الفصل بين الغث والسمين منه ، وإعادة قراءته برؤية ونظرة نقدية ، بعيداً عن طقوس التقديس والصنمية ، وإلآ فإنّ المستقبل لن يتحفنا بما يسرنا ، بل علينا أن نتوقع من الآتي الكثير، من الويل والثبور، وعظائم الأمور .
3 ) – الآثار التي خلفتها عملية الاستفتاء الكردستاني :
– إضافة إلى الظهور العارم ، للنزعات العدائية لحقوق الشعب الكردستاني ، والتي بدرت من الشرائح المختلفة ، سواء أكانت من شريحة العمائم السوداء الشيعية ، أو البيضاء السنية ، أو الخضراء لجحافل الحشد الشعبي ، وكذلك من المثقفين ، ودعاة حقوق الانسان ، والاعلاميين ، ودكاكين وبسطات ، تحت يافطات وشعارات مختلفة ، مثل ، التحليل الاستراتيجي ، ومراكز البحوث الأمنية والاستخباراتية، والتي تجمعها ، شريعة الغاب ، ونزعة الغلبة والافتراس الذئبي ، ولكن من جملة الإتهامات الموجهة إلى الكرد بعمومهم ، كان هناك إتهامان رئيسيان، نرى أنّه من الجدارة الوقوف عندها وتفنيدها ، وهما الأولى هي تهمة الإستنجاد بالقوى الخارجية والعمالة لها ، والثانية هي تهمة العلاقة مع إسرائيل، ووسم أي كيان كردستاني ناشئ ، هو بمثابة دولة إسرائيل ثانية ، على أراض عربية
رغم الإنتكاسة التي حاقت بعملية الإستفتاء ، ( التي كان من أحد أسبابها ، ظهور وإنبعاث أرواح بعض خونة التاريخ ، من القبور ، وصفحات التاريخ الصفراء ، مثل ” هارباك الميدي الكردي وتواطئه مع كورش الفارسي، للقضاء على الدولة الميدية الكردية ،أو أبي رغال العربي ، وتواطئه مع أبرهة الحبشي، للإعتداء على الكعبة المكية وإحتلالها،أو العلقمي وتواطئه مع هولاكو المغولي لإحتلال بغداد، حاضرة الخلافة العباسية ، يمكننا القول بأنّ بافل جلال الطالباني وزمرته ، قد تقمص وتمثّل وجسّد أرواح الخيانة لدى هؤلاء ، ليتواطأ مع سيده ، قاسم سليماني الفارسي ، على إحتلال كركوك ، الحاضرة الكردستانية ، وبذلك ليدخل إلى الصفحات التاريخية الصفراء – بل السوداء كأحد رموز الخيانة ) فإنّ ساسة الإقليم وقادتها ، لم يرتكبوا خطأ ، كما قد يظن البعض ، بل كان من الحقوق الطبيعية والمشروعة ، لأي شعب ، والتي ستبقى قراراً تاريخيا على مستوى جغرافية وديموغرافية كردستان الكبرى ، بأجزائها الأربعة ، وحتى كرد المهجر أيضاً ، ويبنى عليها الكثير من السياسات في هذه الجغرافيات ، خاصة وأنهم لم يعلنوا إستقلال الدولة الكردستانية ، كما هو حال إقليم كاتالونيا الإسباني ، بل كانت الخطوة التالية من قبل سلطات الإقليم بعد الاستفتاء ، هي التفاوض مع سلطات الحكومة الاتحادية،بشأن القضايا العالقة بين الإقليم والمركز ، التي قد تستغرق سنتين وحتى ثلاثة ،
أما بشأن الهجوم العسكري – الحشدي على الاقليم وإجتياحه ، فهومخطط له من قبل غرفة العمليات المشتركة للولي الفقيه ، المؤلفة من ( نوري المالكي ، وهادي العامري ، وابو مهدي المهندس ، وقيس الخزعلي ، وكريم نوري ، وأكرم الكعبي، وحسن الساري ،وعلي الياسري، وجعفر الحسيني ، وغيرهم وجميع هؤلاء يقودهم ، الجنرال قاسم سليماني ، المفوض السامي ، للولي الفقيه ، المرشد الأعلى ، علي الخامنئي ، ) خاصة بعد اشتداد الصراع بين المالكي والبرزاني ، قام المالكي بتأسيس الحشد الشعبي بأمر من قاسم سليماني ،كقوات طائفية شيعية ، على غرار ” الحرس الثوري الايراني ” قبل ظهور دولة الخلافة في العراق والشام ” داعش ” وقبل صدور فتوى ” الجهاد الكفائي ” من قبل المرجع السيستاني ، وكان أحد أهدافها ، إزاحة قائد الاقليم مسعود البرزاني ، بعدأن إعتبروه ، عائقاً أمام تنفيذ الهلال الشيعي ، طهران-بغداد – دمشق- بيروت الضاحية الجنوبية “أي أنّ فتوى الجهاد الكفائي ، كانت تحصيلاً لحاصل، لتغطية مشروعة، وتبرير شرعي لتكوين الحشد ، كما أنً عملية إجراء الاستفتاء ، كانت الذريعة للإجتياح العسكري لإقليم كردستان ،والدليل القوي على ذلك ، هو تأجيل معركة تحرير الحويجة من داعش ، إلى ما بعد معركة الموصل ،( التي سعوا من خلالها إستهلاك وإستنزاف قوات البشمركة لإضعافهم ، ومن ثم للإجهاز عليهم، وفعلا قدمت اليبشمركة الكثير من الشهداء في معركة الموصل ) بغية حشد القوات العسكرية ، وقوات الحشد الشعبي ، على حدود وتخوم الإقليم مباشرة ، وبذلك ، لو لم تجري عملية الإستفتاء ، كان سيتم إيجاد ذريعة أخرى لعملية الإجتياح .، لذلك هناك البعض من قصيري النظر ، يعتبرون بأنً الرئيس مسعود البرزاني وقادة الإقليم، قد غامروا بمصالح الإقليم ، بإجرائهم عملية الإستفتاء ، وهذا بتقديرنا المتواضع غير صائب ، وأنً عملية الإجتياح كانت قيد التنفيذ وكانت ستتم في جميع الأحوال ، وفق المخطط الإيراني . والهدف ليس فقط ، الدخول وإجتياح المناطق المتنازع عليها ، وبسط سلطة الدولة عليها ، كما يروجون لها ، ولكن الهدف هو القضاء على الصيغة الفيدرالية للإقليم ، والعودة إلى السيطرة المباشرة عليه ، من قبل الحشد الشعبي ، التي تمثل فصائل الحرس الثوري الإيراني ، لإزالة العقبات أمام إقامة الهلال الشيعي طهران – بغداد- دمشق – بيروت حزب الله .
A ) – الإستنجاد بالقوى الخارجية والعمالة لها : هناك بعض الظروف والعوامل، قد تبرر الإستعانة والإستنجاد بقوى خارجية للدفاع عن وجودها ، عندما تتعرض الدول والشعوب لخطر معين ، وخاصة إذا كانت تلك الشعوب ، تعتبر ذلك الخطر مصيريا أو وجودياً بالنسبة لها ، فإنها تلجأ حتى إلى ألّد اعدائها ، كما هو حال الأقليات القومية والدينية ، المهددة بشكل دائم من قبل شركاء الأديان والأوطان ، كما هو حال الكرد والأرمن والآشوريين والسريان ،كأقليات قومية ، ومثل العلويين ، والإسماعليين، واليزيديين والفيليين ، والكاكائيين ، والشبك وغيرهم ، كأقليات دينية ، في ظل ثقافة العمائم الذئبية أي ممثلي المذهب الواحد ، سواء أكان سنياً، أو شيعياً ، أو بألوانها المختلفة ، أو ثقافة الحزب الواحد ، سواء أكان بعثياً، أو ناصرياً ، ولكن هناك الكثير من الأمثلة ، على نماذج من الإستنجاد بقوى خارجية ، فقط لأغراض الإستيلاء على السلطة ، أو للثأر من قبيلة ، أو غزوها وسلبها ، وبذلك أليس هناك مايبرر الإستعانة والتعاون بقوى خارجية ، وحتى مع الشيطان ،( كما وصف تشرشل تعاونه مع ستالين ضد هتلر، خلال الحرب العالمية الثانية ) أي ألا يبرر أنفال صدام حسين بطمره ودفنه ل ( 182000 ) من الأطفال والشيوخ والنساء الكرد ، في صحراء عرعر والسماوة ، وهم أحياء، ورش الآلاف منهم بالغازات السامة في حلبجة ، وفي ظل صمت وسكوت ، معظم المراجع الدينية ، والثقافية، والسياسية ، على جميع هذه الجرائم ، وحتى بعض الأحيان الشماتة مثل قول الراحل ياسر عرفات حول قصف حلبجة بالغازات السامة، حيث قال ( هل كان الأكراد يتوقعون بأن يرش عليهم القائد صدام حسين أكاليل الزهور ) وفي هذا السياق سنورد بعض الأمثلة على الإستعانة والإستنجاد بقوى خارجية، وسنترك للقارئ الكريم الحكم عليها ، هل هي مبررة أو غير ذلك ؟ وهل هناك ما يبرر إتهام الكرد بالعمالة للقوى الخارجية ؟ ومن هو الأولى بالإستنجاد بالأجنبي ؟؟؟
— إستنجاد أمرؤ القيس بقيصر الروم : ويرى جرجي زيدان أن أمرؤ القيس أتى السموأل لمَّا تنكَّرت له القبائل في اليمن ونجد والحجاز، فلم يجرهُ أحد “فاستجاره فأجاره… و أشار عليه السموأل بأنّه لا يرى من يستنصره على أعدائه إلاَّ قيصر الروم، وبذلك قرر، أمرؤ القيس قَرَّر أن يذهب إلى القسطنطينية ليستنجد بقيصر الروم يوستينيانوس ، للثأر من بني أسد ، قتلة أبيه ، لأن قبائل العرب رفضت نصرته خوفاً من بني أسد، الذين قتلوا أباه ” حجر، ملك كندة، وخوفاً من إغضاب المناذرة والفرس، هذا في الجاهلية وتقديراً سنة 561 م
— أما في العصور الحديثة ، ألم يستنجد الشريف حسين قائد الثورة العربية ، بالبريطانيين ، خلال الحرب العالمية الأولى ، من خلال ممثليهم ،هنري مكماهون وتوماس لورانس ،أو ما يسمى لورانس العرب ، وذلك لتقويض الخلافة العثمانية الإسلامية ، خلال مفاوضات ، إستمرت بدءاً من عام 1915 لحين إعلان الثورة عام 1916 م ضد الخلافة والسلطنة العثمانية ، توجت بصفقة سسياسية مع البريطانيين ، قوامها وبنودها ، مملكة عربية يحكمها الشريف حسين ، مقابل مساهمته في تقويض الخلافة والسلطنة العثمانية .
B ) العلاقة مع إسرائيل ، ووسم أي كيان كردستاني ناشئ ، هو بمثابة دولة إسرائيل ثانية ، على أراض عربية
وفي هذا السياق ، فإنّ الممارسات والسلوكيات الذئبية ، من قبل أصحاب العمائم ، بألوانها المختلفة ، السوداء ، والبيضاء ، والخضراء، وكذلك من النخب الثقافية والإعلامية ، وتأكيداً على إستخدام هؤلاء ، ليس مكيالين فحسب ، بل بمكاييل متعددة ، في تعاملهم وتعاطيهم مع حقوق الإنسان والأقليات القاطنين ضمن جغرافيات دولهم بشكل خاص ، ونشير هنا إلى الجالية الكردية اليهودية في إسرائيل ، والتي يعود تاريخها إلى السبي البابلي الأول لليهود عام 597 قبل الميلاد والثاني عام 586 قبل الميلاد ، على يد نبوخذ نصر الكلداني ، والذين إختلطوا مع سكان المنطقة من الكرد ، وعندما سمح قورش الثاني الفارسي بعودتهم عام 539 قبل الميلاد الى أورشليم القدس ، بقي قسم منهم في المنطقة الكردستانية ولم يغادروا ، وأصبحوا جزءاً من المجتمع الكردستاني ، (( وهنا يجدر الإشارة إلى ما ورد في كتاب …يهود كردستان …من تأليف الباحثين … أريك براور ورافائيل باناي ، و ترجم إلى العربية من قبل ، شاخوان كركوكي وعبد الرزاق بوتاني ، والذي من خلاله تم الإضاءة وبإستفاضة على سيرة يهود كردستان التاريخية )) ولكن بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948 م غادر الكثير منهم إلى إسرائيل في بداية الخمسينات ، سواء من العراق أومن سوريا ، ومنهم من تبوأ مناصب في إسرائيل مثل إسحق مردخاي الذي كان وزيراً للدفاع الاسرائيلي ، ، ولكن ما يلفت في هذا المقام ، هوأصداء رفع العلم الاسرائيلي من قبل هؤلاء اليهود الأكراد ، خلال الإحتفالية التي أقيمت في مدينة كولن الألمانية ، تأييداًوتضامناً مع إستفتاء إقليم كردستان ، حول حق تقرير المصير وإستقلال الإقليم ، وهذا التعاطف والتأيييد نابع ، كون هؤلاء لديهم شعور إنتمائي ، بأنهم كرد ، وأيضاً من إيمانهم بعدالة القضية الكردستانية ، مما حدا ،بالكثير من شركاء الأوطان والأديان ، سواء من النخب الثقافية أو السياسية ،ينعتون الكرد بعمومهم أنهم عملاء إسرائيل في المنطقة ، وأن قيام دولة كردستان مستقلة في شمال العراق ، ماهي إلاّ إسرائيل ثانية ، تغرس وتغرز في جسم الأمة العربية بالرغم من محاولة شركاء الأوطان والأديان ، إستغلاله ، بغية شيطنة الكرد، ورميهم بحجارة التخوين والعمالة ، مع أن جميع خيامهم مبنية من الزجاج ، ( أعلام السفارات والممثليات التجارية الاسرائيلية ، ترفرف على ساريات الكثير من العواصم العربية والتركية والايرانية )
وفي هذا السياق أيضاً نسأل ونتساءل ؟؟؟ هناك الكثير من النخب ، والأحزاب ، والحركات ، الاسرائيلية ، أقامت وتقيم حتى الآن الكثير من النشاطات والفعاليات ، الداعمة والمساندة للحقوق الفلسطينية ، ضمن إسرائيل وخارجها ، مثل أنصا ر” الحزب الشيوعي الاسرائيلي “، و”حركة ميريتس اليسارية” ، و”حركة السلام الآن “، وحتى الكثير من الحاخامات والشخصيات اليهودية المهمة والنافذة ، في الولايات المتحدة ، مثل المفكر اليهودي الشهير ، ناعوم تشومسكي ،
السؤال ؟؟؟ لماذا يتم الثناء على هؤلاء المناصرين من اليهود للحقوق الفلسطينية ، وفي عين وذات الوقت والمقام ، يتم شيطنة التعاطف مع الحقوق الكردية ، من قبل الجالية الكردية في إسرائيل ، ؟؟؟ ولا شك ونحن بدورنا نثني عليهم ، لأنهم يتعاطفون ويساندون قضية الشعب الفلسطيني وهي قضية عادلة ، ولكن السؤال الآخر والموازي أيضاً ، أليست القضية الكردية ، هي أيضاً قضية عادلة ، وأنّ تقرير المصير ، هو حق لأي شعب ، وبالتالي أليس من الأجدى ، أن تنال هذه الجالية الكردية الإسرائيلية الثناء أيضاً ، كونهم يتعاطفون مع قضية عادلة ، بدلاً من شيطنتهم، وأن تلقى التهم جزافاً ذات اليمين وذات الشمال ،ونشير إلى ذلك بكثير من الأسف والأسى، إلى المواقف السلبية ، وحتى أنها ترقى إلى الدرجة العدائية ، للحقوق الكردية، والتي تصدر من النخب الثقافية والاعلامية والسياسية الفلسطينية، والذين نتعاطف ونساند قضيتهم التي نعتبرها عادلة ومشروعة ، وخاصة وأنّهم من أكثر الشعوب الذين عانوا من الاضطهاد والتمييز
وأخيراً كما أنّنا بدأنا بالسؤال الإستهلالي ، الإستنكاري بشأن غياب الشعور الإنساني ، والأخلاقي لدى الكثيرين، فإننا نختمه أيضاً بسؤال وتساؤل آخر ،وهو، وعلى ضوء ماجرى ، وبعد إنكشاف الحجب عن المستور، من هذا المخزون الكراهي والبغضاء الحشدي، وإنعدام الأمل على المدى المنظور ، هل هناك من يلوم الكرد، على محاولاتهم في الخلع والطلاق ، والإنعتاق من هذه الحظيرة ، التي تأوي ذئاباً ، تحاصرهم وتتربص بهم ، ويهمون بالإنقضاض عليهم والإفتراس، حتى ولو كان هذا الثمن باهظاً ؟؟؟
المراجع والمصادر
1 ) الحشد الشعبي ومستقبل العراق دراسة من إعداد مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي،للباحثين ريناد منصور,–وفالح عبد الجبّار
2 ) البعث الشيعي في سورية 2007-1919 م إعداد المعهد الدولي للدرا سات السورية- معهد بحثي مستقل غير ربحي
3 ) القرآن الكريم،بالتسلسل التاريخي وفقًا للأزھر، بالرسم الكوفي المجرد والإملائي والعثماني، مع علامات الترقیم الحديثة، ومصادر القرآن وأسباب النزول والقراءات المختلفة والناسخ والمنسوخومعاني الكلمات والأخطاء اللغوية والإنشائیة، تأليف الدكتور سامي عوض الذيب أبو ساحلیة، مدير مركز القانون العربي والإسلامي
4 ) دراسة كُردستانُ الكُبرى.. توأمُ إسرائيل — إسلام أنور المهدي
5 ) امرؤ القيس الملك الضّلّيل، محمد رضا مروَّة، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411هـ = 1990م.
6 ) تاريخ آداب اللغة العربية، جرجي زيدان، تعليق شوقي ضيف، دار الهلال، القاهرة، 1957م.
7 ) العرب قبل الإسلام، حسين الشيخ، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1993م.
8 ) الحرب العالمية الأولى .تأليف : نيل . م . هايمان ترجمة حسن عويضة .هيئة ابو ظبي للسياحة والثقافة ، دار ” كلمة للترجمة” 2011