– في بحرٍ من التأويل والتفسير وما رافق التحضير للمباحثات التي ستجري في العاصمة الكازاخية ” آستانة ” من غموضٍ ومواقف ، كان لنا حوار عبر الانترنت مع الاستاذ ” فؤاد عليكو ” عضو الهيئة السياسية في إئتلاف قوى الثورة والمعارضة ، وممثلاً عن المجلس الوطني الكوردي .
حاولنا قدر الإمكان تكثيف وتقليص الأسئلة والأجوبة عبر هذا الحوار المقتضب ، وحاولنا أن نلقي الضوء على بعض مفاصل هذه الدعوة الى الطرف الكوردي السوري .
السؤال الأول :
– سمعنا عبر الاعلام بأن الـ ENKS قد استلم دعوة للحضور الى مباحثات ” آستانة ” ، فمن هي الجهة التي بعثت اليكم الدعوة ، ومَن منكم سيُمثل الوفد الكوردي ؟
* الاستاذ فؤاد عليكو : لم تأتي الدعوة كتابياً ، بل تم إبلاغ جميع المدعويين تلفونياً من قبل اللجنة التحضيرية للمعارضة السورية والتي ستشارك في المباحثات بآستانة ، وسيُمثل الوفد الكوردي الاستاذ إبراهيم برو رئيس المجلس والدكتور عبد الحكيم بشار ممثل المجلس الكوردي في الائتلاف والذي يشغل أيضاً نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري والسيد درويش ميركان كمستشارٍ قانوني للوفد .
– السؤال الثاني :
– هل هذه الدعوة لها خصوصية كوردية ، أم أنها جامعة ، حيث تشمل قوى الثورة والمعارضة ، بما فيها الكورد ؟
* الاستاذ فؤاد عليكو : هذه الدعوة خاصة بالمكون الكوردي المتمثل بالمجلس الوطني الكوردي كأحد مكونات المعارضة السوريّة الأساسية.
– السؤال الثالث :
– أنتم كـ ” ENKS ” ماذا تحملون من مشروعٍ للوطن السوري وللكورد على وجه الخصوص قبل الذهاب الى الآستانة .
* الاستاذ فؤاد عليكو : لدى المجلس الوطني الكوردي رؤية متكاملة حول سوريا المستقبل وحول القضية الكوردية في سوريا الموحدة ، وإذا ما توصلنا بالمفاوضات في المستقبل إلى مرحلةٍ متقدمة ؟ عندها سوف نطرح رؤيتنا بكل شفافية ووضوح ، سورياً وكوردياً.
– السؤال الرابع :
– هل ستحضر حكمدارية الادارة الذاتية أيضا مباحثات الآستانة ، وهل هناك أية اتصالاتٍ مباشرة او غير مباشرة بينكم وبينها قبل الذهاب الى كازاخستان .؟
* الاستاذ فؤاد عليكو : لا .، لن يحضروا مباحثات ” آستانة ، وذلك لسببين :
الأول : جاء الرفض من قبل المعارضة بأن الـ PYD محسوبٌ على النظام، وقد حارَبَنا إلى جانب النظام مرات عدة في حلب وريفها ، وعليه فلا مانع لدينا من أن يكون حضورهم الى الآستانة ضمن وفد النظام .
والسبب الثاني: جاء الرفض من جانب تركيا أيضاً ، باعتبارهم فرعٌ من منظمة الـ PKK والمصنفة من قبل تركيا وأوربا وأمريكا بأنها منظمة متشددة وارهابية . ولا توجد بيننا وبينهم أية اتصالات مباشرة .
– السؤال الخامس :
– هل روسيا هي جادّة فعلاً هذه المرّة ، في تقريب وجهات النظر بين المعارضة والنظام ، وهل فعلاً بات الحل الأخير للحرب في سوريا بيد روسيا وتركيا.؟
* الاستاذ فؤاد عليكو : أعتقد أن روسيا جادّة في إيجاد حلٍ للأزمة ، لانها وببساطة قد حققت كل ما ترغبه في سوريا وتركيا، وقد اقتنعت أخيراً بأن خط الغاز العربي من الخليج إلى تركيا قد توقف العمل به نهائياً، وعوضاً عنه ، استعانت تركيا بخط الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوربا، ومن طرفٍ آخر لم تعد روسيا خائفة على استثماراتها من النفط والغاز في سوريا ، إضافة إلى استمرارية تواجد قواعدها العسكرية في البحر المتوسط على الساحل السوري، والحفاظ على هيكلية الجيش السوري وتسليحه الروسي ، وكذلك التأكيد وضمان التبادل التجاري بين تركيا وروسيا بشكل كبير في المراحل القادمة، وبالتالي لم يعد لديها مبرر للاستمرار في الحرب، ولكن هذا الموقف قد يؤدي في مرحلة ما إلى تباعدٍ بينها وبين إيران ، فالمصالح تتحكم وتؤثر بالسياسية بشكلٍ كبير ، وخاصة إيران لم تحقق ما رسمته ورغبته في سوريا ، مثل سيطرتها على سوريا سياسياً واقتصادياً وأيديولوجياً.
– السؤال الأخير
– ماذا بقيت من أوراق القوة والضغط بأيدي المعارضة السورية ، لطرحها على طاولة المباحثات أمام النظام وانتزاع المكاسب للشعب السوري وثورته .
* الاستاذ فؤاد عليكو : روسيا باتت مقتنعة بأن الحل العسكري في سوريا بعيد المنال ، وأنه من المستحيل أن تعود سوريا الى سابق عهدها كما كانت ، حتى وان فرضت سيطرتها العسكرية على جميع مواقع المعارضة، وأيضاً باتت مقتنعة بأن المعارضة في المستقبل ستتأقلم مع الوقائع الجديدة وستغير في التكتيكات والاستراتيجيات بحسب التطورات على الارض. وقد تنتهج المعارضة اسلوب حرب العصابات ، وسيكون هذا استنزافاً للطاقات العسكرية الروسية الى المدى البعيد . فلماذا ستذهب بهذا المنحى الخطير .؟ طالما مصالحها باتت مؤمنة من قبل المعارضة .! وقد ورد في إحدى فقرات بيان موسكو مثلاً (بأن لاحل عسكري في سوريا)، لذلك فالحكمة تقتضي إنهاء الحرب والدخول في حوارٍ سياسي مكثف ، لمعالجة الأزمة السورية سلمياً وبالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وتَفرُّغ الجميع لمحاربة الإرهاب في المنطقة.
– شكراً لكم الاستاذ فؤاد عليكو … على الإجابة .!
– دمتم بخير
———-
* حاوره … ” عنايت ديكو ”