بيان عام لتيّار المستقبل الكُردي في الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال القائد الشهيد مشعل التمو

يُصادف يوم السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الذكرى السنوية الخامسة لإغتيال الشهيد مشعل التمو القائد الكُردي السوري ومؤسّس تيّار المستقبل الكُردي وأحد أبرز رموز شهداء الثورة السورية، والذي تعرّض لعملية اغتيال نظّمها نظام الأسد وبآوامر مخابراته وشارك في تنفيذها مجموعة مسلّحة من حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في مدينة قامشلو في 07 تشرين الأول (أكتوبر) 2011، ليكون تاريخ إغتياله بدايةً لمرحلةٍ مظلمةٍ في طريق القضاء على الثورة في المناطق الكردية والبدء بعصر الإغتيالات السياسية والاختطاف والنفي التي طالت الكثير من النشطاء والسياسيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني ولتتوالى بعدئذ قوافل الشهداء من أمثال الشهداء: نصر الدين برهك، جوان قطنة، محمود وانلي، الدكتور شيرزاد، أحمد فرمان بونجق. ناهيك عن الكثير من الشهداء الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل حرية الوطن وعزته، وتمّ إرتكاب العديد من المجازر بحق السّكان في المدن الكُردية الثائرة كمجزرة أبناء عبد الله بدرو في قامشلو، مجزرة عامودا ومجزرة تل غزال في كوباني ومجزرة عائلة شيخ حنّان في عفرين، إضافةً إلى اختطاف الكثير من السياسيين الكُرد البارزين في مقدّمتهم: بهزاد دورسن، جميل أبو عادل وضباط المجلس العسكري الكُردي الثمانية وغيرهم من مجهولي المصير حتّى يومنا هذا. 
كل ذلك تمّ لإزاحة العقبات أمام مخطّطات نظام الأسد بغية خلق ظروفٍ جديدةٍ  فرض نظام الأسد في ظلّها حزب الاتحاد الديمقراطي على المناطق الكُردية في سوريا عبر عملية تسليم واستلام تضمّنت مهمة تسليم ب ي د الملف الأمني في هذه المناطق لمباشرة القمع السياسي، التجنيد الاجباري وخطف الأطفال وتجنيدهم، فرض الآتاوات والضّرائب، إنهاء كل أشكال الحياة السياسية والإقتصادية وفرض سياسة الحزب الواحد وحرق مكاتب الأحزاب المعارضة وتطويق القرى الكُردية واختطاف الشباب وتجنيدهم وملاحقة النشطاء السياسيين والإعلاميين وإهانتهم والاستمرار في اختطاف العديد من القيادات والكوادر الحزبية في المجلس الوطني الكُردي وحجزهم في زنزاتهم، وفصل الموظفين الكرد المعارضين لسياستهم بالإضافة إلى ممارسة الكثير من السياسات القمعية والتهجير القسري والتي ساهمت بتفريغ المناطق الكردية من سكانها، خاصّةً الفئة الشبابية المُنتجة، هذه السياسات التي تهدف بشكل أساسي إلى فرض سلطة وكالة شكلها ولسانها كُردي ولكنها تعمل لأجندات لا تخدم القضية الكُردية بالمطلق بل تخدم نظام الأسد ومحور إيران.
يا جماهير شعبنا الأبي:
إنّنا اليوم أمام ذكرى أليمة وحزينة على قلوبنا جميعاً، ذكرى قائد شجاع كان شعبنا بأشدّ الحاجة له في ظل هذه المرحلة الخطيرة والمفصلية التي تمرّ بها سوريا عموماً وشعبنا الكُردي على وجه الخصوص، ذكرى رجلٍ كان يُشكّل عقبةً ًرئيسةً أمام المشاريع السياسية الإستبدادية المعادية لحقوق الإنسان وحقوق الشعب الكُردي وقضيته العادلة، كما إنّها ذكرى إنسانٍ مُضحٍّ، كرّس جُلّ حياته للنضال من أجل شعبه، من أجل وطنه وقضيته، من أجل الحق والعدالة والمساواة والكرامة الوطنية. إنّنا أمام رجلٍ كرّس ذاته لوضع القيم والمُثل السياسية والفكرية والأخلاقية والإنسانية موضع التنفيذ العملي.
يا جماهير شعبنا المقاوم:
تمرّ الذكرى السنوية الخامسة لإغتيال القائد مشعل التمو وسوريا تمرّ بظروفٍ استثائيّةٍ خطيرةٍ في ظل التدخل الرّوسي المباشر في حربه ضد الشعب السوري وخاصةً ما تتعرّض له المدن السورية من حربٍ مدمرةٍ من قبل طيرانه الحربي الإجرامي وصراعه العبثي مع أطراف مختلفة ومنظمات إرهابية كداعش وتنظيمات القاعدة في محاولةٍ بائسةٍ منه لإنقاذ نظام الأسد المجرم مستغلاً صمت المجتمع الدولي والتصريحات المتناقضة الصادرة عن القيادة الأمريكية والقوى الأخرى التي اعتبرت نفسها من أصدقاء الشعب السوري دون أن تُقدّم له أي دعم عسكري أو سياسي جدّي، هذا الصمت الدولي الذي يُفسح المجال أكثر للمحور الذي يمثله الحلف الروسي الإيراني العراقي السوري الداعم بشكل مباشر لآلة القتل لنظام الأسد والذي من شانه تأزيم الوضع السوري وتعقيده أكثر والذي سيكون عنوان المرحلة المقبلة حيث المزيد من التدمير للمدن السورية وبنيتها التحتية والإمعان في قتل الشعب السوري بكل مكوناته والتهجير والتشريد والمزيد من التدخل وتفجير المنطقة المتفجّرة اصلاً منذ زمن.
إنّ تيّار المستقبل الكُردي الذي تزعّمه الشهيد مشعل التمو يؤكد على المحاور التالية:
أولاً: استمرار الأزمة السورية مرتبطٌ بشكلٍ مباشرٍ ببقاء نظام بشار الأسد وأية محاولة من المجتمع الدولي لإشراك نظام بشار الأسد في مستقبل سوريا من شأنه تأزيم الوضع السوري أكثر واستفحال انتشار الإرهاب بقيادة تنظيم داعش الإرهابي وملحقاته ليس في سوريا فحسب بل في عموم المنطقة وسيكون ذلك سبباً في إراقة المزيد من الدماء وتهجير المزيد من الملايين وسيفقد الشعب السوري الثقة بالمطلق بالغرب وأمريكا.
ثانياً: ندعو المجتمع الدولي إلى حماية الشعب السوري عامّةً والشعب الكُردي في كُردستان سوريا على وجه الخصوص في ظل الهجرة الكبيرة التي تشهدها المنطقة الكُردية هرباً من إرهاب داعش واستبداد حزب الاتحاد الديمقراطي واستمراره في عمليات الإختطاف السياسي التي تطال الكثير من القيادات السياسية في المجلس الوطني الكُردي المعارض.
ثالثاً: نكرر مناشدتنا للسيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كُردستان العراق للعمل الجدّي وبالتنسق الكامل مع المجلس الوطني الكُردي من أجل عودة بيشمركة كُردستان سوريا من كُردستان العراق إلى وطنهم لتكون مهمتهم حماية النشطاء السياسيين والإعلاميين والشعب الكُردي وقضيته وحقوقه القومية في وجه نظام الأسد وتنظيم داعش الإرهابيين.
رابعاً: نرفض وثيقة لندن الصادرة عن الهيئة العليا المعارضة والتي نعتبرها مجحفةً بحقوق الشعب الكُردي المشروعة وكافة حقوق المكونات السورية الأخرى ونعتبرها لا تمثلنا مطلقاً كما نرفض كل التصريحات العنصرية اللامسؤولية الصادرة عن بعض الشخصيات العربية ضمن المعارضة السورية ضد الشعب الكُردي وقضيته القومية العادلة، هذه التصريحات التي تسيء بالدرجة الأولى للشعب السوري وثورته المباركة. كما أنّ حل القضية الكُردية هو جزءٌ أساسيٌ من حل القضية السورية ودمقرطة سوريا وضمان مستقبل مزهر لكل السوريين.
إنّنا في تيّار المستقبل الكُردي في سوريا نُجدّد العهد لشعبنا وشهدائنا ومعتقلينا  ونؤكٌد أنّنا سائرون على خط تيار المستقبل الكُردي والدرب الذي سار عليه الشهيد مشعل التمو وكل الشهداء، ولن نُساوم أبداُ على حقوق الشعب الكُردي في الجزء الكُردستاني الملحق بسوريا رغم انتمائنا للثورة والمعارضة السورية وتأكيدنا على ضرورة اسقاط النظام وبناء الدولة السورية الجديدة، دولةً اتحاديةً فيدراليةً ديمقرطيةً تشاركيةً تكون لكل السوريين بغضّ النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية أو السياسية وتتحقّق فيها الحقوق القومية المشروعة للشعب الكُردي وفق المواثيق والعهود الدولية ذات الصلة. وسنكون الضمير والصدى الحي لصوت كلّ الأحرار والشرفاء من أبناء شعبنا وسنقف بالمرصاد لكل من يعبث بحقوق الشعب الكُردي التي طالما كان الشهيد يدافع عنها بكل قوةٍ وجرأة، وضحّى بحياته في سبيلها.
‏‎”مشعل ستبقى شعلةً تنير دربنا وخالداً في قلوبنا وضمائرنا”
المجد للشهداء والخزي والعار للمجرمين والقتلة
المجد للقائد الشهيد مشعل التمو
تيّار المستقبل الكُردي في سوريا
2 تشرين الأول (أكتوبر) 2016

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…