رؤية حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا حول : الأزمة السورية والحلول

بعد مرور أكثر من ستة أعوام على الأزمة السورية لايزال المجتمع الدولي ومجلس المن يتمسكون باحل السلمي لحلها . بعد ما عجز طرفي النزاع على حسم المعركة عسكرياً . بسبب توازن القوى بينهما على الأرض , وبعدها حدث خلل في هذا التوازن بسبب تراجع المجتمع الدولي عن امداد المعارضة بالأسلحة النوعية القادرة على اسقاط النظام عسكرياً , ورغن انعقاد العديد من المؤتمرات والاجتماعات برعاية أممية من مجلس الأمن الدولي لم تؤد إلى حل سلمي للأزمة السورية . 
وبسبب هذا العجز ظهرت حلول أخرى مثل الحلول الأمنية و الحلول المالية , والتي أدت إلى وقف إطلاق النار والاقتتال في العديد من المناطق وأخرجت المقاتلين من مناطقهم هم وعائلاتهم ورحلتهم إلى إدلب وريف حلب الشمالي , وأحدثت تغيرات ديمغرافية في تلك لصالح النظام وشريحته المذهبية , مثلما حدث في بلدات ريف دمشق والغوطة الشرقية والوعر في حمص ومدينة حلب وأحياء ومدن البرزة والقابون ومطار ديرالزور العسكري , وهذه أدت إلى تغير في مناطق النفوذ على الأرض حيث زادت مناطق نفوذ النظام وروسيا وإيران , وكذلك مناطق نفوذ التحالف الدولي وخاصةً امريكا وقوات سوريا الديمقراطية على حساب نفوذ كتائب وفصائل المعارضة وفتح الشام وداعش.
 والآن الكل يبحث عن زيادة مساحة نفوذه على الأرض , وهذه إشارات واضحة على قرب انتهاء الأزمة السورية , وببقاء تلك القوات على الأرض السورية دليل قوي لتقسيم سوريا , وخاصةً تشييدهما ” الأمريكان والروس ” العديد من القواعد والمطارات العسكرية والاتفاق على تحديد مناطق النفوذ فيما بينهما . وقرب انتهاء داعش من العراق وسوريا ودفعه باتجاه دول اخرى , ومن المرشحين لدخوله إلى دولهم هي مصر وتركيا بعدما استطاعت السعودية ابعاد شرها عن نفسها بدفع الفاتورة المالية المطلوبة منها , والتي وصلت إلى حوالي 500 مليار دولار أمريكي , فالقاعدة الآن هي ” تدفع تأمن ” . 
أما على الجانب الكردي لايزال الوضع الكردي على حالة من الانقسام والفرقة وعدم الوحدة , فالإدارة الذاتية لاتزال توسع مناطق نفوذها باتجاه الرقة وديرالزور وبقواتها العسكرية والمدعومة من التحالف الدولي , وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي منعت تركيا من مشاركتها في تحرير الرقة , واعتمدت على قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الكردية , التي تشكل القوة الرئيسية فيها … وهذا ما أزعجت الدولة التركية كثيراً كحليف في حلف الناتو يستبعد ويعوض عنهم عددهم اللدود ” الأكراد “. وأصبح وجود قاعدة أنجرليك العسكرية في تركيا في مهب الريح بعدما قررت الدولة الألمانية سحب جنودها من القاعدة إلى دولة الأردن على خلفية عدم السماح لنواب ألمان بزيارة جنودهم في القاعدة المذكورة . 
ولحل القضية الكردية مع حل الأزمة السورية ثبت أن الحل الأمثل للقضية الكردية في أجزاء كردستان هو حق تقرير المصير للشعب الكردي ( الشعار الذي رفعه حزبنا منذ الثمانينات ) وخاصةً الآن بالنسبة لحل القضية الكردية في سوريا … وهذا عائد إلى سببين :
 أولاً – عدم وجود هيئة تمثيلية شرعية ووحيدة تمثل الشعب الكردي في سوريا في المحافل والهيئات الدولية .
 ثانياً – عدم موافقة النظام النظام والمعارضة على مطالب الشعب الكردي بالفيدرالية بحجة عدم تخويلهم من الشعب , وتأجيل البت فيها لحين انتخاب برلمان شرعي ليقرر مايمنحه للشعب الكردي من حقوق وتدعي أن الفيدرالية مطلب تقسيمي لسوريا . 
ولكن حق تقرير المصير هو مكسب وحق شرعي للشعوب موثق حسب قوانين ودساتير مجلس الأمن وشرعة حقوق الإنسان , والذي يمنح للشعب المظلوم أن  يقرر مصيره بنفسه على أرضه التاريخية , لا أن يقرر عنه الأمة الظالمة أو السائدة عليه , وثبت الآن قوة هذا الشعار ودستوريته هو تبني إقليم كردستا نحق الشعب تقرير مصيره بنفسه على الاستفتاء على الاستقلال عن العراق بالرغم من وجود برلمان منتخب وحكومة شرعية , وبهذه المناسبة نبارك لشعبنا الكردي في إقليم كردستان هذه الخطوة التاريخية نحو الحرية والاستقلال بتحديد يوم الاستفتاء على استقلال كردستان , مع تمنياتنا لهم بالنصر الأكيد . 
حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا 
قامشلو 19 / 6 / 2017م

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين

كلامي موجه بالدرجة الأولى والاساسية الى الفئات المتعلمة من شعبنا الكردي السوري ، او مجازا المثقفين (بعد الاذن من غرامشي) ، واللذين يهربون الى الامام امام كل حدث ، او تطور سياسي في المنطقة والعالم .

وعلى سبيل المثال بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية في تلك الدولة العظمى وفوز الرئيس – ترامب – من الطبيعي ان يتطلع رؤساء الدول ، وممثلي…

دجوار هرميسي

كي أختصر معاناة التفكير في العنوان، موضوعنا بعيد كل البعد عن المنحى الديني؛ إنما هو استعارة للمصطلح، والغرض منه إيصال الفكرة بصورة سهلة وواضحة. تعلمون أننا اجتزنا مرحلة التفاضل بين “أن الإنترنت جيد أو سيئ، أو ضروري أو غير ضروري”، لأن الإنترنت والعالم الافتراضي باتا يفرضان نفسيهما أكثر من الواقع الذي نعيشه، وأصبحا حاجة أكثر من أن نختارهما أو…

إبراهيم اليوسف

في عالمنا الحالي، تبدو السياسة وكأنها تخلت عن المبادئ الأخلاقية التي كانت تدّعي تمثيلها، ودخلت مرحلة ما بعد الحداثة التي يمكن وصفها بالسريالية. إذ تتسم هذه المرحلة بالانهيار الأخلاقي حيث تتداخل المصالح الاقتصادية والنفوذ السياسي بطريقة تفضح عمق التناقضات في المشهد الدولي. في هذه الساحة الغرائبية، يتماهى الغرب وروسيا، وتتراجع القيم الإنسانية لتصبح ضحية للسعي وراء السلطة والمكاسب.

السقوط الأخلاقي…

د آلان كيكاني

من بين الطلبة العرب، في هذه الجامعة الأوربية العريقة، يتم تداول اسم وسيم على نطاق واسع.

لا لكرمه ودماثته وحسن سيرته فحسب، بل لأسباب أخرى. سنتطرق إليها في متن هذا النص.

ولكونه صديقاً مقرباً من أحد أقاربي ارتأى الشاب الأنيق أن يدعوني إلى وليمة في مطعم فاخر على ضفة أحد الأنهار.

 

وفي الموعد المتفق عليه اتصل بي يطلب موقعي على نظام…