صلاح بدرالدين
نحن ككرد وطنيين سوريين من أولوياتنا النضالية وبسبب التقسيمات الراهنة للجغرافيا السياسية بين الدول الأربع التي تقتسم الكرد وأرضهم وبحسب مبادىء وأهداف وبرنامج حركتنا الكردية السورية العمل سوية مع شركائنا الآخرين من عرب وغيرهم لنصرة ثورتنا واسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي اضافة الى المطالبة باطلاق سراح مئات الآلاف من المعتقلين في سجون ومعتقلات النظام والعشرات في معتقلات – ب ي د – بالقامشلي وفي المجال القومي ندين بشدة الاعدامات والاعتقالات التي تجري يوميا بحق مناصلي شعبنا في كردستان ايران من جانب نظام الممانعة الحليف لنظام الأسد كما ندين أيضا أي نوع من الاعتقال السياسي وخصوصا ماجرى في دياربكر بحق مجموعة من أعضاء حزب – هادب – بالرغم من موقف هذا الحزب المؤيد لنظام الأسد وحزب الله والمناصر لسياسات – ب ي د – المضرة ببلادنا وشعبنا وقضايانا .
– 2 –
رئيس وفد – الاتحاد الوطني الكردستاني – يصف علاقة حزبه بطهران با ” الاستراتيجية وأنها لن تتأثر بمتغيرات المنطقة والمصالح الايرانية ستكون محمية من جانبنا في كل الظروف وأن أمن واستقرار ايران هو من أولوياتنا وسنواصل الطريق الذي سلكه الطالباني مع ايران وكان تصريحه الأخير أمام – ولايتي – الرفض الكامل لأي ( سايكس – بيكو ) جديد والحفاظ على ماهو قائم بالمنطقة ” كل ذلك ومعركة الموصل محتدمة والمشروع الايراني المذهبي التقسيمي يتمدد عبر الحشد الشعبي وملا بختيار يعلن من طهران بما معناه أنهم ضد ارادة شعب كردستان في تقرير مصيره عبر الاستفتاءوالتفاهم مع بغداد الذي يدعو اليه رئيس الاقليم .
– 3 –
تكريم الشهيد ” الدكتور سليمان ” من جانب الكرد في كل أماكن تواجدهم لاينبع فقط من التحاقه الطوعي بقوات البيشمركة مفضلا الصعاب على مزايا الحياة الأوروبية وتخصصه في أخطر مهنة في ازالة ألغام – داعش – حتى ضحى بحياته على تراب جبهة – بعشيقة – بل تقديرا أيضا لخياره السياسي الوطني عندما غادر صفوف – ب ك ك – مع أخيه الكاتب – سليم جروك كايا – بعد القناعة التامة بحصول الانحراف عن الخط القومي وهنا علينا أن لاننسى مواقف المئات بل الآلاف من شرفاءالنخب السياسية والثقافية الكردية ( وبينهم كرد سورييون ) الذين انخرطوا في – ب ك ك – لأهداف مشروعة وغادروه بعد أن بانت لهم الحقيقة المرة .
– 4 –
مع بدايات انهيار – الامبراطورية العثمانية – ظهرت ” المسألة الشرقية ” التي كانت تعني نظريا توزيع مهام حماية المكونات ( الأقليات ) المسيحية بين دول أوروبا وفي الواقع العملي كانت ذريعة للاستعمار والتدخل واستغلال الشعوب والآن تظهر تلك المسألة بشكل آخر يمكن أن نطلق عليها ” المسألة الشيعية ” حيث تقوم ايران بتوسيع نفوذها واثارة القلاقل والفتن تحت ذريعة حماية المكون الشيعي الموزع في العراق ولبنان واليمن والبحرين وافغانستان والمستحدث الآن في سوريا في الأولى صمدت شعوب المنطقة وردت مخطط التفتيت الديني – الطائفي على أعقابه ولن تكون مصير الثانية بأحسن حال من الأولى بفضل ارادة شعوب المنطقة التواقة الى الثورة على الاستبداد والتغيير الديموقراطي والسلم والعيش المشترك .
– 5 –
من افرازات ثورات الربيع أيضا التسريع في الكشف عن فاشية من نوع جديد أشد خطرا من النازية بعملية تلاقح بين كل من فكر البعث وهو في مرحلة أفوله كنهج شوفيني شمولي دموي وجناحي الطائفية السياسية السنية منها والشيعية المنتميتين الى مجاميع ارهابية في جسم الاسلام السياسي الدولتي والميليشياوي وكأمثلة بارزة ( تلاقي ايران وملحقاته مع نظام الأسد وتوافقه المستتر مع داعش وتسليم نوري المالكي الموصل ومافيها من بنوك وأسلحة أربع فرق عسكرية الى البغدادي الداعشي – البعثي وتوحد عدد من مراكز القوى الشيعية والسنية الحاكمة في بغداد في صف معاد للبيشمركة الكردية بدواع عنصرية ومن أجل معالجة مصير الموصل وتلعفر من منطلقات انقسامية ومذهبية بغيضة مطابقة للمشروع الايراني الساعي الى ممر يؤدي الى البحر المتوسط ) من دون أن نغفل أدوار تيارات مغامرة كردية في العراق وسوريا في التناغم مع هذه الفاشية .
– 6 –
كان نجاح البيشمةركة والمؤسسات العسكرية والأمنية والادارية وجماهير كركوك بكل مكوناتها الكردية والتركمانية والعربية والمسيحية في افشال غزوة – داعش – بمثابة الصدمة لأمثال – المالكي والمطلق – وسائر البعثيين وأرباب الطائفية السياسية الشيعية منها والسنية وكما يظهر المطلوب هو تقديم الاعتذار لأولئك جميعا على نتائج الخطة الاجرامية وعلى صمود البيشمةركة ومما يثير الانتباه أن قناة – الجزيرة – القطرية من أكثر المتأثرين بصدمة اندحار من تسميهم – الجهادييون أو تنظيم الدولة الاسلامية – وماعلينا الا تقديم العزاء الحار لادارتها .