بهزاد عجمو
اثناء دراستنا الجامعية للاقتصاد تعلمنا بأن ننظر الى اي معضلة سياسية من زاوية اقتصادية حيث لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد وهما يعتبران وجهان لعملة واحدة وان الاقتصاد يعتبر مربط الفرس بالنسبة للسياسة فمن هذا المنطلق إذا تأملنا أخبار الفضائيات نرى بأن معظم الحروب الأن في الشرق الاوسط وعندما نذكر الشرق الاوسط نتذكر منابع النفط حيث يسيل لعاب القاصي والداني لهذه المادة التي يسميها الجميع بالذهب الاسود والتي تجلب ملايين بل مليارات الدولارات ولأرصدة الدول والحكام ولكن هذه المادة بدأ مخزونها بالتراجع ولذلك فالصراع عليها يزداد رويداً رويداً حيث المخزون النفطي في الولايات المتحدة الامريكية ينخفض وامريكا تعتمد الأن على النفط الصخري حيث تكاليف استخراجها كبيرة وأكثر من النفط السائل وكذلك تخلف اكداساً بل جبالاً من النفايات والرمل الصخرية ولذلك شركاتها بدأت تهتم أكثر بنفط الشرق الاوسط ولكن نفط الشرق الاوسط معظم خبراء النفط يتوقعون بأن في عام 2050 م سينضب تقريباً
ولم يجد العالم حتى الآن طاقة بديله عن النفط وكل البدائل التي وجدوها هي أما تكليفها باهظة او تكون خطيرة على البيئة وشعوبها مثل المفاعلات النووية لذلك المنافسة تزداد على نفط الشرق الاوسط وربما يتحول هذه المنافسة الى صراع وهذا الصراع الى حروب طاحنة بين عدة قوى دولية أو اقليمية فأمريكا تعتبر منابع النفط الشرق الاوسط هي حديقتها الخلفية ولن تسمح لأي دولة كانت بمنافستها او حتى التفكير بمطامع لهذه المنابع ولذلك ستقف بكل قوتها العسكرية في وجه اي دولة تحاول الاقتراب من هذه الحقول وتعتبرها من أمنها القومي اما ايران فتحاول بشتى الوسائل السيطرة على هذه الحقول وذلك لتقوية قوتها العسكرية والنووية حتى تصبح دولة عظمى في المنطقة لكي تزيح امريكا وتحل مكانها وذلك بخلق جماعات متحالفة معها في كل دولة مجاورة وحتى كوردستان العراق حيث تستخدم هذه الاحزاب والجماعات كحصان طروادة تستطيع من خلالهم السيطرة على مقدرات كل بلد كما تخلق صراعات طائفية حتى تضعف هذه البلدان لان ملالي ايران في غاية من الخبث والدهاء والمكر والخديعة ويستغلون الدين والطائفية لغايات اقتصادية وسياسية ولكن ادارة ترامب ستعرف كيف تتعامل معهم ويضع حد لمطامعهم ولا ننسى روسيا التي ارادت من خلال تدخلها في سوريا ان تجعل منها بوابة للدخول الى دول الخليج حيث النفط والغاز ودخول شركات نفط بوتين وشركاه الى هذه المنطقة وجعل اقتصاد أوربا تحت رحمة شركات النفط الروسية وجعل روسيا دولة قوية اقتصادياً وجعلها قطباً منافساً لأمريكا ولكن ادارة ترامب خالفت كل توقعات بوتين واثبت بأنه يختلف عن أدارة اوباما المترددة و المتخاذلة والجبانة ولذا فأنه سيراجع حساباته لأنه إذا تمادى كثيراًَ فسيستطدم بخصم شرس لا يعرف انصاف الحلو ل وفي الآونة الاخيرة دخل لاعب اقليمي اخر على الخط الا وهو اردوغان تركيا حيث منذ زمن بعيد تركيا لها مطامع في نفط كوردستان العراق ولا زال تعتبر لواء الموصل الذي يشمل كل كوردستان العراق داخل حدودها وتضع في كل سنة ليرة ذهبية باسم هذا اللواء في خزينتها ومنذ عام 1990 م تحاول ابتزاز كوردستان العراق لقاء مرور نفطها من الاراضي التركية وتصديرها عبر ميناء جيهان التركي بل ويحاول فرض اجندته على الكورد وتهديدهم بإيقاف تصدير نفطهم والتحكم باقتصادهم هذا جعل الكورد واصدقائهم الامريكيين يبحثون عن طريق ثان وهو مد خط انابيب من حقول نفط كوردستان العراق عبر روج آفا الى البحر الابيض المتوسط والاستغناء عن ميناء جيهان التركي وعندما علم اردوغان بهذه الخطة جن جنونه وهاج وماج وارسل طائراته لتضرب كراتشوك وسنجار حتى أنه قصف البيشمركه ويدعي بأنه حدث ذلك خطئاً ولكن الواقع كان قصفاً مقصوداً واراد من خلالها ان يبعث برسالة الى حكومة الاقليم اما ما يدعي بانه في الفترة الاخيرة لن يسمح لحزب الاتحاد الديمقراطي بأنشاء دولة في روج آفا وانه يعتبره تهديداً لأمن تركيا فهذا مجرد أكذوبة فكلنا نتذكر قبل سنتين كانت العلاقات طبيعية بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي وصالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي زار عدة مرات انقرة وحينما كان يسافر الى اوربا كان يسافر عبر مطار استانبول وان اعلان هذا الحرب على روج آفا ما هو الا محاولة لقطع الطريق على نفط كوردستان العراق من المرور عبر روج آفا وابتزاز والتحكم والضغط على حكومة الاقليم ولكن هيهات فأنه يلعب في الوقت الضائع وعندما يدخل اللاعبين الكبار مثل امريكا الى الساحة ينسحب اللاعبين الصغار سواء بإرادتهم او رغماً عنهم ولكن سيظل الفتيل مشتعلاً بين الكورد والاتراك ومتوقعاً في أي لحظة ان تنفجر ولا يد هنا ان نتذكر نفط كركوك فهنا عدة قوى داخلية واقليمية ودولية تتصارع على هذه المدينة النفطية فهي قنبلة موقوتة ويمكن ان تنفجر في اية لحظة فنستنتج من كل ما ذكرناه بان حيثما يوجد نفط فهناك حرب فمنذ دخول جيش صدام الى الكويت وحتى الأن بل وربما الى اجل غير مسمى الحروب لن تتوقف في منطقتنا فالنفط نعمة ونقمة بآن واحد وقبل ان نحتم لا بد ان نذكر ان هذه الحرب الضروس في سوريا وذهب ضحيتها مئات الآلاف من الابرياء ريما يكون احد اسبابها هو عائدات النفط التي كان يسيطر عليها النظام ويحرم منها عامة الشعب وطبعاً هناك عوامل اخرى مثل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .