استقلال كوردستان الطريق الى الاستقرار

 أحمد حسن
Ahmed.hesen.714@gmail.com
الشعب الكوردي وبتعداد سكانه الذي يفوق ( 50 ) مليون نسمة الذي يعيش على أرضه التاريخية ( كوردستان ) الموزعة والمقسمة بين الدول ( تركيا – ايران – سوريا – العراق – روسيا ) بموجب اتفاقيات دولية يعد من أكبر الشعوب على وجه المعمورة الذي لم ينل استقلاله ولا يعيش في ظل دولته القومية على الرغم أنه كان صاحب امبراطوريات ودول عبر التاريخ ( امبراطورية ميديا – الدولة الميتانية – الدولة الهورية – ……….. ) وخدم هذا الشعب حضارات الشعوب المتعايشة معها ( العرب – الفرس – الترك – …. ) وما ( صلاح الدين الأيوبي – ابراهيم هنانو – يوسف العظمة …… ) إلا أمثلة ساطعة على ذلك . 
كذلك أغنوا المكتبات العربية والفارسية والتركية بكثير من المخطوطات والكتب القيمة أمثال ( ابن خلكان – ابن الأثير – محمد كرد علي – أحمد شوقي أمير الشعراء العرب – شرف خان البدليسي – يشار كمال ……. ) إلا أن هذا الشعب لم ينل من الأنظمة المتعاقبة على كوردستان وفي كافة الأجزاء سوى الغبن والظلم والاضطهاد والدكتاتورية لطمس هويته وصهره في بوتقة القوميات المتسلطة ففشلت فشلا ذريعا لأن إرادة الشعوب تبقى أقوى من كافة الارادات وهي التي تنتصر في نهاية المطاف . ومنطقة الشرق الأوسط  لم ولن تهدأ ولا تهنئ وتنعم بالاستقرار والهدوء مالم تحل جملة من مشاكلها ومعضلاتها القائمة وعلى رأسها استقلال كوردستان كواحدة من القضايا التي تهم الشعوب ( العربية – التركية – الفارسية ) بالدرجة الأولى وكافة الشعوب المتعايشة مع الشعب الكوردي وأن هذه الشعوب إن أرادت أن تنعم بالسلام والوئام والاستقرار عليها أن تضغط وتثور في وجه حكامها لدعم استقلال كوردستان وإقامة الشعب الكوردي دولتهم كوردستان على أرض آبائهم وأجدادهم كي ينعموا بالحرية والكرامة وإقامة أفضل العلاقات بين شعوب المنطقة وها هو استفتاء استقلال كوردستان على الأبواب هذا القرار التاريخي الذي اتخذته حكومة اقليم كوردستان وكافة الأحزاب الكوردستانية برئاسة السروك مسعود البرزاني المزمع اجراؤه في ( 25/9/2017 ) كحق قانوني ومشروع مستمد من المواثيق والعهود الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومبادئ حقوق الانسان وكحق تقرير مصير الشعوب للتعبير عن طموحاتها وارادتها بنفسها ونيل حقوقها وظهر مفهوم الاستفتاء الشعبي أولَ مرة في سويسرا خلال القرن الخامس عشر ويقصد بالاستفتاء الشعبي اصطلاحا :
 العودة والاستناد الى رأي الشعب  بالموافقة أو الرفض في أي موضوع عام كان سواء أكان موضوعاً قانونياً او دستورياً او سياسياً بصفته صاحب السيادة. ويعد الاستفتاء الشعبي إحدى ركائز وتجليات تطبيق الديمقراطية أساسه الاقتراع العام والمباشر يدعى إليه الناخبون للفصل في تعديلات ذات طبيعية تشريعية أو دستورية أو حتى ترابية، بطلب من الحكومة أو بناء على تعبئة شعبية، حسبَ القوانين المعمول.
ومن هنا فإن الشعب الكوردي في كوردستان العراق سيقول كلمته بشأن الاستقلال التاريخي وسيكون يوم ( 25/9/2017 ) عرس كوردستاني بامتياز ليس على صعيد الاقليم فقط بل في كل أجزاء كوردستان الأخرى وفي الشتات وسيتحقق حلم البارزاني الخالد في اقامة دولة كوردستان الذي أفنى حياته في سبيل اقامتها كذلك حلم القادة الذين أفنوا حياتهم في هذا الطريق أمثال قاضي محمد وشيخ سعيد بيران والشيخ محمود الحفيد والشهيد عبدالرحمن قاسملو وصادق شرف كندي وآلاف الشهداء الأبطال وما تقوم  به الدبلوماسية الكوردستانية ولجان الاستفتاء في العواصم الاقليمية والدولية لهو عمل مبارك لكسب الدعم والتأييد الدولي والاقليمي لاستقلال كوردستان وعلى هذا فالمطلوب كوردستانيا :
1)    على صعيد الاقليم حشد كافة الطاقات الشعبية للقيام بالواجب المقدس للإدلاء بصوتهم بكلمة ( نعم ) لاستقلال كوردستان وهذا مطلوب من كافة الأحزاب والمنظمات والفعاليات الكوردستانية فهي قضية تعني الشعب والوطن ولا تعني أشخاصا أو أحزاب معينة .
2)    الدعم المعنوي والروحي والاعلامي وعلى كافة الأصعدة من الأحزاب والمنظمات والفعاليات المدنية في أجزاء كوردستان الأخرى وفي الشتات لعملية استفتاء الاستقلال والتي لا تقل أهمية عن القيام بالواجب المقدس عن الذي يدلي بصوته بقول ( نعم ) .
3)    توحيد الصف والكلمة للشعب الكوردي واظهاره على قلب رجل واحد في هذا اليوم التاريخي الرافض للظلم والغبن والاحتلال والداعم للاستقلال وبناء دولة كوردستان .
4)    استقلال كوردستان العراق ستكون نواة لاستقلال كوردستان الكبرى شاء من شاء وأبى من أبى كاستحقاق تاريخي لشعب له الحق كما لغيره .
5)    الدعم الدولي والاقليمي القانوني والشرعي للاستقلال .
وختاما علينا شعوب الشرق الأوسط أن نتعلم دروس الديمقراطية والتعامل الحضاري مع قضايانا المتشابكة وأن نعترف بحقوق بعضنا ونتقبل اختلافاتنا العرقية والثقافية والدينية والمذهبية فالاستقلال لم ولن يكن اقتطاع أراض عربية أو تركية أو فارسية بل هو تصحيح للتاريخ والجغرافية ونهاية اتفاقيات دولية صنيعة تلك التاريخ وتلك الجغرافية وبناء الدولة الكوردية التي  ستقيم أفضل العلاقات مع دول الجوار أساسه المصالح المشتركة والسلام والأمان والاستقرار لشعوب المنطقة فعلى شعوب المنطقة وأحزابها وتنظيماتها وفعالياتها ومثقفيها وسياسييها دعم استقلال كوردستان قبل غيرهم لضمان استقرار المنطقة ولتسود الحرية والسلام بدلا من الحروب والويلات ….عاشت كوردستان مستقلة  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف   مرت مئة يوم ويوم على سقوط الأسد، لكن الواقع الذي يعيشه السوريون اليوم يتجاوز بكثير الساعات التي مضت. هذه الأشهر الماضية التي تنوف عن الثلاثة كانت مليئة بالتحولات السياسية غير المنتظرة، إلا أن الواقع الأمني والمعيشي للمواطن السوري لم يتحسن بل ازداد تدهورًا. إذ من المفترض أن يكون تأمين الحياة للمواطن السوري هو أولى الأولويات بعد السقوط،…

شيروان شاهين تحوّل الصراع في سوريا، الذي بدأ منذ 14 سنة كحركة احتجاجات شعبية، من حالة صراع بين ميليشيات مسلحة وسلطة منهكة على مستوى أطراف المدن والأرياف إلى صراع طال شكل الدولة ككل. حيث أفرزت الحرب الأهلية واقعًا وعنوانًا جديدًا في 8 ديسمبر 2024: انهيار دولة البعث وإعلان دولة القاعدة. تميّز حكم البعث، الذي بدأه أمين الحافظ “السني”…

اكرم حسين   طرح الأستاذ عاكف حسن في مقاله هل ما زلنا بحاجة إلى الأحزاب السياسية؟ إشكالية عميقة حول جدوى الأحزاب السياسية اليوم، متسائلاً عمّا إذا كانت لا تزال ضرورة أم أنها تحولت إلى عبء ، ولا شك أن هذا التساؤل يعكس قلقاً مشروعًا حيال واقع حزبي مأزوم، خاصة في سياقنا الكردي السوري، حيث تتكاثر الأحزاب دون أن تنعكس…

صلاح عمر   ثمة وجوه تراها حولك لا تشبه نفسها، تبتسم بقدر ما تقترب من الضوء، وتتجهم حين تبتعد عنه. وجوهٌ لا تعرف لها ملامح ثابتة، تتشكل وفقًا لدرجة النفوذ الذي تقترب منه، وتتلون بلون الكرسي الذي تطمح أن تجلس بقربه. هؤلاء هم “المتسلقون”… لا يزرعون وردًا في القلوب، بل ينثرون شوك الطمع على دروب المصالح. لا تعرفهم في البدايات،…