مصطفى إسماعيل
الذي أنا متأكد منه أنني أمشي بسلام واطمئنان في أزقة كوباني ليلا, فلا قنّاصة فوق الأسطح يصطادك رصاصهم, ولا ملثمون يرمونك كفريسة في سيارة مسرعة ويخطفونك إلى إشعار آخر, ولا سيارات مفخخة مركونة بجانب الطريق ترميك مائتي متر أو أكثر وتجعل قبرك بالتالي متحفا للأشلاء, ولا أصوات بنادق كثيف أو متقطع, وليس في عرض السماء فوقي سوى النجوم نفسها التي ترافقني منذ الطفولة الأولى
أي ليس في الأفق ولا في السماء طيران حربي أو هديرٌ ما, بدليل أن لا أحد في كوباني قام بطلاء زجاج منزله باللون الأزرق.
احتراما مني لهذه المدينة المقبرة ووداعتها وهدوءها فإنني كلما خرجت أو عدت في وقت متأخر من الليل أضع هاتفي الجوال في وضعية الاهتزاز لئلا يوقظ صوت رنته جواري النائم منذ ساعات الليل الأولى.
مدينة محتشدة بخمس جهات أمنية وعدد لا يحصى من العشائر كيف تتوقعون أن تكون.
أكيد أنها ستكون مثالا للهدوء والأمان وإن تخلل ذلك أحيانا بعض الخروقات كأن تلجأ دورية ليلية للشرطة إلى سرقة محل للموبايلات أو يقوم عناصر الشرطة في حي آخر بسرقة الدراجات النارية وبيعها لاحقا وأمور أخرى مشابهة.
ولكن الغريب الذي يحل ضيفا على كوباني, لا يمكنه الاقتناع بأن لا حرب في كوباني, وبأنها كذلك لم تشهد حربا في تاريخها القصير أو لم تخرج من الحرب.
ربما شهدت حروبا في عصور وأزمنة سابقة, ولكن في العصر الحديث لا شيء من ذلك بتاتا.
رغم كل محاولاتك لن يقتنع الغريب / الضيف بذلك فكل شيء في كوباني حين يتمشى فيها يوحي بأنها في حالة حرب أو خرجت منذ فترة وجيزة من حرب ضروس.
تعال أيها الكوباني الجميل, وأقنع الغريب ضيفك بأن ما يلي لا علاقة له بالحرب:
الحفر التي لا تحصى في الطرق التي لا تحصى, أليست كل حفرة علامة على ارتطام قذيفة بالأرض.
لماذا الإسفلت في كوباني مرّقعٌ دائما ومرقط كنمر أفريقي, ألا تملك البلدية حلا سحريا آخر.
الماء الغائب لمدة تزيد عن اثنتي عشر ساعة في اليوم, بينما شركة المياه تحاسبك على أنفاس عداد الماء.
الكهرباء المقطوعة من شجرة, تنفجر سيارة مفخخة في بغداد فيقطعون الكهرباء عن كوباني, وتقتتل حماس وفتح فيقطعون الكهرباء عن كوباني, يقتتل الجيش اللبناني وفتح الإسلام فيقطعون الكهرباء عن كوباني, يهاجم الجنجويد السكان العزل في دارفور فيقطعون الكهرباء عن كوباني, وكلما اقتتل فصيلان في زاوية من العالم أضع يدي على قلبي وأتوقع انقطاع التيار الكهربائي.الحمد لله أن ديتليف ميليس وبراميريتس وقوى 14 آذار ليسوا من كوباني وإلا كانت شركة المياه قطعت كوباني عن الكهرباء وبالمرة.
ما دهاها البلدية إذا حوّلت الأزقة إلى حاويات قمامة مفتوحة والحاويات إلى بساتين, ألا يهمها أن يرتاح ” عبروش ” قليلا ويتفرغ لعائلته وزوجته وهو عامل النظافة الذي يعمل 25 ساعة في اليوم ولا تنطبق على شخصه الكريم كل اتفاقيات العمل الدولية وروائح الصابون الدولية.
الأنكى من ذلك أن مجلس المدينة وضع اليد على مساحات كبيرة من الأرض خارج المدينة واتخذتها كمزبلة, بلديات العالم تقيم حول مدنها حزاما من الشجر أما بلديتنا فتطوق المدينة بحزام من الزبالة, بينما أحزابنا الكردية شاطرة في إصدار البيانات عن الحزام العربي, وما أخشاه أن يضع سائقو السيارات في كوباني غدا أحزمة الزبالة بدلا من أحزمة الأمان, والذي أخشاه أكثر ان تتحول مزبلة كوباني تلك إلى عقبة في وجه انضمام جارتنا تركيا إلى الاتحاد الأوربي.
ولن أتطرق هنا إلى الدور التجهيلي للمركز السخافي العربي في المدينة الذي يغدق علينا بين الفترة والأخرى بالنشاز السخافي والمتخثر من مرتزقة الكتابة المنتهية مدة صلاحيتهم والذين يوزعون الرداءة على الجمهور الحاضر بالصرماية بينما جمهور كوباني يهديهم التصفيق المنافق بحسب حصصهم من البطاقات التموينية هذا المركز ودوره ليسا اقل عبثية من نهايات قصص كافكا.
هل كوباني الكردية في الشمال مدينة لقيطة وجدتها الحكومة السورية عند باب جامع ما ولا تثير الشفقة.
لذا إذا وقعت حرب هذا الصيف ( لا قدر الله ) لن تخسر كوباني شيئا, فبنيتها التحتية فرت على ظهر حمار قبل أي عمل عسكري وليس فيها ما يثير شهية الطيران الزراعي الذي يرش المبيدات الحشرية فما بالكم بالطيران الحربي المعادي, وسوف لن نناقش حول انعدام البنية التحتية في كوباني وانعدام البنية الفوقية كذلك, بمعنى لن نناقش لماذا كوباني بدون طربوش وحذاء كي لا نجرح مشاعر مسؤولي الدولة, هذه الدولة التي علمتنا مناهجها الدراسية في المرحلة الابتدائية أن من منجزات ثورة الثامن من آذار المجيدة إنارة المدن والقرى, وأن لكل مواطن سوري لمبة وبعث العظام وهي رميم, ولكن لم يوضحوا لنا لماذا تنفد الشموع من أسواق كوباني ومدن أخرى بسرعة البرق.
احتراما مني لهذه المدينة المقبرة ووداعتها وهدوءها فإنني كلما خرجت أو عدت في وقت متأخر من الليل أضع هاتفي الجوال في وضعية الاهتزاز لئلا يوقظ صوت رنته جواري النائم منذ ساعات الليل الأولى.
مدينة محتشدة بخمس جهات أمنية وعدد لا يحصى من العشائر كيف تتوقعون أن تكون.
أكيد أنها ستكون مثالا للهدوء والأمان وإن تخلل ذلك أحيانا بعض الخروقات كأن تلجأ دورية ليلية للشرطة إلى سرقة محل للموبايلات أو يقوم عناصر الشرطة في حي آخر بسرقة الدراجات النارية وبيعها لاحقا وأمور أخرى مشابهة.
ولكن الغريب الذي يحل ضيفا على كوباني, لا يمكنه الاقتناع بأن لا حرب في كوباني, وبأنها كذلك لم تشهد حربا في تاريخها القصير أو لم تخرج من الحرب.
ربما شهدت حروبا في عصور وأزمنة سابقة, ولكن في العصر الحديث لا شيء من ذلك بتاتا.
رغم كل محاولاتك لن يقتنع الغريب / الضيف بذلك فكل شيء في كوباني حين يتمشى فيها يوحي بأنها في حالة حرب أو خرجت منذ فترة وجيزة من حرب ضروس.
تعال أيها الكوباني الجميل, وأقنع الغريب ضيفك بأن ما يلي لا علاقة له بالحرب:
الحفر التي لا تحصى في الطرق التي لا تحصى, أليست كل حفرة علامة على ارتطام قذيفة بالأرض.
لماذا الإسفلت في كوباني مرّقعٌ دائما ومرقط كنمر أفريقي, ألا تملك البلدية حلا سحريا آخر.
الماء الغائب لمدة تزيد عن اثنتي عشر ساعة في اليوم, بينما شركة المياه تحاسبك على أنفاس عداد الماء.
الكهرباء المقطوعة من شجرة, تنفجر سيارة مفخخة في بغداد فيقطعون الكهرباء عن كوباني, وتقتتل حماس وفتح فيقطعون الكهرباء عن كوباني, يقتتل الجيش اللبناني وفتح الإسلام فيقطعون الكهرباء عن كوباني, يهاجم الجنجويد السكان العزل في دارفور فيقطعون الكهرباء عن كوباني, وكلما اقتتل فصيلان في زاوية من العالم أضع يدي على قلبي وأتوقع انقطاع التيار الكهربائي.الحمد لله أن ديتليف ميليس وبراميريتس وقوى 14 آذار ليسوا من كوباني وإلا كانت شركة المياه قطعت كوباني عن الكهرباء وبالمرة.
ما دهاها البلدية إذا حوّلت الأزقة إلى حاويات قمامة مفتوحة والحاويات إلى بساتين, ألا يهمها أن يرتاح ” عبروش ” قليلا ويتفرغ لعائلته وزوجته وهو عامل النظافة الذي يعمل 25 ساعة في اليوم ولا تنطبق على شخصه الكريم كل اتفاقيات العمل الدولية وروائح الصابون الدولية.
الأنكى من ذلك أن مجلس المدينة وضع اليد على مساحات كبيرة من الأرض خارج المدينة واتخذتها كمزبلة, بلديات العالم تقيم حول مدنها حزاما من الشجر أما بلديتنا فتطوق المدينة بحزام من الزبالة, بينما أحزابنا الكردية شاطرة في إصدار البيانات عن الحزام العربي, وما أخشاه أن يضع سائقو السيارات في كوباني غدا أحزمة الزبالة بدلا من أحزمة الأمان, والذي أخشاه أكثر ان تتحول مزبلة كوباني تلك إلى عقبة في وجه انضمام جارتنا تركيا إلى الاتحاد الأوربي.
ولن أتطرق هنا إلى الدور التجهيلي للمركز السخافي العربي في المدينة الذي يغدق علينا بين الفترة والأخرى بالنشاز السخافي والمتخثر من مرتزقة الكتابة المنتهية مدة صلاحيتهم والذين يوزعون الرداءة على الجمهور الحاضر بالصرماية بينما جمهور كوباني يهديهم التصفيق المنافق بحسب حصصهم من البطاقات التموينية هذا المركز ودوره ليسا اقل عبثية من نهايات قصص كافكا.
هل كوباني الكردية في الشمال مدينة لقيطة وجدتها الحكومة السورية عند باب جامع ما ولا تثير الشفقة.
لذا إذا وقعت حرب هذا الصيف ( لا قدر الله ) لن تخسر كوباني شيئا, فبنيتها التحتية فرت على ظهر حمار قبل أي عمل عسكري وليس فيها ما يثير شهية الطيران الزراعي الذي يرش المبيدات الحشرية فما بالكم بالطيران الحربي المعادي, وسوف لن نناقش حول انعدام البنية التحتية في كوباني وانعدام البنية الفوقية كذلك, بمعنى لن نناقش لماذا كوباني بدون طربوش وحذاء كي لا نجرح مشاعر مسؤولي الدولة, هذه الدولة التي علمتنا مناهجها الدراسية في المرحلة الابتدائية أن من منجزات ثورة الثامن من آذار المجيدة إنارة المدن والقرى, وأن لكل مواطن سوري لمبة وبعث العظام وهي رميم, ولكن لم يوضحوا لنا لماذا تنفد الشموع من أسواق كوباني ومدن أخرى بسرعة البرق.
كاتب كردي سوري